لبنان: زعيم «المستقبل» غاضب من وزارة الخارجية… و سلام يحمّل طهران مسؤولية الصراع مع المملكة

حجم الخط
0

بيروت- «القدس العربي» : الخلاف حول ترشيح رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، ورئيس «تكتل التغيير والاصلاح»، النائب ميشال عون، أدى إلى انقطاع الاتصال بين رئيس تيار «المستقبل»، سعد الحريري، ورئيس «حزب القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الذي قال في حديث إلى «العربية» إن «آخر اتصال مع الرئيس الحريري كان بعد ترشيح فرنجية ولم نكن على اتفاق، ولا أخفي أن العلاقة ليست على ما يُرام وسأعمل جهدي لتعود الامور كما كانت». ولفت إلى أن« 14 آذار» ليست بأحسن أحوالها منذ ترشيح سليمان فرنجية ولكن الرئاسة ملف من الملفات و «14 آذار» مستمرة بسبب المشروع الذي تحمله». وردّ جعجع على نظرية أنه يقترب من إيران فقال: «من يطرح فرضية انني أترك تحالفي مع الدول العربية لأتجه إلى إيران لا يعرفني، فأنا دخلت طواعية السجن الإفرادي 11 سنة لعدم تغييري قناعاتي».
والموقف من إيران بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران جعل الحريري يغضب من وزارة الخارجية اللبنانية التي للمرة الثانية على التوالي بعد اجتماع مجلس الجامعة العربية نأت بنفسها عن التصويت في مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي عن ادانة اقتحام السفارة السعودية في طهران.
وقد أكد الرئيس الحريري، في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، «أن انفراد وزارة الخارجية بما زعمت انه نأي بالنفس عن موقف عربي جامع في المؤتمر الطارئ لوزراء خارجية المؤتمر الإسلامي للتضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات على بعثاتها الدبلوماسية في إيران ولرفض التدخل الإيراني في الشؤون العربية، هو موقف لا يعبّر عن غالبية الشعب اللبناني وخروج مرفوض للمرة الثانية عن سياسة الوقوف مع الإجماع العربي التي شكلت قاعدة ذهبية للدبلوماسية اللبنانية منذ الاستقلال».
وقال: «إن النأي بالنفس يتحوّل اصطفافاً حين تجد الخارجية اللبنانية نفسها للمرة الثانية وحيدة خارج موقف جميع الدول العربية بلا استثناء وتنأى بنفسها وحيدة عن قرار تؤيده جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي باستثناء إيران المعتدية على البعثات الدبلوماسية والسيادة العربية». وسأل: «عماذا نأت الخارجية اللبنانية بنفسها هذه المرة، خصوصاً ان البيان لم يتضمن اي ذكر للبنان أو اي تنظيم سياسي لبناني، أم اننا بصدد محاولة للنأي بالدبلوماسية بعيداً عن لبنان وعروبته نحو إيران وعدوانيتها ومصالحها التوسعية»؟
وحذر الحريري من «أن هذا التغريب المتكرر للبنان عن عروبته وعن قواعد دبلوماسيته التاريخية إنما هو نذير شؤم عن محاولة الهيمنة على القرار الوطني ضد إرادة غالبية اللبنانيين وعلى حساب مصالحهم ومصلحة لبنان العليا». وختم: «انني على ثقة تامة بأن اخواننا العرب يعرفون ان مواقف الخارجية اللبنانية هي رهينة ذرائع يتبرأ منها اللبنانيون المخلصون لوطنهم وعروبتهم وقيمهم، الذين لن يسمحوا لهذا الوضع الشاذ بأن يطول ويتجذر».
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، «ان أصل النزاع بين إيران والمملكة العربية السعودية هو التدخل الايراني القائم منذ سنوات في العالم العربي والذي يزيد الاوضاع المعقدة فيه تعقيداً».
كلام سلام جاء خلال ندوة شارك فيها في دافوس، مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في اطار «منتدى الاقتصاد العالمي»، أدارتها الصحافية الامريكية كريستيان امانبور. وقال سلام «ان روسيا والولايات المتحدة الامريكية تبذلان جهوداً للتوصل إلى حل في المنطقة، وهذه الجهود ضرورية ويجب ان تتواصل. هناك علاقات متوترة بين الاطراف المختلفة في المنطقة خاصة بين المملكة العربية السعودية وايران، فالسعودية تعتبر، وهي محقة بذلك، أن لها دوراً قيادياً في العالم العربي وان عليها ان تضطلع بهذا الدور بما من شأنه تعزيز الاستقرار وتحسين الاوضاع الاقليمية. اما إيران فتتدخل في العالم العربي منذ سنوات عديدة وهذا هو أصل النزاع بينها وبين السعودية».
وأضاف: «السعودية تعلن أنها لا تتدخل في شؤون ايران، فلماذا تتدخل إيران في شؤوننا الداخلية، ولماذا تزيد الاوضاع تعقيداً»؟ وأعرب عن قلقه من «تفاقم المشكلات الطائفية في المنطقة سواء بين المسلمين والمسيحيين أو بين السنة والشيعة»، آملاً في «إمكان تجاوز هذه المشكلات لكي نحافظ على التعايش السلمي في منطقتنا».
ودعا «الى دعم نهج الاعتدال في المنطقة بما يسمح بمكافحة التطرف»، معتبراً ان «مفتاح هذه المسألة يكمن في التوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية يعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة».

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية