الجزائر – «القدس العربي»: عاد أحمد أويحيى مدير الديوان برئاسة الجمهورية الجزائرية والأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ليثير زوبعة من الجدل مع المعارضة، بعد تصريحات نارية هاجم فيها كل الأطراف السياسية التي تعارض السلطة الحالية، وهو ما اعتبره خصومه مناقضاً لكل الوعود التي قدمتها السلطة بالانفتاح على المعارضة، وتعزيز تواجدها ودورها في الحياة السياسية.
فاجأ مدير الديوان الرئاسي خصومه وحلفاءه بتصريحات نارية، أراد من خلالها توجيه رسائل إلى المعارضة وحتى إلى خصومه داخل الموالاة، وفي مقدمتهم حزب جبهة التحرير الوطني، بالنظر إلى الصراع الصامت الدائر بين الحزبين حول الحكومة وحول التقرب أكثر من القصر الرئاسي، حتى وإن كانت الرئاسة فصلت في موضوع الحكومة مؤقتاً، مؤكدة على أنه ليس هماك تعديل حكومي مرتقب، لكن صراع الكواليس بقي قائماً بين الحزبين المتنافسين على الولاء إلى السلطة القائمة.
واستغل أويحيى فرصة عقد مؤتمر شعبي لحزبه بمدينة سكيكدة ( 500 كيلومتر شرق العاصمة) ليفتح النار على المعارضة، التي اتهمها بأنها فيروس من بقايا الربيع العربي، مشدداً على أن البلاد تمر بمرحلة حرجة، وأن بعض الأطراف ما زالت تسعى لخلط الأوراق وضرب استقرار البلاد.
وأضاف أن خصومه يقولون إن حزب التجمع الوطني الديمقراطي ولد سنة 1997 «بشنبات»، على اعتبار أنه فاز بالأغلبية في البرلمان بعد ثلاثة أشهر من تأسيسه، وكذلك الأمر بالنسبة للانتخابات المحلية التي جرت في السنة نفسها، والتي اعتبرت الانتخابات الأكثر تزويراً في تاريخ الجزائر، مشدداً على أن حزبه ولد بشنبات وولد أيضا والكلاشنيكوف فوق كتفه، في محاولة لإعطاء التجمع الوطني الديمقراطي شرعية مكافحة الإرهاب، حتى وإن كان خصومه يؤكدون أن الحزب لا علاقة له بمكافحة الإرهاب، وأن جماعات المقاومة الذاتية الذين رفعوا السلاح كانوا ينتمون إلى كل المشارب السياسية.
من جهة أخرى سعى أويحيى إلى تلطيف الأجواء مع غريمه عمار سعداني زعيم حزب جبهة التحرير الوطني، مؤكداً على أن كثيرين ينتظرون منه أن يرد على انتقادات سعداني، ولكنه رفض ذلك، مشدداً على أن الجبهة حليف استراتيجي، موجهاً التحية إلى أعضاء الحزب وأمينه العام، مع أن الأخير هاجم أويحيى وفترة توليه رئاسة الحكومة.
وفي رده على تصريحات أويحيى قال جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد ( معارض) في تصريح لـ»القدس العربي» إن أحمد أويحيى عود النخبة السياسية على تصريحات قبيحة، وليس فيها أي جديد، لأنه جعل من مهاجمة المعارضة وتخوينها سجلاً تجارياً.
وأوضح أن هناك ارتباكاً داخل النظام، وتوتراً في العلاقات بين التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني، وأن أويحيى حاول أن يكون مرناً خطابه مع جبهة التحرير الوطني، ولكنه أفرغ كل الحقد والكره على المعارضة، التي اتهمها بكل شيء، وذلك دليل، حسبه، على أن السلطة متخوفة من عواقب السياسات التي تنفذها.
واعتبر رئيس حزب جيل جديد أن أحمد أويحيي مدير لديوان الرئيس، ويتكلم باسمه أحياناً، لكنه في واقع الأمر لا يملك أي سلطة، وسلطة القرار تتجاوزه، لأنه كما يعرف نفسه رجل دولة يقوم بالمهام القذرة، لكن كلامه بخصوص المعارضة لا يعكس بالضرورة موقف الرئيس.
كمال زايت