غزة – «القدس العربي»: كشف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن وجود ترتيبات لعقد لقاء بينه وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعاد التأكيد على براءة حماس من التهم المصرية التي وجهت لها، وأكد تراجع الدعم الإيراني الذي كان يقدم للحركة.
وقال في مقابلة مع قناة «فرنسا 24»، وأعاد موقع حماس نشرها أن هناك لقاءات تمهيدية قد تتوج بلقاء مع الرئيس عباس، بهدف إيجاد طرق عملية لتطبيق المصالحة بملفاتها كافة.
وخلال حديثه عن ملف المصالحة قال مشعل إن التنسيق الأمني مع الاحتلال «مخالف للمصلحة الوطنية الفلسطينية، وهو خدمة مجانية للاحتلال»، مشيراً إلى أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية أقر وقف «التنسيق الأمني»، وأن السلطة ملزمة بوقفه.
وعبر عن أمله في أن يتم التغلب على «معيقات المصالحة» من خلال اللقاءات التي جرت مؤخراً، خاصة أن مجمل الظروف الراهنة توجب علينا التمسك بالمصالحة.
وعقدت حركتا فتح وحماس لقاءات مصالحة في العاصمة القطرية الدوحة، حيث جرى الاتفاق على «تصور عملي للمصالحة»، وهناك مشاورات لعقد الاجتماع الثاني.
وقال مشعل: «مستعدون لكل الخطوات اللازمة لإنجاز المصالحة، مضيفا: هناك لقاء سيُعقد قريباً لمتابعة اللقاءات السابقة. ولفت إلى وجود لقاءات تمهيدية لترتيب لقاء بينه ورئيس السلطة محمود عباس، لتتلوها لقاءات على مستوى قادة الفصائل جميعاً، لتترجم هذه اللقاءات إلى خريطة طريق عملية لتطبيق المصالحة بملفاتها كافة.
إلى ذلك أكد أن حماس «لا تسعى إلى حرب، وهي حريصة على تجنبها»، لافتا إلى أن إسرائيل هي التي تهدد الاحتلال بالحرب بين الحين والآخر. وأضاف «لكن شعبنا ما زال يسعى إلى التخلص من الاحتلال والاستيطان»، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني «شعر بأن العالم لا يسأل عن قضيته، ووصلت جميع الطرق إلى نقطة انسداد، حتى جاءت شرارة الاشتعال التي أطلقت الانتفاضة عندما تجرأ الاحتلال على تقسيم الأقصى».
وأكد أن حماس والقوى الفلسطينية والشعب «يدافعون عن أنفسهم»، وتابع يقول وهو يتحدث عن الانتفاضة «هذه مقاومة دفاعية ونحن ندافع عن أرضنا ومقدساتنا، ونحن ضحية العدوان الإسرائيلي». وأشار إلى أن العالم فشل في الضغط على الاحتلال وعجز عن حماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من حق تقرير المصير، لافتاً إلى أنه «لا يوجد خيار إلا أن يقاوم الفلسطينيون هذا الاحتلال بأنفسهم لإجباره على وقف الاحتلال والاستيطان».
وأضاف «أمام المجتمع الدولي خياران، إما أن يمكن الشعب الفلسطيني على التخلص من الاحتلال والاستيطان والضغط على إسرائيل، أو أن يدعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال».
وعن علاقة حماس بكل من مصر وإيران، نفى مشعل في بداية الأمر الاتهامات المصرية بحق حماس، وقال «لو كان الاتهام المصري حقيقياً لما التقت القيادة المصرية بوفد من قيادة حماس»، واصفاً الاتهامات المصرية بأنها «أمر محير». وأضاف «حماس بريئة تماماً من أي اتهام من هذا النوع، وأردنا من خلال اللقاء المباشر مع المصريين أن ننفي كل الاتهامات وأن نتكلم بصراحة حتى لا تكون الاتهامات عبر الإعلام».
إلى ذلك أكد أن إيران كانت الداعم الأساسي لحركة حماس، لكن هذا الدعم اختلف، مضيفا «نسعى إلى تنويع مصادر الدعم الرسمية والشعبية من جهات متعددة». لكنه نفى أن تكون هناك قطيعة معها، منوهاً إلى استمرار التواصل من خلال وفود عدة من حماس ذهبت إلى إيران.
وشدد رئيس المكتب السياسي على إيمان حركة حماس بـ «الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل»، وقال إن حماس «تحصر معركتها مع الاحتلال».
وخلال المقابلة رفض مشعل التعليق على القرار العربي باعتبار حزب الله «منظمة إرهابية» واكتفى بالقول «لا تعليق».
أشرف الهور
يعني حزمة أهداف قد يستغرق تحقيق بعضها في الحالات المستعجلة عقد من الزمان