منع بث جلسات البرلمان للقضاء على ظاهرة «أعضاء الشو»… واقتراح بمنع «البوس» بين الرجال فيه

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : استمرت الأغلبية في عودتها للاهتمام ولو مؤقتا بالقضايا السياسية وهو ما عكسته الصحف المصرية أمس الثلاثاء، خاصة مع بدء مجلس النواب جلسات الإجراءات التي تضمنت انتخاب رئيس المجلس وكان الدكتور على عبد العال، ثم انتخابات الوكيلين، حيث فاز محمود الشريف مرشح «ائتلاف دعم الدولة» من الجولة الأولى، بينما تمت الإعادة بين علاء عبد المنعم مرشح الإئتلاف وسليمان وهدان مرشح «الوفد»، وانتهت بفوز وهدان بفارق أربعة أصوات، فقد حصل على مئتين وخمسة وثمانين صوتا، بينما حصل علاء على مئتين وواحد وثمانين صوتا، واعتبر البعض فوزه أول ضربة لائتلاف دعم الدولة وتمرد عدد كبير من أعضائه عليه، هم الذين رجحوا كفة مرشح «الوفد»، لأنه لو افترضنا أن كتلة حزب «المصريين الأحرار» وعددها خمسة وستون، بالإضافة إلى كتلة «الوفد» وبعض الأحزاب الأخرى ومستقلين رفضوا الإنضمام للائتلاف لن يتجاوز المئة فإن أكثر من مئة من أعضاء الائتلاف لم يلتزموا بمرشحهم وهو ما قد يعطي التوقعات بتبعثر الائتلاف بعض الصحة، وإن كنت أرى أن هذا أمر سابق لأوانه وأميل إلى أن جهة ما أرادت إنجاح مرشح «الوفد» لإظهار أن الائتلاف ليس صورة من الحزب الوطني في استحواذه على المناصب، فقد فاز بمنصب الرئيس والوكيل وحتى لا تترك هذه الجهة منفذا لهجمات ضد الدولة وتذكيرها بأنه حتى الإخوان المسلمين عندما حصلوا على الأغلبية في المجلس أخذوا منصب رئيس المجلس وتركوا الوكيلين واحد لحزب «النور» والثاني للوفد وعلى العموم فإن انتخابات رئاسات اللجان وعددها تسع عشرة لجنة سوف تكشف إن كان استنتاجنا صحيحا أم لا، أما القرار المفاجئ فكان تقدم أكثر من أربعين عضوا بطلب لرئيس المجلس الدكتور علي عبد العال بعدم إذاعة الجلسات مباشرة على الهواء حتى لا يستغلها بعض الأعضاء من محبي الشهرة لارتكاب أعمال أو التلفظ بكلمات تسيء إلى سمعة المجلس وتمت الموافقة عليه وبذلك سيقل اهتمام الناس بأعمال المجلس .
أما الموضوع الأهم فكان خبر الإجتماع الذي عقده الرئيس السيسي مع وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي ووزير الري حسام مغازي وخالد فوزي، رئيس جهاز المخابرات العامة وبحث تطورات محادثات «سد النهضة» ولا أظن أنها السبب إنما السبب حسبما جاء في الخبر مشروعات توصيل المياه إلى سيناء والتأكد من جودتها وتأمين المعدات والآلات المستخدمة في المشروعات الاقتصادية، ذلك أن بحث تأمين المعدات جاء بعد حادثة الهجوم الإرهابي الذي دمر معدات وآلات النظافة في مقر الشركة في العريش ولم يحدث تصدي للمهاجمين وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات تعرض معدات وآلات مشروعات أخرى بمئات المليارات من الجنيهات تعمل لإنجاز مشروعات عملاقة بعضها استثمارات أجنبية في شرق قناة السويس لهجمات مماثلة، خاصة مع ربط ذلك بنشاط مهاجمة الفنادق التي يتواجد فيها سائحون أجانب، كما حدث في فندق شارع الهرم وفندق الغردقة، وكذلك العنف في اغتيال رئيس مرور الجيزة وسائقه وحرقهما داخل السيارة وهو ما يستدعي إعادة النظر في إضافة إجراءات أمنية أخرى .
أيضا استحوذ خبر قرار النائب العام المستشار نبيل صادق، وهو رئيس اللجنة القومية لاسترداد الأموال والأصول المهربة للخارج بتكليف مكتب التعاون الدولي في النيابة العامة وجهاز الكسب غير المشروع بتشكيل لجنة مشتركة تعمل على استرداد أموال مبارك ونجليه من البنوك الأجنبية بعد أن أصبح الحكم نهائيا ولا يقبل أي نقض، وكنا قد أشرنا أمس إلى أن النيابة العامة بدأت فور صدور الحكم في التحرك لأنها كانت تنتظره حسب شروط البنوك السويسرية والبريطانية والألمانية، وارتبط ذلك بقرار محكمة استئناف القاهرة تحديد جلسة في السابع من الشهر المقبل لبدء محاكمة وزير الداخلية الأسبق اللواء حبيــــب العادلي واثني عشر من قيادات الوزارة في عهده في همة الإستيلاء على أكثر من ملياري جنية بطرق غير مشروعة .وإلى بعــض مما لدينا:

مجلس النواب:
لا سمع وطاعة لزعيم أغلبية أو مرشد

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على جلسة الإجراءات لمجلس النواب الجديد وانتخاب الرئيس والوكيلين وبعض ما حدث فيها وتوقعات وأمنيات البعض .ومنهم زميلنا فهمي عنبة رئيس تحرير «الجمهورية»، الذي قال يوم الاثنين» :ظهر واضحا أن هذا المجلس سيكون مختلفا تماما عن السابق فلن يكون هناك سمع وطاعة لزعيم أغلبية ولا كتلة حزبية ولا لمرشد ولا لممثل الحكومة، فكل نائب سيفعل ما يراه وسيكون رأيه من دماغه، ولن ترى رجاله مثل كمال الشاذلي وأحمد عز، قد يكون الشيء الوحيد الذي يتفق عليه جميع النواب هو عدم تنازلهم عن الحصانة وعن استمرار المقولة الشهيرة «سيد قراره» حاول عدد من النواب أمس أن يظهروا في الصورة من البداية ليقولوا نحن هنا، سواء لأبناء دوائرهم أو للمواطنين الذين يشاهدون الجلسة على الهواء او أنهم أرادوا أن يذبحوا القطة من البداية لمن سيجلس على المنصة وللحكومة هي تجربة الشعب والدولة وعلينا أن نخوضها ونعطي الأعضاء الفرصة الكافية للحكم عليهم فمن بين 597 عضوا لا بد أن يخرج نواب يدافعون عن المواطنين ويتصدون للفساد ويقرون قوانين ويسنون تشريعات ويراقبون الحكومة ويثرون الحياة النيابية ويساهمون في بناء مصر الحديثة سيكون الحكم لمواطن على أداء هؤلاء النواب، وإذا حاد أحدهم عن الطريق السليم أو استغل حصانته، فالكلمة الأولى ستكون للناخبين في المرات المقبلة، فالتجربة ستتطور مع الزمن والشعب سيقول كلمته في مرات مقبلة وعلى النواب أن يعملوا للبلد وللشعب وللمستقبل» .

النواب ليسوا في جيب الحكومة

والموقف نفسه شاركه فيه في اليوم نفسه زميلنا في «الأهرام» حسن أبو طالب بقوله: «المؤكد أن برلمان مصر طبعة 2016 يختلف كثيرا عن كل البرلمانات السابقة، سواء في طريقة الانتخاب أو البيئة السياسية الكلية التي تشكل في رحمها وهو الأكثر تعبيرا عن مكونات الشعب المصري وهو الأكثر تنوعا في تياراته السياسية، بما في ذلك هؤلاء الذين يصعب وضعهم في إطار فكري أو إيديولوجي معين. ولا نملك سوى القول إن النواب أيا كانت طريقة انتخابهم جميعهم وطنيون ويسعون إلى خدمة بلدهم ويأملون في أن يضع كل منهم بصمة في حاضر الوطن وتاريخه.
والمؤكد أيضا أن طريقة أداء برلمان 2016 وعلاقته بالسلطة التنفيذية مُمثلة في الرئيس والحكومة سوف تتأثر بالتنوع الحزبي والسياسي الموجود في البرلمان، فالحكومة لن تستطيع أن تؤمن التأييد التلقائي الذي عهدناه سابقا فهي بحاجة دائمة إلى إقناع النواب أولا بأن رؤيتها وأسلوبها في العمل هو الأكثر ملاءمة للظروف والإمكانيات والطموحات أيضا. وعليها ثانيا أن تُزيد من الشرح والتوضيح لكل كبيرة وصغيرة، وثالثا أن تتوقع الكثير من النقد الهادف أحيانا والتزيد الذي لا معنى له أحيانا أخرى وألا تنظر الإشادة إلا نادرا. فالنواب ليسوا في جيب الحكومة ولن يكونوا والكل سيضع أمام عينيه رد الفعل الشعبي والمعالجات الإعلامية المهنية وغير المهنية لا سيما أن الكثيرين جاءوا بجهدهم الخاص وتأييد الناخبين لهم وهم حريصون على أن تبقى صورتهم ناصعة في أعين من أتوا بهم برلمان 2016 سيقود كثيرين إلى التعامل مع الائتلافات الحزبية باعتبارها آلية ديمقراطية مشروعة وليست كما روج البعض من إعلاميين وسياسيين أنها عودة للوراء. لكن نجاح هذه الائتلافات لن يكون مضمونا في ذاته فثمة شروط رئيسية تجعله قابلا للحياة والاستمرار وقادرا على التأثير في عمل البرلمان، أولها اقتناع الأعضاء في الائتلاف بأن عملهم يتطلب الولاء للمبادئ التي تأسس عليها الإئتلاف» .

«الأخبار»:
إياكم وحكم الفرد الواحد

أما زميلنا وصديقنا في «الأخبار» ورئيس تحريرها الأسبق جلال دويدار، فقد اكتفى في اليوم نفسه بتوجيه النصائح التالية للأعضاء وموجها اتهامات غير مباشرة للبعض : «تمني أن يكون الجميع على قدر المسؤولية، سواء الذين يتمتعون بعضوية هذا البرلمان أو من يقفون في الخلفية علانية أو في الخفاء، لا بد أن يسود التعقل وأن تتفهم كل الأطراف أن هذا المجلس يجب ألا يكون وسيلة لمغنم من أي نوع لا يمكن بأي حال وفي هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر معالجة الأمور الغاية في الصعوبة بالتناور واللف والدوران لا أحد يوافق على مواصلة المواقف القائمة على الرأي الواحد الرافع لشعار موافقون موافقون يجب أن يكون هناك نقاش لكل ما يعرض ويعتمد على الدراسة أنها السبيل الوحيد للقضاء على حكم الفرد الواحد» .

«المساء»: لا «للبوس» في المجلس

وعلى الرغم من أن المجلس لم يمارس مهامه بعد، فقد تعرض أحد أعضائه إلى هجوم عنيف أمس الثلاثاء في «المساء» من زميلنا شوقي الشرقاوي الذي قال :»النائب إلهامي عجيبة عن دائرة «بلقاس وجمعية» صرح بأنه تقدم بطلب رسمي لوزير الأوقاف بمنع البوس بين الرجال استنادا إلى ما أكدته وزارة الصحة بأن هذه العادة تسبب نقل الأمراض وأن دائرته سوف تهاجمه برغم اقتناعهم بمطلبه وأن الوازع الديني هو المسيطر على الناس لذلك لجأ إلى وزير الأوقاف وسيادة النائب المحترم ترك كل القضايا التي تهم دائرته بشكل خاص ومصر بشكل عام وركز على القضية الأهم من وجهة نظره ألا وهي البوس بين الرجال. إن الدعوات الهايفة من جانب البعض تسيء إلى شعبنا العظيم صاحب الحضارة العريقة فانبذوا هذه الدعوات وانظروا إلى المستقبل بمطالب جادة ومشرقة».

«الجمهورية»:
النواب تحت مرمى نيران النقد

وعلى العموم فهذا أول مطلب واضح ومحدد من أول عضو في المجلس وفي «جمهورية» أمس قال زميلنا محمد منازع محذرا الأعضاء : «ليعلم النواب أنهم تحت مرمى نيران النقد من الشعب قبل الإعلام يراقب تصرفاتهم.. وينتظر منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية وإنهم بصفتهم شخصيات عامة وعليها مهام جسام في هذه المرحلة الحرجة يجب ألا يمنحوا الفرصة لأحد أن ينال منهم «بتصرفات» لا تليق بهم. أتوقع أن بعض النواب سيخرجون عن «النص» وقد يحالون إلى لجنة «القيم».. ومع ذلك لن يحاولوا إصلاح أنفسهم وستفصح الأيام عن ذلك».

«المقال»:
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل النواب فينا

أما جريدة «المقال» اليومية المستقلة فقد كتبت مانشيتات بأبناط كبيرة أعلى صفحتها الأولى احتلت حوالي خمسها وكانت دعاء هو: «اللهم لا تؤاخذنا بما فعل النواب فينا وأغفر لهم وأعف عنا وقنا عذاب مشاهدة الفوضى في الجلسات والإستماع إلى طرائف السادة النواب في المايكات وأخرجنا من «مدرسة المشاغبين» تلك سالمين اللهم أمين الفاااااتحة .

برلمان الخمسة وعشرين في المئة

وبعد أن قرأ رئيس التحرير زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى الفاتحة والمعوذتين قال : «ليكن واضحا أن هذا برلمان الخمسة وعشرين في المئة، الذي انتخبوه وأدخلتهم أحزابا لا تدرك لقصور وعي كامل لديها أنها تخرب الإستقرار الذي تدعي لنفسها فضيلة الحفاظ عليه وشكل البرلمان بأدائه من اليوم الأول يهدد استقرار البلد، بل وسيتحول بفوضاه وضعف كوادره وعبث البعض فيه إلى عبء مذهل على الرئيس».

على الحكومة والوزراء التركيز على الطاقة

ومن مجلس النواب الذي سيعطي الحكومة ثقته فتستمر في عملها أو يعترض عليها فتقدم استقالتها والتي حظيت باهتمام واضح بها .فقال عنها يوم الأحد زميلنا في «الأخبار» محمد الهواري : «كثيرا ما ننتقد الحكومة في العديد من المجالات، سواء في البطء في تحسين مناخ الإستثمار أو القضاء على الفساد خاصة في بعض الوزارات وأبرزها وزارة الصحة أو في سرعة انجاز بعض المشروعات الجماهيرية إلا أن هناك انجازات كبرى تستحق الإشادة وذلك لتأثيرها، سواء على المواطنين أو النشاط الاقتصادي وأبرز هذه الإنجازات ما يتم تحقيقه في قطاع الطاقة من الاكتشافات الجديدة للغاز أو محطات الكهرباء التي يجري إضافة إنتاجها للشبكة الكهربائية وحل مشكلة انقطاع التيار وتوفير الطاقة للمصانع كل هذا لا شك انجاز يستحق الإشادة، لأن وراء هذا الإنجاز عقلية علمية ماهرة يقودها العالم المصري الدكتور محمد شاكر بكل إخلاص وتفان وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي» .

وزارة الصحة أكثر
الوزارات شهرة بالفساد

أما زميله خفيف الظل عبد القادر محمد علي، فقال في اليوم نفسه في بروازه اليومي «صباح النعناع»: «أطالب الدكتور أحمد عماد وزير الصحة بالاعتذار فورا عما جاء على لسانه من تصريحات غريبة تفتقر إلى الدقة وتتناقض مع العقل والمنطق والتاريخ. الوزير تجاوز حدوده في حوار مع إحدى الصحف. وقال: وزارة الصحة أكثر الوزارات شهرة بالفساد ارجع إلى التاريخ يا دكتور وستدرك أنك تنحاز لوزارتك وتنسب لها شهرة لا تستحقها. ليتك تتحلى بشجاعة الإعتراف بالخطأ وتبادر بالاعتذار لعشرات الألوف من مهندسي وموظفي الأحياء وفرسان الأجهزة المحلية، الذين يملكون وحدهم شرف اختراع الفساد وتنميته وتطوير أساليبه وأشكاله وألوانه وتصدير الفائض منه للدول المجاورة المحليات يا معالي الوزير مش الصحة»!

الإهمال واللامبالاة يقتلان «شارع المعز»

ومن «الأخبار» إلى «جمهورية» الأحد وزميلنا مؤمن ماجد وقوله متفقا مع محمد الهواري لا عبد القادر: «شارع المعز أصبح تحفة فنية مبهرة تجعلك تفخر بأنك في مصر وكل هذا التاريخ العريق الحافل بالأحداث والإنجازات، والذي لو تملك دولة في العالم رُبع ما نملكه، لتحولت إلى الدولة السياحية الأولى بلا منازع، لكننا في مصر نتفنن في إهدار الثروات المتاحة ولا نحسن استغلالها. بل إننا نتعمد الإساءة لها وتحطيم جمالها في شارع المعز مساجد ومزارات يرجع تاريخها إلى ما يقرب من ألف سنة وهي تحكي تاريخ الحضارة الإسلامية والمكانة التي كانت عليها مصر وسترى هناك حتى كسوة الكعبة المشرفة التي كانت مصر تهديها إلى السعودية وسترى التاريخ الفاطمي والأموي والمملوكي والعثماني ومختلف مراحل العصر الإسلامي، طبعاً فإن العشوائيات تزاحم تلك القطع الأثرية النادرة وطبعاً فإن الإهمال واللامبالاة. يناطحان الروعة والندرة في شارع المعز».
وفي الحقيقة كان على ماجد أن يرجع الفضل إلى صاحب الفضل في ما حدث من تطوير هائل في المنطقة وهو فاروق حسني وزير الثقافة في عهد مبارك .

العميان والمكسحون في الفضائيات

وعودة لـ«أخبار» الاثنين مع زميلنا الإخواني ورئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» السابق سليمان قناوي وقوله عن إنجازات الحكومة: «تفرغت الفضائيات للردح والسب واللعن والطعن وتركت حقوقا عادت للمواطن البسيط وأحس بها في هذا البرد القاسي القارس، فهل تحدث أحد عن انتهاء مشكلة أنبوبة البوتاغاز وتوفرها في الأسواق واختفاء الطوابير التي تقاتل فيها الناس حتى عاصرنا ظاهرة شهيد الأنبوبة ولأن هذه الفضائحيات تعيش على النكبات والجنازات حتى تشبع لطما لم تذكر قناة واحدة هذه الايجابية، لذا قالوا في الأمثال أخبار البلد مع مين؟ مع ألعمي والمكسحين هؤلاء العميان والمكسحون بالفضائيات لم تحس جلودهم في الصيف الماضي بحرارة الجو التي قدرها خبراء الطقس العالميون بأنها الأكثر حرارة منذ ما يقرب من قرن لأن هدير أصوات محركات أجهزة التكييف والمراوح لم تتوقف لحظة واحدة، فالكهرباء لم تنقطع ومع ذلك لم يذكر أحد عودة هذا الحق الإنساني أو يلتفت إليه لا أتحدث هنا عن المشاريع الضخمة التي قد يظهر مردودها بعد سنوات ولكن أتعامل مع ما استفاد منه المواطن البسيط بشكل مباشر. حقيقة أن وجود كهرباء في السلك وأنبوبة في البوتاغاز هي حقوق آدمية وليست أمنيات لكنها كانت مهدرة فإذا حضرت وجب الإنصاف وهو القيمة الضائعة في إعلامنا اذكروا محاسن حكوماتكم» .

«الأهرام»: اختلالات كبيرة في توزيع الثروة

طبعا لا بد من ذكر محاسن حكومتنا مع ذكر محاسن موتانا، ولكننا نزيد المزيد للتغلب على ما ورثناه من مشاكل أو كما قال في يوم الاثنين زميلنا في «الأهرام» ورئيس مجلس إدارته والخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار: «ورثت مصر من العقود الأربعة الماضية اختلالات كبيرة في توزيع الثروة وتلك الاختلالات تزايدت على نحو خاص في عهد الديكتاتور المخلوع مبارك وهي تحتاج إلى إصلاحات كبيرة لمعالجتها وتحقيق حلم الشعب في العدالة الاجتماعية وكل ذلك يضع مهام ثقيلة أمام الدولة والشعب لإصلاح هذا الخلل ضمن سياق اقتصادي- اجتماعي أوسع نطاقا لإصلاح اختلالات توزيع الثروة وتمكين الفقراء من توليد وحيازة الدخل عبر تشغيلهم أو دعم مشروعاتهم الصغيرة والتعاونية وإصلاح النظام الضريبي الذي يعتبر الآلية الرئيسية لإعادة توزيع الدخل وإصلاح نظام الدعم والتحويلات ودعم الخدمات الصحية والتعليمية العامة لمصلحة الفقراء ومحدودي الدخل».

«المصري اليوم»: المؤسسات
التي انكشفت عوراتها مرة أخرى

وما أن سمع زميلنا في «المصري اليوم» علاء الغطريفي كلمة المخلوع مبارك من النجار حتى صاح في ذات اليوم مهللا ومكبرا للحكم النهائي الصادر ضده هو ونجلاه علاء وجمال وقال له : «قد تنام أسرة شهيد قريرة العين بالحكم أو يُشفى غليل مواطن مغلوب أفقرته سياسات الفاسد مبارك، يناير هي أيام بؤسك تنام على سريرك أو تتحرك إلى شرفتك التي قلت منها: أسترجع التاريخ وأنا أطل من شرفتي وأحمد الله أنني أديت الأمانة ولم أفرط في حقوق بلادي اليوم ستطل منها أيضا لتستمع إلى حكم الشعب فيك مرة أخرى: لم تؤدِّ الأمانة وفرَّطت في حقوق الشعب بل سرقته أنت وابناك. يناير أسقطت فسادك ولم يرد الفاسدون ذلك لهذا كرهها الفاسدون عقلا ومسلكا، التاريخ سيظل يعزف نغمات النشاز ومن ورائه أذيال المؤسسات التي انكشفت عوراتها مرة أخرى أمام مرآة الحق والعدل إنها حكمة الخالق ولهذا نقولها بعلو الصوت: هل سيُحاسَب مَن سهَّل أو تواطأ مع مبارك ليسرق أموالنا؟ لتقرأ لميس جابر وأمثالها من دراويش الفاسد: لقد تكفل المصريون دون علمهم بإنفاق ملايين الجنيهات على مكتبي علاء وجمال في روكسي وترميم وتجهيز فيلا علاء في القطامية هايتس وفيلات شرم الشيخ وإنشاء وتأثيث جناح منفصل للمولودة فريدة جمال مبارك وتجهيز مكتب سوزان في أبراج «إنتركونتننتال سيتي ستارز» في مدينة نصر وبناء مقبرة ضخمة للعائلة في الضاحية نفسها والقائمة تطول عودوا لأوراق القضية فإنها كاشفة.
هكذا جاء قدري كما قلتَ في خطاب تنصيبك أمام مجلس الشعب وبعد 35 عاما ستكررها: أيها الإخوة المواطنون وهكذا جاء قدري وكتبني حرامي وأنا على أعتاب القبر اليوم يقف الذي كان ملكا عاريا وسيذهب أيضا إلى خالقه عاريا وقد سرق ونهب وجرَّف وظلم واعتقل وعذب وقتل وفجر و اللعنة على كل ظالم في أي أرض».

من هم أنصار مبارك الذين يهددون
بالنزول إلى الشوارع في 25 يناير؟

وبمجرد أن قرأ زميلنا في «الجمهورية» السيد البابلي ما قاله علاء عن دراويش مبارك ولميس جابر عضو مجلس النواب المعينة، حتى قال عنهم في اليوم نفسه في بابه اليومي «رأي»: «من هم أنصار مبارك الذين يهددون بالنزول إلى الشوارع في 25 يناير احتجاجا على رفض الطعن المقدم للمرة الثانية من مبارك ونجليه علاء وجمال في قضية القصور الرئاسية؟ إن أنصار مبارك الذين يتجمعون بالعشرات لتحية مبارك في المستشفى أو لمناصرته في جلسات محاكمته عليهم أن يحمدوا الله على أن مبارك ونجليه ورجالات نظامه قد تمكنوا من عبور الأزمة بسلام، وأنه قد كتبت لهم النجاة في ثورة كانت فيها من النداءات والمطالبات والتحريض ما كان ممكنا أن يقودهم جميعا إلى ساحات الإعدام.
لقد نجا نظام مبارك قضائيا، لأن القانون له دروبه ورجالاته، ولكن هذا النظام الذي خلف وراءه قاعدة كبيرة وعريضة من الظلم والتفاوت الطبقي والمعاناة واستغلال النفوذ وزواج السلطة بالمال لا ينبغي أن يتكرر أبدا مهما كانت دعواتنا بالتغاضي عن أخطاء وسلبيات الماضي والنظر إلى الأمام بروح جديدة» .
لكن هذا الكلام لم يعجب اثنين من اللصوص فقال زميلنا الرسام الكبير محمد عبد اللطيف في «اليوم السابع» أنه شاهدهما يوم الاثنين بعد الحكم على مبارك وسمع احدهما يسأل الثاني : وإحنا كده نقعد في بيوتنا وناخد لقب رئيس مخلوع .

ثورة مهما كرهتها وكرهت نتائجها ثورة

ولا يمكن الإشارة إلى قضية الرئيس الأسبق مبارك دون الإشارة إلى ثورة يناير التي أطاحت به ولولاها لما كان في هذا الموقف وبسببها نشبت ولا تزال المعارك ما بين مهاجم لها ويتهمها بأنها صنيعة أمريكية وسببت الخراب في مصر لمدة ثلاث سنوات وما بين ممجد لها لدرجة أن عضو مجلس النواب مرتضى منصور في جلسة الإجراءات رفض أن يقسم على احترام الدستور وإنما على مواده، لأن مقدمته تشيد بثورة يناير، لأنه لا يعترف بها .
ورد عليه دون ذكر الإسم يوم الإثنين زميلنا محمد فتحي بالقول في «الوطن»: «اسمها 25 يناير.. وهي ثورة.. رغم أنفك ثورة مهما كرهتها وكرهت نتائجها ثورة. مهما سميتها «نكسة» واختصرتها في أسماء تكرهها أو شخصيات وكستها أو إخوان ركبوا عليها.. هي ثورة. مهما ضلت الطريق أو ضاقت بها السبل مش مصدق أنها ثورة؟ تحب أثبت لك أنها ثورة؟ «تعالى أقول لك»: ثورة يناير لولاها لما كانت ثورة 30 يونيو والخناقة المستفزة التي يطبل لها إعلاميون جهلاء بين الثورتين محض هبل وسحر سينقلب على الساحر إذا تم التمادي فيه 30 يونيو كانت ثورة على الإخوان وحكمهم وليس على 25 يناير وإذا كنت لا تراها ثورة فكن متسقاً مع نفسك وارفض الدستور أو اعترف أنك قلت نعم دون أن تقرأ كلمة ثورة 25 يناير فيه وكن رجلاً أنت مش بتؤيد الجيش؟ وبتحب السيسي؟ طب هل تعلم أن ضباط الجيش وعلى رأسهم السيسي يرتدون نوطاً اسمه: نوط 25 يناير؟ وأنه يوضع قرب قلوبهم؟ هل أنت لا تراها ثورة؟ قل للسيسي ذلك واعترض على الجيش الذي يعتبرها ثورة ويحتفل بها».

«المشهد»: تصالحوا تصحوا
أو تصح بلادكم وأوطانكم

لكن هذا الكلام لم يعجب صاحبنا حسين مرسي، فقال في اليوم التالي أمس في جريدة «المشهد» الأسبوعية المستقلة :»السبب في فراق المصريين هو ثورة مؤامرة تم تدبيرها بليل لمصر استغلالا لظروف سيئة وأوضاع خاطئة حتى يقوم الشعب ليهتف بسقوط النظام ثم تحول الأمر من الهتاف بسقوط النظام إلى العمل بكل جد واجتهاد وعناء وإصرار على الغباء لإسقاط الدولة نفسها وليذهب الجميع إلى الجحيم ليس مهما المهم هو الشعارات الكاذبة والمهم هو أن يبقى الوضع على ما هو عليه انقسام وتناحر بين شعب واحد لم يكن يوما على خلاف في أي أمر من أمور حياته حتى جاءت الثورة الكاذبة لتحول المصريين إلى قطعان متناحرة حتى دون سابق معرفة وهل في العالم ثورة تفرق شعبها مثل ما حدث في مصر لو استمر الأمر على هذا الوضع فأعتقد أن القادم لن يكون على هوى الكثيرين منا والخلاصة في عبارة واحدة تصالحوا تصحوا أو تصح بلادكم وأوطانكم مصر في حاجة إلى مصالحة شاملة مع الآخر ومع النفس مع مصر» . كما لم يعجب في اليوم ذاته زميلنا في «المساء» ورئيس تحريرها الأسبق خالد إمام، وقال عن ثورة يناير في عموده اليومي «وماذا بعد» عن مجلس النواب : «هذا البرلمان الذي أدى نوابه اليمين الدستورية وانتخبوا رئيسه بشبه إجماع والوكيلين هو برلمان ثورة 30 يونيو مع احترامي لديباجة الدستور التي حشرت 25 يناير في جملة غير مفيدة واعتبرتها ثورة وما هي بثورة».

حسنين كروم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية