واشنطن تدرس تقديم مساعدة إنسانية لدعم اليونان في ملف اللاجئين

حجم الخط
0

باريس ـ «القدس العربي»: أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في اثينا أمس الجمعة، ان «من الضروري القيام بمزيد من الخطوات في اليونان لاستقبال اللاجئين»، مشيرة إلى أن «الولايات المتحدة تناقش موضوع تقديم مساعدة انسانية عاجلة» للمساهمة في ذلك».
ودعت في زيارتها لمخيم ايدوميني على الحدود اليونانية ـ المقدونية، إلى «فتح مزيد من مراكز الاستقبال حتى يتمكن الناس من فهم الخيارات المعروضة عليهم من اجل توزيعهم في الاتحاد الاوروبي»، مؤكدة ان «المطلوب القيام بمزيد من الخطوات»، معلنة ان اليونان ارسلت إلى واشنطن «طلبات مباشرة للمساعدة»، وقالت «نأمل في ان نتمكن في الأيام المقبلة من الاعلان عن دعم انساني مباشر».
وأوضحت ان الهدف من زيارها إلى المخيم كان ان «نفهم التحديات فهما افضل هنا، وان نفهم بشكل افضل كيف تستطيع الولايات المتحدة مساعدة اليونان بشكل أفضل لمواجهة المشكلة والتعبير عن تضامننا».
من جهته، اكد المفوض الأوروبي للمساعدة الإنسانية كريستوس ستيليانيدس الدعم الأوروبي لليونان، مشدداً على ضرورة «تنسيق التحركات» بين المحافل الأوروبية والسلطات اليونانية حتى تكون المساعدة للاجئين والمهاجرين «فعالة»، وذلك بعد لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس.
وقال للصحافيين بعد أن اجتمع مع رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس في أثينا «علينا واجب أخلاقي كأوربيين بتقديم هذه المساعدة للاجئين. أود أن أكون واضحاً.
اليونان ليست وحدها في هذه الأوقات الصعبة»، وقال: «نحن مستعدون لدعم ومساعدة اليونان»، مضيفا أنه بخلاف المساعدات الإنسانية هناك أموال أوروبية أخرى متاحة.
وأطلق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي برنامج مساعدات جديدا قيمته المبدئية 700 مليون يورو.
وكررت المفوضية الأوروبية من جهتها في الوقت نفسه تأكيد دعمها لليونان.
واعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ان آخر اللاجئين السوريين الذين دخلوا مقدونيا قبل غلق طريق الهجرة عبر البلقان، يجري نقلهم إلى اماكن ايواء طارئة بعد ان امضوا ثلاثة ايام وسط اوحال بستان».
وعلق 437 لاجئاً نصفهم من الاطفال في بستان على الحدود الصربية المقدونية مع إغلاق طريق البلقان. وكانت هذه المجموعة وصلت في آخر قطار نقل مهاجرين عبر مقدونيا.
وقالت لبوينكا براسنارسكا، المتحدثة باسم المفوضية: «هؤلاء اللاجئين و90 بالمئة منهم من السوريين، لم يسمح لهم بدخول صربيا ثم لم تسمح لهم السلطات المقدونية بالعودة» إلى اراضيها. واضافت «وبالتالي علقوا لثلاثة ايام في العراء في بستان غارق في الأوحال وسط طقس ماطر وشديد البرودة»، موضحة ان «بعض الاطفال اصيبوا بالتهابات في الجهاز التنفسي».
وبحسب مصور وكالة «فرانس برس» فإن هؤلاء اللاجئين نصبوا نحو 120 خيمة في البستان واشعلوا النار لمقاومة البرد. وتم نشر رجاء شرطة لمنع المهاجرين من الفرار.
وتحت ضغط مفوضية اللاجئين بدأت السلطات المقدونية مساء الخميس نقلهم إلى اربع مخيمات اقيمت في بلدة نابانوفسكي القريبة، وفق المتحدثة.
وفي هذه القرية يوجد مركز استقبال يؤوي الف شخص نصفهم من الافغان، رفضت كذلك صربيا دخولهم.
واغلق طريق البلقان الأربعاء اثر قرار سلوفينيا عدم السماح بمرور اللاجئين الذين لا يملكون تأشيرة عبر اراضيها، في اجراء هدفه ثني المهاجرين من سلوك طريق البلقان. وتبنت كل من كرواتيا وصربيا ومقدونيا على الفور الاجراء ذاته تجاه المهاجرين.
إلى ذلك، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز، إن على تركيا أن تعرض بشكل ملموس، الكيفية التي سيتم بها إنفاق الدعم المادي الذي سيقدمه الاتحاد الأوروبي للاجئين بقيمة 3 مليارات يورو، في مجالات مثل التعليم والصحة. وأكد ريندرز على ضرورة إطلاق مشروعات من أجل توفير حياة أفضل للاجئين. وأضاف ريندرز أنه بحث مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، فولكان بوزقير، ضرورة إنشاء مدارس ومستشفيات للاجئين، واستمع منه إلى التطورات بهذا الصدد، وتلقى معلومات عن وجود بعض المشروعات في مجال التعليم. وأوضح ريندرز، أنه من المهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وصول اللاجئين بشكل آمن إلى أراضيه، وتولي الأشخاص المناسبين هذا الموضوع. وفيما يتعلق بإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة دخول الاتحاد الأوروبي، قال ريندرز، إن الأمر يعتمد على تمرير البرلمان التركي الإصلاحات المطلوبة، مضيفا «في حال أجريت الإصلاحات المطلوبة، سنكون مستعدين لاتخاذ خطوات إيجابية، إذ سيكون قرار الإعفاء من التأشيرة، في تلك الحالة مجرد قرار فني». وأفاد، أن القمة الأوروبية التي ستعقد في بروكسل في 18 آذار/مارس الحالي، ستعمل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي، بخصوص الموضوعات التي تمت مناقشتها في قمة تركيا ـ الاتحاد الأوروبي، التي عقدت في 7 آذار/مارس الحالي، والتي تتعلق باللاجئين وإعفاء المواطنين الأتراك من التأشيرة الأوروبية.
وفي سياق متصل، تحاكم الروائية الدنماركية والمدافعة السابقة عن الاطفال ليسبث زورينغ في الدنمارك بتهمة تهريب لاجئين، لانها ساعدت عائلة سورية على الذهاب إلى السويد لطلب اللجوء فيها. وعلى غرار عشرات من مواطنيها، قد يصدر في حق هذه الشخصية الادبية والجامعية، ومن كبار الناشطين للدفاع عن حقوق الانسان في بلادها، حكم بالسجن مع النفاذ لأنها قدمت مساعدة لمهاجرين. وعادة ما تتصف الاحكام التي تصدر بالرأفة. وقد حكم على آخر مدان بدفع غرامة قدرها 5000 الاف كورون (670 يورو) لانه نقل اربعة لاجئين من الافغان.
وقالت ليسبث زورينغ في محكمة نيكوبينغ (جنوب شرق) القريبة من مرفأ روديبهافن الذي كان يصل اليه معظم المهاجرين الاتين من المانيا قبل ان تفرض كوبنهاغن قيودا على حدودها، ان «ما قمت به كان شبيها بنقل اشخاص اوتو ستوب». ونقلت عنها وكالة ريتزاو للانباء «لم يخطر في بال احد ان يطلب منهم اوراقهم الثبوتية».
وتفيد احصاءات الشرطة ان 279 شخصا يحاكمون في الدنمارك لارتكابهم افعالاً من هذا النوع بين ايلول/ سبتمبر 2015 وشباط/ فبراير 2016، في مقابل 140 في 2014.
ويعكس هذا الارتفاع ازدياد وصول اللاجئين إلى البلدان الاسكندينافية الخريف الماضي. واستقبلت السويد 163 الف طالب لجوء العام الماضي، وبلغت الذروة 10 الاف شخص في الاسبوع في ايلول/ سبتمبر.

صهيب أيوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية