في تسجيل قديم العهد، ظلّ نادراً حتى جعلته الأحداث الأخيرة شائعاً ومتوفراً، يردّ حسن نصر الله، الأمين العام لـ’حزب الله’، على سائل يسأل عن شكل نظام الحكم الذي يريده الحزب في لبنان، ‘حسب وضع البلد وتعدد الطوائف’؛ فيقول (وننقل بالحرف، حتى حين يجنح نصر الله إلى العامية): ‘بالنسبة لنا، ألخّص: في الوقت الحاضر ليس لدينا مشروع نظام في لبنان. نحن نعتقد بأنّ علينا أن نزيل الحالة الاستعمارية والإسرائيلية، وحينئذ يمكن أن يُنفّذ مشروع، ومشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان، ونائبه بالحقّ الوليّ الفقيه الإمام الخميني’.
وفي الردّ على سؤال ثانٍ، حول علاقة ‘حزب الله’ بالثورة الإسلامية في إيران، يقول نصر الله: ‘هذه العلاقة، أيها الأخوة، بالنسبة لنا أنا واحد من هؤلاء الناس الذين يعملون في مسيرة ‘حزب الله’، وفي أجهزته العاملة، لا أبقى لحظة واحدة في أجهزته لو لم يكن لديّ يقين وقطع في أنّ هذه الأجهزة تتصل، عبر مراتب، إلى الولي الفقيه القائد المبريء للذمة الملزم قراره. بالنسبة لنا هذا أمر مقطوع ومُطْمَأن به. التصريحات الدبلوماسية والسياسية ليست هي الأساس في هذا المجال، يعني ليس طبيعياً أن يقف آية الله كروبي ويقول نعم ‘حزب الله’ هنن جماعتنا في لبنان. سياسياً هيدا مش صحيح، إعلامياً مش صحيح. على مستوى العلاقة العضوية والجوهرية مع قيادة الثورة الإسلامية في إيران وولاية الفقيه، هذه المسألة بالنسبة لنا أمر مقطوع به، وهذه المسيرة إنما ننتمي إليها ونضحي فيها ونعرّض أنفسنا للخطر لأننا واثقون ومطمئنون بأنّ هذا الدم يجري في مجرى ولاية الفقيه’.
سؤال ثالث، يستفسر عن التالي: ‘مَن أعلم بالحالة السياسية ومتطلباتها في لبنان’، فيجيب نصر الله، بنبرة جازمة وعصبية، بعد أن يلقي بورقة السائل على الطاولة أمامه: ‘الأعلم هو الإمام الخميني! لماذا؟ لأنني سابقاً ذكرت بأنّ الحالة السياسية في لبنان ليست حالة معزولة عن حالة المنطقة. هي جزء من حالة الصراع في الأمّة، هي جزء من وضع الأمّة، فكما أنّ إمام الأمّة يعرف هذا الجزء، يعرف هذا الجزء (…) الإمام الذي يخطط، هو يخطط للأمّة. المجتهدون تأتي أدوارهم في كلّ بلد، مكمّل [كذا] لخطّ الإمام، ولمشروع الأمّة الإسلامية الواحد. فلا يجوز أن نجزيء صراع الأمّة مع أعدائها، ما دام الأعداء يخوضون صراعاً واحداً مع الأمّة، فيجب أن يكون [كذا] إدارة الأمّة في صراعها واحدة، وهي من خلال الإمام’.
ولقد استجازت السطور السابقة اقتباس ثلاث إجابات من حديث نصر الله، لأنها إنما تردّ حاضر أفكار الأمين العام لـ’حزب الله’ إلى ماضي تلك الأفكار، حين كان أحد الكوادر الشابة الطالعة، والمبشّر الأبرز بخطّ التشدد في العلاقة ‘الجوهرية’ و’العضوية’ مع الوليّ الفقيه، ومشروع ‘دولة صاحب الزمان’. هذا فضلاً عن اعتماد خطاب مزدوج بصدد تلك العلاقة، ومشروع الحزب في لبنان: أوّل، للإعلام والسياسة، يتفادى تبيان ارتباط الحزب بالوليّ الفقيه؛ وخطاب ثانٍ، داخلي وعقائدي، يؤكد أنّ العلاقة ‘أمر مقطوع ومُطْمَأن به’. وفي خطاب الأخير جدد نصر الله التشديد على تلك الأفكار، بعد طول غياب في الواقع، على خلفية تدخّل ‘حزب الله’ العسكري في بلدة القصير السورية، واعتبارها ‘جبهة’ من جبهات الحزب، وله ستُعقد راية النصر فيها: ‘نحن أهل ورجال معركة القصير وصنّاع انتصاراتها’!
والحال أنّ المرء يحتاج إلى قرابة ثلاثة عقود خلت لكي يقع على نظير لهذه البرهة من تطابق المصالح، وربما المصائر أيضاً، بين النظام السوري وإيران/ ‘حزب الله’؛ وذلك في سنة 1984 حين زار علي خامنئي دمشق (وكان، يومذاك، رئيساً لإيران)، على رأس وفد عُدّ الأرفع منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وتلك مناسبة دشّنت إخضاع ‘حزب الله’ لمقتضيات المصالح المشتركة للنظام السوري وإيران في لبنان، إذْ قام العقيد شيرازي، قائد الجيش الإيراني آنذاك، بزيارة خاطفة إلى البقاع، فأبلغ قيادة الحزب بضرورة الامتثال التامّ لسياسات سلطات النظام السوري على امتداد الأراضي اللبنانية. الفارق، بين أمس واليوم، هو أنّ حافظ الأسد ظلّ يلاعب طهران دون أن يسمح لها بالتوغل، أكثر ممّا ينبغي، في ملاعبه؛ وكان يحظر، بشدّة، أي تبشير شيعي داخل طوائف سورية المسلمة، وخاصة الطائفة العلوية، لأنه رأى في التشيّع خطراً مباشراً يمسّ أحد التوازنات الاجتماعية ـ السياسية الحساسة التي أقام عليها سلطة ‘الحركة التصحيحية’.
امتياز نصر الله، على سابقيه من قادة ‘حزب الله’، أنه عاصر أسدَين، الأب والوريث؛ وتعامل مع سياستَين، التصلّب والارتخاء؛ فضلاً عن أنّ الأب لم يواجه انتفاضة شعبية عارمة، كهذه التي تعصف اليوم بنظام الابن. ولهذا فإنّ تدخّل ‘حزب الله’ في القصير ليس غزواً لسورية، وحرباً ضدّ شعبها، فحسب؛ بل هو صفعة جديدة مزدوجة، لـ’الحركة التصحيحية’ أسوة بجيش النظام (الموعود بانتصار يصنعه له الغزاة)، تأتي هذه المرّة من… مقاتلي الوليّ الفقيه!
من العيب الكبير على زعماء العرب ومثقفوا العرب ان يلقوا باللوم على غيرهم لعدم نجاحهم في اي مجال كان لا في الحرب ولا في السلام ولا حتى في مسيرة الاستسلام. فلتحيا الشعوب وقيادات الشعوب التي لها هدف وبرنامج وتعمل ليل نهار وتعزز مقدرة شعوبها علميا وتكنولوجيا وعقائديا في مواجهة الصهيوامريكي في المنطقة. نحن العرب لا يوجد لنا برنامج نهضوي يوجد برنامج واحد لدى شعوبنا وهو برنامج التبعية للراسمالية الصهيونية برنامج يخلق من العرب سوق استهلاكي بامتياز. نجح الاخوان المسلمون في انتخابات مصر وفشلوا في الغاء معاهدة العار كامب ديفد بل حتى فشلوا في اقل من ذلك وهي تعديل اسعار الغاز المصري الذي يباع لدولة صهيون باقل من التكلفة حتى اللحظة.أين اموال العرب وبترول العرب و اسلحة العرب والمليارات التي ذهبت هباء الريح في صفقات الاسلحة من الغرب. الافضل يبقى والفساد يجب ان ينتهي يوما ما.
هذا الاسد السيد حسن يقول لكل من يتوارى خلف شعار الربيع العربي عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. كم جنسية تحارب في سوريا هل من مجيب ام انكم للحق كارهون؟
تظل مساندة حزب الله للنظام السورى اشرف من دعم اسرائيل لتكفيريين مرتزقة هدفهم تدمير سوريا وارتكاب المجازر بحق شعبها كما دمروا العراق وقتلوا شعبه.ووقوف ايران خلف سوريا وحزب الله ودعمها لهما لا ينتقص من قدرهما بل يزيدهما اعتزازا بانفسهما واحتراما لدى الشعوب العربية والاسلامية. بينما دعم اسرائيل للذين يطلقون على انفسهم “جيش سوريا الحر” فيه اهانة كبيرة لكلمة ” “حر”, لأن الحر لا يكون عبدا لعدو وطنه, ولا أجيرا عند اميركا التي تدعم هذا العدو. اذا كان الجيش السورى حرا كما يدّعي فليتفضل ويحرر الجولان المحتل من اعداء الدين والوطن, بدلا من شق صدر جندى سورى يدافع عن وطنه وأكل قلبه نيئا!!, ام ان اسياده لا يسمحون.( ).
صدقت …
و ليش جيشك النظامي و جيش نصر الله ليش ما يروحو للقدس و الجولان وين الشرف
إلى الأمام أيها الشعب العربي … حتى تحرير القدس وكل البلدان العربية والإسلامية …أما الحكام العرب ففي مزبلة التاريخ…
القادة العرب لا يكتفون بالاعتراف بدولة الاحتلال ومسالمتها والتنازل عن فلسطين ومقدسات المسلمين بل انهم لا يريدون لاحد ان يقاتل اسرائيل ويسعى لتحرير فلسطين لان ذلك يكشف جبنهم وعجزهم وخيبتهم وينزع عنهم شرعيتهم
في حكم شعوبهم ، وهم لذلك يجدون انفسهم مجبرين على الوقوف الى جانب دولة الاحتلال وصانعيها ( امريكا وبريطانيا وفرنسا ) ضد اطراف من بني جلدتهم وبني دينهم اعدوا العدة وعقدوا العزم على تحرير الارض والمقدسات واثبتوا بالفعل قدرتهم على ذلك من خلال تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي الذي دام 18 سنة بالمقاومة المسلحة وافشلوا العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 وعلى غزة مرتين 2008-2009 ، 20012 ، ويبرر القادة العرب وقوفهم الى جانب العدو المحتل بدعوى ان ايران تسعى للهيمنة على المنطقة من خلال دعمها لحزب الله وحماس والجهاد وهذا مبرر ضعيف لا يصمد امام الحق والمنطق ، ان الواجب الشرعي والانساني يفرض على الدول العربية مساندة ودعم اي جهد تبذله اية جهة لتحرير الارض والمقدسات في فلسطين وان اضعف الايمان في هذا المجال هو الحياد والكف عن شيطنة ايران وحزب الله وعن مساعدة اسرائيل والغرب في ضربهما كما فعلت في العراق وتفعل الان في سوريا ، واعلموا ان اسرائيل والغرب اذا نجحوا في تدمير قوة ايران وحزب الله فانهم لن يحترموا عهودهم معكم وسيكون الدور عليكم في التدمير والتقسيم ، واما اذا صمدت ايران وصمد حزب الله امام الغزو الاسرائيلي الغربي فسوف تكونون في موقف لا تحسدون عليه امام شعوبكم وجميع المسلمين والعالم . ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ) صدق
الله العظيم .
نصر الله بين أسدين خير له من أن يكون بين نعجتين.
الى الاخ العزيز ابو علي الجزائر صدقت اخي العزيز
مع احترامي لكاتب المقال وهل يوجود فصيل واحد في المعارضه السورية لا يتلقى الاوامر من الخارج