أمريكا وقنبلة إيران النووية التي آتت أكلها

حجم الخط
8

■ مدهش وزير الخارجية الأمريكي كيري وهو يعلن أن قنبلة إيران النووية قد انتهت للأبد! وكأن إيران حصلت على كل أموالها المجمدة ورفعت الحصار السياسي والاقتصادي عليها، مقابل اللعب على مخاوف الغرب من «مشروع قنبلة نووية».
التهديد النووي يقلــــق الولايات المتحدة لأنه الأكثر تهديدا لحليفته إسرائيل، التي كانت تعترض على التسوية الأمريكية مع إيران، وتفضل توجيه ضربة عسكرية، ولكن ما لا تهتم له أمريكا هو مصير حلفائها في الحكومات العربية الذين تهددهم إيران وتفتك بشعوبهم كل يوم، بعد أن سيطرت طهران على عواصم المشرق العــــربي واحدة تلو الأخرى، وسط عجز رسمي عربي يكمل قصة نصف قرن من الفشل أمام اسرائيل وتحديات الشعوب العربية الملحة.
ولعل الرئيس الامريكي اوباما كان واضحا في حديثه الصحافي قبل نحو عام، عندما قال إن الولايات المتحدة ستحمي حلفائها في الحكومات العربية فقط حال تعرضوا لهجوم «خارجي».. وهذا يعني صراحة، أن القوى الشيعية التي تدعمها إيران في البلاد العربية لن تواجهها الولايات المتحدة نهائيا، حتى لو هددت الأنظمة، وهو ما حصل فعلا في اليمن عندما سيطر الحوثيون على صنعاء وأبعدوا نظام الحكم المقرب من السعودية.
والمنطق نفسه ذهب إليه الكاتب الامريكي فريدمان، عندما قال في مقال مهم، إن على الولايات المتحدة أن تنفض ايديها من المنطقة العربية وتتركها لنزاعاتها التي لن تنتهي. ماذا تفعل إيران أكثر مما فعلته، لماذا ستحتاج قنبلتـــها النووية اذا افتــــرضنا انها امتلكــــتها؟ ومن سيستخدم السلاح النووي او الكيماوي في حروب اليوم؟ استخداماتها ستكون محدودة ونادرة دوما هذا إن استخدمت اصلا.
لم تلجأ إيران لأي ســــلاح نووي أو نــــوعي لثبيت أقدامها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ولمد نفـــوذها في البحرين والمنطـــقة الشرقية الســـعودية، بل عرفت أن السلاح الاحكم هو مريدوهـــا من الشـــيعة العرب والأقليات القلقة دوما من البعـــبع الاسلامي الســـني في مخيلتها التاريخية، فهؤلاء يحتاجونها كما تحتاجهـــم، وذخيرة هذا السلاح لم تنضب ولم تتبدد منذ قرون، الرابطة المذهبية القادرة على تحريك الجماهير بنسق سياسي.

٭ كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

وائل عصام

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    يجب على سنة العراق الإلتفاف حول مرجعية واحدة
    والشيخ الدكتور رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية هو الأنسب
    وأتمنى أن يصدر الشيخ فتوى بالجهاد الكفائي لأهل السنة لدحر الميليشيات
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول محمد:

    ايران ليست الدولة الشيعيه ، بل هي دولة مسلمة ، و التشيع و التسنن ليس من الاسلام

  3. يقول سامح // الأردن:

    * على ملالي وساسة ( ايران ) تغيير عقليتهم وسياستهم العدائية نحو ( العرب )
    لو أرادوا التقدم والازدهار .
    سلام

  4. يقول خليل ابورزق:

    يقول الكاتب الفاضل: “ما لا تهتم له أمريكا هو مصير حلفائها في الحكومات العربية الذين تهددهم إيران”. و يغيب عنا دائما انه لايوجد حلف بين صغير و كبير. ولم نتعلم من ايام التحالف مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية و ما انتهى اليه ذاك التحالف. و لم نتعلم من اتفاقيات الدفاع المشترك التي كانت الغطاء المفضل للاستعمار البريطاني لدول لمصر و الاردن و العراق و المارات الخليج و الجنوب.
    اما اسرائيل فهي ليست حليف لامريكا انما هي جزء منها ومن الغرب ثقافيا و بنيويا وهي مخلبه في المنطقة و قاعدته المتقدمة
    اما عن استعمال ايران للشيعة في المنطقة فهو انتهازية ضارة ستعود للاسف بالخسران على المنطقة كلها لان السياسات متغيرة و حتى الدول نفسها متغيرة بينما تبقى الشعوب.
    يعني ان الشيعة و السنة سيجدون انفسهم بعد اختفاء مثيرو الفتنة جيرانا و شركاء و لكن مع احقاد و دماء و ثارات.

  5. يقول Salam Adel:

    يجب على سنة العراق الالتفاف لشيعة العراق والتوحد معهم وبناء عراق خال من الطائفية وكذلك يجب ان يفعل شيعة العراق لانه لا ايران ولاتركيا ولا العرب يحبون العراقيون بل على العراقيون ان يحبوا بعضهم بعضا

  6. يقول رائد البحري من داكار:

    رائع هذا الكاتب وكل ما ورد في هذا المقال ذكره اوباما في خطابه الاتحادي الأخير.

  7. يقول احمد الأحمد ،امريكا:

    بداء سقوط العرب والشرق الاسلامي منذ احتلال اليهود لفلسطين وما نراه الان هو استمرار لم بداء بعد الحرب العالميه الاولى واحتلال فلسطين من بريطانيا واعطائهم فلسطين لليهود ،على الشرق الاسلامي ان يحدد عدوه وهي اسرائيل اولا وتشكيل جبهه لتحرير فلسطين ،ولكن لا ادري كيف ستنجح هكذا جبهه بوجود الانقلابيين في مصر .

  8. يقول منذر الحاتم:

    ماعندنا غير الكلام واللوم وتعليق اخطائنا وفشلنا المزمن على الاخرين ، الفلسطيني يترك محنة فلسطين يولقي نظريات عن العراق وسوريا وايران وتونس والمريخ حتى ، معلوم ان ايران بلغت هذا المستوى بالعلم والعمل وبينما العرب مشغولون بالطائفية والدسائس والمؤامرات ، هذا هو الفرق وسنبقى في ذيل الامم .

إشترك في قائمتنا البريدية