إسطنبول ـ «القدس العربي»: قال سياسيون وناشطون عراقيون في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» إن إيران والميليشيات الشيعية يقومون بتطهير مذهبي ممنهج ضد السكان السنة في مدينة ديالى، على حد تعبيرهم، مطالبين الدول العربية والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف مما سموه «الإبادة الجماعية المتواصلة ضد السنة في العراق».
ومنذ أسابيع تتهم أطياف سنية عراقية ميليشيات طائفية بتهاون من الحكومة العراقية بارتكاب «مجازر قتل وذبح لعشرات المواطنين السنة» والقيام بعمليات تعذيب لمواطنين وتفجير لمنازل ومساجد سنية في المدينة التي تقتطنها أغلبية ساحقة من العراقيين السنة.
علي الظفيري المتحدث الرسمي باسم «الحراك السني في العراق» قال: «ما يجري اليوم لأهل السنة هو إبادة شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تقوم بها الميليشيات التي انضوت تحت ما يسمى بالحشد الشعبي بفتوى المرجعية الدينية المتمثلة بعلي السيستاني وتبنتها الحكومة العراقية رسميا».
وأضاف الظفيري لـ«القدس العربي»: «اليوم أهل السنة في ديالى وغيرها من محافظات العراق لا يعرفون أين يتوجهون، فإذا بقوا في ديارهم تقتلهم الميليشيات، وإذا غادروا يقتلون أيضا بواسطة ميليشيات أخرى»، مطالباً المجتمع الدولي بأن يقف وقفة حقيقية لوقف ما يحدث في المحافظات السنية في العراق.
وشدد الظفيري على أن «السنة يتعرضون للاستهداف في كل مكان في العراق وليس فقط في ديالى، حيث الفلوجة تباد بواسطة التجويع والقنابل وكل أنواع الأسلحة التي تدمر البيوت والناس والمستشفيات، كذلك ما يحصل في الرمادي بحجة قتال داعش.. إن ما يحصل اليوم هو حرب على أهل السنة في العراق مدفوعة بأجندات خارجية لتطبيق المشروع الصفوي الإيراني في العراق وباقي الدول العربية».
من جهته، اعتبر السياسي العراقي المعارض بهجت الكردي ما يحدث في ديالى وعموم العراق «إنما هو انتقام لرفض هذه المدن للسياسيين الفاسدين، الذين كانوا وراء احتلال أمريكا للعراق في 2003»، موضحاً أن الأذان لم يرفع في مدينة ديالى منذ قرابة الأسبوعين.
وقال الكردي لـ«القدس العربي»: «أي جريمة هذه في بلد مثل العراق تصول وتجول فيه الميليشيات الإيرانية تذبح وتقتل من تشاء وتدمر العراق منذ 12 عاماً.. الشعب العربي والجامعة العربية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة كلها تنظر إلى هذا الشعب ولا تتدخل».
وأضاف الكردي: «لا حل أمامنا إلا بثورة شعبية يقودها كل أبناء العراق، واليوم هناك صحوة في مدن وسط وجنوب العراق منذ خمس سنوات هم يخرجون بتظاهرات ولا يسمع لهم أحد، بعد أن اكتشفوا كل هذه المجاميع الفاسدة التي حكمت العراق والتي جاء بها المحتل لم تقدم شيئا للشعب العراقي سوى المزيد من الدم».
وشدد الكردي على أن «إيران يمكن أن تتخلى عن النجف ولكن لن تتخلى عن ديالى لأنها محافظة حدودية معها، فيما النجف وإيران تعتبرها خاصرة مهمة لها وتريد أن تكون جزءا من أراضيها.. هذا هو المشروع الحقيقي لحكومة طهران».
وسام الكبيسي، محلل سياسي عراقي وباحث في الشأن الإيراني، ناشد العالم بالالتفات إلى «عمليات القتل والتهجير والتمييز التي تحصل ضد السنة في العراق»، مطالباً جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والمنظمات الإسلامية للتنبه لما يحدث بالعراق.
وقال الكبيسي لـ«القدس العربي»: «ما يحصل في العراق هو قتل وتهجير وتمييز عرقي وطائفي واضح على يد ميليشيات خارجة على القانون وبالتالي عليهم أن يضغطوا على الحكومة العراقية لكي تكون حكومة لكل المواطنين وان تفرض هيبتها وسلطتها على كل العراقيين بدل دعم الميليشيات بالخفاء لتنفيذ أجنداتها».
ولفت الكبيسي إلى الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان العراق، موضحاً أن هناك قرابة 4 ملايين نازح ومهجر من مناطق النزاع في العراق بعضهم في العراء، و«عدم سماح الحكومة للنازحين بالعودة إلى مناطقهم التي هجروا منها بحجة محاربة داعش بعد انتهاء الاشتباكات دليل على أنها متواطئة مع هذه الميليشيات الطائفية التي تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي لصالح إيران في العراق والمنطقة».
في السياق ذاته أكد الناشط السياسي المعارض ماهر السامرائي على أن إيران أصبحت اللاعب الأساسي «بل تكاد تكون اللاعب الأوحد في الساحة العراقية، أطماع بلاد فارس لا تنتهي حيث رفعوا شعار تصدير الثورة وهذا الشعار لا يقف عند حد معين».
وقال السامرائي لـ«القدس العربي»: «بفضل السياسيين العراقيين المشاركين بالعملية السياسية من الشيعة والسنة تقترب إيران من تحقيق أطماعها في العراق والمنطقة، العراق أصبح ضيعة لإيران وأن لم نجد حلا سريعا للمشكلة ربما لن يعود هناك عراق كما كان».
إسماعيل جمال