موجة من التهكم على مجلس النواب الجديد وحلفان أعضائه بالطلاق… وتحذير من خصخصة السيسي

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : موضوعان في الصحف المصرية أمس اجتذبا اهتمامات الأغلبية نحو القضايا السياسية، الأول إعلان اللجنة التي كلفها الرئيس في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد نشر جريدة «اليوم السابع» تصريحات للمستشار هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، لأن حجم الفساد وإهدار الأموال في عام 2015 وصل إلى حوالي ستمئة مليار جنية وبعد ثلاثة أيام فقط أي في السابع والعشرين من اتصلت اللجنة المشكلة من مسؤولين من وزارات العدل والتخطيط والمالية والداخلية ونائب رئيس جهاز المحاسبات وبرئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية بالمستشار جنينه للاستفسار عن صحة تصريحه فأكده أن الرقم يمثل حجم الفساد في ثلاث سنوات من 2012 إلى 2015 وبدأت اللجنة عملها مستعينة بأساتذة وخبراء في علوم المحاسبة والاقتصاد والإحصاء وأعضاء من جهاز المحاسبات واستغرق عملها أسبوعين وأصدرت تقريرها الذي حمل إدانات شديدة لجنينه مثل التضليل والتضخيم وفقدان المصداقية والإغفال المتعمد وإساءة توظيف الأرقام والبيانات واستخدام كلمة الفساد وتم إحالة التقرير إلى مجلس النواب لبحث الأمر أمام الشعب كله، ومما أورده الرد أن تقرير جنينه احتسب مبلغ مئة وأربعة وسبعين مليار جنية قيمة أراضي الدولة في مدينة السادات تم التعدي عليها، رغم أن الدولة عام 15 أزالتها واستعادت الأرض، ومنها قيمة أراض تابعة لوزارة الأوقاف تم التعدي عليها في العشرينيات من القرن الماضي وعلى العموم فقد أصبح رئيس جهاز المحاسبات واللجنة التي شكلها الرئيس في موقف حساس إما أن يثبت جنينه صحة ما جاء في تقريره عن حجم الفساد في العام الماضي ويضع اللجنة في موقف صعب أو يتراجع ويقدم اعتذارات او تفسيرات للخطأ ويقدم استقالته أو تتم إقالته، ولا شك أن انتقال القضية إلى مجلس النواب سيجذب الأغلبية لمتابعتها.
أما الموضوع الثاني الذي اجتذب اهتماماتها بالنسبة للمجلس فكان تقديم صديقنا كمال أحمد «ناصري» استقالته لأمانة المجلس بحجة حالته الصحية، وصرح بأنه أحس بوجود ضغوط على المجلس في الجلستين السابقتين أعطت انطباعا سيئا للرأي العام عن المجلس، وقال عبارة «إحنا مش في شادر بطيخ» وهذه من معجزات المجلس أن يظهر البطيخ فيه في غير موسمه، لكن تم رفض الإستقالة .
كذلك تواصل اهتمام الأغلبية بامتحانات نصف السنة في المدارس والجامعات والاستعداد للاستفادة من عروض التخفيضات في الإجازات للطلاب في الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وانتهاء القوات المسلحة من بناء ست عشرة ألف وحدة سكنية على طريق القاهرة الفيوم بتمويل من دولة الإمارات والبدء في تشطيبها لتسليمها للمستفيدين من الشباب والأسر التي لا سكن لها، كما أعدت الحكومة قائمة بالمشروعات التي ستدرسها مع الصين أثناء زيارة رئيسها للقاهرة بعد أيام وتمويلها بقروض ميسرة وأبرزها إدخال الصرف الصحي لأكثر من ألف وثلاثمئة قرية، ثلاثة أرباعها في الصعيد وبناء محطتين لتوليد الكهرباء بالفحم ومحطة ضخمة في جبل عتاقة لرفع المياه من البحر الأحمر وإدارة توربينات ضخمة، وكذلك المرحة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة ولم يهتم أحد بخبر نقل مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع إلى مستشفى قصر العيني لإجراء عملية فتاق، وانفجار عبوة ناسفة على شريط قطار القاهرة – المنيا دون خسائر وحكم محكمة جنايات الزقازيق بالسجن المؤبد على ثلاثة عشر إخوانيا وعشر سنوات لواحد وبراءة ستة .وإلى بعض مما لدينا:

«الأخبار»: بداية كوميدية لمجلس النواب

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على ما حدث في جلسة الإجراءات لمجلس النواب خاصة رفض العضو مرتضى منصور أن يقسم على احترام الدستور، وإنما على مواد الدستور لأن ديباجته تتضمن إشادة بثورة «يناير» وحلف بالطلاق على أن لا يقسم، ثم أقسم وهذه الواقعة هي التي أثارت موجة من التشاؤم حول أداء المجلس، بينما اعتبر آخرون أنها عادية وان المجلس سيكون أفضل في الأداء بمرور الوقت .
وقالت زميلتنا الجميلة في «الأخبار» أماني ضرغام يوم الثلاثاء في بروازها اليومي «مفروسة أوي»: «البداية كوميدية لمجلس النواب لا تبشر للأسف بالخير وترديد يمين «عليا الطلاق» من عضوين في البرلمان لأول مرة في تاريخ البرلمان المصري يدل على أن كل عضو قبل أن يقدم طلب إحاطة عليه أن يحلف بالنعمة الشريفة أنه صادق ولا يبحث عن سبوبة، أما موضوع الإعتراف بثورة يناير من عدمه فهو غير ذي قيمة، لأن رئيس الجمهورية صاحب الشعبية الأكبر في مصر لا يذكر ثورة 30 يونيو دون أن يقرنها بثورة يناير، إذن من يقول بغير ذلك يجب عدم الالتفاف حوله».

هل هؤلاء هم الذين
سيخططون لمستقبل مصر؟

التشاؤم نفسه عبر عنه في العدد ذاته زميلها علاء عبد الهادي بقوله: «الجواب يقرأ من عنوانه البداية غير مبشرة بالمرة لم أشعر للحظة أنني أمام برلمان مصر، أحد أقدم برلمانات العالم، اختلط علي الأمر، واعتقدت لمرات كثيرة أنني أتابع مسرح مصر وأن الممثل القدير أشرف عبد الباقي سوف يظهر فجأة لتصيح القاعة بالتصفيق بعد أن يبدأ في السيطرة على الممثلين المشاغبين الذين يتسابقون إلى الوقوف أمام الكاميرات، لأن المدام نبهته أنه منور الشاشة. ما هذا؟ هل هؤلاء هم الذين سيخططون لمستقبل مصر؟ هل هذا النائب الذي يحلف بالطلاق، رافضا قسم المجلس هو الذي سيشرع القوانين التي تؤدي إلى حالة سلام اجتماعي فقدناها منذ خمس سنوات؟ أعتقد أن الفضائيات قد تغير خريطة برامجها وتخفف جرعة البرامج الساخرة وتكتفي بنقل جلسات مجلس الهزل النواب سابقا» .

«المصري اليوم»: مجلس
النواب صورة حقيقية لمجتمعنا

لكن ما كتبته أماني وعلاء لم يعجب زميلنا وصديقنا في «المصري اليوم» محمد أمين فقال في عموده «على فين»: «تريقوا براحتكم مفيش مانع إحنا ملوك التريقة، بس من الظلم أن نقول إن البرلمان مسخرة أو مهزلة لا هو مهزلة ولا مسخرة جلسة إجراءات تجاوزت 12 ساعة. ليه استكترتوا على النواب إنهم يتكلموا في الموبايل؟ على الأقل يطمأنوا أهاليهم على الأقل يكسروا الوقت الكلام ده، نقوله لو كانت جلسة مناقشات لبرنامج الحكومة أو لو كان هناك استجواب! إيه المهزلة والمسخرة في كده؟ ذات يوم كتب المحرر البرلماني عن أحداث مشابهة لـ«الوفد» وضع عنواناً صارخاً مهزلة شطب الأستاذ جمال بدوي ـ رحمه الله ـ كلمة مهزلة وهو يتساءل: مهزلة يعنى إيه؟ هل رأيتهم يضربون بعض بالكراسي أو يمسكون في خناق بعضهم؟ قال المحرر البرلماني: لا قال: خلاص هذه مناقشات طبيعية في أي برلمان، هكذا كانت صحيفة المعارضة الأولى تكتب موضوعاتها بمهنية عن برلمان مصر! صحيح أنها بداية ساخنة وصاخبة وكوميدية، لكنها لا تنال من وقار المجلس ما رأيناه صورة حقيقية لمجتمعنا».

«الوفد»: شمس الحرية
بدأت تشرق من جديد

وما أن تذكر زميلنا في «الوفد» ورئيس تحريرها التنفيذي ما حدث في «الوفد» عندما كان يرأس تحريرها زميلنا وصديقنا المرحوم جمال بدوي حتى قال عن المجلس: «سيكون هذا المجلس مختلفاً من حيث اللون والرائحة وينبئ عن حياة برلمانية حامية لأسباب كثيرة وسنذكر فيها على سبيل المثال الأسباب التي تدعونا إلى البشرى من هذا المجلس، أن جميع النواب يعملون من أجل مصلحة مصر أولاً وقبل أي شيء فلا خلاف ايديولوجيا في الهدف الاسمى بين النواب ولن يتردد نائب واحد مهما كان انتماؤه الحزبي أو السياسي عن دعم الدولة الوطنية المصرية التي يحلم بها جميع المصريين. إن مناخ الحرية التي غابت شمسها عن مصر طوال عقود طويلة من الزمن بدأت تشرق من جديد وهذا ما تمثل في الجلسة الإجرائية للبرلمان» .

«المقال»: مجلس على شاكلتنا تماما

كما دافع في اليوم نفسه عن المجلس في جريدة «المقال» زميلنا نبيل عمر وكان أكثر حدة من أمين ووجدي فقال: «سؤال ساذج بديهي للغاية: هل مجلس نوابنا قادم من كوكب آخر أم من نبت حياتنا؟ فكيف لا يكون على شاكلتنا؟ كما هي الفضائيات على مقاس تصرفاتنا والمذيعون على نمط شوارعنا، ويبدو أن عددا كبيرا من الإعلاميين يتصورون في أنفسهم علوا وفهما وذكاء أكثر من المجتمع الذي جاءوا منه والبيئة التي أفرزتهم، والمدهش أن المقارنة بين ما حدث في أولى جلسات مجلس النواب لا يختلف على الإطلاق عما يقدمونه في برامجهم.
نعم قد لا يكون مجلس نوابنا هو الأمثل وممتازا في أعضائه، لكن بالقطع فيه بعض من الإيجابيات غير مسبوقة، غير أنه يضم عددا غير قليل من شخصيات محترمة لها ثقل فكري وقانوني وتنوع مهني وفني يغطي تقريبا مجالات كل والأنشطة التي يتحرك فيها المصريون، أول برلمان في مصر طول تاريخها تنال فيه المرأة كل هذه المقاعد والمكانة، سواء كان انتخابا فرديا أو بالقائمة وحين قرأت تجربة دينا عبد العزيز، نائبة حلوان التي أطلقوا عليها في صفحات التواصل الإجتماعي «النائبة الكيوت» أحسست بالأمل والتفاؤل وأن مصر تتغير فعلا إلى الأحسن، وهذا العدد من المصريين المسيحيين هو بشرة خير لعودة المسيحيين إلى الشارع السياسي بعد أن ترسوا طويلا خلف الكنيسة باعتبارها ملاذهم الوحيد في مواجهة ممارسات تمسهم، صحيح أن عددا منهم كان نشيطا سياسيا ومجتمعيا لكنه قليل وغير كاف ولا يعبر عن تعدد ألوان الطيف في تكوين الوطن وبالمناسبة هذه واحدة من أهم مكاسب 25 يناير».

النواب المستقلون
في مواجهة نواب الجهات الأمنية

كما كان رأي زميله محمد عصمت في العدد نفسه هو: «نحن أمام برلمان يمكنه أن يتقدم بأوضاعنا السياسية خطوة إلى الأمام، كما يمكنه أن يغرقنا في بحور من الفوضى، نحن معه نراهن على المجهول وعلى وعي النواب المستقلين، الذين يواجهون مخططات نواب الجهات الأمنية ليكون البرلمان مجرد ديكور ديمقراطي بلا أنياب ولا أظافر، والمؤكد أن الجلسات المقبلة سوف تكشف لنا الاتجاه الذي يسير فيه البرلمان، وهل سيكون مجرد تابع للسلطة التنفيذية أم صوت للشعب، معبر عن أحلامه في السعي لبناء نظام سياسي جديد، خاصة وأن قطعان الذئاب من جماعة الإخوان والآكلين على موائدهم يراهنون على ما قد يفعله هؤلاء النواب من ممارسات سياسية يمكنها أن تسقط البرلمان والبلد كله في الوحل»!

«أهرام»: ما حصل في جلسة الإفتتاح
يجب ألا يتكرر

وإذا توجهنا لـ«أهرام» الثلاثاء سنجد زميلنا والمؤرخ والرئيس الأسبق لحزب التجمع الدكتور رفعت السعيد يقدم تشريحا للمجلس ومما قاله: «تتكشف أمامنا بعض حالات (والبعض في اللغة من ثلاثة إلى خمسة) نجد فيها مستثمرا امتلك صحف عدة (تتنافس معا) وفضائيات عدة، ثم أسس حزبا (وقد حاذرت من استخدام لفظ امتلك)، وكان شراء الأصوات قد سبقته حملة شراء لمرشحين، والبعض منهم أتى جاهزا على نمط «التيك أواي»، فقد تم شراؤه هو والأسرة والقبيلة والقرية بكل أصواتها، ثم يعلن أن في البرلمان 116 رجل أعمال، ويضاف إليهم من تم شراؤهم، وهنا يأتي الحذر، بل الخوف من مسلك هذا البعض في البرلمان إزاء قضايا حساسة، لعل في صدارتها العدل الإجتماعي (الحقيقي وليس الشفوي) ولأن من أدركوا أن البرلمان سيكون فيه كثير من المستقلين، ولأن الكثير من هؤلاء الكثيرين يأتون بلا خبرة انتخابية، فقد كان من المفيد وجود حاضنة ائتلافية تتعامل مع هؤلاء وتحميهم من أي أخطاء وتأخذ بيدهم وبرفق كي يصبحوا نوابا يليقون ببرلمان مصر الذي يمتلك تقاليد عريقة ولكن (وآه من لكن هذه) أخطأ القائمون على الأمر فتمادوا في غرس الوهم في نفوس زبائن قوائمهم بأن الأمر كله لمصلحة الوطن ولدعم الرئيس (والوطن ملك الجميع والرئيس لا يحتاج لدعم مصنوع ومصطنع بل هم بتصرفات البعض منهم يخصمون ولا يدعمون) واعترف أن هذه القوائم قد ضمت شخصيات ممتازة وتستحق عضوية البرلمان وأكثر، ولكن البعض وبعنجهية غير مألوفة في العمل السياسي أساء إلى التجربة ثم زاد الأمر باستجلاب أشخاص إلى القوائم معلومة تصرفاتهم السابقة وتقلبهم وتلونهم وتبقى بعد ذلك بعض من أمنيات للبرلمان الجديد وأقول للنواب لقد أتيتم إلى ساحة محترمة وذات تاريخ عريق ومن المفترض إنكم تمثلون شعبا عريقا قام بثورتين ولا نريد لهاتين الثورتين أن تزيدان إلى ثالثة فيا نواب مصر لا تكرروا ما كان في الجلسة الافتتاحية فهذا أمر غير لائق ولا مقبول وسنغفره لكم بشرط ألا يتكرر».

«الأهالي»: محاولات مستميتة
ومستمرة لخصخصة الرئيس

وأمس الأربعاء حذر زميلنا في «الأهالي» منصور عبد الغني الرئيس من محاولات جهات في الدولة خصخصته لصالحها وهي التي رتبت الإنتخابات، وقال في إشارة غير مباشرة لائتلاف دعم الدولة : «لا أجد تفسير لما شاهدناه وتابعه المصريون عبر الشاشات على مدار الأيام الماضية من محاولات مستميتة ومستمرة من قبل البعض بهدف خصخصة الرئيس عبد الفتاح السيسي واحتكار دعمه وتأييده ويجب على الرئيس الانتباه ليبقى حكما بين السلطات وسندا لمواطنيه ضد شطحات وخلفيات بعض مؤسسات الدولة التي تستند إلى حسابات وهمية لدى بعض شخوص تلك الجهات».
والغريب في الأمر أنه كان هناك اتفاق سبق بين منصور وبين زميلنا الرسام الكبير في «الأخبار» القومية هاني شمس الذي أخبرنا أمس أيضا أنه تابع إحدى الجلسات فشاهد عجبا وهو تشابه كامل بين الأعضاء الرجال والسيدات وكأنهم نسخ مطبوعة باستثناء الملبس .
شباب مصر يرسمون السياسة الجديدة

ويبدو والله أعلم أن هذا الكلام لم يعجب صاحبنا محمد عبد السميع عامر مراد وهو عميد بحري على المعاش، لأن باب البريد في جريدة «المصري اليوم» نشر له رسالة في اليوم نفسه الإثنين قال فيها: «لست مع من يقولون إن السيسي نسخة 2013 من الزعيم جمال عبد الناصر!!
مصر لم تعد كما كانت في القرن الماضي الأجيال الجديدة من شباب مصر يرسمون السياسة الجديدة بأسلوبهم ولهم كامل الحرية في اختيار النموذج والقدوة في الشخصية التي تحكمهم وترسم سياسة الدولة برؤيتهم الشبابية وهذا شأنهم في كل زمان وكل وقت في ستينيات القرن الماضي كانوا يتخذون من المناضل جيفارة قدوة ومثلا بعد أن مرت مصر بنكسة 5 يونيو/حزيران 1967 ووجدوا في هذا المناضل رمزا للصمود وإحياء للنضال حتى الموسيقى والأغاني في ذلك التوقيت كانت تعبر عن الحالة الإنسانية ونتذكر أغنية (حرية) التي انتشرت بسرعة بين الشباب بعده ظهر الزعيم مانديلا، وأيضا اتخذه الشباب رمزا للنضال ضد العنصرية واليوم ظهر الرئيس السيسي نموذجا للتحدي ورمزا واضحا لاستخدام القوة في مكانها ووقتها الصحيح ليس وطنيا فقط بل إقليميا بل تعدى للعالمية حين واجه تحدي الإرهاب المتمثل في تنظيم «داعش» شباب مصر الآن يكاد أن ينزلق في هوة الخلاف بين مؤيد للرئيس السيسي وبين من هو ضده وقسم ثالث لا رأي له ولا روح له! مجرد شخص عايش ليأكل ويشرب وينام فقط وفي انتظار الجديد»!

«الأخبار»: السجن ليس المكان الذي
يصلح مأوى لبعض شباب الثورة

وتقريبا هذا مل لمسه في اليوم نفسه وزاد عليه بعض الشيء زميلنا وصديقنا في «الأخبار» ورئيس المجلس الأعلى للصحافة جلال عارف وهو ما وضح من قوله :»يأتي إعلان الرئيس السيسي عام 2016 عاما للشباب ليكون تعبيرا عن إدراك الدولة لحجم المشاكل التي نواجهها وتصميمها ـ في الوقت نفسه أكد الرئيس السيسي أن للشباب النصيب الأكبر في القروض المخصصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وفي مشروع المليون ونصف المليون فدان وفي دعم الإسكان المخصص لهم وفي تطوير المناهج الدراسية واستعادة دور قصور الثقافة ومراكز الشباب كل هذا رائع، ويبقى أن تحكمه رؤية سياسية تقول إن السجن ليس المكان الذي يصلح ليكون مأوى لبعض شباب الثورة، الذين لم يلجأوا للعنف ولم يسيئوا للوطن حتى وإن استبد به الحماس أو الغضب من الهجوم على ثورة 25 يناير/كانون الثاني من حزب الفساد.
يبقى أيضا أن الحوار مع شبابنا قد تأخر كثيرا أو تعثر لأسباب مختلفة ولعل الإعداد لمؤتمر قومي للشباب في سبتمبر/أيلول ـ كما أعلن الرئيس السيسي ـ يكون بطريقة صحيحة تعيد العلاقة بين النظام والشباب إلى ما نرجوه في دولة حصن دفاعها الأساسي أن تبقي على تحالف الثورة وأن تحقق أهداف 25 يناير، رغم كل التحديات».

نجيب ساويريس: أخطاء الدولة الإقتصادية

وإلى المعارك والردود المتنوعة والتي بدأها رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار خفيف الظل نجيب ساويريس بالهجوم يوم الأحد في مقاله الأسبوعي في جريدة «الأخبار» على الحكومة وتزايد تدخلها في النشاط الاقتصادي بقوله : «المنظر العام في إدارة أمورنا هو.. هو لا جديد ولا تغيير ولا أي شكل من أشكال التفكير خارج الصندوق!
فما زال الدعم موجودا وما زال الاستثمار الحكومي يتضخم مع شركات القطاع العام الخاسرة بل نجد أن هناك بعضا من أساتذة الجامعات المفترض فيهم أن يكونوا على مستوى وعي اقتصادي عال قد ساهموا مع بعض الصحافيين والإعلاميين في تحويل كلمة خصخصة إلى كلمة مريبة بل مرادفة لكلمات مثل السرقة والنهب، متجاهلين ما يعلمونه جيدا من أن أكبر اقتصاديات حديثة في العالم اليوم مثل الصين وروسيا وبقية الدول الشيوعية سابقا قد طبقت هذا النهج، وقد ترتب على ذلك وضعها الحالي المتقدم والمتميز في الاقتصاد العالمي.
كثير من الخبراء يهاجمون الخصخصة دون طرح بديل سوى إبقاء الوضع على ما هو عليه واستمرار مسلسل النهب والرشاوى التي يذخر بها القطاع العام وماله السائب ولا يفوت يوم دون أن تقوم الرقابة الإدارية بالقبض على مسؤول أو حتى رئيس مجلس إدارة وهو متلبس بتقاضي رشوة من مورد أو أحد المتعاملين معه.
إذا لم يفق الرأي العام على الحقيقة المرة ويستوعب الواقع وهو أن اقتصادنا لن يستطيع أن يكمل المسيرة وهو يتحرك بنظرية الدعم والطبطبة وينفق أموالا ليست عنده ويترك شركات الغزل والنسيج والحديد والصلب والسكة الحديد والتلفزيون المصري ومصر للطيران وبقية شركات وهيئات القطاع العام الخاسرة والفاشلة والتي يحاول وزير الاستثمار حاليا إعادة هيكلتها لكسب الوقت. لقد أقنعنا أنفسنا بعكس العالم كله أن الخصخصة تعني السرقة والفساد وما زالت الحكومة تملك الماريوت والنيل هيلتون، اقصد ريتز كارلتون وما زالت مصر للطيران شركة حكومية تمنع فتح السماوات للشركات الخاصة لإعادة الروح إلى السياحة الميتة، وما زال وزير السياحة مختفي وساكت ولا حملات دعائية ولا غيره ولا سياحة ولا سياح حتى أني استغربت أن إرهابيي حادث الهرم الإرهابي يوم الخميس وجدوا سياحا ليطلقوا النار عليهم»! وفي حقيقة الأمر لا أحد علم إن كان أعضاء حزب المصريين الأحرار في مجلس النواب سوف يتقدمون باقتراحات بقوانين لبيع المؤسسات والشركات التي أشار إليها نجيب تطبيقا لما يدعون له أم لا، لكن الملفت أنه تجاهل أن معظم الاقتصاد الصيني في يد الدولة وقسم كبير منه في روسيا كذلك .

هجوم ضد بعض رجال الأعمال

وفي «أهرام» الأحد شن زميلنا وصديقنا الدكتور وحيد عبد المجيد هجوما ضد بعض رجال الأعمال تخريب حزب الوفد بقوله :»الأكثر سوءاً من انتهاء محاولة لإصلاح حزب عريق كان كثير ممن شاركوا فيها صادقين في نواياهم هو أن يظن بعضهم أن الهجوم على هذا الحزب ورئيسه هو كل ما بقي لهم، ولذلك أدعوهم من منطلق محبتي لحزب الوفد وعلاقتي الطيبة ببعضهم ولأنني كنت عضوا في هذا الحزب إلى وقف الهجوم الذي يشنه عدد قليل منهم عليه ومراجعة تجربتهم بشجاعة وإذا أجروا هذه المراجعة ربما يتفقون معي على أن محاولتهم الإصلاحية الصادقة اختلطت للأسف بدوافع أخرى شخصية بعضها على خلفية انتماء عائلي سبق أن رفض الوفديون اعتباره مبررا لوراثة رئاسة حزبهم وبعضها الآخر يرتبط بمصالح من يظنون أنهم يستطيعون أن يملكوا هذا الحزب بأموالهم التي تمكَّنهم من امتلاك صحف لدعم نفوذهم وحماية تعديهم على المال العام لكي لا نقول فسادهم ما دام القضاء لم يدنهم بعدكما أدعو رئيس حزب الوفد د السيد البدوي في الوقت نفسه إلى تقديم مبادرة جادة لحل الخلافات التي أدت إلى انفصال عدد من قادته وأعضائه». ووحيد يشير إلى فؤاد بدراوي عضو مجس النواب الحالي وحفيد صديقنا المرحوم فؤاد سراج الدين بحديثه عن وراثة رئاسة الحزب كما يقصد رجل الأعمال وصاحب جريدة «المصري اليوم» صلاح دياب وهو عضو سابق في الهيئة العليا للحزب وكان قد دعا إلى تنحي رئيس الحزب سيد البدوي وتشكيل هيئة معظمها من رجال الأعمال لإدارة الحزب وإنقاذه من أزمته المالية وذلك من عدة أشهر.

«الجمهورية» تنتصر
لحمدين صباحي ضد منتقديه

وإلى «جمهورية» الإثنين ودفاع زميلنا السيد نعيم عن زميلنا وصديقنا حمدين صباحي بقوله عنه :»لم يعجبني الهجوم الذي شنه البعض هنا وهناك وعبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي ضد حمدين صباحي بسبب الحوار الذي أجراه مع وائل الإبراشي في برنامجه «العاشرة مساء»، والذي استمعت إليه كاملا ولم أجد فيه ما يشين أو يستحق كل هذا الهجوم والاتهامات والتحقير الذي ساقه البعض ممن يعرفون أنفسهم بالنخبة وبعضهم يستعد لتولي مناصب في البرلمان الجديد إن لم يكن قد تولاها بالفعل أ الأحد في الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب وحمدين صباحي لمن لا يعرفه كان المرشح الرئاسي رقم 2 أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذا الترشيح أعطى شكلا ديمقراطيا محترما أمام العالم وأثبت لهم أن الانتخابات الرئاسية في مصر أخذت الوضع الطبيعي وللمنافسة بين مرشحين على منصب الرئيس ولم تكن انتخابات من جانب مرشح واحد فقط وإلا فكان من الممكن أن نتعرض للسخرية الإستهانة والإتهامات من جانب الدول والمنظمات الغربية وإذا كان صباحي قد خسر الانتخابات الرئاسية وأخذ مقعد المعارضة فليس معنى ذلك أنه خائن أو كاره للنظام أو محرض للناس وهو يطرح أفكاره حول مختلف القضايا وهذا حقه ولنا أن نتقبلها أو نرفضها أو نستفيد من بعضها وليس أن نكيل له كل الاتهامات والإساءة والشتائم لأنه فتح فمه ونتحدث في « المحظور» وإن كان هناك لا يوجد ما يسمي بـ«المحظور» أبدا».

«الوطن»: «إلعب سياسة وشوف مصلحتك»!

ومن دفاع نعيم عن حمدين إلى هجوم الجميلة الزميلة حر الجعارة في «الوطن» يوم الاثنين أيضا ضد الدكتور حازم عبد العظيم حيث استعادت معركة سابقة بينهما وكذلك البوست الذي كتبه وقالت عنه :»الدكتور حازم عبد العظيم الناشط السياسي في حزب تويتر وتفريعاته الممتدة على شبكات الصرف الصحي في الفضاء الإلكتروني أشعر خلال تقلبه بين مختلف مواقع الرفض والتأييد السياسي إلا احتراف الكذب والنفاق والميكيافلية! لكني حاولت كثيراً أن أعذر وأتفهّم ما سماه: العب سياسة وشوف مصلحتك وهي القاعدة التي يدّعي حازم أنه قبل على أساسها العرض السخي من مساعدي رئيس الجمهورية بدخول مجلس النواب بالتعيين وتولى رئاسة أخطر لجنة في مجلس النواب وهى لجنة الشباب!من السهل أن أكذب وأزعم ـ مثل حازم ـ أن الأجهزة السيادية في الدولة عرضت علىّ منصباً رفيعاً أو كلفتني بجمع شمل المرأة تحت قبة البرلمان على أن تتولى تعييني هلاوس سمعية وبصرية لا يدرك خلالها مريض مثل حازم أن ما يراه ويسمعه ضلالات فكرية وهي عادة تصيب شبه المسؤول حين يتلقى شلوتاً ويخرج من دائرة الضوء! بعمله كمستشار أول لوزير الاتصالات والمعلومات لشؤون التنمية التكنولوجية في 2007 دون أن يعترض على فساد مبارك أو استبداده! وكذلك باستبعاده من الترشيح وزيراً للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعد اتهامه بأنه كان أحد أعضاء شركة «سي آي تي» التي ثبت تعاملها مع إسرائيل! وقد اعترف بأنه يمتلك حصة في شركة اتصالات لها تعاون مع شركة أرون الإسرائيلية مما دفعه للانضمام إلى معسكر العار: يسقط حكم العسكر يحاول ابتزاز نظام 30 يونيو بكل ما أوتي من قدرة على الردح طمعاً في أي منصب وقد تملّكه هوس الاشتياق لأي منصب لدرجة العمى السياسي! دكتور أتغطى كويس وأنت نايم»!

«مجاذيب السيسي» الذين أصيبوا
بحالة هرمونية من الهياج الجماعي

طبعا لازم يتغطى في أيام البرد هذه ويوم الثلاثاء تعرض الدكتور حازم إلى هجوم أخر هو ومؤيدي السيسي في جريدة «المشهد» الأسبوعية المستقلة شنه ضده صاحبنا عزت سلامة بقوله: «كشف الدكتور حازم عبد العظيم منسق لجنة الشباب السابق في حملة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن علاقة أجهزة الأمن والمخابرات بالبرلمان وتبنيها قائمة «في حب مصر» بما يدلل على أن ما خفي كان أعظم قال عبد العظيم في رسالته التي حملت عنوان شهادة حق في برلمان الرئيس «إنها قد تكون صادمة لمجاذيب السيسي الذين أصيبوا بحالة هرمونية من الهياج الجماعي ضده أي ضد حازم وتم تلقينهم أن سبب هجومه على سياسات الرئيس هو أنه لم يحصل على منصب» وأوضح أنه رفض التعيين في البرلمان وقيل له حرفيًا «إنك الأقدر على تولي رئاسة مجلس الشباب في مجلس النواب» المهم حاول الدكتور أن يقول للمحكمة أعني نحن الشعب وباعتباره شاهدًا «إن انتخابات البرلمان لم تكن محايدة ورغم نزاهتها ورغم احتواء هذه الرسالة على العديد من الكوارث التي تظهر كيف يتم طبخ كل كبيرة وصغيرة عبر جوقة يملكون إما مالاً وإما منصبًا مهمًا ورغم عزوف المواطنين عن النزول في الإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان المرتقب انعقاده والذي يعد هذا العزوف تأكيدًا على ذكاء الشعب وفطنته بما يحاك به إلا أن ما يمكّن هذه الجوقة من الإستمرار دون مبالاة هو وجود من على شاكلة حازم عبد العظيم ولعل ظهور الشهادة بعد نشر القرار لهو خير دليل على خروج الشاهد من المولد بلا حمص فقرر فجأةً يطلق عيارًا في الهواء عملاً بمثل «العيار اللي ميصيبش يدوش» وفي الأخير كل ذلك يجعل من رسالة الدكتور حازم عبد العظيم شهادة مجروحة».

«الوطن»: مبارك لص
وكذلك أنجاله الذين نهبوا مال الشعب

أما الدكتور محمود خليل الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة القاهرة ومستشار جريدة «الوطن» فقد برقت عيناه شماتة كما هو واضح من صورته مع عموده «وطنطن» في مبارك وأنصاره يوم الثلاثاء بقوله عنهم: «اللهم ليست شماتة بل إحساس بعدلك مبارك لص وكذلك أنجاله نهبوا مال الشعب ليبنوا به القصور هذا ما قضت به محكمة النقض كثيرون لا يقدرون معنى هذا الحكم ولا يستوعبون دلالاته المبهرة التي يتربع على رأسها أن: الثورة حق وأن الإنتماء إلى يناير شرف يحق أن يتيه به كل من خرج في ركابها داعياً إلى الإصلاح ومقاومة الفساد وثانيها أن الثورة قادرة وسوف تسجل كتب التاريخ أن هذا الرئيس الذي حكم المصريين لثلاثين عاماً أُدين بالفساد وأن يناير هي التي وضعته في القفص وثالثها أن الثورة مستمرة وأن كل ما يقال من أن يناير انتهت هو محض تمنٍّ ووهم يعشش في عقول البعض فثورة يناير التي خلعت مبارك عام 2011 هي التي سجنته عام 2016قضية القصور الرئاسية تُدين مبارك وأنجاله بسرقة ميزانية قصور الحكم عام 2002 حكم محكمة النقض يقول ذلك وهو يقتضى من المهتمين البحث فيما سبق عام 2002 وما تلاه خصوصاً أن ثمة أرصدة مجمدة للرئيس الأسبق في دول غربية أكدت مصادر قضائية أنها بصدد اتخاذ الإجراءات الكفيلة باسترجاعها ما تردده هذه المصادر القضائية يمنحك مؤشراً عن أن الشيلة تقيله وأن يناير عندما قامت كانت صادقة فيما هدفت إليه من قضاء على الفساد الذي استشرى في عصر مبارك وتغلغل داخل خلايا الجهاز العصبي لهذا البلد حتى وضعه على منصة الجنون وتكامل مع هذا الفساد استبداد الحكم الذي اعتمد على قمع الشعب وكان سوء الختام فيه السعي إلى توريث الحكم وكأن هذا البلد عزبة يورثها من يحكمها لأنجاله وإياك أن تصدق الترهات التي يرددها أنصار عصر الفساد من أن مبارك لم يكن يسعى إلى التوريث وحسبك أن تتذكر جيداً أن سرقة ميزانية القصور الرئاسية جاءت بأيدي الأب والأنجال الأب بحكم ما كان يظنه من ملكية بر المحروسة والأنجال من منطلق الورثة»!

«الشروق»:
لماذا عاش جمال عبد الناصر؟

وإذا تركنا «الوطـــن» وتوجهنا لـ«أخبار» الثلاثاء سنجد زميلنا الإخواني السابق عصام السباعي يهاجم زميلنا وصديقنا عبد الله السناوي قوله: «مقال جميل كتبه عبد الله السناوي في «الشروق» أمس بعنوان: لماذا عاش جمال عبد الناصر؟ واتفق معه فقد كان رحمه الله زعيما وطنيا وشخصية كاريزمية وليسمح لي بإضافة سبب أخر وهو أنه عاش ليصبح مصدر رزق دائم للمتاجرين به وبعظمته ففي وقت لم يترك الزعيم لورثته سوى شرف الانتساب إليه توارثاهم حق الاسترزاق باسمه».

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية