هل النظام السوري مضطر لدولة علوية الآن؟

حجم الخط
7

لا يبدو النظام مهتما في هذه المرحلة باقتطاع دولة علوية، ببساطة لأنه ما زال يبتلع سوريا كلها.. فلماذا يحشر نظام الأسد نفسه في جيب ساحلي، وهو فعليا يسيطر على معظم مراكز المحافظات في سوريا من حلب لدرعا ؟ 
كثرة تداول موضوع الدولة العلوية هو من باب التحليلات الرغبوية، التي تخفي ميل أصحابها لدوام الاعتقاد بأن النظام السوري في ورطة وانحسار، وأنه بالكاد سيحتفظ بدولة علوية، هذا الانحسار قد يصيب النظام السوري مستقبلا، وقد يدفعه طبعا للاحتماء بجبال وقرى طائفته العلوية الحصينة، لكن هذا السيناريو هو فقط في حالة الطوارئ الاخيرة، ولا يبدو النظام مضطرا لذلك الآن، فهو في وقت افضل مما كان عليه وضعه العسكري والسياسي منذ عامين، يتقدم عسكريا على الارض، وحلفاؤه الايرانيون أقوى من أي وقت مضى، وروسيا أضيفت لقائمة داعميه مؤخرا، بينما حلفاء المعارضة السورية من الدول العربية في حالة يرثى لها.
النظام يعتبر كل مدن سوريا السنية خطوطا دفاعية أولية عن مناطق العلوية في سوريا، ينظر اليها كسواتر ترابية أو دشم عسكرية لحماية نظامه الطائفي، الذي يختبئ خلفها، لذلك لا مانع عنده من أن يدمر حمص أو درعا، أو حلب، كخط دفاع أول عن مواقع عصب السلطة في دمشق وقرى اللاذقية، فلماذا سيتنازل النظام إذن عن سواتره العسكرية، وعن خطوطه الدفاعية المتقدمة في حمص ودرعا وحلب، ما دام يمتلك القدرة على مواصلة السيطرة عليها؟ يفضل النظام مقاتلة اعدائه في مدنهم قبل ان يصلوا لمعاقله، وهم لا يستطيعون القتال في قرى موالية للنظام في جبال اللاذقية، أو مركز السيادة في دمشق، لانعدام الحاضنة الشعبية هناك، وإحكام القبضـــة الأمنية العالية في رقعة ضيقة مختلطة سكانيا كدمشق المدينة، ولا تملك بيئة نقية سكانيا مساعدة لنمو أي حركة تمرد فعالة، ومن يمتلك مثل هذه البيئة كريف دمشق مثلا، أطبــق الحصار عليه تماما من خلال قوة النظام في إحكام محيط الإمداد لريف دمشق، ومرة أخرى بسبب خطوط دفاع متقدمة، في درعا والقلمون وجنوب حمص، ولولا ذلك لما استطاع حصار ريف دمشق وتأمين العاصمة مركز السلطة.
فالنظام إذن، لن يتنازل عن مراكز المحافظات طوعا، وهو حاليا يمتلك وضعا عسكريا وسياسيا يؤهله للمحافظة على مراكز المحافظات التي ما زال يحكم القبضة عليها منذ أربع سنوات عدا الرقة وادلب ونوعا ما دير الزور. 
وبالتالي فإن خيار اللجوء للدولة العلوية ليس على أجندة النظام الان، كما تشــير الاحداث، فالنظام الذي يستقتل للحفاظ على مواقع عسكرية محاصرة لعامين في دير الزور مطار كويريس، وفي قــــرى شيعية في ريف حلب وإدلب، كنبل والزهراء وكفـــــريا والفوعة، ومن ثم ينجــــح في فك الحصار عنها، لا يبدو أبدا يفكـــر في الانزواء في منطــــقة علوية، ومن يفهم طبيعة المعركة في هذا الاقليم سيدرك حتما، ان جبال العلويين ودمشق هي خط أحمر حقيقي بالنسبة لملالي طهران، وسيكون من الصعب المساس بهذه المواقع قبل اهتزاز وتخلخل قوة النظام الايراني نفسه وحلفائه في الاقليم.

٭ كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

وائل عصام

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد، أمريكا:

    أن تكون فلسطيني ليس أمراً وراثياً جينياً، وعرقياً.

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    النظام يريد إضعاف المعارضة وتشتيتها حتى لا يجتمعوا عليه بالساحل
    فالثوار لن يتركوا شبرا واحدا بسوريا بدون تحرير
    ولن يقبلوا أبدا بسوريا مقسمة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول محمد أبو النصر - كولومبيا:

    وهم بشار الاسد انه باق الى الأبد كما كان شعار والده من قبله ولذلك فلن يقبل بدولة مقتطعة من سوريا اذ انه يتصور استعادة سوريا الى حكمه الدموي. ولو على اشلاء شعبه وأطلالها

  4. يقول د. سعد/أمريكا:

    النظام زائل لا محالة ان شاء الله
    وسترون.

  5. يقول عليان/الأردن:

    كل ماذكره المقال صحيح مئه بالمئه الثوار السوريين لايساندهم أحد والدول الذين يدعون مساندتهم هم منافقون ولا نصير للثوار السوريين إلا الله فهل سيحل غضب الله علي المجرم بشار ومسانديه المجوس والروس والذين من خلف الستار قريباً أم أنا بإنتظار حتي يغير العرب والمسلمون ما بأنفسهم….

  6. يقول Abu Maher:

    الشعب السوري وثورته، ثورة الكرامة والحرية
    قد
    قالها ولاتراجع :مالنا غيرك يا الله
    وهذا يعني
    بأن هذا الشعب سيقاتل بأسنانه وحتى لو
    لم يبقى لديه سلاح
    سيبقى يقاتل حتى آخر طفل سوري حر
    الله شهيد على ماحل من ظلم بهذا الشعب من الصديق والعدو
    والله وحده معهم وسيبقى معهم وسينصرهم ويثبت أقدامهم عندما يشاء
    فطوبى للصابرين الثوار
    إنها جولة الظالمين الأولى والاخيرة
    وجولات النصر الكثيرة ستأتي

    وحسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
    أبو ماهر
    برلين

  7. يقول Salam Adel:

    المشكلة فينا كشعوب لا نقبل للا بشيء واحد وهو ما نريده نحن وما نعتقده حق فالكل يريد ان يزيل بشار وزمرته والبعث وتناسوا ان ما يسمون بالثوار هم كانوا بعثيين بامتياز ومنهم من مؤسسين النظام .لا احد يريد ان يتقاسم البلد مع الاخر ثم الخروج من هذه الحرب المدمره

إشترك في قائمتنا البريدية