أما آن للربيع العربي أن يزهر؟!

حجم الخط
0

تساؤل غريب غرابة منطقتنا العربية من المحيط إلى الخليج، بل قد يتعداه إلى ما بعد الخليج وإلى ما تحت شمال إفريقيا.
ألم تكن الثورات العربية فال خير ومنبع للتوعد والتأمل في غد جميل جمال القدس، ابيض بياض جبال لبنان، صاف صفاء الصحراء الكبرى الممتدة من السودان شرقا إلى مالي غربا. قد يكون حلم الموطن العربي البسيط أن يرى يوما عبر ما تتناقله وكالات الأنباء صورة ولو صورة واحدة فقط عن ورد متفتح، أو يوم مشرق، أو حديقة عناء تتوسط بغداد. ترى ألا يحق لنا أن نبعث إلى الآخرين من هذا العالم سوى صور الدمار والشتات والتدمير والأسود والأبيض.
إنني أرى فرنسا تتساءل عن ربيعها الممطر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع ابتهاجها بالثلج الأبيض الناصع، كما أرى الصين تقيم اكبر معرض سنوي حول علم الأزهار، حيث تتنافس أزهى الألوان لتعبر عن مدى رقي الذوق الشرقي في صناعة الجمال الذي أصبح له معنى آخر بإدخال بعد آخر أقدم مما هو بارز للعيان بإعطاء الألوان انطلاقة فلسفية جديدة تنطق بالجمال والسحر.
أرى ايطاليا تزهو بإقامة معرض لآخر صيحات الأناقة من لباس وعطور وتنافس بين مختلف عارضي الأزياء الذين قدموا من مختلف أصقاع العالم ليبرزوا لنا أين وصلت قدرة الإبداع في مختلف الأصقاع والأمصار.
أرى الشعر والأدب في أمريكا والأرجنتين وفنزويلا والبيرو والتشيلي. أرى حرية الإنسان وحقوقه تسير عبر أزقة كندا تدعونا أن نتعلم منها أن المهم ما تقدم أنت للوطن، لا ما يقدم لك الوطن. لكني التفت إلى يميني ويساري فلا أجد إلا رمادا ونارا وتقتيلا وتدميرا، أرى أن دمشق راحت، كما راحت قبلها صنعاء.
أرى أن القاهرة التي كانت لا تنام على أعينها، أصبحت نادرا ما تسهر. أرى طرابلس تنهار، وأرى تونس الخضراء تهوي. يا ترى لما كل هذا الذي يحدث في عالمنا العربي، ألم يكن لنا حلم أن ترانا الدول خير من هذا. أن ترى جمال دمشق، ونقاء بيروت، وصفاء تونس، وبياض الجزائر وروعة مراكش.
عليليش الطاهر
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية