رام الله – «القدس العربي»: أعلن صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنه لن ينافس في الانتخابات المقبلة لرئاسة السلطة الفلسطينية. وقال إنه سيدعم انتخاب مروان البرغوثي قائد «التنظيم» المعتقل في سجون الاحتلال منذ 2002 والمحكوم بالسجن لخمسة مؤبدات.
وأعلن محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، في نهاية العام الماضي أنه يدعم ايضا انتخاب البرغوثي لمنصب الرئيس.
وجاءت تصريحات عريقات خلال زيارته لألمانيا واستضافته في التلفزيون الألماني الناطق باللغة العربية «دويتشه فيلا» مؤكداً أن الشخص الذي سيخلف الرئيس محمود عباس هو الشخص الذي سينتخبه الشعب الفلسطيني ولن يُفرض رئيسا على الشعب الفلسطيني أو يتم إنزاله بالمنطاد.
وأعلن عريقات أن حركة فتح ستختار مرشحها للرئاسة الفلسطينية عبر مؤسساتها الديمقراطية، وأن العملية ستتم تماما كما جرى عقب استشهاد الرئيس ياسر عرفات حيث اختارت اللجنة التنفيذية لمنطمة التحرير الفلسطينية وكذلك اللجنة المركزية لحركة فتح الرئيس وخاض انتخابات ترشح فيها سبعة مرشحين فلسطينيين.
ونفى عريقات أن يكون الرئيس عباس يعطل تعيين نائب للرئيس خاصة أنه وعقب انتخابه عام 2006 طلب من مؤسسات السلطة والمنظمة استحداث المنصب، مشددا على ان الرئيس هو الأكثر حرصا على ان يكون له نائب. وقال إنه في حال انعقد المجلس الوطني الفلسطيني فسيكون على جدول الأعمال تعيين نائب للرئيس وستتم مناقشة تعديل المثياق ليكون هناك نائب للرئيس.
وأكد المسؤول الفلسطيني أكثر من مرة أنه إذا ما «قرر البرغوثي القائد الوطني والعضو المنتخب في اللجنة المركزية لفتح فإنه يستحق منا جميعا ان نقوم بدعمه. استطلاعات الرأي تعطيه الفرصة الأكبر بالفوز. ومحمد دحلان خرج من الساحة السياسية الفلسطينية وأي شخص سيكون رئيسا يجب ان يكون منتخبا من الشعب الفلسطيني وليس بدعم من أي قوى إقليمية».
وكشف عريقات أن السلطة الفلسطينية تواصل العمل من أجل إخراج الأسير البرغوثي من سجون الاحتلال الإسرائيلي هو وزملاءه الأسرى من قيادات الشعب الفلسطيني الذين يقضون أحكاما ظالمة في السجون الإسرائيلية، موضحا أن الشعب الفلسطيني لديه ستة آلاف قائد في سجون الاحتلال.
كما تطرق إلى قضية التنسيق الأمني المثيرة للجدل، وأكد أن السلطة الفلسطينية ستوقف التنسيق الأمني في القريب العاجل تطبيقًا لقرارات المجلس المركزي حال استمرت أسرائيل بسياساتها. الفلسطينيون متمسكون بخيار الدولتين حال التزمت به إسرائيل.
في غضون ذلك قالت المحامية فدوى زوجة مروان البرغوثي إن مسألة ترشحه لرئاسة فلسطين لم تعد خيارا له بل واجبا عليه لأن الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني يطالبونه بضرورة استمرار دوره النضالي بالترشح للرئاسة لإنقاذ الحالة الفلسطينية.
واعتبرت فدوى في تصريحات صحافية أن مروان قائد وزعيم فلسطينى يثق أبناء شعبه في قدرته على النضال السياسي والمقاومة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واصفة تصريحات عريقات حول دعمه ترشيحه بـ»الأهم» خلال المرحلة السابقة. وتابعت بالقول: صائب تحدث بما ينصف ويستحقه مروان وهو أمر محل تقدير من طرفي. وأضافت «ولكن بالتأكيد هذا الكلام يحتاج إلى جهد كبير ليترجم على أرض الواقع ويحتاج إلى موقف موحد أيضا من كل أعضاء اللجنة المركزية الذين ينتظر منهم مروان كلمة حق ليس بحقه فقط وإنما بحق المشروع الفلسطيني لنيل حريتنا واستقلالنا».
وترى فدوى وجود تقصير على مدار أربعة عشر عاما الماضية حول ملف اعتقال مروان البرغوثي، إذ لم يبذل أي جهد للإفراج عنه. وقالت إن القيادة الفلسطينية مدعوة لوضع قضية الإفراج عنه على سلم أولوياتها باعتباره زعيما وطنيا فلسطينيا قادرا على تحسين الحالة الفلسطينية.
وتطرقت إلى الانقسام الفلسطيني الداخلي، مؤكدة أن العرب والفلسطينيين المتابعين لمروان لا يوفرون أي جهود له لإنهاء الانقسام الراهن. وذكرت بأن مروان كتب وثيقة الأسرى الفلسطينيين للوفاق الوطني التي أقنع فيها القيادات الفلسطينية بالتوقيع عليها.مروان البرغوثي لم ينقطع عن دعم المصالحة واللوم على الأطراف المنقسمة، ولم ييأس يوما لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستمر في جهوده الداعمة للمصالحة التي تتعلق بمصلحة الشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذى يعيش في أريحية نتيجة الانقسام الفلسطيني.
فادي أبو سعدى