برلمان من «الأراجوزات» مسخرة وخناقات شخصية ولا يعبر عن الشعب… وسقطة كمال لا تقل فداحة عن سقطة عكاشة

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: استمرت تطورات قضية النائب البرلماني السابق توفيق عكاشة في الاستحواذ على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 3 مارس/آذار ومتابعة جلسة مجلس النواب التي انتهت بالتصويت لإسقاط عضويته في المجلس.
وكان عكاشة قد ذهب للمجلس وطلب من رئيسه الدكتور علي عبد العال إعطاءه الفرصة للاعتذار علنا، إلا أنه رفض. وحضر الجلسة أربعمئة وتسعون عضوا، وافق على إسقاط العضوية أربعمئة وخمسة وستون، ورفض ستة عشر عضوا، وامتنع تسعة عن التصويت. وخيب المجلس ظن كل حملات التخويف التي شنها البعض بأن إسقاطه العضوية سيضع مصر في موقف حرج أمام العالم، وتصويرها بأنها ترفض السلام مع إسرائيل، بأن وضع هو إسرائيل في موقف أجبرها على الدفاع عن نفسها ونفي أنها تتدخل في شؤون مصر الداخلية. إذ جاء في قرار إسقاط العضوية ما يلي:
«قام توفيق عكاشة وهو عضو من أعضاء السلطة التشريعية بالالتقاء بسفير إحدى الدول الأجنبية، في منزله والتباحث معه في شأن من الشؤون الدبلوماسية والدولية الجاري التفاوض في شأنها، بمعرفة جهات الدولة المعنية مع دولة ثالثة، على نحو يمثل مساسا وإضرارا بالأمن القومي للبلاد، وانتقاصا من السيادة المصرية، ودعوة للغير في التدخل في شؤونها. إن عكاشة إذ أقر في التحقيق الذي أجري معه بمناقشة مسألة سد النهضة الإثيوبي وما يرتبط به مع سفير تلك الدولة، وأطلق الوعود يمينا ويسارا في مسائل لا صلاحية قانونية له فيها، ولا صفة بالتكلم باسم الدولة المصرية في شأنها فإنه لم يقم بإخطار مجلس النواب أو رئيسه أو مكتبه بذلك، ولم يؤذن له فيها، ولم يحصل على تفويض بالتصرف على هذا النحو«. وقال رئيس المجلس: «نود التأكيد على بعض المبادئ، وهي أولا احترام المجلس لكافة المعاهدات والتعهدات الدولية، ومن بينها اتفاقية السلام. ثانيا الوقائع التي كانت محل التحقيق لا علاقة لها من قريب أو بعيد بلقاء النائب الذي أسقطت عضويته، بسفير إحدى الدول، وإنما تتعلق ببعض المواقف التي تضر بالأمن القومي المصري، وتخرج عن نطاق العضوية البرلمانية وواجبات النائب».
وأشاد زميلنا في «الأخبار» رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» محمد عبد الحافظ أمس الخميس ببراعة اللجنة في مقاله في «الأخبار»: «يجب أن نرفع القبعة للجنة التي تولت التحقيق، على تقريرها الذي خلا من كلمة إسرائيل، حتى لا تأخذها دولة العدو الإسرائيلي ذريعة لاتهام برلمان مصر بمخالفة معاهدة السلام». كما أخبرنا أمس أيضا زميلنا الرسام محمد عبد اللطيف في «اليوم السابع»، أنه شاهد أحد أقاربه في موقف غريب، كان يرفع يده مستسلما لمذيع من «قناة الفراعين» وهو يقول له: سلم نفسك لإسرائيل مفيش داعي للمقاومة مصر محاصرة. ومن الأخبار الأخرى التي اهتمت بها الصحف المصرية الصادرة أمس والتي افسحت لها مساحات كبيرة، متابعة محادثات الرئيس في اليابان ومغادرته لها إلى كوريا الجنوبية، وموافقة وزارة الداخلية لأصحاب المعاشات على تنظيم مظاهرة يوم الثلاثاء المقبل يطالبون فيها بإقالة وزيرة التضامن الاجتماعي. وإلى بعض مما عندنا…

قتل السياسة لم يصرف الناس عنها

ونبدأ بالمعارك والردود العديدة والمتنوعة، التي ابتعدت عن معركة عكاشة وإسرائيل ومجلس النواب، وبدأها زميلنا مجدي شندي رئيس تحرير جريدة «المشهد» الأسبوعية المستقلة التي تصدر كل ثلاثاء وتطبعها وتوزعها «الأهرام»، إذ شن هجوما عنيفا على النظام قال فيه: «بمنطق التجريب فإن الخيارات التي لجأ إليها نظام 30 يونيو/حزيران ورأى فيها حلا، ثبت فشلها الذريع في التعاطي مع الواقع، فلا السطوة الأمنية حلت المشاكل، ولا فرض الخوف على المجتمع أفلح في قهر طموحات الناس، ولا التلاعب بالانتخابات أنتج برلمانا مشرفا يضع مصلحة الناس في أعلى سلم أولوياته، ولا تقريب إعلاميين مسوخا واستبعاد كل صاحب رأي حر صنع إعلاما محترما يثق الناس فيه، ولا المشاريع الكبرى التي قد تدر دخلا بعد سنوات طوال أقنعت الشعب بأننا نسير في الطريق الصحيح، ولا شغل القوات المسلحة بمهام مدنية – خارجة عن نطاق اختصاصها – وفر السلع والخدمات وأسهم في إنجاز سريع، ولا قتل السياسة صرف الناس عنها، لأنها تتصل بمعاشهم وأمنهم وثقتهم في الغد، ولا حلفاء الأمس القريب ظلوا حلفاء يضخون الأموال ويقيمون المشاريع، فقد كان جل اهتمامهم توظيف مصر وجعلها في خدمة مصالحهم، وحين انقطع الأمل في ذلك انقطع الدعم».

ماهر أبو السعود: السيسي ضعيف
الشخصية ولا يصلح لقيادة الدولة

أما صاحبنا ماهر أبو السعود فلم يعجبه هجوم شندي واعتبره مجاملة للنظام، لذلك صرخ في العدد نفسه من «المشهد» قائلا والشرر يتطاير من عينيه، كما هو واضح من صورته وهو ينظر للرئيس: «سقوط دولة السيسي سيأتي قريبا لا محال، كل المؤشرات توحي بأن كارثة كبرى لابد أن تحل بالبلد، بسبب ضعف القيادة والكوارث المتلاحقة وانعدام الرؤية، وعدم السير على الطريق الصحيح، وعدم القدرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية سياسيا، ومن أهم المؤشرات اكتشاف الشعب لحقيقة السيسي وأنه لا يملك سوى زعامته «حتى زعامته بخطاباته الارتجالية المتكررة التي كان المقصود بها الوصول للبسطاء من الشعب باتت ضده»، واكتشف الشعب حقيقته، إنه ضعيف الشخصية والفكر ولا يصلح لقيادة الدولة، وليست لديه أي قدرة أو رؤية على التغيير، ولا يعير أو يهتم بشكاوى الناس الصارخة، بل يزيد عليهم الغلاء المستمر والتهديد بإلغاء الدعم، وأضف إليها الآن ارتفاع سعر الدولار. برلمان من الأراجوزات مسخرة ومهازل وخناقات شخصية ولا يعبر عن الشعب، بل يعبر عن السيسي ويجب أن يحاسب عليه السيسي وحكومته، يقصون بغباء شديد كل من يريد التغيير السلمي من أصحاب العقول المستنيرة، رغم أن ذلك في مصلحة النظام نفسه، لذا فإن الانفجار مقبل لا محال. مما لا شك فيه أن مصر في مأزق حقيقي بسبب السيسي ودولته المخابراتية وإعلامه الفاشل وقضائه وشرطته الفاسدين، إن السيسي جزء من المشكلة فلن يكون هو الحل، مؤيدوه الآن لن يفلحوا في الدفاع عنه لأجل طويل».

حجم مشاكل الدولة

وفي اليوم التالي الأربعاء أخذنا زميلنا في مجلة «المصور» مجدي سبلة بعيدا عن أبو السعود وقال عن حجم مشاكلنا: «يكفي أن يعرف أهل مصر أن أرقام مصروفاتنا ثمانمئة وواحد وأربعون مليارا ويعرفوا أن إيراداتنا ستمئة وواحد وعشرون مليارا، ويعرفوا كذلك أن العجز الذي تواجهه الدولة مئتان وثلاثة وأربعون مليارا سنويا، وأيضا لابد أن يعرف المصريون أننا نستورد بخمسة وسبعين مليارا سنويا، ونصدر بثلاثين مليارا، ألم تعط هذه الأرقام مرارة للرئيس، خاصة أنه ما زال يجد بين المصريين من يهدمون ومن يقتلون ومن يصرون على انهيار الدولة، سواء في الإرهاب أو في مخطط الدولار الموجه ضد الدولة المصرية بهدف إضعافها اقتصاديا، وأيضا في الإعلام الموجه وغير المدروس، الذي يسير ضد بناء الدولة. ألم تكن كل هذه الأسباب كافية لانفعال الرئيس في خطابه الأخير، الذي تكلم فيه بغضب في كثير من القضايا؟ الأمر الذي يجعلنا نتساءل هل نترك الرئيس يغضب بمفرده ونكتفي بالفرجة ووقتها لا يكون أمامنا سوى الانهيار؟ أم نشاركه في مجاله؟».

محمد فريد خميس: الوضع ينذر بخطر شديد

وهل هذا سؤال يسأله مجدي لرجال الأعمال، ومنهم محمد فريد خميس، الذي قال في يوم الأربعاء نفسه في مقال له في صفحة الاقتصاد في جريدة «المصري اليوم»: «كان الرئيس محقاً عندما قال إن محاربة الفساد تبدأ بالتدقيق في التفاصيل، وإن هدفنا جميعاً هو المحافظة على كيان الدولة، وإن ما تم تحقيقه في عشرين شهراً لم يتحقق في عشرين عاماً، وإن العمل في المشروعات الجديدة سيكون للمصريين فقط، مع الوعد ببناء ألف مصنع مجهز تحت سيطرة الدولة، وتخصيص مئتي مليار جنيه لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر، وإن تحقيق العدالة الاجتماعية لا يتم عن طريق الدولة وحدها، بل بمشاركة المواطنين والوضع ينذر بخطر شديد ما لم نغلب مصلحة الوطن على ما سواها من المصالح بخطوات أكثر جرأة، في مقدمتها ترشيد الاستيراد، بما لا يمس السلع الأساسية والإستراتيجية ومستلزمات الإنتاج، وإنما في السلع غير الأساسية، التي لها بديل محلي. وقد تقدمنا في الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين بدراسة لإصلاح وتنمية الاقتصاد المصري، طالبنا فيها بضرورة وقف استيراد السلع الكمالية لثلاث سنوات على الأقل، والتأكيد على استيفاء الحكومة وأجهزة الدولة كل احتياجاتها من الإنتاج المصري فقط، كما طالبنا فيها بمكافحة التهريب الجمركي وكذلك التهرب الضريبي بإجراءات حكومية جادة».

المطالبة بإحياء دور وزارة الصناعة

ونسرع إلى «أهرام» اليوم نفسه وزميلنا الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق ورئيس مجلس إدارة جريدة «الوطن» حاليا عبد الفتاح الجبالي وقوله مقترحا كيفية تطوير القطاع العام: «أن تعمل شركات قطاع الأعمال العام والقطاع العام والوحدات المملوكة للدولة وفقا لقواعد الكفاءة والمحاسبة والجودة المتعارف عليها محليا ودوليا، ولهذا لابد من الفصل الجاد للملكية عن الإدارة، وترسيخ مبدأ قيام المالك ممثلا في الجمعيات العمومية – بتقييم ومحاسبة الإدارات القائمة على هذه الكيانات ممثلة في مجالس الإدارات- على أسس ومؤشرات اقتصادية لكيانات مستقلة هادفة للربح، بما ينعكس على تعظيم قيمة الاستثمارات لمصلحة المالك، وهو الدولة، من دون إغفال للدور الاجتماعي الذي تقوم به هذه الكيانات. وأول محاور الإصلاح يتطلب إحياء دور وزارة الصناعة ونقل تبعية هذه الكيانات جميعا إليها، بعيدا عن وزارة الاستثمار، التي يجب أن تترك للعمل في مجالات الاستثمار وغيرها من المجالات، التي تعمل بها حاليا مع تدعيم دور الكيان الجديد أملاك، الذي أنشئ أخيرا لإدارة بعض هذه الأصول».

التفاخر والتباهي سمة مجتمعنا

وفي العدد نفسه من «الأهرام» تساءلت زميلتنا الجميلة أسماء الحسيني عن كيفية حل مشاكلنا ونحن شعب قالت عنه وهي حزينة: «أصبح التباهي والتفاخر والتظاهر سمة من سمات مجتمعنا بكل فئاته وطبقاته، في كل مظهر من مظاهر حياتنا، وفي كل سلوك اجتماعي، رغم ما ينطوي عليه هذا السلوك من خداع للنفس وتكاليف مادية واجتماعية ونفسية مدمرة، وإطلاق لروح التنافس الشريرة في مجتمع ترتفع فيه طموحات الناس، بينما تقل فيه إمكاناتهم، فيظل الجميع في حالة لهاث مستمر للحاق بمتطلبات بعضها ضروري ومشروع، وكثير منها يمكن الاستغناء عنه أو الحد منه على الأقل. الناس في بلدنا ينفقون أكثر من دخولهم ويستدينون لشراء كماليات يمكن الاستغناء عنها، ونحن جميعا مطالبون بالعودة لقيمنا القديمة التي يعبر عنها المثل المصري «على قد لحافك مد رجليك»، في كل ما هو كمالي والبعد عن المظاهر والتكالب على كل ما هو غير ضروري أو ملح، وتوجيه القدرات والإمكانات نحو الإنتاج وليس بتبديده في المظاهر الكذابة الخداعة والانسياق نحو التفاخر والتباهي».

«حزب الرئيس»

وإلى «الوفد» ومعركة مختلفة خاضها زميلنا طارق تهامي عضو الهيئة العليا للحزب ومسؤول اللجان النوعية وكانت ضد «ائتلاف دعم الدولة» قال عنه: «سيف اليزل ورجاله الذين يديرون التنظيم السياسي الجديد المسمى «دعم مصر»، الذي يطلقون عليه خطأً اسم «ائتلاف» بدأوا الخطوات العملية لتحويل التنظيم إلى حزب سياسي صريح، ويقولون عنه إنه سيكون «حزب الدولة». ويقولون عنه أيضا إنه سيصبح «حزب الرئيس» ويشيرون إلى أنه «حزب الأغلبية الجديد»! طيب.. هل أنت أيها المواطن الشريف على استعداد للعودة إلى الوراء، وترك البرلمان في يد أغلبية ميكانيكية جديدة؟ هل أنت قمت بانتخاب قائمة «في حب مصر» لتتركها تتحكم في البرلمان وحدها، لتعود بك إلى عصر لا نريده؟ هل أنت أيها المواطن الحر انتخبت هذه القائمة باعتبارها حزبًا أم لأنها قائمة تضم عدة أحزاب وشخصيات عامة، وقالوا لك عنها إنها قائمة «موحدة» لجمع شتات الوطن؟».

ما قام به كمال أحمد مزايدة على البلاد والعباد

وإلى معارك أخرى خاصة بخالد الذكر، حيث قال عنه يوم الثلاثاء في «الأهرام» زميلنا سيد عبد المجيد وهو يعلق على قيام صديقنا العزيز وعضو مجلس النواب كمال أحمد بضرب توفيق عكاشة بالحذاء: «بداية صاحب تلك السطور لديه وجهة نظر غير إيجابية عن حقبة الناصرية، ولكنه في المقابل على يقين أن زعيمها وهو جمال عبد الناصر كان رجل دولة وسلوكه الرفيع شهد به الخارج قبل الداخل، الأصدقاء والأعداء معا، ولو قدر وعاد لحياتنا وشاهد ما حدث في البرلمان لاستهجنه بأشد العبارات قسوة، من دون أن ينزلق إلى السباب، فكيف له وهو العاشق لصوت فيروز ولعوالم الموسيقى والنغم أن ينزلق في إسفاف معيب مخجل كما رأيناه. وهكذا علينا أن ننحيه جانبا ولا نزج باسمه في تلك المعركة الخائبة والمنكسرة، التي لا معنى لها، وما قام به السيد كمال أحمد، والذي عنونه هو بأنه هدية الزعيم الخالد، لا يعدو كونه مزايدة على البلاد والعباد معا، ودعاية ممجوجة تجاوزتها المحروسة منذ أن خلعت عن نفسها رداء الاتحاد الاشتراكي وتنظيمه الطليعي، وبالتالي فمن رفع حذاءه أهان نفسه قبل أن يهين من أراد ضربه فالأخير في ظني نتوء ستلفظه الأحداث ولن يعيره أحد اهتماما».

عين عبد الناصر كانت على الطبقة التي خرج منها

وإلى «الوطن» في اليوم ذاته ومستشارها الإعلامي وأستاذ الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود خليل، وهو يحدثنا في عموده اليومي «وطنطن» عن خالد الذكر: «لديَّ تحفظات عدة على نظام حكم جمال عبد الناصر، لكن ذلك لا يمنعني من الدفاع عنه ضد تلك السخافة التي أطلقها توفيق عكاشة بإقامة تمثال لـ«عبد الناصر» في تل أبيب، ولست أنطلق في هذا الدفاع من قناعة بشخص، قدر ما أتحرك بقناعة بوطن وبميراث الوطنية المصرية الذي لعب «عبد الناصر» دوراً مهماً في تأكيده وتكريسه. «عبد الناصر» ابن الطبقة الفقيرة التي تعلمت وتحركت بوازع وطني لا تخطئه عين، من أجل تغيير الأوضاع في مصر عام 1952 وعندما جلس على كرسي الرئاسة كانت عينه على الطبقة التي خرج منها، فانتصر لها ومنحها من المميزات ما جعلها تشعر بانتماء حقيقي إلى هذا الوطن، منحها مميزات وفرت لها عيشاً كريماً ولا تزال آثار توجهات الرجل تسعى على قدمين في حياة الناس حتى الآن، لا يزال «عبد الناصر» يلعب دوراً في حياة المصريين حتى الآن، لأنه الحاكم الوحيد الذي لم يمنح المصريين وعوداً كلامية، بل منحهم عطاءات ملموسة في أيديهم. ولو أنك تأملت آخر مشهد انتخابات رئاسية عاشته مصر ستجد أن «عبد الناصر» كان الاسم الأكثر حضوراً فيه، فناصرية المرشح «حمدين صباحي» مسألة لا تحتاج إلى شرح أو تفصيل. أما أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد كانوا يرفعون صوره إلى جوار صور الرئيس الراحل كوسيلة لإقناع المصريين به، من منطلق أنه سيحذو حذو «عبد الناصر». لا مانع عندي أن تقول إن «عبد الناصر» لم يفلح في بناء تعليم أو إعلام، وإنه لم يكن ديمقراطياً ولم يقبل بالرأي الآخر، قُل ما شئت في هذه الملفات وغيرها، لكن إياك أن تنسى عدة فضائل في شخص هذا الرجل من بينها، النزاهة والبعد عن الفساد والانحياز للفقراء وأخطر فضائله على الإطلاق هو الوطنية».
وهكذا نبهنا محمود خليل إلى أن دعاة التطبيع يربطهم توجه موحد وهو العداء لعروبة مصر وللقومية العربية وثورة يوليو/تموز سنة 1952، وخالد الذكر وذلك تقربا لإسرائيل وأمريكا والسعي لترشيح بعضهم للجوائز العالمية التي يعتقدون أنها في أيدي المنظمات الصهيونية.

محمود الكردوسي: هل «عين الدولة مكسورة»؟

واضطرنا محمود خليل إلى البقاء في العدد نفسه من « الوطن» لنقرأ لزميلنا رئيس التحرير التنفيذي لها محمود الكردوسي قوله في بروازه اليومي «كرباج»: «لم تعد القضية: توفيق عكاشة «اتهبل» و«طلع الجاسوس اللي جواه» وقرر أن يخون الدولة التي حشد وناضل من أجلها، لأنها أكلته لحماً ورَمَته عظماً. لم تعد القضية: مرتضى منصور «افترى» وتجاوز كل أعداء الدولة والنظام في البلطجة وقلة الأدب وإرهاب الجميع. القضية: من الذي يحمي هذين البلطجيين؟ من الذي أوصلهما أصلاً إلى هذا الحد من السفه والغطرسة؟ ألا يوجد في نظام السيسي – هذا الرجل المؤدب الأخلاقي عف اللسان – مَن يرفع سماعة التليفون ليقول «إخرس يا ولد أنت وهو«؟ هل هذه صعبة؟ هل «عين الدولة مكسورة» إلى هذا الحد؟ هل لدينا أصلاً «دولة»؟».

دولة القانون هي المستقبل

والكردوسي كتب ذلك قبل أن يسقط مجلس النواب عضوية عكاشة الذي وصفه بالجاسوس ومن «الوطن» إلى «المساء» (حكومية) ورئيس تحريرها الأسبق زميلنا مؤمن الهباء وقوله: «في يقيني أن الشعب المصري، أو أغلبيته الكاسحة، ضد التطبيع وضد كل من يقترب من العدو الصهيوني. لكن الشعب المصري، أو أغلبيته الكاسحة لا يسره أن تكون «الجزمة» هي وسيلة الممارسة السياسية في برلمانه، وأن يهبط مستوى الأداء إلى هذا الحد. وإذا كان النائب كمال أحمد يرى انه حين ضرب عكاشة بالجزمة قد أهان الكيان الصهيوني والكنيست، فهناك من رأوا مثلي أنه ـ بالعكس ـ قد أهان مصر وبرلمانها، وأضر بسمعتنا كشعب متحضر يريد أن يعيش في دولة القانون والدستور. ربما غضب الناصريون بسبب اتهام عكاشة لعبد الناصر ـ الله يرحمه ـ بتدمير مصر وتركها مهزومة مكسورة، لكن الرد على هذا الرأي يكون بالرأي أو باللجوء إلى القانون والقضاء، وليس باللجوء إلى الجزمة القانون هو الحل ودولة القانون هي المستقبل».

إعلاميون وصموا الإعلام باللامهنية

كذلك قال زميلنا ورئيس التحرير الأسبق لـ«المساء» خالد إمام: «الخطاب المهم والخطير الذي ألقاه الرئيس السيسي الأربعاء الماضي وشرح فيه بالتفصيل ما يتم إنجازه في مصر وتكاليف المشروعات والهدف منها، والاستفاضة في مسألتي البناء والبقاء.. وبدلا من أن يتناول «إعلاميو الغبرة» هذه المعلومات القيمة بالنقد البناء لصالح مصر، وجدناهم يتعامون عنها عمدا ويركزون على بعض العبارات، بعد اختصارها أو اجتزائها من سياقها أو توجيهها لغير معناها مثل «ما تسمعوش من حد غيري» أو «هفضل ابني في مصر طول حياتي أو مدتي»، فعرضوها بعد حذف كلمة «مدتي» للإيحاء بأنه سيظل في الحكم مدى الحياة.. بل ووصل الهطل والضحالة والتخلف آخر مدى معهم، حيث رصدوا عدد المرات التي ذكر فيها الرئيس كلمة «أنا» تصوروا. الثاني الزيارة المهمة جدا التي يقوم بها الرئيس السيسي الآن لكل من كازاخستان واليابان وكوريا الجنوبية بما تحمل من معان هائلة واتفاقيات ضخمة في الطاقة والكهرباء والطيران وتعهدات بضخ استثمارات تتجاوز 18 مليار دولار، ومد خط طيران بين القاهرة واستانا، ولقاءات رئيس الدولة مع رؤساء الشركات العملاقة للاستثمار في مصر وخطابه التاريخي في البرلمان الياباني، كأول رئيس عربي وثاني زعيم أفريقي وسادس رئيس في العالم يتحدث أمام هذا البرلمان، وبدلا من أن يتناول «إعلاميو العار» هذه الزيارة وما تحقق فيها ونتائجها المتوقعة بالتحليل – أقول بالتحليل وليس بالتطبيل – وجدناهم يذكرونها كخبر عادي. وفي الوقت نفسه شعللوا الأجواء كلها بواقعة الجزمة تحت قبة البرلمان، التي لا تستحق هي وأسبابها وتوابعها أكثر من خبر في دقيقتين، أليس هذا مقصودا ولغرض قذر؟ هؤلاء الإعلاميون وصموا الإعلام بعدم المهنية أو الاحترام، لذا قررت مقاطعة برامجهم حتى ينظف الإعلام منهم، لك الله يا مصر اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا».

إسرائيل حققت ما تريد من برلماننا

ونظل داخل مبنى مؤسسة دار التحرير التي تصدر «المساء» و«الجمهورية» التي قال فيها زميلنا عصام عمران: «رغم فداحة سقطة عكاشة إلا إنني أرى واقعة اعتداء النائب كمال أحمد عليه بالحذاء سقطة لا تقل فداحة عن سقطة عكاشة، فمهما كان الجرم لا ينبغي أن تكون «الجزمة» هي اللغة التي نتحاور بها تحت قبة البرلمان، ويجب ألا ننساق وراء عواطفنا وننسي المهام الموكلة إلينا والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ويجب ألا ننخدع بمزايدات البعض وتصفيقهم «لفعلة كمال»، التي أرى أن أكثر الناس سعادة بها هم بنو إسرائيل لأنها حققت لهم ما أرادوا، وهو بث الفرقة والفوضى داخل «بيت الشعب» المصري وجعلوه مادة خصبة للتسلية و«التريقة» من قبل الجميع لا فرق بين عدو وحبيب».

إعلام عكاشة لن يخدع الناس كل الوقت

ثم ننتقل إلى «اليوم السابع» عدد يوم الأربعاء وزميلنا سعيد الشحات وقوله: «لـ«موقعة الحذاء» التي شــهدها مجلس النواب يوم الأحد الماضي أكثر من وجه، وأكثر من تبرير وأكثر من نتيجة. الفرح الذي ســاد بين المصريين مــن حذاء النائب كمال أحمد ضد توفيق عكاشــة لم يكن ســببه الوحيد هو مقابلة «عكاشــة» للســفير الإسرائيلي، وكما أشــرت في مقالي أمس، هناك من فعلها قبل «عكاشــة» فكان نصيبه «العزل الشعبي» علي سالم كان يجهر بالتطبيع، لكنه كان يمشــى بين الناس من دون «بودي غارد» يحرســه وكان يمارس عادتــه بالذهاب إلــى الكافيهات التي اعتــاد أن يذهب إليها، ولم يفكــر أحد في الاعتداء عليــه، على الرغــم من أنه اختــار الطريق إلى «قلب إســرائيل» وهو الطريــق الذي رفضه المصريون. ولما حاول البعض أن يجعل منه ً رمزا ً بطوليا في مجاله واستدعوا الســيدة جيهان الســادات لتشــجيع ذلك، لم يلتف أحــد إلى ذلك، ومرت القصة كلهــا مرور الكرام ويستدعي ذلك سؤالي: لمــاذا إذن حالة الفرح والارتياح التي ســادت نتيجة حذاء النائــب كمال أحمد؟ لماذا كل هذا الانفجار بالترحيب الذي ســاد في الـ«سوشــيال ميديا»؟ لماذا ســادت عبارة: «كمال أحمد يمثلني»؟ لماذا تغزل البعض في «الحذاء»؟ لماذا؟ ولماذا؟ في اعتقادي أن ســبب الفرح والارتياح هــو أن «الحذاء» كان ً موجها ضد نهج عام يمثله توفيق عكاشــة، نهــج خداع وتزييف وتســطيح ونفاق وخــدش للحيــاء، وتمرير كل ذلك باســتهبال واستعباط واستظراف. فرح الناس بـ«موقعة الحذاء» لأنهم رأوا فيها تعبيــرا عن غضبهم من هذا النمط في الإعلام الذي يمثله «عكاشــة» هو إعلام قد يخدع الناس بعض الوقت لكنه لا يستطيع أن يخدعهــم طــوال الوقت».

عكاشة يقدم وصلات ردح ضد الدول العربية

وفي العدد ذاته من «اليوم السابع» واصل زميله عبد المنعم عبد الفتاح غاراته ضد عكاشة بالقول: «ليست مصادفة أنه في الوقت الذي تلقي فيه مباحث الآداب القبض على أكبر شبكة للدعارة المتهمة بتشكيلها فنانة نصف مشهورة، فإن نائب التطبيع توفيق عكاشة حول قناته «الفراعين» إلى وكر للشتائم والتجاوزات التي لا تقل في عقوبتها، لو تم تقديم هذا العكاشة إلى النائب العام بالفعل، لقد حول توفيق عكاشة قناته إلى مشتمة وهجوم قذر مستخدمًا أفظع الشتائم التي ستكون سببًا في إغلاق قناته إلى الأبد، ونهاية حقيقية لأبشع رجل عمل في مجال الإعلام وهو توفيق عكاشة. تلويثه لمصر بالأكاذيب والشائعات الرخيصة واستمراره في سب كل مؤسسات الدولة ورجالها، بدءًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى أصغر مسؤول في الدولة، الألفاظ القذرة التي لا تقال إلا في بيوت الدعارة السياسية والإعلامية، وليس في قناة فضائية من المفترض أن تلتزم بقوانين وآداب مهنة الإعلام، التي للأسف لوثها أمثال توفيق عكاشة فكيف نقوم بمحاسبة شبكة لنشر الفسوق في المجتمع المتهمة بتشكيلها الفنانة غادة إبراهيم، ونترك عكاشة الذي ينشر كل الشتائم في المجتمع عبر قناته التي يجب أن تغلق فورا، لأنها أصبحت تهدد الأمن القومي، لأن عكاشة بدأ في تقديم وصلات ردح ضد الدول العربية وخاصة السعودية، التي تعد من أهم الدول التي تدعم مصر في كل النواحي الاقتصادية والسياسية. ويبدو أن هذا العكاشة شعر باستقرار العلاقات بين الرياض والقاهرة لهذا يسعى نائب التطبيع مع إسرائيل إلى تخريب هذه العلاقات بين السعودية ومصر، وهو ما يجعلنا نشعر بأن عكاشة ينفذ خطة إفساد العلاقات المصرية العربية بفتح النار على الدول التي لدينا معها علاقات جيدة وكل هذا لصالح العدو الإسرائيلي «.

عار التطبيع

ومن «اليوم السابع» إلى «الشروق» وقول زميلنا فهمي هويدي في مقاله اليومي: «أبصم بأصابعي العشرة على استهجان وازدراء كل من يمارس التطبيع مع الإسرائيليين. ولا أنسى أنني رفضت طوال سنوات أن أصافح زميلا في «الأهرام» لأنني علمت أنه واحد من هؤلاء. معتبرا أنه بما فعله تورط في نوع من «النجاسة» السياسية التي يصعب عليه أن يتطهر منها، وستظل بمثابة وصمة عار تلاحقه إلى يوم الدين. مع ذلك استغربت رشق النائب توفيق عكاشة بالحذاء دون غيره بذلك التصرف. إذ سبقه في الطابور آخرون من المسؤولين وغير المسؤولين، فضلا عن بعض المثقفين الذين تورطوا في التطبيع ومارسوه بجرأة فاضحة. وكان الكاتب المسرحي الراحل واحدا من أشهرهم حتى أنه حين توفاه الله قبل عدة أشهر تسابق كثيرون إلى رثائه وامتداحه كواحد من رسل السلام ودعاته. وكان وزير الثقافة أحدهم. ولم يشر أحد من قريب أو بعيد إلى عاره الذي ذهب به، وكأن التطبيع صار فضيلة وما عاد جريمة أو أنه صار جريمة تسقط بالتقادم».

تصرف كمال أحمد غوغائي

وأخيرا إلى «أخبار» الأربعاء وزميلنا وصديقنا رئيس مجلس إداراتها الأسبق محمد بركات وقوله: «رغم الاستنكار الشديد الذي أعلن فيه غالبية الناس، إن لم يكن كلهم للقاء النائب المضروب بـ«الجزمة» مع السفير الإسرائيلي، باعتباره خرقا غير مقبول للرفض الشعبي للتطبيع وإجماع الكل على أنه تصرف أحمق، إلا أن ما قام به النائب الآخر هو بالقطع تصرف مستهجن ومرفوض وغوغائي واعتداء جسيم على كرامة المجلس كله، لا يمكن قبوله على الإطلاق من أي نائب محترم تحت قبة أي برلمان محترم وإلا كان ذلك إهدارا لقيمة وقدر واحترام البرلمان ونوابه المحترمين».

قضية «فتاة المول»

ويبدو والله أعلم أن زميلنا خفيف الظل في «الأخبار» عبد القادر محمد علي لم تجتذبه هذه النوعية من المعارك لذلك اختار ميدانا آخر في يوم الأربعاء أيضا، ليخوض فيه في بروزاه اليــــومي «صباح النعناع» هو: «محكمة جنح قسم الجيزة حكمت على المذيعة الرخــــمة ريهام سعيد مقدمة برنامج «صبايا الخير» الموقوف، بثمانية عشر شهرا حبسا بتهمة الاعتداء على الحرية الشخصية لسمية طارق «فتاة المول»، وطبعا لا اعتراض على أحكام القضاء ولكنني أسأل: «هو ليه مفيش إعدام في محاكم الجنح؟».

حسنين كروم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فاطمة:

    انطلق من قيام الصحفي و صاحب قناة الفراعنة بالاتصال بسفير الكيان الصهيوني لزيارته في بيته اولا هل السيد عكاشة اخذ اذن من وزارة الخارجية المصرية و بعدها قام بتسليم محضر المقابلة و الذي تم بينهما ثم من هو عكاشة لكي يستقبل السفير و ما الذي يستطيع الصحفي تقديمه من خدمات الي هذا المجرم المرفوض من قبل الشعب المصري و من نخبه و ان السفير سيقوم بارسال تقرير بان عكاشة فك الحصار علي السفير و سيتلقي عكاشة دعوة لزيارة اسرائيل لانه اصبح من اصدقائها
    تقوم العديد من الاطراف بالتجسس لصالح اسرئايل في مصر منهم من تسلم مناصب عليا في الدولة و اشار الاعلام الي نشر تقرير يحمل اسماء الجواسيس و العملاء و كانت البشري لم يتدم طويلا لان بعضعم اصبح يرافق الرئيس السيسي في زيارته بالخارج و بالداخل و هذا حال العديد من الدول العربية في بعث ترقيات و بعث محباة الي عملاء التطبيع صحيح ان معركة عكاشة فاشلة من الاول و لكن تداول الضرب داخل البرلمان لم تشخص اخلاق المصريين و لكن في برلمان اليابان كذلك ضرب رئيس البرمان “”عفوا بالجزمة””” و في صربيا كذلك و انما المعركة تمت داخل البرلمان اثارها الوجود الاسرائيلي في مصر و تم اثرته من طرف نخبة كان فتحي سرور يمنع النواب المصريين التطرق الي التطبيع و الي العلاقة مع اسرائيل لارتباطها الوثيق بالرئيس مبارك و بمصالح اسرته و اسرة الهانم و شقيقها الجنرال ثابت فرغم ان الحادث مؤلم و لكن لاول مرة بعد سقوط الطاغوط تعرب النخبة عن رفضها للوجود الاسرائيلي علي ارض مصر
    النخبة المصرية تعاني من هذا الوجود علي ارضها منذ اليوم الذي زج بها الرئيس السادات في المعتقلاات و السجون الجميل هي العملية رغم التحفظ علي ضرب هكاشة بان النخبة لم تغير موقفها من هذه الاتفاقية التي لم تستفد منها مصر الا ببعث جناح داخل مصر يدافع عن مصلحة اسرائيل التي اشترته بالمال من اجل الموافقة علي هذه الاتفاقية التي تخدم مصلحة اسرائيل دون المصلحة الوطنية المصرية

إشترك في قائمتنا البريدية