أجواء من الارتياح والشعور بالقوة من جهة يقابلها مزيج من الشك وعدم الوضوح. هذا ما تخرج به بعد الاطلاع على معظم تحليلات المعلقين الإيرانيين من جهة ونظرائهم الأمريكيين من جهة أخرى بعد رفع العقوبات عن طهران ودخول العلاقات الايرانية الأمريكية مرحلة جديدة ستغير الكثير مما عهدناه من توازنات ومعادلات في العقود الماضية.
ورغم غياب الفرحة الكبرى التي طبعت أغلب ما كتب في إيران قبل أشهر عند الإعلان عن توقيع الاتفاق النووي، فإن السمة البارزة هذه المرة هي الشعور بــ «العضلات» التي بدأت طهران ترى أنها تتمتع بها في المنطقة أو استرجعت التمتع بها، من ذلك ما قاله حسن هاني زادة مدير وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء إن «إيران لديها إمكانيات سياسية وعسكرية ضخمة وبات بإمكانها حل المشاكل والتعاون مع الغرب لتسوية ملفات سوريا والعراق واليمن وهو ما تخشاه السعودية وغيرها». وفي نفس الاتجاه، اعتبر موقع «بولتن» الإخباري الإيراني أن «هناك أدلة كثيرة تؤكد أن السعودية وسائر البلدان الأخرى، خسرت الميدان لصالح منافسها القديم، إيران وخط المقاومة، التي اعتقدت أنها تستطيع القضاء عليها بواسطة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى».
الملفت مما سبق ومن غيره هذه الأيام، توجه جزء هام من الكتابات الإيرانية لتصوير المكسب الذي حصلت عليه على أنه إنجاز لها ضد المملكة العربية السعودية تحديدا، وأكثر من ذلك ضد الإرهاب مع ربط الرياض به، من ذلك ما قاله ذات الموقع من أن «العد العكسي للإرهاب قد بدأ ولم يتبق للنهاية الكثير، ومع بدء تطبيق الاتفاق النووي، تستعيد إيران مكانتها أكثر من أي وقت مضى وهي لن تعود لاعبا على الهامش، إنما قوة إقليمية، وهذا ما ترفضه السعودية ورفاقها، لكن السعودية ليست من يقرر ماذا على العالم أن يفعل».
شعور القوة هذا بدا اقتصاديا أيضا فقد رأت صحيفة «تعادل» الإصلاحية أن الاتفاق النووي «أوجد 14 فرصة جديدة أمام الاقتصاد الإيراني»، معتبرة أن «السوق الإيراني ابتسم للاتفاق» فيما قالت صحيفة «تفاهم» إن «الاقتصاد الإيراني بانتظار صفّارة انتهاء الحصار» الذي سيحل 20٪ من مشاكل إيران الاقتصادية، لكن أثره الفعلي لن يظهر قبل 3 إلى 4 أشهر. وهناك من الإعلام الإيراني من نقل اختبار الجدية والمصداقية بعد رفع العقوبات إلى الضفة الأخرى، معتبرة أن الغرب هو من سيـُـمتحن فيهما لا هي، من ذلك ما قالته صحيفة «كيهان» من أن «الحصار ألغي وبقي الدور على الوعود.
في المقابل، طغى بعض القلق وعدم اليقين على كثير مما قاله أو كتبه معظم المعلقين الأمريكيين فكبير المراسلين الدوليين في إحدى الشبكات التلفزيونية فريديريك بليفن يعتقد أن أكثر الأمور المقلقة للعالم بعد رفع العقوبات هو النفط الإيراني فهو سيرفع المعروض في السوق وذلك قد يؤدي إلى تراجع أسعاره بشكل أكبر، معتبرا أنه «من الناحية السياسية هناك فرصة كبيرة لإيران للاندماج مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة وبناء علاقات أفضل، ولكن هذه الفرصة ما زالت هشة» وأنّ «خطر تفجر الوضع بين إيران والولايات المتحدة لازال موجودا وقد يحدث سوء تقدير بين الجانبين، وكل ما تم التوصل إليه يمكن أن يختفي».
أما الباحث الأكاديمي الأمريكي بجامعة بنسلفانيا فلينت لافريت فرأى ما يمكن أن يغذي أكثر المخاوف الخليجية والإسرائيلية مما تم وذلك حين يرى أن «من مصلحة أمريكا الخاصة أن تمضي قدما في سياق هذا الاتفاق، ونتيجة لذلك بناء علاقة استراتيجية مع إيران تمنح الولايات المتحدة خيارات أكثر ومكانة أكثر توازنا في المنطقة، وذلك عوضاً عن التعويل على إسرائيل والسعودية بما تمتلكانه من رصيد معقد من العلاقات المضطربة والمشاكل في المنطقة التي تضر بالمصالح الأمريكية على المدى البعيد».
بعض التعليقات الأخرى تراوحت بين التقدير لقوة إيران الاقتصادية المغرية بالاستثمار وبين الإشادة بالاتفاق النووي معها الذي حد من «نوازع الشر» لديها فقد علّق الصحافي الأمريكي جون ديفتريوس بالقول إن «لدى إيران إمكانيات هائلة، وهي أشبه بألمانيا الشرق الأوسط، فهي مصنع ممتاز للسيارات والفولاذ، وتملك موارد طبيعية ضخمة، وفيها 9٪ من الاحتياطي العالمي النفطي و18٪ من احتياطي الغاز الطبيعي، كما تملك 7٪ من المعادن في العالم، وهو ما يجعلها قبلة للمستثمرين من حول العالم»، فيما اعتبر الخبير جيم والش أنه «لولا الاتفاق النووي مع إيران لكانت الآن قد بنت برنامجها الخاص للتسلح النووي، وبالتالي ما حصل يعد مكسبا كبيرا للحد من أسلحة الدمار الشامل، مما يجعل كوريا الشمالية الدولة الوحيدة المتبقية والمستعصية في هذا السياق».
وبقدر ما يمثل الاطلاع على هذا النوع من التعليقات الإيرانية والأمريكية فرصة للوقوف عند المزاج العام السائد في البلدين فإن الكلمة في النهاية ستظل للوقائع على الأرض التي ستبين من حافظ على رجليه على الأرض ومن حلق بهما في فضاء الأماني.
٭ كاتب وإعلامي تونسي
محمد كريشان
النظام الإيراني صام دهرا ليفطر على بصل
فالتخمة من المعروض من النفط لا تستوعب زيادة النفط من إيران
وأسعار النفط إنخفضت لخمسة أضعاف والمشاريع التوسعية بالمنطقة العربية تبعثرت
وها هو المارد العربي السعودي ينهض بالأمة متحالفا بالمارد التركي الأردوغاني
ولا حول ولا قوة الا بالله
* أمام ( ايران ) حل واحد لو أرادت التقدم والازدهار .
* تغيير عقليتها وسياستها المعادية للعرب وشكرا .
سلام
عسى أن تكون رفع العقوبات هي فرصة الشعب الإيراني ليرفع رأسه قليلا من ضنك المعيشة التي وضعه فيه قادته وأن تكون بداية حراك شعبي داخل إيران تشغل على الأقل ملالي إيران داخليا وتترك العرب لحالهم.
عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم انا اعتقد ان (الصداقة) الأمريكية الإيرانية ستضع الدول العربية ومعها السعودية امام خيارين اما الرضوخ للهمينة الإيرانية وهذا يعني زوال سلطة حكام السعودية او ان تتعاون السعودية مع تركيا وباقي الدول الإسلامية السنية ضد المخطط الأمريكي الغربي اللذي تدعمه ايران
الكروي داود النرويج:
اي مارد هذا؟
الشعوب قوية بمواردها البشرية. بالعقول و السواعد المنتجة.
امريكا قوية بنظامها التعليمي و بجامعاتها و مراكز الدراسات و البحوث. بالعقول المفكرة و المبدعة و المبتكرة
و المانيا قوية بالانسان الالماني الذي يصنع المصانع
و كل الدول المتقدمة و الغنية و المحترمة كذلك
و لا يتأتى ذلك الا بالحرية و الديموقراطية. فما زال الطريق طويلا حتى لو بدأنا الحرية و الديموقراطية اليوم
حياك الله عزيزي خليل وحيا الله الجميع
ولا حول ولا قوة الا بالله