عمان ـ «القدس العربي»: يعبر المحلل والكاتب السياسي الأردني محمد أبو رمان عن أسوأ «كوابيس» بلاده وهو يتحدث عن مخاطر «اجتياح محتمل» لمناطق جنوب سوريا من قبل الجيش النظامي السوري مدعوماً بقوات الحرس الثوري ومقاتلي حزب إلله وبدون تنسيق مع عمان.
مبكراً وفي آخر لقاء له مع فعاليات برلمانية في منزل عضو المبادرة البرلمانية خميس عطية لمح رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور إلى مخاوف مظاهر الفوضى التي قد تضغط على المصالح الحدودية الأردنية في حالة انطلاق عمليات ضخمة بعنوان «استرداد» درعا من قوات المعارضة المسلحة.
حسب الشروح التي سمعتها «القدس العربي» رداً على استفسار مباشر لها بالخصوص مثل هذه المخاوف هي التي دفعت برئيس الأركان الأردني الجنرال مشعل الزبن إلى روسيا للتفاهم معها على آلية تمنع عمليات عسكرية «ضخمة» بعنوان الاجتياح.
المؤشر هنا واضح تماماً وسبق ان اشارت اليه «القدس العربي» في متابعتها للشؤون الأردنية ـ السورية مرات عدة حيث لا يوجد طرف في سوريا يتحدث معه الأردن إلا الجانب الروسي رغم وقف كل برامج تدريب المعارضة المسلحة في الجانب الأردني.
النظام السوري لا يتحدث مع الأردن والاتصالات التي جرت حتى اللحظة فقط مع المستوى الأمني ولمرة واحدة عبر زيارة لم يعلن عنها لرجل الأمن السوري القوي علي مملوك.
أيضا لا يتحدث الأردن رسميا مع إيران لأن وثيقة التصنيف الأردنية للإرهاب في سوريا والتي وضعت بين أحضان موسكو تضمنت اعتبار الحرس الثوري فصيلاً إرهابيا. وبطبيعة الحال لا يتحدث الأردن مع حزب الله وهو مناصر قوي لخصومه في داخل لبنان.
على هذا الأساس وفيما يتعلق بشؤون ملف «درعا» يتحدث الأردنيون فقط مع القوة الأهم في المعادلة السورية اليوم وهي روسيا على أمل إيجاد موطئ قدم لمصالحهم في المعادلة الروسية نفسها.
وثمة انفتاح وتبادل معلومات حصل لستة أشهر قبل ان يعيد الأمريكيون إنتاج المشهد ويمنحون الأردن صفة «الحليف الدفاعي الأقرب» حتى لا تتطور أكثر العلاقات الأردنية الروسية في اتجاهات أمنية وعسكرية وهو ما لمحت له علناً سفيرة واشنطن في عمان اليس ويلز قبل زيارة الملك عبدالله الثاني الأخيرة للولايات المتحدة.
وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني وجد مؤخراً وبعد فترة صمت عن التعليق الرسمي على مجريات الأحداث في الجوار السوري ان الفرصة مواتية لتبرير التفاهمات الدفاعية الجديدة مع الولايات المتحدة على اساس الاستدراك المكرر بان جهد المملكة منصب عملياً على بقاء فعاليات الأزمة السورية داخل الحدود السورية.
النسور نفسه وكبار المسؤولين الأردنيين يتحدثون الآن في كل الغرف المغلقة عن عقدة هواجس ومخاوف درعا في السياق حيث فوضى أمنية وحركة لجوء جديدة مرعبة إذا ما انطلقت بالقياس لما يحصل غرب سورية حملات استعادة مدن ونواحي درعا وتحولت المعارك البرية إلى الجنوب.
التلميح هنا واضح لمخاطر الاجتياح المحتمل الذي تم التحدث بشأنه مع الروس، الأمر الذي التقطه الكاتب ابو رمان مما يكرس القناعة بأن «تسريبة رسمية» بدأت تلمح لإن روسيا لم تقدم للأردنيين «الضمانات» الكافية والمطلوبة لحماية مصالحهم الحدودية مع سوريا خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمخاطر اجتياح محتمل.
النسور تحدث عن فوضى السلاح والمسلحين إذا ما بدأت عملية عسكرية ضخمة تحت عنوان «تحرير» أو «إستعادة» درعا من المعارضة المسلحة حيث توجد كمية هائلة من السلاح والذخيرة بيد أكثر من 50 ألف مقاتل سوري متنوع الولاء ستكون معركتهم في حال حصارهم انتحارية تماماً وقد يلجأ بعضهم للجنوب حيث حدود الأردن.
قد يكون الهدف من تسريب قصة «الخذلان الروسي» للأردن بالتوازي مع نمو الإحساس بمخاطر اندلاع المواجهة العسكرية البرية جنوبي سوريا قرب خاصرة الشمال الأردني «تبرير» التعزيزات الدفاعية الأمريكية والسعودية التي وضعت مؤخراً على حدود الأردن والإستدراك بهدف التجاوب مع حالة الإستقطاب الجديدة التي جرت للأردن مما يعني بان إستراتيجية التلويح بورقة العباءة الروسية تفلح في إنجاز لفت أنظار الأمريكيين مجدداً والحصول على اهتمامهم ولاحقاً أحضانهم وهو ما حصل فعلاً.
الحديث عن تجاهل روسيا لمصالح الأردن مستجد تماماً في المشهد وفي قياسات رئاسة الوزراء وكما فهمت «القدس العربي» مباشرة المتغير في سوريا كبير جداً ومنفلت والعمل إضطراري على التجول بين الخيارات المتغيرة لأن كل الأطراف الإقليمية لها اليوم مصلحة في «التصعيد» وسط مناخ ملامح التسوية الكبيرة التي يحاول الروس والأمريكيون فرضها على الجميع.
بسام البدارين
* لا شك ما زال الوضع خطير جدا في ( سوريا )
* على الحكومة الاردنية توقع دائما ( الأسوأ )
* حمى الله الاردن من شر الاشرار والحاقدين والمجرمين .
سلام
اللة يحمي الأردن شعبا وارضأ , ليبقى حاضنة أمينة للمنطقة العربية .