ثلاث رسائل اراد الرئيس السوري بشار الاسد ان يوجهها الى الداخل السوري اولا، والى الجوار العربي ثانيا، من خلال المقابلة التي خصّ بها تلفزيون ‘المنار’ التابع لحزب الله اللبناني:
*الرسالة الاولى: ابلاغ اسرائيل بأن بلاده تسلمت الدفعة الاولى من صواريخ اس ـ 300 المتطورة المضادة للصواريخ والطائرات، وتذكير العرب بأنها ما زالت العدو.
*الرسالة الثانية: التأكيد على انه ذاهب الى مؤتمر جنيف الثاني اذا ما تقرر عقده من اجل الحضور فقط، وليس من اجل تطبيق اي قرارات تصدر عنه فورا، لانه سيعرض هذه القرارات على استفتاء شعبي، من المتوقع ان تكون نتائجه معروفة سلفا مثل كل الاستفتاءات السابقة.
*الرسالة الثالثة: الظهور بمظهر الرئيس الواثق الذي يقود دولة، ويحتكم الى الدستور، ويرفض تقسيم سورية، واللجوء الى الساحل السوري من اجل اقامة دولة علوية، وانه يقاتل حسب قوله من اجل الحفاظ على وحدة سورية.
في الانتقال الى التفاصيل يمكن القول ان ثقة الرئيس السوري الواضحة من خلال السخرية من الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والعزم الأكيد على الترشح لانتخابات الرئاسة بعد عام، اي 2014، تعود الى عدة امور ابرزها تقدم قواته في جبهة القصير بشكل ملحوظ، والحصول على الصواريخ الروسية المتقدمة التي من الممكن ان تلغي التفوق الاسرائيلي الجوي، بل وتفرض حظرا جويا على اسرائيل نفسها، لان مداها يمكن ان يصل الى اكثر من مئة كيلومتر، والاطمئنان في الوقت نفسه الى الدعم الروسي السياسي والعسكري، غير المحدود لنظامه، في مقابل التردد الامريكي الغربي في التدخل العسكري المباشر.
‘ ‘ ‘
في المقابل لم يقدم الرئيس السوري اجابات مقنعة على الكثيرمن الاسئلة المحرجة التي طرحتها مذيعة المنار، وعلى غير العادة، مثل عدم فتح جبهة الجولان طوال الاربعين عاما الماضية، وعدم الرد على الغارات الاسرائيلية المتكررة على اهداف سورية، واستعانة الجيش السوري الذي يزيد تعداده عن 400 الف بعناصر من حزب الله اللبناني لخوض معركة القصير.
الرئيس الاسد قال ان الرد على اسرائيل سيكون استراتيجيا، وان قرار المقاومة هو قرار شعبي، ولكنه اكد في الوقت نفسه انه سيرد على الضربة الاسرائيلية بضربة مماثلة، دون ان يعطي اي تفاصيل اخرى.
هذه المقابلة في مجملها هي اعلان وفاة مؤتمر جنيف الثاني قبل انطلاقته، فالرئيس السوري نسف كل اقوال وزير خارجيته وليد المعلم التي ادلى بها الى محطة ‘الميادين’ اللبنانية، وقال فيها ان سورية ستذهب الى مؤتمر جنيف دون شروط، فقد فرض اكثر من خمسة شروط من الصعب، بل من المستحيل تلبيتها، او القبول بها مجتمعة، او منفردة، سواء من قبل المعارضة او الدول الداعمة لها، مثل التنازل عن صلاحياته كرئيس دولة لأي حكومة انتقالية، مثل الامن والدفاع وقيادة القوات المسلحة، وسخريته من المعارضة التي قال انها ستعود الى فنادق الخمس نجوم، على عكس ممثلي النظام الذين سيعودون الى وطنهم، او قوله انه يتفاوض مع الاصل وليس الصورة، اي مع الدول الداعمة للمعارضة، واخيرا عزمه على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة اذا شعر ان الشعب يريد ذلك، ومن المؤكد انه، اي الشعب الذي يقصده، وحسب التجارب السابقة، سينزل بمظاهرات تطالبه بالترشح والاستمرار في الحكم بالتالي.
‘ ‘ ‘
الرئيس السوري وبعد عامين من الانتفاضة ما زال يتمسك بالمواقف نفسها ولم يتغير مطلقا، وكأن سورية هي واحة من الاستقرار والأمان ولا تشهد حربا اهلية شرسة اودت حتى الآن بحياة اكثر من مئة الف انسان من الجانبين.
كنا منذ بداية الأزمة نعتقد بان الحرب في سورية ستطول، وان النموذج الجزائري هو الصيغة الاقرب في توصيفها، وان ايام الرئيس الاسد ليست معدودة، وبعد هذه المقابلة والتصريحات التي وردت فيها لا نبالغ اذا قلنا ان عمليات القتل ستتواصل، وان الحرب ستمتد الى دول الجوار الاربع، الاردن والعراق وتركيا واسرائيل، وجميعها تشكل محور ارتكاز حلفاء امريكا في منطقة الشرق الاوسط.
اعلان الرئيس الاسد المبطّن حول الصواريخ الروسية المتطورة الى سورية سيرعب اسرائيل التي اعتبرت هذا الوصول هو بمثابة ‘اعلان حرب’، واكدت انها على لسان وزير دفاعها موشيه يعالون انها ستضربها، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة عما اذا كانت قادرة فعلا، على الرد وتحمل تبعاته بالتالي، والتي اقلّها تحمل سقوط 200 الف صاروخ، والدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا الدولة العظمى التي كشرت عن انيابها، ورفضت البلطجة الاسرائيلية الوقحة بعدم تزويد سورية بالعتاد المتطور الذي يشلّ فاعلية تفوقها الجوي في المنطقة؟
الاجابة على هذه التساؤلات هي التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة سياسيا وعسكريا، مثلما ستحدد طبيعة ردّ القوى العظمى الغربية وحلفائها العرب على هذا التحدي الروسي غير المسبوق.
من الواضح ان الاسد يتأهب عسكريا، ويقود هجوما اعلاميا مضادا، لعله يستعيد الفضاء، او جزءا منه، مثلما بدأ يستعيد بعض الارض التي فقدها خاصة في مدينة القصير الاستراتيجية.
الحرب الحقيقية لم تبدأ على سورية وفي سورية بعد، وربما نرى ارهاصاتها في الايام او الاسابيع المقبلة.
Twitter:@abdelbariatwan
رغم كل التحليلات٠ الحقيقه المره هو ان الامم تتداعى علينا كما تتداعى الاكلة الى قصعتها ليس من قلة عددنا بل اننا احببنا الدنيا الزائله وكرهنا الاخره كما اخبر الصادق الامين صلى الله عليه و سلم
المعارك الحربية كر وفر ومعركه القصير ليست النهاية ، الجميع بانتظار مؤتمر جنيف ٢ الذي سيحضره رجال النظام السوري والجيش الحر والمعارضة ، على الحضور الوصول الى اتفاق وترتيب للمرحلة القادمة وكفا إراقة دماء وهدم المدن والقرى والاقتصاد ، ان المجتمع السوري يحوي مختلف الطوائف والأقليات والحكم العادل هو الذي يقبله الجميع ، ان الديمقراطية هي المنفذ الوحيد لحل مشاكل الشعب السوري وعلى الجميع قبول نتيجة الديمقراطية والقبول بتداول السلطة اليوم بالحكم وغدا بالمعارضة ، أخشى ان لم يتفق رجال النظام والمعارضة ان يتخذها الغرب وإسرائيل حجه لتدمير الجيش السوري وحزب الله لأنهم سيعتبرونها فرصة لهدم ما تبقى بسوريا حتى لا تقوم لسوريا قائمه في المستقبل القريب ، وإذا حدث ذلك بعد إمداد المعارضة والجيش الحر بأسلحة جديدة ستدمر ما بقي حول النظام والكل خسران والنتيجة تهديم ما بناه الآباء ، ومن المتوقع تسريح الجيش السوري وهذا سيكون من مطالب الغرب والمعارضة ، ان المحافظة على لحمه الشعب السوري يجب ان تكون الهدف وكفا استعلاء وعدم تقدير المخاطر التي تستهدف سوريا الممانعة والمقاومة وعلى النظام ترك السلطة لمن يختاره الشعب والمحافظة على وحدة الشعب ، ان الغرب يريد تفتيت سوريا الى دول أقليات وعلى النظام والمعارضة الاتفاق على إنهاء الخلافات ولن ينفع النظام حزب الله ولا ايران وروسيا ، ان الجيش والنظام بدون دعم الشعب سينهار أمام اول مواجهه مع العدو الإسرائيلي ، الهدف سيكون ضرب الجيش السوري ورجال المقاومة من حزب الله ، إسرائيل ستكون المستفيد الأول والأخير من استمرار هذا النزاع ، ان الحكم بالعدل وعلى أساس ديمقراطي نزيه سيجنب سوريا مزيدا من الخراب والتهجير وإراقة الدماء ، يمكن خلال عام عمل خريطة طريق لتنفيذ الإصلاحات وإعادة الاستقرار والأمن الى المجتمع السوري ، المطلوب حسن النيه من الجميع والاتفاق وعلى أساس لا غالب ولا مغلوب والهدف وقف الدمار وإعادة الأمل للشعب السوري العظيم بكل طوائفه وأصوله ، لن يكون هناك رابح اذا لم يتم وقف سفك الدماء والتدمير ، وليكن في ذاكرتنا ما حصل بالعراق عندما اتفق الغرب بقيادة أمريكا ودول الخليج ومصر وسوريا على حرب العراق وإنهاء حكم الرئيس صدام حسين وما تبع ذلك من حل للجيش العراقي وبداية حرب الطوائف التي لم تنتهي للان ، ان الاجتماع بمؤتمر جنيف ٢ ليس الا عذر لضرب الجيش السوري والنظام وحزب الله ، على القيادة السورية والرئيس بشار الأسد حفظ الدرس والعمل بحكمه فان التاريخ لن يرحم ، وهذه كلمه رجاء ممن بيدهم السلطة ان يتقوا الله بالشعب السوري وان يحافظوا على وحده الشعب ، الشعب لا ولن يرضى باستمرار حكم عائلة الأسد بسوريا الجمهوري والملكي أكثر من الحكم الملكي ، ان حكم التوريث والحكم الأبدي حتى الممات وما بعد الممات مرفوض والحكم الديمقراطي العادل سيحل كل المشاكل ، العدل أساس الحكم وعلى الدولة الأردنية عدم التدخل بأي معارك مستقبلية فنحن جيران وأقارب ، ويكفي الاردن مشاكل المهجرين من إخواننا السوريين ، ان الله نعم المولى وانه نعم النصير .
الاسد يبقى اسد رغم كل ما حصل تستمر الحياة في سوريا لان على راسها اسد ابن اسد واجه مؤامرة صهيوامريكو عربانية و لم يهزم انه حقا اخر سد في وجه المد الامبريالي انه بطل و مفخرة للعرب ومن الجزائر اقول الف تحية لك سيدي
سوريا ستبقى سوريا و لو. حقد الحاقدون لانه يقودها اسد في زمن تحكمه النعاج فلا تخافوا سنظل شوكة في حناجركم سنظل نرفع العلم السوري في الأعالي بألوانه الأحمر والأبيض والأسود و نجمتيه