بين «النمر» القتيل و «الأسد» القاتل تجوع مضايا ليتحرك «ضبع» المقاومة… و«ترعة المفهومية» تتألق في مصر

حياد ملامح وتقاسيم وجه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عندما أطل على شاشتي «العربية» و»الجزيرة» يخذل المتعطشين دوما لإستعراضات»خشنة» تتناغم مع القول، خصوصا أمام المايكروفون وعلى الشاشة، وإن كان الحياد المقصود تعبير عن «عمق» المؤسسة السعودية في بعض جوانبه.
أحد الأصدقاء أصر وهو يتابع الأزمة الإيرانية- السعودية على العبارة التالية «تستطيع قتل «النمر»، لكن «الأسد» ما زال في الغابة».. هذه حصريا مشكلتنا في الأمة المبتلاة.. الأسد ما زال ويظهر بشوشا، رغم أن بلاده تدمرت ونصف شعبه ما بين قتيل وجريح وسجين وغريق ومشرد ولاجىء.
لو كنت – لا سمح الله – مكان «أسد سوريا» وشاهدت صور أطفال شعبي الغرقى، التي ينشرها يوميا الإعلام الكوني على شواطىء الملاذات لتنازلت عن اللقب فورا وقبلت بالتحول إلى «ضبع» .. ثمة إيماءة تلفزيونية في هذا الخصوص في «حارة الضبع» المحايدة في المسلسل الشهير «باب الحارة»… ألا تذكرون؟
أخونا وزير الخارجية السعودي يطارد في تصريحاته الحادة الأسد والنمر معا.
ما علينا «النمور» تتكاثر في محور المقاومة،ومن الواضح أن النمر الإيراني، الذي أثار إعدامه الدنيا مؤخرا ينافس العقيد النمر، الذي يتمايل في الغوطة ومحيط ريف دمشق، وهو يطرح نظرية «العالم مش عالم».. نعم أتحدث عن نمر نظام دمشق، «بطل» إقتلاع الحناجر العقيد سهيل الحسن.
موقفي ببساطة ومباشرة كالتالي: لا تعجبني الإدارة السعودية في الكثير من جوانبها، ولا يمكنني الموافقة على إعدام صاحب رأي من حيث المبدأ وفي كل مكان.
لكن إيران التي تتصدر الإعدامات بعد الصين، وحرسها الثوري يقتل على الطائفة في العراق ولبنان وسوريا واليمن آخر من يستطيع التحدث عن الأمر، وعندما يتعلق الأمر بوحوش الغابة أقولها بوضوح: نحن مع السعودية.
بين النمر القتيل والأسد القاتل تبقى «حارة الضيع» هي الملاذ لكل من يقتل الحياة بإسم الممانعة والمقاومة.

كسرة خبز في مضايا

على سيرة وحوش الغابات أقترح على الرفاق في حزب الله التوقف عن استعمال مفردة «المقاومة» في إصدار بيانات تعلق على مشاهد التجويع الجارحة في مضايا وغيرها.
يمكن للحزب أن يستخدم صيغة أخرى.. كعربي ومسلم أحب أن أقرأ كلمة المقاومة أسفل بيان يتحدث عن عمليات ضد العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا، وليس في بيان يدافع عن نظام دمشق ويتدخل في حرب أهلية.
محطة «الميادين» مع إحترأمنا للزملاء فيها تمتلك موهبة خاصة مستعارة من بقالة «آل مخلوف» فضائية «الدنيا» في تبرير تجويع أهالي قرية مضايا والسهر على إخراج مقاتلي حزب الله من المسؤولية الأخلاقية، التي أقول بوضوح إنها تشملنا جميعا وبدون إستثناء في الأحوال كلها.
شعرت فعلا بالقهر «الثوري» والإحباط الأخلاقي ومذيعة الأخبار في محطة «المنار» تتلو علينا بيان الحزب تعليقا على مجاعة مضايا وتذييله بإسم المقاومة اللبنانية.
لا يوجد انهيار أخلاقي ومهني للأسف أكثر من ذلك.. البندقية التي نألفها وهي موجهة لإسرائيل فقط تحرس الحدود حتى لا تدخل قطعة خبز أو عبوة حليب وسردين للضعفاء في مضايا وغيرها.. تلك جريمة يندى لها الجبين ولا ينافسها بالجبن والخسة إلا تلك البندقية المقابلة التي تجاهلت إسرائيل أيضا وتحصنت بين أطفال ويتامى مضايا المختطفة بإسم الثورة مرة وباسم الله والإسلام وأهل السنة مرة أخرى.
شخصيا أرى دوما مستويات الإنحطاط الأخلاقي في كل بندقية تحاصر طفلا أو تتخذه رهينة بصرف النظر عن من يحملها وزيف إدعاءاته.

جنرالات السيسي

في أي مدرسة في الكرة الأرضية تلقى الجنرال المصري أحمد الهياتمي العلم، حتى يخرج علينا بنظريته العسكرية الجديدة وفكرتها «لو اليهود قصفوا مصر بصاروخ حيرجع لهم بسبب تيارات الهواء بين البحرين المتوسط والأحمر؟».
«هيرجع لهم ولا إيه؟».. قالها الجنرال وهو محافظ السويس في شريط فيديو مجهول المصدر تداولته الوسائط الإجتماعية وظهر فيه بعض هزازي الرؤوس وهم يقولون «هيرجع… تمام يا أفندم».
مرة وصف الجنرال المحافظ إسرائيل بـ «اليهود»، ثم إستدرك وقال»الجانب الآخر».. النكتة ليست في ما قاله الرجل المخضرم عسكريا، بل في إلتقاط مشاهد بثتها «إي آر تي» ملحقة بالشريط المسخرة، حيث إسماعيل ياسين يرد على المحافظ قائلا».. يا سلام عليك.. يا بحر العلوم .. يا ترعة المفهومية»… قد تكون فعلا ترعة الفهم، خصوصا للعلاقة بين صواريخ إسرائيل وحركة تيارات الهواء في سيناء و»عجبي».

«ذا فويس» للحوامل قريبا

«ذا فويس»، برنامج تفوق شهرته الآفاق الآن، ولأن ملايين المغفلين جاهزون تماما لدفع دولاراتهم لتحالف شركات الإتصال والإنتاج التلفزيوني يلجأ المنتجون لإستسناخ المزيد من هذا النوع من المسابقات.
مؤخرا حضرت حفلة الإفتتاح لنسخة «أحلى صوت» المخصصة للأطفال، وأزعجني ما رأيت من محاولات المساس ببراءة الأطفال وإخضاعهم لمعايير السوق.
نسخة الأطفال دفعت صديقا للمطالبة بـ «ذا فويس للحوامل» الشهر المقبل على أن يبدأ التأهيل من الشهر الرابع .

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الثوار المسلحين بمضايا بكافة فصائلهم هم من أهل مضايا
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول محمد الاردن:

    الكرسي غالي جدا ……………..اتوقع لو كنت مكانه لاصبحت حسابتك غير هذا ولذلك لو مات كل الشعب ما تركت الكرسي ……اخر ما يخرج من قلوب الصديقيين حب الرئاسة ……….فكيف بعامة الشعب

  3. يقول زياد - الاردن:

    فعلا الى اي درجة وصل معها الانحطاط الفكري لرجالات الانقلاب في مصر , ايعقل ان القاهرة منارة العلم لعقود مضت او حتى قرون ان يخرج منها من يتفوه بهذا الهراء ( احترم القراء والا لذكرت كلمة اخرى ) والادهى من ذلك ان تجد قناة مصرية ثبث ذلك البرا…. للعالم ولاتحترم عقول شعبها , لااستبعد ان يخرج علينا احد رجالات الانقلاب ويقول ان مياه النيل فيما لو انهار سد النهضه نتيجة تربته الطينيه فان رياح البحر المتوسط ستصدها الى اثيوبيا , على فكره انا كنت في مصر عام 2008 وقد ناقشت معارف مصريين متعلمين في خطورة بناء سد على التيل في اثيوبيا فكان جواب الجميع مستحيل اثيوبيا تستطيع ان تبني سدا على النيل لان النيل عندهم منحدر قوي .
    ضاعت مصر يرقاله .

  4. يقول احمد + قطر:

    احسنت استاذ بسام

  5. يقول غادة الشاويش المنفى:

    اضم تعليقي لتعليق الاخ داوود اهل سوريا هم الثوار والاغراب عدهم ميليشيا حزب الاسد الله سابقا وجميع سيدات حيي من ريف دمشق وحمص كن يناقشن احد المؤيدين للنظام الثوار هم ابناؤنا حلوة هاي خطفوا قرار اهل مضايا ! اهل مضايا ودرعا وحمص وحماة وحلب والغوطة هم من حمل ابناؤهم السلاح في وجه الطاغية وليس لديهم ما يخسرونه اكثر من وطنهم ودم عاءلاتهم واعراض زوجاتهم وفي علم النفس العسكري اذا توفر عنصر الاصرار عند ثوار صمدوا ستة او ثلاثة اشهر في حصار وحشي فاعلم ان العالم باسره لن يقدر لهم

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله أختي العزيزة غادة وحيا الله الجميع
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  6. يقول على نور الله:

    لو كان الثوار من اهل مضايا لما منعوا المدنيين من الخروج و بعدها سنرى كم ساعة سيصمدون ، هم يحتمون بالمدنيين لانهم يعلمون ان الجيش سيسحقهم فى ساعات لو خرج المدنيون .
    المسلحون متخمون و ليسوا بجائعين ، مما يعنى ان الطعام موجود عندهم و كل المساعدات التى يدخلها الصليب او الهلال الاحمر يصادرها المسلحون و يبيعونها للمدنيين باغلي الاثمان فما ذنب حزب الله او الجيش السورى ؟؟؟؟؟
    لو مسلحون احتلوا اى مدينة او شارع فى اى دولة فى العالم فان الجيش سيحاصر هذه المنطقة

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      بسم الله الرحمن الرحيم
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة
      إتق الله يا أخ علي
      هؤلاء المسلحين ليسوا داعش
      والنظام زرع ألغاما وقناصة حوالي مضايا
      أي أن الخارج من مضايا سيقتل قنصا أو تفجيرا أو جوعا
      النظام السوري لا يهمه المدنيين مطلقا – ألا تشاهد سقوط البراميل عليهم
      ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية