عمان ـ «القدس العربي»: الإطار السياسي الفكري الذي يحكم مخاوف شخصية رفيعة المستوى والحضور مثل طاهر المصري في الأردن يقرأ واقع التحديات التي تواجه المصالح الحيوية والأساسية للدور الإقليمي الأردني إنطلاقا من ثلاثة معطيات.
لا يجد المصري ما يمنعه من تحديد هذه المعطيات فالإدارة الأمريكية «تتخلى عن المنطقة» وتتقلص أهمية المنطقة بالنسبة لها وهي دوما الحليف الأقوى.
والسعودية مشغولة بمشكلاتها المعقدة إقليميا.
وإسرائيل لا يمكن إعتبار مشاريعها بعد الآن متوازنة بالنسبة لمصالح ليس فقط عملية السلام ولكن للمصالح الأردنية الوطنية العليا بصورة مباشرة بل عدائية في الكثير من الأحيان.
ما يلمح له المصري عمليا هو إنصراف ثلاثة قوى في الإقليم كانت دوما أساسية في معادلة بلاده إما إلى أجنداتها الخاصة والذاتية التي لا يوجد بينها الإهتمام الكافي بالأردن أو إلى مصالحها بعيدا عن الدور الأردني خصوصا وان في الحالة الإسرائيلية تحديدا ما يوحي ليس فقط بالتخلي عن الأردن، ولكن بإتخاذ خطوات «عدائية» ضده ليس أقلها ضم القدس والمساس بالولاية الأردنية على المسجد الأقصى ولكن أيضا التحديات المركزية الناتجة عن مشروع يهودية الدولة وما سيجره من المساس بمصالح الأردن والأردنيين ضمن مسلسل تصفية وتسوية القضية الفلسطينية وفقا للأجندة اليمينية المتطرفة في تل أبيب.
ثلاثة أطراف أساسية في المعادلة في رأي المصري وغيره منشغلة بنفسها اليوم وبمصالحها وتحدياتها عن الأردن مما يتطلب قدرا من الوعي بحقائق الواقع والعمل على تنويع الخيارات.
السؤال الذي يطرحه السياسي ورئيس مجلس الأعيان الأسبق طاهر المصري: ماذا نحن فاعلون ؟
نسأله في «القدس العربي»:
○ ماذا نحن فاعلون وما الذي ينبغي ان نفعله في رأيكم؟
• إذا كنا سنسقط هذا الإستفسار على اللغة المحلية علينا أولا ان نبدأ بالتحدث مع بعضنا البعض كسياسيين وقوى ومؤسسات وعلى قواعد حسن النوايا للبحث عن توافقات وتشخيصات وطنية عامة تشرح الواقع وتحدد الإحتياجات وتسعى لمعالجة المشكلات.
○ هل يكفي ذلك؟
• طبعا لا يكفي لكنه مهم وأساسي ومن المرجح ان واجبنا كسياسيين التوقف عن سياسات إنكار الواقع والتحدث مع بعضنا ومع مؤسساتنا بصراحة وتأمين تشخيصات علمية ودقيقة ومهنية والعودة بنشاط للحالة الذهنية الوطنية التي تجمع الشعب بنخبه ومؤسساته في بوتقة واحدة….عندها قد يسهل علينا الإنتقال للمرحلة التالية بعنوان: ما الذي ينبغي ان نفعله؟
○ لماذا تجد إنشغال أو إبتعاد ثلاثة أطراف قوية في المنطقة خطرا على مصالح الأردن؟
• حتى نكون واقعيين يمكن القول أننا اليوم في «العراء» أو سنجلس في مساحاته قريبا كأردنيين وهو إستحقاق ينبغي ان نفكر فيه جيدا لحماية نظامنا ودولتنا وشعبنا وأرضنا خصوصا ونحن منشغلون بـ»اليومي» على حساب القراءة الإستراتيجية للواقع في الإقليم والعالم ومنشغلون بالمشكلات الملحة داخليا وخصوصا اننا منشغلون بمحاربة تنظيم الدولة وليس محاربة الإرهاب والتطرف بصورة جدية وعميقة مع ما يوفره ذلك من عبث بموازاة الإحباط الإقتصادي.
تنويع الخيارات
○ ما الذي تقصده عندما تتحدث عن «تنويع الخيارات» والإتصالات؟
• البحث عن مصالح مركزية في وضع إقليمي مضطرب كما يحصل اليوم مهمة معقدة وليست بسيطة أو سهلة وحتى نكون صريحين ودقيقين لابد لنا في الأردن ولاحقا في النظام الرسمي العربي من تقييم كل ما حصل في المرحلة السابقة إنطلاقا من قراءة واقعية للواقع والمعطيات والتوقف عن إنكار المشكلات.
أردنيا من الواضح لي اننا بحاجة ملحة ونحن نرصد كيف تتحول إسرائيل للتطرف المجنون الدائم فيما تتخلى الولايات المتحدة عن أصدقائها وتنشغل كل من مصر والسعودية بمشكلاتهما الإقليمية والذاتية في الوقت الذي تتنافس فيه مراكز الثقل الإقليمي في المنطقة بصورة تؤثر بعمق على الملفات والقضايا والأوضاع العربية خصوصا في العراق وسوريا ولبنان.
الإيقاع الروسي
يبرز أيضا في رأي المصري الدور الروسي الجديد الذي يفترض أيضا إيقاعات مستجدة.
من المرجح ان التخلي أصبح ضروريا عن فكرة ان «العالم يحتاجنا ويبحث عن دورنا « فالعالم اليوم يحتاج لمصالحه ويبحث عنها سواء أكانت عبرنا أم عبر غيرنا.
ومن المرجح ان الحاجة لا تقل أهمية لمراجعة مدرسة القدرة الدائمة على التحدث مع جميع الأطراف في كل الأوقات فوسط حالة التمحور الحالية لدول الإقليم وتحديات التطرف والنزاع في الجوار قد لا تكون مثل هذه المدرسة فعالة دوما.
○ لكنك هنا لا تتحدث عن التنويع بصورة مباشرة؟
• المقصود في تنويع خيارات التواصل هو العمل دبلوماسيا وسياسيا على إظهار الإنفتاح مع أطراف أساسية فاعلة في الإقليم لترسيم المصالح السياسية والاقتصادية ومغادرة منطقة الخيار السلبي وسط عالم متحرك وإقليم مشتعل.
وللإنصاف هنا لابد من القول ان الحراك الذي تنتجه قيادتنا مؤثر في المجتمع الدولي والمستوى الخارجي حيث هوامش مبادرة ومناورة وسمعة طيبة للأردن خارجيا بصرف النظر عن مشكلات الداخل التي لا تتجاوب بالمهنية والكفاءة نفسها.
في الملف الإيراني
بصورة مبكرة تماما إحتفظ المصري برؤية خاصة لمسألة الملف النووي الإيراني وتقديره من البداية سمعته «القدس العربي» عدة مرات وهو يتحدث عن حالة مستجدة في المنطقة تفرض نمطا مختلفا من التحالفات والإصطفافات.
رأي المصري أن توقيع الإتفاق النووي الأمريكي- الإيراني من أبرز الأحداث والتحولات مؤخرا ويشكل تحديا أساسيا أمام النظام الرسمي العربي ودوره في الإقليم.
الإنزياحات في تقدير ضيفنا ستحصل لصالح تمرير هذا الإتفاق وتثبيته وإيقاعاته ستفرض بصماتها على شكل هرم هندسي من التوافقات مع إيران على حساب أي توافقات مع غيرها وبالتالي سيتعظم الدور الإقليمي الإيراني وقد تصبح إيران هي المرجعية بالنسبة للإدارة الأمريكية.
يكرس الإتفاق النووي الأمريكي مع إيران وقائع جديدة ـ يرى المصري- قبل أن نسأله:
○ إسرائيل أيضا ستخسر مع النظام الرسمي العربي حسب الكثير من القراءات ..كيف تعلق على ذلك؟
• إسرائيل في موقف وموقع يسمح لها بالإستثمار والتوظيف هنا ورغم ان كل محاولاتها لإعاقة تمرير الإتفاق النووي مع إيران، إلا أنها ما زالت تحتفظ بهامش المناورة ليس بسبب عناصر التفوق والقوة فقط.
ولكن أيضا بسبب قدراتها الطبيعية التي ظهرت فعلا في إبتزاز الأمريكيين وأوروبا والعالم ضمن مقايضاتها مع الملف الإيراني.
○ كيف سيحصل ذلك؟
• لدى إسرائيل اليوم مشروع واضح يستقر في منطق التشدد ومن الواضح ان حكومة بنيامين نتنياهو ستبقى في الصدارة وان المجتمع الإسرائيلي يواصل تشدده وتقديري ان إسرائيل ضمن سلسة إبتزازات لا يمكن إنكارها في طريقها لإستثمار الإتفاق النووي مع إيران حتى تمرر للعالم مشروعها بخصوص «يهودية الدولة» وحتى تحسم الصراع لصالحها بحيث تنتهي من قصة الدولة الفلسطينية وعملية السلام وتتم تصفية القضية الفلسطينية…على نحو أو آخر أرى ان ذلك يحصل اليوم.
في الملف الداخلي
قد يكون طاهر المصري من السياسيين القلائل الذين يكثفون الحديث عن التحولات الحادة في قيم المجتمع الأردني وله في هذا الإطار صولات وجولات فقد عبر علنا عن مخاوفه من إستمرار التواطؤ مع حالة الإنفلات الأمني وتراجع المنظور القيمي في المجتمع الأردني.
يلاحظ المصري مثلا ان الاقتصاد الأردني تحول خلال الـ30 سنة الماضية إلى اقتصاد لا يعمل وفقا لقواعد الإنتاج الوطني بل على المساعدات الخارجية والأجنبية مما تسبب في تحول ذهنية الإنتاج الفردية عبر الإعتماد على الوظيفة في القطاع العام.
ذلك في رأي المصري من عناصر التشويه في الإدارة الاقتصادية حيث تتكرس مفاهيم الاقتصاد القائم ليس على الإنتاج بل على المنطق الريعي.
○ عندما تحذر في مقال لك من إنهيار القيم الإجتماعية.. عن ماذا تتحدث بصورة محددة؟
• أتحدث عن تحول فئة من الناس إلى مساحات المعارضة والمناكفة والغضب بعد توقف السياق الريعي لعلاقتهم بالوظيفة وعن مراكز قوى في المجتمع تتكرس بهذه النمطية فتقود المعارضة في الشارع. وأتحدث عن ذوبان الطبقة الوسطى تماما بسبب تزايد أعداد الفقراء وبقاء معدلات البطالة بدون معالجات حقيقية.
وأتحدث عن المزيد من الجوعى وإزدهار الواسطة والمحسوبية وتنامي مشاعر قطاعات من المواطنين بأن الدولة لا تمثلهم وليست لهم في النهاية.
○ تقول في مقال لك ان الوضع الداخلي في الأردن يتراجع ويتدهور ..ما هو قصدك؟
• ثمة حالة إنكار من المسؤولين للتحولات الحادة في الوضع الاجتماعي وتنمو مساحة عدم الثقة بين المسؤول والمواطن بدون معالجة وشاعت مفاهيم خاطئة تقتنع ان السلطة تجلب المال والعكس صحيح.
ومن هنا انطلقت الجرأة في الإعتداء على المال العام، وبروز ظاهرة الفساد المالي والسياسي معاً، والترهل الإداري. وقد جاءت كلها نتيجة سياسات خاطئة لم تتم مراجعتها وتقييمها في أوانها.
في ختام مطالعته للملف الداخلي يؤشر المصري على الفارق الذي ينمو ويتكرس بين سياسات الدولة الخارجية والداخلية حيث لا ينعكس النجاح الخارجي على علاقة إيجابية بين الدولة ومواطنيها وتزيد نسب الصراع الطبقي.
المصري قلق لأن ظواهر متعددة طارئة تبرز في المجتمع الأردني من بينها الإنفلات الأمني وغياب التسامح المألوف والميل لإستخدام العنف حتى في حالات الخلاف البسيطة.
بسام البدارين
اللهم احفظ الاردن لا ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم الاردن فيها مليونين من الفلسطنيين وهذا لا يرضي الصهاينة يا ساتر يارب
مجرد قراءات وافكار ونظريات، ان نظرية عدم استقرار الاردن يعني بالضرورة انهيار منظومة الامن والاستقرار لمن هم لاعبين على الساحة الشرق الاوسطية والعالمية وهم يدركون جيدا اللعبة وهم القادرين على التخطيط والمد والجزر فاللعبة اكبر منا ايها القلقون.
* حتى يسود الامن والأمان في ربوع الأردن ( ان شاء الله ) على الحكومة
الموقرة القيام بعدة خطوات منها :
1 ـ محاربة البطالة والفقر .
2 ـ محاربة الفساد والفاسدين والمفسدين
3 ـ محاربة الواسطة والمحسوبية
4 ـ تطبيق القانون ع الجميع والتخلي عن سياسة ( الخيار والفقوس ) .
سلام
يقول المصري متحدثا عن تحول فئة من الناس إلى مساحات المعارضة والمناكفة والغضب بعد توقف السياق الريعي لعلاقتهم بالوظيفة وعن مراكز قوى في المجتمع تتكرس بهذه النمطية فتقود المعارضة في الشارع. وأتحدث عن ذوبان الطبقة الوسطى تماما بسبب تزايد أعداد الفقراء وبقاء معدلات البطالة بدون معالجات حقيقية.
وأتحدث عن المزيد من الجوعى وإزدهار الواسطة والمحسوبية وتنامي مشاعر قطاعات من المواطنين بأن الدولة لا تمثلهم وليست لهم في النهاية.
○ تقول في مقال لك ان الوضع الداخلي في الأردن يتراجع ويتدهور ..ما هو قصدك؟
• ثمة حالة إنكار من المسؤولين للتحولات الحادة في الوضع الاجتماعي وتنمو مساحة عدم الثقة بين المسؤول والمواطن بدون معالجة وشاعت مفاهيم خاطئة تقتنع ان السلطة تجلب المال والعكس صحيح.
ومن هنا انطلقت الجرأة في الإعتداء على المال العام، وبروز ظاهرة الفساد المالي والسياسي معاً، والترهل الإداري. وقد جاءت كلها نتيجة سياسات خاطئة لم تتم مراجعتها وتقييمها في أوانها.
والغريب ان المتحدث من صناع القرار وغالبية صناع القرار يقولون مثل طاهر المصري اليس من حق الناس ان تسال اذن من المتسبب بكل هذه السلبيات في الاردن
قديما كان العدل اساس الملك. و تركنا ذلك للمستبد العادل. اما اليوم فلكي نضمن العدل فان الحرية و الديموقراطية و كرامة وحقوق الانسان هي الحل
أمريكا تخلت عن الجميع وخاصة السعودية والمقاومة السورية … أمريكا ليس لها صاحب بل مصالح ويقودها الصهاينة لحتفها وفسادها وتدميرها !