عمان ـ «القدس العربي»: تلعب سفيرة واشنطن المثيرة للجدل في عمان مجدداً بخلط الأوراق وهي تصر على توجيه رسائل نقدية لأداء الحكومة الأردنية خصوصاً في مجال التخطيط الإقتصادي علما بان موقفها الأساسي ينتقد مستوى الإنفتاح المتسارع بين عمان وموسكو. مجدداً وخلال أسبوع واحد فقط كررت السفيرة اليس ويلز ملاحظتها المعنية بقصور خطط الأردن في الإعتماد على الذات والتحول لبلد منتج لا يعتمد فقط على المساعدات وذلك خلال نشاطين لها بنكهة خيرية.
تقرأ هذه التعليقات أردنياً على أنها محاولة لإخفاء تحفظات أمريكية معقدة على التسارع في عملية التنسيق الأمني بين الأردن وروسيا خصوصاً وان السلطات الأردنية لا تجد وسيلة للتواصل مع الأطراف المتحركة والفاعلة في داخل سوريا إلا المؤسسات العسكرية الروسية المتطلعة بدورها لموطئ قدم في بلد كان دوما من ابرز اصدقاء وحلفاء الإدارة الأمريكية.
السفيرة ويلز كانت قد اثارت الجدل في الأردن عدة مرات ومؤخراً بالغت في الإستفسار عن خفايا وخلفيات الإنفتاح المتسارع بين الأردن وموسكو في الوقت الذي يتضاعف فيه الشعور النخبوي بان الإدارة الأمريكية لا تبذل الجهد الكافي لمساعدة الأردن مالياً وإقتصادياً مع دعوات لتنويع الخيارات الإستراتيجية.
بالنسبة للمؤسسات الأردنية تلميحات السفيرة ويلز عن قلة كفاءة برنامج الأردن في الإعتماد على الذات إقتصاديا يخدم ضرب عصافير عدة بحجر واحد فهو يسعى لتحفيز خطة إدماج السوريين وتشغيلهم في الأردن تحت عنوان مشاريع إنتاجية.
كما يمهد التلميح نفسه لما يقال حول نوايا تخفيض المساعدات الأمريكية للأردن في الوقت الذي يناكف التطبيع المتسارع في الاتصالات خصوصاً في المجال الأمني والعسكري بين عمان وموسكو.
التذمرات والشكاوى الدبلوماسية التي ترسل للخارجية الأمريكية في واشنطن حول تعليقات ونشاطات السفيرة ويلز في عمان لا تنتج حتى الآن مما يعزز القناعة بان السفيرة ويلز لا تتصرف أو تتحدث إلا في حدود الترسيم المتاح لها في الإدارة المعنية بالشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية، تلك على الأقل قناعة بعض أعضاء الفريق الاقتصادي الأردني مثل وزير التخطيط عماد فاخوري إضافة لزميله إبراهيم سيف.
بكل الأحوال بدا واضحاً للجميع بان مناكفات السفيرة ويلز عبارة عن رسائل سياسية ودبلوماسية ينبغي قراءتها بعمق بدلاً من التذمر منها خصوصاً وهي تصعد في التعليق من جهة وتهادن من جهة أخرى.
الأهم ان لقاء ترتب لمعالجة العالق بين البلدين بين العاهل الأردني والرئيس أوباما في 24 من الشهر الجاري وهو لقاء يراد منه تجديد الانطباعات وإحياء التواصل والتفاهم على مفاصل عدة تتصور «القدس العربي» ان ابرزها سيكون الموقف الأمريكي من العلاقات الأردنية الروسية المتنامية وتداعيات معركة «درعا» الوشيكة.
على صعيد ملف درعا ثمة مؤشرات حيوية فالمؤسسات السيادية الأردنية تستعد هذه الأيام لمواجهة موجة لجوء جديدة يخشى أن تكون كبيرة ومقلقة وقد تطيح بمقولة التدقيق الأمني إذا ما قرر الجيش النظامي السوري التحرك للتوسع في السيطرة على مدن إضافية في درعا بعد تمكنه من استعادة قريتين استراتيجيتين.
الأردن قرر وبدون إعلان هوية وملامح تعاطيه مع أزمة لجوء متجددة متوقعة من حوض درعا لكن التفاصيل لا زالت مجهولة خصوصاً وان الموقف مرتبك تماما بسبب ضعف عوائد ومكاسب مؤتمر لندن للمانحين.
مصدر مطلع جداً في الحكومة الأردنية وضع بين يدي «القدس العربي» معلومات طازجة عن توقع موجات إضافية من اللجوء السوري إذا ما إتسعت معركة درعا بدعم من روسيا والأجهزة الأمنية الأردنية في حالة رصد وتحت ضغط مرتفع لضمان عدم تسرب اي نشطاء جهاديين أو مسلحين أو إرهابيين تحت ستار النزوح الجديد المتوقع.
هذه التوقعات دفعت مجدداً العاهل الملك عبدالله الثاني للإعلان مساء الأربعاء بان «حدود المملكة الشمالية آمنة وقوية» مؤكداً بان الجيش العربي والأجهزة الأمنية في جاهزية عالية لمعالجة كل التطورات.
وفي السياق نفسه وخلال استنقباله وفداً من وجهاء وقادة عشائر مدينة المفرق شرقي البلاد تحدث العاهل الأردني عن مؤتمر لندن باعتباره فرصة وقال بأن نتائج المؤتمر إيجابية داعياً الحكومة والبرلمان وجميع المؤسسات للاستنعداد إلى الاستفادة من هذه الفرصة.
بسام البدارين
على مدى أربعة عقود كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والأردن وثيقة. سياسة الولايات المتحدة تسعى لتعزيز التزام الأردن بالسلام ، الاستقرار، والاعتدال. تقوم الولايات المتحدة سنويا بتخصيص ما مقداره 360 مليون دولار من ميزانيتها للأردن، إزدادت مائة مليون إضافيا بعد أحداث الربيع العربي عام 2011. توصلت الولايات المتحدة والأردن إلى اتفاق جعل الأردن حليف رئيسي خارج الناتو. وقد تم مؤخرا توقيع اتفاقا للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
– عن الويكيبيديا –
والسؤال هو : أين هي المساعدات الروسية للأردن ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
إلاردن يمر بآخطر وضع في تاريخه. المخاطر من كل الاتجاهات.سياسية.اقتصادية .اجتماعية.جغرافبة وعسكرية.نتمنى له الخير.