غزة – «القدس العربي»: شرع الجيش الإسرائيلي صباح أمس بإجراء مناورة عسكرية كبيرة، شملت تدريبات لـ «فرقة غزة» تحاكي سيناريوهات اندلاع مواجهة جديدة، وذلك بعد فترة من الحديث عن «أنفاق المقاومة»، التي شيدها مقاومو كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، لصد أي هجمات إسرائيلية مستقبلية ضد القطاع.
وحسب مصادر عسكرية فإن هذه المناورة ستستمر لعدة أيام.
ومن المقرر أن تنتهي المناورة العسكرية ظهر الخميس المقبل، وستتركز في المنطقة الصناعية جنوب عسقلان ومجالس المستوطنات القريبة من غلاف غزة.
وبالأساس تهدف هذه المناورات إلى زيادة الاستعداد والقدرة على حماية المنطقة في حال حدوث أي طارئ.
ويشترك فيها قوات نظامية واحتياط. وقالت مصادر عسكرية إنه سيلاحظ في المنطقة التي ستشهد المناورات حركة نشطة لقوات الجيش والمركبات العسكرية.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن التدريبات ستجرى بتخطيط مسبق، وتهدف إلى إعداد فرقة غزة في الجيش للتعامل مع سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك تهديدات الأنفاق والهجوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية واحتمالية التصعيد في قطاع غزة، بعد دروس مستفادة من التدريبات السابقة.
وحسب ما ذكر أيضا فإنه سيتم خلال التدريبات إجراء مناورات هجوم بري في المنطقة، مع جمع معلومات استخبارية والتعامل مع تهديد الأنفاق، وحماية المجتمعات السكانية القريبة من قطاع غزة والأكثر بعداً، كما ستمارس القوات خطوات عملية وصنع قرار بإخلاء المستوطنات في خط النار خلال أي حرب مقبلة.
ومنذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، أجرت إسرائيل العديد من التمارين العسكرية، في سياق خطة «استخلاص العبر».
وقبل أسابيع أجريت مناورة مشابهة على حدود غزة، جرى خلالها التدرب على إمكانية اندلاع حرب جديدة، وخروج مسلحي حماس من الأنفاق الهجومية لشن هجمات وعمليات خطف لسكان البلدات المحيطة بالقطاع.
ويأتي التدريب الجديد، في ظل الخشية الكبيرة التي أبدها سكان «غلاف غزة» من وصول أنفاق حماس إلى أسفل منازلهم، وهو ما دفع الحكومة لطمأنتهم، وأعلن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة مؤخرا، أنه تم رصد موازنة لإقامة عائق أمام هذه الأنفاق.
ومع بروز ملف الأنفاق من جديد، دخلت إسرائيل في معترك سياسي داخلي بين أطراف المعارضة والحكومة، بعدما نادت المعارضة بشن هجوم عسكري لتدمير الأنفاق.
وفي الحرب الأخيرة على غزة، استخدم نشطاء حماس هذه الانفاق المبنية في صد عمليات التوغل البري، واستخدمت في شن هجمات عسكرية، وقالت إسرائيل إنها دمرت خلال تلك الحرب العديد من هذه الأنفاق، غير أنها أعلنت أن نشطاء حماس أعادوا ترميمها من جديد.
وتقول حماس إن الأنفاق تستخدمها في الدفاع عن غزة، ولصد أي عمليات عسكرية إسرائيلية ضد السكان.
وفي سياق متصل فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية، أمس نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة تجاه مراكب الصيادين قبالة شاطئ بحر شمال قطاع غزة، والمزارعين شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وذكر شهود عيان أن الزوارق الحربية فتحت رشاشاتها الثقيلة في اتجاه مراكب الصيادين قبالة سواحل منطقة الواحة شمال غرب بلدة بيت لاهيا. وأجبر الاعتداء الصيادين على مغادرة البحر خشية على حياتهم، خاصة وأن هجمات سابقة أوقعت ضحايا في صفوفهم.
وفي الهجوم الآخير فتحت قوات الاحتلال نيران مدافعها المتوسطة تجاه المزارعين في منطقة الفراحين شرق خان يونس. ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات، غير أنه أحدث أضرار مادية، ومنع المزارعون من إكمال عملهم اليومي المعتاد.
وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال بمهاجمة الصيادين ومزارعي الحدود، في خرق واضح لاتفاق التهدئة القائم منذ انتهاء الحرب الأخيرة برعاية مصرية، وينص على وقف الهجمات المتبادلة. وفي كثير من الأحيان تشن قوات الاحتلال عمليات توغل برية على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، التي تقيم في عمقها منطقة أمنية عازلة تمتد لـ 300 متر بعمق أراضي غزة.
أشرف الهور