عمان ـ «القدس العربي»: ساعات قليلة فقط فصلت بين تفقد رئيس الأركان الأردني الجنرال مشعل الزبن للواجهة العسكرية الشمالية في بلاده بما فيها مركز معبر مدينة الرمثا وبين الإفصاحات الشعبية عن سقوط عدة قذائف عشوائية باتجاه الرمثا ومحيطها من الجانب السوري في تكرار لمشهد غامض ينطوي بصورة مرجحة على العديد من الرسائل السياسية.
غالبية الساسة الأردنيين يعتبرون القذائف العشوائية التي تضل طريقها وتسقط في التراب الأردني أقرب لرسائل من نظام دمشق الذي يتعامل بـ«تعالٍ» مع الأردن هذه الأيام ولا يريد إجراء اتصالات مباشرة معه على مستوى دولتين.
رغم ذلك وفي السياق العسكري لا تقلق هذه القذائف الضالة الأردن فالجنرال الزبن واصل الحديث عن جاهزية تامة لحرس الحدود لمواجهة اي تطورات يمكن أن تؤثر على السيادة الأردنية.
يحصل ذلك فيما صدر تحذيران من نظام دمشق بالتزامن حيث حذر عضو في مجلس الشعب السوري العاصمة عمان واهلها من عواقب تدخل بلادهم عسكرياً في بلادها كما نشر بيان لمؤسسة أهلية أردنية تدعى مجلس الشؤون الخارجية يعتبر حرص نظام دمشق على تأمين الحدود السورية مع الأردن وتركيا «حقاً سيادياً».
عضو مجلس الشعب السوري عبدالله شلاش بالغ في تحذيراته للأردنيين محذراً من أنهم قد لا يجدون مقابر كافية إذا شاركت حكومتهم في غزو بلاده مع التحالف الذي تقوده السعودية.
ومجلس الشؤون الخارجية يضم نشطاء أردنيين محسوبين على نظام دمشق وموالين له.
في كل الأحوال هذه التطورات تتفاعل على الجبهة الجنوبية لسورية وفي عمان على إيقاع تنامي الأنباء عن الاستعداد السعودي للقيام بمهام عسكرية برية داخل الأراضي السورية ضد تنظيم داعش الإرهابي من خلال نشر قوات لسلاح الجو في تركيا أو من خلال تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير بوجود الخطة «ب» لإقصاء نظام الأسد.
إعلان السعودية الحرب على داعش تحديداً هدف يداعب الطموح الأردني دوماً لكن ما استطاعت «القدس العربي» التقاطه من مصادر عمان الرسمية يوحي بأن الأردن وهو من أقرب الحلفاء للسعودية لا علم لديه بما يتردد عن الخطة «ب» وأحد المسؤولين الكبار قال تعليقاً: نحن دوماً مع الأشقاء السعوديين لكن يتوجب عليهم وضعنا بالصورة في الحد الأدنى.
يعلم الأردن بوجود مشروع سعودي لدخول الأراضي السورية عسكرياً حسب المعلن والمتفق عليه من تفاصيل أما الحديث عن الخطة «ب» فيثير العديد من التساؤلات.
عمان في الأثناء طلبت من موسكو الحرص على «عدم اقتراب» مقاتلي الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله من الحدود الأردنية السورية، ولم يعرف بعد مقدار الاستجابة لمثل هذا الطلب.
خلافاً للتعبير السياسي من الواضح ان المؤسسة العسكرية الأردنية على الأقل لديها بصرف النظر عن الجانب السياسي تصور شامل عن توجهات وخطط المشروع السعودي الجديد الذي يشكك كثيرون بجديته الحقيقية بعنوان دخول سوريا براً لمواجهة تنظيم «داعش».
منطقياً وعلناً يرفض الأردن التورط بأي نشاط او عمل عسكري داخل الأرض السورية.
لكن عملياً لا يمكن لأي قوات سعودية ان تشتبك داخل سوريا مع الواقع بدون تحول الأردن وفوراً لطرف حليف للسعودية، الأمر الذي يبرر تحذيرات شلاش المنطلقة على اساس ان الأردن قد يسمح لقوات برية سعودية وإسلامية بالدخول إلى سوريا عبر حدوده مع محافظة درعا.
وعمليا ايضا يحتاج الأردنيون لمواجهة عسكرية تضمن أمنهم الحدودي وعدم تأثرهم وتؤسس لمرحلة جديدة في الدور الإقليمي والوضع الداخلي مما يجعل صيغة «الزبن يتفقد معبر الرمثا» صيغة ذات مضمون قياساً بحقيقة ان المعبر مغلق منذ اكثر من عام أصلاً.
الحدود الأردنية السورية بالقياس تشهد منذ ستة أيام تقريباً حالة «نشاط أمنية وعسكرية» غير مألوفة وغير معتادة فيما سيعقد الأسبوع الحالي «إجتماع أمني رفيع المستوى» كما علمت «القدس العربي» بين شخصيات رفيعة من الولايات المتحدة والسعودية والأردن علماً بأن أجندة هذا اللقاء لها علاقة بتطورات المشهد على الواجهتين الشمالية والجنوبية في سوريا.
بسام البدارين
الاردن لا يستطيع دفع ثمن التحالف مع السعودية ولا يستطيع دفع ثمن الانفصال عنها!! عليه ان يمسك العصا من الوسط ليتفادى الضربات الموجعة من الجار اللدود السوري ومن الحليف المنفق السعودي وبين الجارتين بلد يجني عليه موقعه الجيوسياسي جنايات تتطلب دهاء سياسيا عاليا وقدرة على التوازن في زمن بات الكل فيه يلعب على حافة الهاوية ومن يحايد لينجو قد يكون اول الضحايا خصوصا ايتام امريكا واسرائيل الاردن موقفه صعب للغاية ان انفصل فلا مساعدات سعودية والوضع الاقتصادي قد يتطور للاطاحة بالنظام بدافع اقتصادي لا سياسي وبفعل غضب الحرس القديم والنخب السياسية المخضرمة على سياسات الجيل الجديد ( الولاد ) وان لم ينفصل سيحرك النظام السوري داعش باتجاههه لتتذك فجاة ان ( النظام الاردني مرتد كافر متحالف مع الصهاينة ) هههه ويحرك فئة من معان المتمردة على يمية قد تتحول الى اعصار تجعله ذكرى