دخل الجنيه المصري في نفق مظلم، وانزلق نحو تدهور مستمر، فيما تتسع الهوة سريعاً بين سعر الصرف الرسمي، والسعر في السوق السوداء، في تعبير واضح عن أزمة اقتصادية خانقة لا يعلم الكثيرون معناها، ولا يعلم معظم الناس «الغلابة» في مصر إلى أين ستؤدي بهم، في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة ككرة الثلج مهددة بكارثة اجتماعية ومعيشية في حال استمرت الأوضاع على حالها.
اضطر البنك المركزي المصري لخفض سعر الجنيه أمام الدولار الأمريكي، بواقع 1.12 جنيه، ليصبح الدولار بـ8.85 جنيه كسعر رسمي، وهو الأدنى في تاريخ البلاد منذ ما قبل عهد الملك فاروق، بل هو الأدنى على الإطلاق منذ عهد الفراعنة، ومنذ ما قبل اكتشاف الولايات المتحدة الأمريكية ودولارها الأخضر!
في السوق السوداء تجاوز سعر الدولار مستوى العشرة جنيهات، حيث يواصل الجنيه التدهور، وهذا السعر هو السعر الحقيقي للدولار أمام الجنيه، بسبب أنه «سعر السوق»، أي القيمة السوقية العادلة والطبيعية للجنيه، أما السعر الرسمي الذي يحدده البنك المركزي فلا معنى له بسبب أن البنك المركزي غير قادر أصلاً على تزويد المصريين بدولارات أمريكية مقابل جنيهاتهم، لا بهذا السعر ولا بغيره. ثمة العديد من الأسباب لانهيار الجنيه، ولأزمة الاقتصاد المصري، وقد استعرضناها طوال الأسابيع والشهور الماضية عبر أكثر من عشرة مقالات، والمستويات الراهنة لسعر صرف الجنيه كانت متوقعة منذ العام الماضي، بل كانت نتيجة حتمية للبيانات المتوافرة عن الاقتصاد في مصر، لكن السؤال المهم اليوم، هو ماذا يعني انهيار الجنيه؟ وما تداعيات هذا الانهيار على الغلابة المنهكين والمتعبين من ذوي الدخل المحدود والحيل المهدود في مصر؟
يمكن تفسير هبوط الجنيه المصري، أو انهياره، وتأثيرات ذلك على المصريين عموماً، بجملة الحقائق التالية:
أولاً: في الثالث من يوليو 2013 كان الدولار الأمريكي يساوي 6.3 جنيه مصري، بينما هو يترنح حول الـ10.2 جنيه، وهو ما يعني أنه فقد نحو 40٪ من قيمته خلال عامين فقط، أي أن 40٪ من مدخرات وأموال الناس وتحويشات أعمارهم تبخرت خلال عامين فقط، فضلاً عن أن التوقعات بمزيد من الهبوط يعني أن التبخر مستمر. وهذا ينسحب أيضاً على الرواتب والدخول المالية والإيرادات، فمن كان يتقاضى راتباً مقداره ألف جنيه في عام 2013 يحتاج لرفعه إلى 1400 جنيه حتى يحافظ على دخله المالي كما هو.
ثانياً: هبوط سعر صرف العملة المحلية في أي بلد، يؤدي إلى ارتفاعات حادة في أسعار السلع والمواد الأساسية، نتيجة أن عمليات التبادل التجاري الخارجي تتم بالعملة الصعبة وليس بالعملة المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع كل السلع في نهاية المطاف، بما في ذلك السلع المصنعة محلياً، بسبب أن المنتج المحلي يحتاج لسلع مستوردة، ويضطر عاجلاً أم آجلاً لرفع أجور العاملين لديه، ما يعني في النهاية أن مصر بانتظار موجة جديدة من الارتفاع الحاد في الأسعار.
ثالثاً: ارتفاع أسعار السلع الأساسية يؤدي بالضرورة إلى اتساع رقعة الفقر، وزيادة نسبة الفقراء، وتقلص الطبقة المتوسطة التي تنتقل أعداد كبيرة من أبنائها إلى طبقة الفقراء المعوزين، وفي الوقت ذاته يزداد الأثرياء ثراء، لأنهم الوحيدون الذين يتنعمون بإيداع أموالهم في البنوك الخارجية، ولا يتأثرون بكوارث الداخل ولا مصائبه، وإنما فقط يستفيدون من السوق الضخمة التي يشكلها هؤلاء المستهلكون الفقراء. وفي بلد مثل مصر يرقد أكثر من 26.3٪ من سكانه تحت خط الفقر (إحصائية رسمية) ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين منهم في المقابر، فإن ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية سيؤدي إلى ارتفاع هذه النسبة، وقد يصبح بسهولة نصف المصريين تحت خط الفقر!
رابعاً: انهيار العملة المحلية وأزمة الدولار يعرقلان تدفق الاستثمار الأجنبي، ففي بلد لا تستطيع فيه أن تسحب من حساباتك المصرفية أموالك بالعملة الأجنبية، ولا تستطيع تحويلها للخارج، كيف يمكن أن يقتنع مستثمر أجنبي بالعمل فيه؟ وأزمة شركات الطيران خير دليل على أن أزمة الدولار تخلق بيئة غير صديقة للمستثمرين الأجانب.
خامساً: أزمة الدولار في مصر أدت إلى قيود على الصرف والتحويل والسحب بالعملات الأجنبية، وهو ما أدى إلى عرقلة العديد من الأنشطة التجارية المرتبطة بالخارج، وهي مشكلة مرشحة للتفاقم خلال الفترة المقبلة ما لم يتم تدارك الوضع في البلاد.
خلاصة القول، إن انهيار الجنيه المصري يعبر عن أزمة عميقة وخطيرة، وهي أزمة تمس الفقراء و»الغلابة» في مصر، ويمكن أن تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية جديدة، وانتكاسة للطبقة المتوسطة، أما «إبر المسكنات» التي كان الاقتصاد المصري يتعاطاها عبر منح وودائع خليجية فلا يمكن أن تكون حلاً للأزمة، حــــيث أن الحل الوحيد لأزمة اقتصاد مصر هــــو برنامج إصلاح شامل يقوم على استئصال الفساد وإعادة الحـــياة المدنية للبلاد، بما يتيح للاقتصاد أن يعمل بقواعده وأصوله الطبيعية، كاقتصاد حر.
٭ كاتب فلسطيني
محمد عايش
الإقتصاد المصرى , قبل ثورة 25 يناير 2011 الإصلاحية ضد الفساد , كان يحقق معدلات نمو تزيد علي 7% سنويا , كان المتوقع أن تدر السياحة وحدها حوال 15 مليار دولار سنويا , بالإضافة الي التصدير وقناة السويس وتحويلات المصريين العاملين بالخارج .. الخ . سوء الإدارة في أجهزة الدولة والفساد المستشرى فيها , الي جانب الزيادة الهائلة في تعداد السكان الذى تضاعف تقريبا في عهد مبارك وتأكل الأخضر واليابس , ويقترب العدد بسرعة الصاروخ من المئة مليون نسمة , بالإضافة الي دعم السلع الأساسية والطاقة و ..الخ . إرهاب داعش وأخواتها , من بين الأسباب الرئيسية للمشاكل التي تواجهها مصر الآن , ويكفي أن نتذكر أن تدمير السياحة وحدة وجة ضربة قوية للجنية والإقتصاد المصرى , أجبر الدولة الي زيادة الإستدانة من البنوك من مدخرات المواطنيين , لتسديد فوائد القروض المتراكمة وسد العجز في الميزانية . علي البرلمان الجديد تحمل مسؤلياتة بكل جدية , ومحاسبة السلطة التنفيذية , وإصلاح أجهزة الدولة وتشديد الرقابة علي المال العام وإتخاذ إجراءات جادة للحد من الزيادة السكانية , لإنقاذ الإقتصاد والجنية من الإنهيار قبل فوات الآوان .
الشفافية تقاضى معرفة ان تخفيض قيمة العملة هو سلاح زوو حدين …من ناحية يساعد على زيادة صادرات البلد ذو العملة المنخغضة وزيادة تنافسها ويمكنها من اكتساح اسواق العالم لانخفاض اسعار سلعها وهى سياسة تعمل بها دولة مثل الصين لزيادة مبيعاتها بدول العالم وبالتالى يزيد من رفاهية الشعب …ومن ناحية اخرى فان تفيض قيمة العملة يرفع اسعار المنتجات المستوردة الواردة للدولة وبالتالى يقلل من رفاهية شعبها ….هذا كلام عام ينطبق على كل دول العالم ….ام بالنسبة لدولة كمصر …حيث يستورد اغلب ما يحتاجه الشعب من ماكل وملبس ومنتجات صناعية واجهزة ومعدات وسيارات وكافة شىء وبنسب تفوق التصدير بمراحل كبيرة جدا … فان تخفيض قيمة العملة يكن له اثر سلبى على رفاهية المواطن الذى ينعكس بسرعة على ارتفاع جنونى لكل السلع والخدمات دون ان يقابله اى تعويض بزيادة دخله ….السؤال لماذا تقوم الحكومة بتخفيض قيمة العملة بالرغم من التاثير السىء على المواطن ؟ …يكون فى الغالب مطلب من مطالب البنك الدولى وصندوق النقد..لتلبية رغبة الحكومة بالاقتراض
ما قاله عبد الوهاب هو الصحيح.
لا توجد مشكله في مصر. كل مشكله ولها حل.
ولكن هل هناك جهود حقيقيه لحلها؟؟؟
حل هذه المشالكل يبدأ في محاربة الفساد بكش اشكاله.
اولا عد يا سيسي الى صناديق الاقتراع واعط المصري كرامته ليختار بنزاهه بدو لف ودوران.
اطلب من المزمرين لك في الاعلام التافه التوقف عن برامج المجننه والهبل ووجههم ليقدموا برامج لحل المشاكل ومشاركة الشعب في حلها.
اطلب من الشرطه والجيش ان يحترموا المواطنين.
كل هذا كان سيتحقق ياسيسي ويا جماعته لوحده بس لو احترمتم المواطنين وارادتهم.
( الذهب طوق النجاة للجنيه المصري ) : مصر في حاجة ماسة وسريعة لأصلاح عملتها .. ومن وجهه نظري المتواضعة يمكن اصلاح العملة المصرية من خلال استخدام الذهب بديلاً عن الدولار الامريكي ( للتعاملات الخارجية فقط ) ..ببساطة وجهه نظري في ذلك : ان يدعو البنك المركزي المصريين الذين يحوزون الدولار إلي تحويله لهم إلي ذهب ( بحسب السعر الحالي لحظة قطع السعر من البورصة العالمية للمعادن الثمينة ) وبذلك يتحول الدولار الذي يتلقاه البنك من اصحاب الدولار إلي ذهب ( بحسب الوزن من الذهب الخالص ) وبناء علي توافر كمية مناسبة من وزن الذهب الخالص يتم اصدار العملة المصرية (خاصة فقط للتعامل الخارجي ) حيث تتحول إلي نظام الذهب سواء بشكل مباشر ( مسكوكات ) وليكن الوزن الأساسي لهذه العملة الذهبية المقترحة هو وحدة الوزن المستخدمة والمعروفة عالميا ( أونصة الذهب التي تزن 31.1 جرام ذهب خالص ) ُم تصدر عملة مساعدة عبارة عن ورق بنكنوت بغطاء كامل من الذهب .ليكن هذا الورق النقدي بفئات مناسبة للتعامل ( يبدأ بجرام من الذهب الخالص ثم وحدات نقدية أقل مثل 500مللي جرام ذهب خالص و 250 مللي و 100مللي جرام و50 مللي جرام ثم أقل فئة 10مللي جرام ..وبناء عليه إذا كان شخص لديه هذه الاوراق النقدية ( ذات غطاء كامل من الذهب ) ويريد تحويلها إلي ذهب فهذا يكون من حقه وبكل السهولة ( يقدم ورق نقدي يعادل قيمة المسكوكة الذهبية ) .. وبذلك تكون العملة المصرية المقترحة (خاصة فقط للتعامل الخارجي ) قيمتها بقيمة الذهب الخالص بالبورصة العالمية