يحن كثيرون من عشاق الدوري الانكليزي الى فترة ما قبل عشر سنوات، عندما كان يطلق مصطلح «البيغ فور» او «الاربعة الكبار» على فرق شرسة محلياً وأوروبياً، يقودها مخضرمون بعقليات نارية، بدءاً من مانشستر يونايتد (فيرغسون) وتشلسي (مورينيو) وأرسنال (فينغر) وليفربول (بنيتيز)، فكانت المنافسة في أوج شراستها، امتدت الى دوري أبطال اوروبا.
هذه الأيام الشيقة ولت، لكن هناك مؤشرات الى ان الموسم المقبل سيكون أكثر شراسة من أي وقت مضى، بقدوم مجموعة من المدربيين المحنكين والناريين بشخصياتهم الصدامية والرافضة للهزائم، حيث أكد مانشستر سيتي أنه عين الاسباني جوسيب غوارديولا مدرباً بدءاً من الموسم المقبل ليحل مكان «الحنون» مانويل بيلغريني، في حين ان الجار مانشستر يونايتد لم يفكر في اقالة مدربه الهولندي لويس فان خال في الوقت الحالي، لان الاتفاق «الشفهي» مع البرتغالي جوزيه مورينيو ينص على استلام المهمة في مطلع الموسم، حيث أعلن «السبيشال وان» قبل أيام أنه سيبدأ وظيفته الجديدة في يوليو/ تموز المقبل، لتعاد مشاهد الصدامات والتحديات بين ريال مدريد وبرشلونة بين 2010 و2012، لكن هذه المرة مضاعفة كونها في مدينة واحدة، مانشستر.
وطبعاً لم يقف تشلسي مكتوف الأيدي، لأنه على وشك الاعلان عن تعيين مدرب منتخب ايطاليا أنتونيو كونتي، المعروف بتفاعله العاطفي الى درجة التوتر مع عروض فريقه، والذي لا يجد مضاضة في التعبير عن خيبة الخسارة بانكسار واضح، وهو من العقليات المشابهة جداً لغوارديولا ومورينيو الرافضة للهزيمة، وطبعاً ينضم اليهم مدرب ليفربول الحالي يورغن كلوب، الذي من الآن يعد بموسم مختلف الموسم المقبل، عندما يتخلص من الخائبين ويجلب اللاعبين الذين يختارهم.
ومع عودة بنيتيز، بعد اعلان نيوكاسل تعيينه بدلاً من مكلارين، فان البعض قد لا يراه منافساً مع الكبار، رغم انه اذا هيأت ادارة نيوكاسل كل ما يحتاجه بنيتيز فانه سيجعل من نيوكاسل قوة لا يستهان بها، خصوصاً انه ناد كبير يتمتع بقاعدة شعبية رهيبة في أقصى شمال البلاد، وعقلية بنيتيز أيضاً لا حاجة الى شرحها. بالاضافة الى مدربين ناريين يسعيان الى تفجير المفاجآت، أولهم بيليتش مع وستهام، والثاني باردو مع كريستال بالاس، ونحن حتى لم نذكر رانييري مع ليستر.
لكن الذي تعمدت عدم ذكره هو آرسين فينغر، لان جماهير أرسنال تعودت بعد 20 سنة من ادارته، حيث ستكون بداية واعدة قبل ان تنهش الاصابات الفريق فيحتل المركز الثاني في مجموعته في دوري الابطال، فيعودون في السنة الجديدة أقوياء وربما يتصدرون ثم ينهارون ويحتلون المركز الرابع.
خلدون الشيخ