الناصرة ـ ‘القدس العربي’ كشفت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية في عددها الصادر أمس الخميس، نقلاً عن دبلوماسيين أوروبيين اشتركا يوم الخميس الماصي في اجتماع مغلق مع الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور، رئيس مجلسا لأمن القومي في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يبنيامين نتنياهو، أن عميدرور أكد خلال هذا الاجتماع على أن اسرائيل ستبذل كل ما في وسعها للحؤول دون تحول صواريخ S-300 الروسية المتطورة المضادة للطائرات، التي سيتم تزويد سورية بها، إلى صواريخ عملانية داخل الأراضي السورية، على حد تعبير الدبلوماسيين الأوروبيين الذين تحدثوا للصحيفة.
علاوة على ذلك، نقل المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، عن الدبلوماسيين الاثنين المذكورين قولهما إنه على ما يبدو فهذه هي الخطوط الحمراء التي تصر إسرائيل عليها فيما يتعلق بهذه الصواريخ، وأن الجنرال في الاحتياط عميدرور كشف النقاب عما تنوي حكومة بنيامين نتنياهو أن تفعله في حال وصول هذه الصواريخ إلى أيد سورية.
يُشار في هذا السياق إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي، الجنرال في الاحتياط موشيه (بوغي) يعلون، كان قد صرح يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي بأن الحكومة الإسرائيلية تأمل بأنْ لا تقوم روسيا بتزويد سورية بهذه الصواريخ، لكن في حال تزويدها بها فإن إسرائيل ستعرف ما الذي يجب عليها أن تفعل، وكيف ستُواجه هذه الصواريخ التي اعتبرها تهديدا مباشرا على الأمن القومي لاسرائيل، في حين قال القائد العام لهيئة الأركان في جيش الاحتلال، الجنرال بيني غانتس، الأربعاء، إن اسرائيل ليست معنية بالمرة بتسخين الحدود الشمالية مع سورية ومع منظمة حزب الله اللبنانية، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيعرف كيف سيرد في حال تعرضت هضبة الجولان العربية السورية لإطلاق نار من قبل الجيش العربي السوري، على حد تعبيره.
ولفتت الصحيفة العبرية في التفاصيل إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحرص كثيرًا في الفترة الأخيرة على عدم الإدلاء بأي تصريحات علنية تتعلق بسورية، لكنه في الاجتماعات المغلقة، قالت المصادر السياسية في تل أبيب، التي يعقدها مع دبلوماسيين أجانب يؤكد خطورة تزود سورية بصواريخ S-300، ويشدد على أن إسرائيل لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين في حال وجود صواريخ كهذه داخل الأراضي السورية. ومع أن نتنياهو لم يصرح علناً حتى الآن بأنه فشل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم تزويد سورية بهذه الصواريخ، إلا إن ما يقوله يشكل دليلاً على فشله الذريع في هذا الشأن.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، قالت الصحيفة العبرية إن الدبلوماسيين الأوروبيين لفتا أيضا إلى أن التقديرات السائدة في اسرائيل تشير إلى أن روسيا ستقوم بتزويد سورية بهذه الصواريخ عاجلا أم آجلا، وذلك لأسباب لا تتعلق بالعلاقات الروسية- الإسرائيلية ، وإنما بسبب العلاقات المتوترة بين روسيا الاتحادية مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على خلفية الأزمة السورية، خصوصا بعد التلويح الأوروبي بإلغاء حظر تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، الأمر الذي دفع روسيا إلى التلويح بإلغاء المؤتمر المزمع عقده في موسكو على ضوء هذه التطورات.
وكتبت الصحيفة أيضا، نقلاً عن الدبلوماسيين عينهما قولهما إنه ما فهماه من تصريحات الجنرال عميدرور هو أن الدولة العبرية باتت تدرك أنه لا يمكن الحؤول دون تزويد سورية بهذه الصواريخ، وبالتالي فإن الاتجاه الذي تسير نحوه إسرائيل هو أن تعمل ضد هذه الصواريخ بعد شحنها إلى هدفها لمنع تحولها إلى صواريخ عملانية، على حد تعبيرهما.
جدير بالذكر أن منظومة صواريخ إس300 هي من أكثر الصواريخ المضادة للطائرات تطوراً في العالم، ويبلغ مداها 200 كيلومتر، كما أنها مزودة بمنظومة رادارات متطورة للغاية. وتحتاج هذه الصواريخ إلى فترة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر كي تتحول إلى صواريخ عملانية، بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة العبرية إن الدبلوماسيين الأوروبيين أكدا على أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي شدد في الاجتماع المغلق نفسه على أن إسرائيل غير معنية بأن تتدخل في شؤون سورية، وأن الهدف الأكبر الذي يهمها من الناحية الإستراتيجية هو إضعاف كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنظمة حزب الله، وعليه فإن السياسة الإسرائيلية إزاء الأزمة السورية يتم تحديدها بناءً على ما يصب في مصلحة هذا الهدف، على حد تعبير الجنرال عميدرور. على صلة بما سلف، أكد وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون على أن الشرق الأوسط يمر في هزة أرضية إقليمية لا يحمد عقباها نتيجة التوترات التي يشهدها في هذه الأيام، مدعياً أنه لن يستقر في المرحلة المقبلة أو حتى على المدى القريب.
وأضاف يعالون في كلمة مقتضبة له أثناء زيارته لمدينة الخضيرة يوم أمس إن الشرق الأوسط يشهد توتراً غير مسبوق على كافة الأصعدة والجبهات المختلفة التي من شأنها أن تستمر لعدة سنوات قادمة، على حد تعبيره.
وكشف يعالون لأول مرة أنه قام بالمصادقة بشكل رسمي على طلب من الحكومة المصرية بإدخال قوات إضافية لسيناء حتى تاريخ 5 حزيران (يونيو)، وذلك بهدف القضاء على الجماعات المسلحة المتواجدة بداخلها خاصة بعد اختطاف الجنود المصريين الذين أفرج عنهم الأسبوع الماضي.