صدق المنجمون ولو كذبوا! المخابرات والصحون الطائرة؟ وروحاني يستر التماثيل العارية

أرجعني الفلكي المصري الشهير أحمد شاهين، الذي استضافته فضائية «العاصمة»، والذي ادعى «تحضير روح الرئيس الراحل أنور السادات على الهواء مباشرة، وتنبأ باغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي، الى عصر التنجيم، الذي دخلنا من أبوابه الواسعة منذ بداية هذا العام.
ويتصدر «العرافة الفضائية» لبنان ثم مصر فتونس، وربما دخل المنجمون الى حقل السياسة والفضائيات من منطلق أن السياسة تنجيم والسياسي العربي منجم، والفضائيات هي الودع الذي يرمونه لنا.
هذه الظاهرة، وما يرافقها من توقعات سياسية تثبت يوميا أنها تحولت الى أداة استخباراتية عربية بامتياز للترهيب والترغيب والترويج لمصالح تلك الأجهزة وتوجهات الزعماء السياسيين.
وقد احتكرت كل فضائية عرافها الحصري، والذي ـ للمصادفة ـ تنسجم توقعاته بشكل شبه كامل مع توجهات الجهة، التي تدعم هذه الفضائية أو تلك.
مايك فغالي، الذي أطل عبر تلفزيون «أو تي في»، تحدث عن بدء المرحلة الأولى لتقسيم العالم العربي، بدءا بالعراق وليبيا وسورية، فيما تشمل المرحلة الثانية السعودية والكويت والبحرين، والرهان في رأيه على اسرائيل خاسر. والخطر بالنسبة له أكبر بكثير على الصعيد الديني في المملكة العربية السعودية. والموضوع يتعدى مسجدا ويدخل في قلب الدين مباشرة هذا العام.
بينما يعتبر الكثير أن ميشال حايك، هو نوستراداموس العرب، والذي أطل على قناة «أم تي في»، وتحدث لبنانيا وعربيا ودوليا باستفاضة، لكن اللافت ما قاله عن سورية، أنقله كما ورد: «بين مصير الرئيس الأسد ومصير سوريا هناك تشابه كبير، الاثنان الى الحرية والتحرر الواحد من الآخر، وثيقة تاريخية لمستقبل سوريا تحمل توقيع الأسد. الجعفري بالأمم المتحدة بصورة مختلفة كليا. موقف دولي جريء يعترف للمرة الاولى بأن المشكلة الكبرى في سورية، لم تكن الرئيس الأسد. أرى «داعش» مطرودة من تدمر. لوحات فنية وعالمية تمحي صور الحرب في سورية. ظهور النماذج الأولى للعملة السورية الجديدة».
وفي ما يخص حزب الله وحسن نصرالله يقول حايك: «سيحصل على جائزة، وسيُبرأ من قتل الحريري، ودرس من حزب الله للعالم حول مقاتليه في سورية.. مع تغيير في تركيبته». وأترك التعليق هنا حول كل ذلك للقارئ، وهل هو استقراء فلكي فعلا!؟
أما قناة «سما» الفضائية السورية، فاستضافت جومانة القبيسي، التي طمأنت السوريين بأن هناك أربعة أشهر وتحل الأزمة السورية، وينعم السوريون بالإستقرار في ظل قيادة الأسد، ويبدأ المغتربون بالعودة للبلاد.
أما سمير طنب، الصديق الخاص لأحد المرشحين للرئاسة اللبنانية، والذي يشكل مصدرا لتوقعاته، فرأى أن الحدود بين لبنان وسوريا ستقفل، وتنبأ بحصول انفجار كبير وسط لبنان يستهدف رمزا سياسيا كبيرا، بهدف تعطيل الإنتخابات الرئاسية، إلا أنه انفرد بالإشارة إلى أن حزب الله سيسحب قسما كبيرا من قواته في الربيع من سوريا.
وقالت عرافة لبنانية أخرى هواها خليجي: إن العام 2016 سيكون عام الحل في اليمن. ويرجح منجمون أن يطيح تفاهم سياسي بين أمريكا وروسيا بالأسد، سواء عبر انقلاب عسكري أو من خلال عملية اغتيال ستقوم بتنفيذها الدائرة المقربة منه.
وبحسب المنجمين، فإن العمليات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء ستزداد وتطال أيضاً بعض المدن المصرية، مثل القاهرة والإسكندرية، وهو ما سيؤدي إلى تنفيذ أحكام بالإعدام بحق بعض المتورطين «يهزّ الداخل المصري».
وفي اليمن، من المتوقع أن يحسم التحالف العربي بقيادة السعودية المعركة لصالحه، عبر السيطرة على أكثر من 80 في المئة من مساحة البلاد، ثم يتم الاتفاق بين الفرقاء السياسيين وتعود الشرعية إلى اليمن. وهذه كلها أخبار منجمين وليس وكالات أنباء.
ويرى المنجمون أيضا أن إيران ستواصل سعيها إلى بسط نفوذها في المنطقة، وخصوصا بعد تطبيق الاتفاق النووي، الذي سيجعل من إيران مقراً هاماً للإستثمارات العالمية.
ومن المتوقع كذلك إصلاح العلاقة المتوترة بين إيران وبعض الدول بينها دول خليجية، ويتنبأ المنجمون، كذلك، أن تشهد إيران زلزالا مدمرا!
واذا انتقلنا الى شاشة «عراق المستقبل»، والتي تدعم الحكومة المناصرة لإيران، فاستضافت الدكتور أبو علي الشيباني، الذي استفاض في الحديث عن الخراب في دول الخليج والأخطار المؤكدة، التي ستطال زعماء خليجيين، مطعمة ببعض البهارات الدينية.
وفي تونس كانت قناة «أي أف أم» على موعد مع الفلكي حسن الشارني، الذي تحدث عن الهم المغاربي والعالمي مع التركيز على الوضع الداخلي من منظور فلكي أيضا.
وكأنه كان ينقص السياسة والإستخبارات العربية اللجوء الى عملية «بصارة» للنيل من الخصوم ونشر سياساتهم، بعد أن عزف المشاهدون عن أي متابعة سياسية لأخبار القنوات والفضائيات «الوطنية» وكل ما تفرزه من تحليلات، ورحم الله السادات الذي قال إن لا أخلاق في السياسة!

الصحون الطائرة والمخلوقات الفضائية

لسنا وحدنا من صار لديه الهوس في قراءة الطالع، وإذا كان أغلب المنجمين العرب يميلون الى استحضار الجان الأرضي والتواصل مع العالم السفلي، فان الغرب كعادته يسبقنا في كل شيء، فيلجأ الى العالم «الفوقي» ليرسخ مقولة «الشرق شرق والغرب غرب».
وفي تزامن غريب أيضا تنقل محطة «فوكس» الأمريكية أمس ما تقول إنه تقارير من «وكالة المخابرات الأمريكية»، التي رفعت السرية عنها، إضافة الى صور تظهر فيها صحون طائرة، وهي تحلق فوق بريطانيا وأمريكا.
ويعود تاريخها إلى أربعينات وخمسينات القرن الماضي، وهي تكشف عن إجراء الوكالة تحقيقات سرية معمقة ومكثفة عن وجود حياة خارج الأرض.
المدهش في ذلك التوقيت، واستخدام الإعلام لتأكيد الظاهرة، والكشف عن أن سلسلة «ذا إيكس فايلز» التلفزيونية الشهيرة، وبطل المسلسل العميل فوكس مولدر سيهتم بها، وسيستخدمها، ليثبت أن هناك حياة خارج الأرض، وأن زميلته في العمل دانا سكالي ستهتم بخمس ملفات سرية أخرى، وستستخدمها، لثبت أن هناك دائمًا تفسيرًا آخر لمشاهدات الصحون الطائرة.
ولا يمكن لـ«سي أي إيه» أن تكشف ذلك إلا لغاية مثل جعل عالمنا ينتظر مخلوقات غريبة كونها حقيقة ستزورنا لغاية ما، وتحضير الرأي العام لوجود كائنات فضائية بالفعل. وترقب أشياء ستحل بالدول وبعض المجتمعات نتيجة هذه الحقيقة الجديدة. وكل جهاز مخابرات بيلعب على قده!

روحاني وستر التماثيل العارية

نقلت بعض المحطات الغربية ومواقع التواصل الإجتماعي لقطات مضحكة جدا وسيناريوهات وفيديوهات متنوعة صممها معلقون للسخرية من «ستر» التماثيل الإيطالية أثناء زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني لروما، التي تغص بهذه التماثيل.
ويعتبر الكثير من الأوروبيين أن ذلك كان تمـــــاديا في إرضـــاء الضيف، والتخلي عن الهوية الثقــــافية للبلاد مقابــــل صفقات تجارية.
والى أي مدى يمكن أن يذهب جشع الغرب لتحقيق مصاله على حساب مبادئه. حتى أن بعض اللقطات تظهر الرئيسين الإيطالي والإيراني أمام تمثال إمرأة عارية تغطيها ورقة اليورو، وتسقط حينما يخرج الرئيس الأيراني من المكان!

٭ كاتب من أسرة التحرير

أنور القاسم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ولا يمكن لـ«سي أي إيه» أن تكشف ذلك إلا لغاية مثل جعل عالمنا ينتظر مخلوقات غريبة كونها حقيقة ستزورنا لغاية ما، وتحضير الرأي العام لوجود كائنات فضائية بالفعل. وترقب أشياء ستحل بالدول وبعض المجتمعات نتيجة هذه الحقيقة الجديدة. وكل جهاز مخابرات بيلعب على قده!
    – انتهى الاقتباس –
    أعتقد كما إعتقد الدكتور فيصل القاسم بأنه ستكون هناك حرب إبادة لبعض شعوب الكرة الأرضية من طرف الأقوياء من جنسنا ثم رمي التهمة على الكائنات الفضائية وذلك لتوفير موارد الأرض المحدودة لصالح هذه الفئة القوية
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول Ateya gaza:

      زميل أمريكي اعمل معه وفي خضم حديثنا عن الأوضاع في المنطقة قال لي أن المشكل يكمن في تزايد أعداد السكان في مناطق معينة من العالم وان الموارد الطبيعية والطاقة محدودة ولأيمن أن تسد احتياجات الأعداد الهائل من الوافدين الجدد إلى العالم عن طريق الزواج وإنجاب الأبناء بأعداد كبيرة للأسرة الواحدة كما يدعي وقال انهم أي الغرب حالو تثقيف هذه الشعوب والحكومات والضغط عليها من أجل تخفيض أعداد اامواليد ولكن دون جدوى وأنه من وجهة نظر الغرب وكي يستطيع الغرب الاستفادة من موارد الطبيعة لابد وأن يموت أعداد كبيرة ومحددة بنسب معينة أبناء هذه الشعوب أما بالأمراض أو الحروب
      اترك التعليق لكم

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله يا عزيزي عطية وحيا الله الجميع
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول غادة الشاويش المنفى:

    الاستخدام الاستخباري للمنجمين بات لعبا على المكشوف وبات سلاحا في الحرب النفسية بين الافرقاء الحزبيين وبين المحاور يبقى كلمة تحسم كل هذا الزور
    السيف اصدق انباءا من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
    والميدان اصدق من كل كذابي الفضاءيات ولو صدقوا !

  3. يقول نمر ياسين حريري ــ فرنسا .:

    اعتدنا شعبيا على ان نطلق على من فقد عقله او منطقه ” عنّه بأنّه منجّم ” اي يعيش بالنجوم .

  4. يقول سامح // الأردن:

    * ( كذب المنجمون ولو صدقوا ) .
    * كل المنجمين ف العالم العربي وفي العالم ( دجالون ) وكاذبون
    وأصحاب مصالح ومنافقون وبس .
    سلام

  5. يقول zaki:

    أصبح ستر التماثيل العارية في المتحف الإيطالي سخرية و عرضها هكذا فن راقي لكن التصرف الإيطالي يدل علي احترام لرئيس إيران والرغبة في تقوية العلاقات بينما بعض العرب يذهبون إلي المنجمين لضعف الإرادة والعزيمة لديهم
    واصبح التنجيم وخاصة في لبنان وسيلة لمحاربة الخصوم وإضعاف إرادتهم والنيل منهم وتمرير أهداف اخري عبر التنجم

  6. يقول محمد قطيفان / شرق المتوسط:

    – كثير من المنجمين أو الفلكيين يستخدمون في تنبؤاتهم خليطاً مما يرد في المقالات الصحفية والتلفزيونية وما تنشره مراكز الدراسات ، وشيئاً من النبوءات الدينية في الأديان والمذاهب .
    – يبقى الفرنسي نوستراداموس لغزاً صعباً وسراً عميقاً في ما توصل له من تنبؤات .
    – شخصياً .. أعجبني كثيراً حلقة ( وعد الزوال ) من برنامج آراء ، الذي بثته احدى القنوات الأردنية ، وأنصح الأخوة المعلقين بمتابعته ( الكروي / غادة / نمر / سامح / زكي )

  7. يقول سامح// الاردن:

    * اخ قطيفان حياك الله .
    * لا توجد اسرار في عالم ( التنجيم ) .
    * كله دجل في دجل والصدفة سيدة الموقف .
    * حقيقة لا يختلف عليها اثنان ( الغيب لا يعلمه الا الله ) سبحانه وتعالى .
    * سلام

إشترك في قائمتنا البريدية