الناصرة – «القدس العربي»: رغم الموقف العربي شبه المشلول تشهد إسرائيل حملة انتقادات وضغوط دولية جديدة، أكثرها سخونة يتمحور حول علاقاتها مع السويد والبرازيل، حيث يستمر التراشق الإعلامي.
وكشف في إسرائيل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرفض إرسال سفير آخر إلى البرازيل إذا ما واصلت برازيليا رفض تعيين داني ديان، وهو مستوطن، سفيرا لإسرائيل فيها.
وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن إسرائيل تأمل في أن يؤدي هذا القرار إلى إقناع البرازيل بالتراجع عن معارضتها لتعيين ديان. وكانت الحكومة قد صادقت على التعيين قبل خمسة أشهر، لكن الحكومة البرازيلية ترفض حتى اليوم التصديق على التعيين بسبب كون ديان مستوطنا وشغل في السابق منصب رئيس مجلس المستوطنات.
مطالبة إسرائيل بتعويضات
ويدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية مطالبة إسرائيل بتعويضات عن هدم المباني التي تبرع بها الاتحاد للبدو الفلسطينيين في منطقة E1 في إطار مساعداته الإنسانية. وعلم هذا الأمر من تصريح أدلت به مديرة قسم التنظيمات في إدارة أوروبا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، افيفيت بار إيلان، أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس. وقالت بار إيلان إن «مصير البناء غير القانوني هو الهدم وإسرائيل لا تتقبل التحليل الأوروبي بأن المقصود مساعدات إنسانية». لكنها رفضت عرض معلومات أوسع حول الحوار الدائر بين وزارة الخارجية وسفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل، لأن النقاش خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن كان مفتوحا. وأشارت خلال النقاش إلى قيام إسرائيل في أغسطس/ آب الماضي بهدم13 بناية للبدو في منطقة E1، وهدم خمسة مبان أخرى في الأسبوع الماضي، ومصادرة الخيام التي تلقاها البدو كمساعدة في اليوم التالي للهدم.
جلسة توبيخ
ويتواصل التراشق بين إسرائيل وبين السويد حيث تم أمس استدعاء سفير ستوكهولم في تل أبيب إلى محادثة توبيخ في وزارة الخارجية. يأتي ذلك احتجاجا على تصريحات وزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستروم التي دعت للتحقيق لكشف ما إذا قامت إسرائيل بإعدام فلسطينيين بشكل غير قانوني ومحاكمة المسؤولين عن ذلك. وقال المتحدث بلسان الوزارة عمانوئيل نحشون «إن وزيرة خارجية السويد تقدم في تصريحاتها غير المسؤولة والمهووسة دعما للإرهاب وتشجع العنف». وجاء في بيان أصدرته الوزارة بعد استدعاء السفير السويدي، أن «رئيس قسم اوروبا في الوزارة افيف شير أون، احتج أمام السفير على تصريحات الوزيرة وطلب منه نقل غضب الحكومة والشعب في إسرائيل على «العرض المشوه للواقع وعلى تصريح آخر لوولستروم يدل على تعاملها المنحاز ضد إسرائيل، بل والمعادي».
واضاف شير اون أن تصريحات وولستروم تدل على أنها لا تفهم ما يحدث في المنطقة، ولا تعرف أن مواطني إسرائيل يتعرضون لخطر متواصل جراء الهجمات الإرهابية القاتلة.
وسبق استدعاء السفير أمس، حادث محرج، حيث صرحت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي خلال جولة مع المتدربين الشبان في الوزارة، في الضفة الغربية، أن إسرائيل أغلقت الباب أمام السويد في كل ما يتعلق بالزيارات الرسمية في البلاد. وجاء هذا التصريح على الرغم من قيام رئيسة البرلمان السويدي بزيارة إسرائيل حاليا. وفاجأ تصريح حوطوبيلي هذا دارة الوزارة وديوان رئيس الحكومة، لأنه لم يتقرر مقاطعة زيارات الشخصيات السويدية الرسمية. وحاولوا في مكتب حوطوبيلي تصحيح تصريحها والادعاء بأنها قصدت بأنه لن يتم استقبال وزيرة الخارجية السويدية ونائبها في إسرائيل.
لبيد يطالب موغريني بمحاربة BDS
وعلى خلفية موجة مقاطعة جديدة لإسرائيل اجتمع رئيس حزب «يوجد مستقبل» يئير لبيد في بروكسل أمس مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فدريكا موغريني، وطلب منها العمل على صدور قرار خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي القريب، ضد حركة المقاطعة الدولية BDS. وقالت موغريني» إنها ستعمل في الموضوع لأن الاتحاد الأوروبي يعارض الحركة. وقال لبيد إن الدعوة لمقاطعة إسرائيل تشجع ازدياد الأصوات المعادية للسامية في العالم».
وهناك من يتعاون في إسرائيل مع هذه الضغوط الدولية لا سيما من جهة أوساط يسارية ترى باستمرار الاحتلال خطرا على إسرائيل أولا. من هؤلاء المدير العام السابق لوزارة الخارجية وسفير إسرائيل في أنقرة الون ليئيل الذي دعا إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل، بما في ذلك الضغط من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لكرة القدم. وأثارت خطوة ليئيل هذه غضبا في الأوساط السياسية الإسرائيلية. وقالت نائبة وزير الخارجية تسبي حوطوبيلي ان «الون ليئيل خدم قبل سنوات كثيرة كمسؤول كبير في الجهاز الدبلوماسي الإسرائيلي، ومن بينها عدة أشهر شغل خلالها منصب المدير العام للوزارة، لكن السنوات التي مضت أنسته التزامه للدولة، وتحول إلى مساعد فاعل للجهات المعنية بإلحاق الضرر بدولة إسرائيل.
وأوضحت أن نشاطه الفاعل في إطار حركة مقاطعة إسرائيل وعلى الحلبة الدبلوماسية، من خلال الاستغلال الساخر لمكانته كرجل سابق في وزارة الخارجية، تلطخ خدمات الخارجية وتعمل لصالح كارهي إسرائيل».
يشار إلى ان تنظيم «حتى هنا» اليميني ارسل جواسيس مندسين إلى التنظيمات اليسارية قاموا بتسجيل محادثة جرت بين ليئيل ورجال حركة «يكسرون الصمت».
ومن بين ما قاله ليئيل إن «العقوبات على جنوب أفريقيا تمت عندما فهم الرأي العام بأن الأسود في جنوب أفريقيا هو الأبيض، وأن الأبيض هو الأسود. أنتم رأس الحربة الذي يقول للعالم بأن الاحتلال غير محتمل لنا ولهم». واقترح ليئيل المس بإسرائيل في حلبة الرياضة.
وديع عواودة
Viva Sweden Viva Brazil