وزارة الداخلية التونسية تمنع تجمعا لميليشيا مقربة من حزب النهضة

حجم الخط
0

تونس ـ وكالات : أعلن المجلس الوطني التأسيسي التونسي السبت أن رئيس المجلس مصطفى بن جعفر قام بختم مشروع الدستور الجديد في صيغته النهائية قبل أن يعرض على المناقشة والتصويت عليه في الوقت الذي منعت فيه وزارة الداخلية التونسية تجمعا كان مقررا السبت لأحد فروع الرابطة التونسية لحماية الثورة المقربة من حزب النهضة الاسلامي الحاكم
وعلى صعيد آخر قتل ‘ارهابي’ واصيب تسعة جنود غرب تونس مساء السبت خلال عملية تمشيط عسكري للمنطقة، كما اصيب ثلاثة جنود تونسيين بجروح متفاوتة الخطورة بانفجار لغم ارضي في منطقة جبل الشعانبي .
وقال مصطفى بن جعفر ، خلال مؤتمر صحافي امس بمقر المجلس التأسيسي بباردو : ‘هذا المشروع هو حصيلة عمل طويل ومضن وشاق قامت به اللجان التأسيسية منذ انطلاق اشغالها في 15 شباط/فبراير عام 2012 وقد تجاوزت الخلافات والاختلافات وسعت بشكل جدي في اتجاه تحقيق التوافق’.
وأضاف بن جعفر: ‘اللجان انصتت واستمعت الى الخبراء ومكونات المجتمع المدني’ خلال صياغتها للدستور.
وهذه النسخة الرابعة التي يتم التوصل اليها بعد التعديلات التي شملت المسودة الأولى في آب/اغسطس الماضي والثانية في كانون أول/ ديسمبر والثالثة كانت في أيار/مايو.
وقالت النائبة الأولى لرئيس المجلس التأسيسي محرزية العبيدي خلال جلسة عامة امس إنه ستتم طباعة مشروع الدستور وتقديم نسخة منه لكل نائب ونشره على الموقع الالكتروني الخاص بالمجلس.
وستحال نسخة من المشروع الى رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. وبعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير عام 2011 توقف الانتقال الديمقراطي برمته في تونس بما في ذلك موعد الانتخابات المقبلة على الانتهاء من صياغة الدستور الجديد داخل المجلس التأسيسي الذي بدأ أعماله في تشرين أول/نوفمبر من عام 2011.
وكان يفترض الانتهاء من صياغة الدستور منذ 23 تشرين اول/اكتوبر الماضي اي بعد سنة من انتخاب المجلس التأسيسي لكن تم التمديد في اعمال اللجان بسبب البطء في أشغال المجلس.
وقال مصطفى بن جعفر امس : ‘مشروع الدستور سيعرض على الجلسة العامة بعد أسبوعين للمناقشة.. ويبقى قابلا للتعديل والتحسين لأن طموحنا ان يكون الدستور لكل التونسيين’.
وحتى يصبح الدستور شرعيا يتعين المصادقة عليه بأغلبية الثلثين داخل المجلس التأسيس .
من جهة ثانية منعت وزارة الداخلية التونسية تجمعا كان مقررا السبت لاحد فروع الرابطة التونسية لحماية الثورة وهي ميليشيا مقربة من حزب النهضة الاسلامي الحاكم.
واشارت الوزارة الى ان تجمع رابطة حماية الثورة بالكرم (الضاحية الشمالية للعاصمة) كان مقررا في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة. وحذرت من انه سيتم تطبيق القانون في حال انتهاك قرار المنع. وكانت رابطة الكرم دعت عبر شبكات التواصل الاجتماعي الى تجمع للمطالبة بتسريع تبني مشروع قانون تحصين الثورة، المثير للجدل.
وتجمع عشرات من انصار هذه الرابطة في شارع الحبيب بورقيبة متحدين قرار المنع.
وقال عماد دغيج رئيس رابطة الكرم ‘سنكون كل سبت في هذا المكان حتى الاستجابة لمطالبنا’ مطالبا ايضا بملاحقة رموز الفساد و’رفع الوصاية الاجنبية على السيادة التونسية’.
وبدت قوات الامن وهي تراقب التجمع بدون ان تتدخل.
وتعتبر المعارضة التونسية ومعظم مكونات المجتمع المدني الرابطة ميليشيا عنيفة مؤيدة للسلطة تهدف الى ترهيب معارضيها.
وتريد الرابطة استبعاد كافة الوجوه التي ارتبطت بالنظام السابق وخصوصا الباجي قائد السبسي (86 عاما) الذي كان تقلد العديد من المناصب الوزارية في عهد الحبيب بورقيبة (1956-1987) ثم العديد من المسؤوليات في عهد زبن العابدين بن علي (1987-2011) مثل رئاسة مجلس النواب، وتولى منصب رئيس الوزراء لاشهر بعد الثورة التونسية. ويدعم حزب النهضة الرابطة وايضا حليفه في ترويكا الحكم المؤتمر من اجل الجمهورية حزب الرئيس المنصف المرزوقي وينفي المؤتمر والنهضة ان تكون الرابطة ميليشيا عنيفة رغم انها مكونة من مقربين من النهضة والمؤتمر ومن السلطة عموما.
وتطالب كثير من احزاب المعارضة والنقابات وايضا حزب التكتل ثالث احزاب ترويكا الحكم، بحل هذه الرابطة معتبرة انها ‘الذراع المسلحة’ للسلطة الاسلامية.
وعلى صعيد آخر قتل عنصر ‘إرهابي’ وأصيب 9 جنود في جبل الشعانبي غرب تونس مساء السبت خلال عملية تمشيط عسكري للمنطقة. وذكرت تقارير إعلامية إن تسعة جنود من الجيش التونسي أصيبوا إثر انفجار لغم بجبل الشعانبي بينما كانوا يقومون بعملية تمشيط وتطويق في المنطقة على سيارة عسكرية.
وذكرت وكالة الأنباء التونسية في وقت متأخر من مساء الجمعة نقلا عن مصدر بوزارة الدفاع إنه تم نقل ثلاثة جنود على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي بالقصرين.
وذكر راديو موزاييك إن مواجهات اندلعت بين جنود وعناصر ‘إرهابية’ متحصنين في جبل الشعانبي أسفرت عن مقتل عنصر ‘إرهابي’.
وأوضحت الإذاعة أن جميع الجنود المصابين حالتهم مستقرة.
وتقوم وحدات من الجيش التونسي وقوات الأمن بعمليات تمشيط في جبل الشعانبي منذ 29 نيسان/أبريل الماضي اثر انفجار أربعة الغام أدت الى اصابة نحو 15 عسكريا وأمنيا.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي الجمعة خلال مؤتمر صحافي انه جرى إيقاف 45 عنصرا متورطا في أحداث الشعانبي من بينهم 3 عناصر ضالعة بشكل مباشر.
وأوضح العروي ان عددا من تنظيم أنصار الشريعة هم من بين المتورطين في الأحداث كما أكد ارتباط عناصر من ‘الإرهابيين’ في الشعانبي بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من بينهم ستة من القطر الجزائري.
كما أصيب 3 جنود تونسيين بجروح متفاوتة الخطورة، بإنفجار لغم أرضي في منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين، هو السادس من نوعه منذ بدء سلسلة هذه الانفجارات نهاية الشهر الماضي.
وقال العميد مختار بن نصر، الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع التونسية في إتصال هاتفي مع يونايتد برس أنترناشونال، صباح اليوم الأحد، إن هذا التفجير السادس وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس بينما كانت آلية عسكرية تقوم بفتح مسالك وسط جبل الشعانبي، وذلك في إطار عمليات التمشيط المتواصلة بحثا عن عناصر ‘إرهابية’ مسلحة يُعتقد أنها تختبئ في كهوف ومغاور هذا الجبل.
وأوضح أن التفجير أسفر عن إصابة 3 جنود كانوا بداخل الآلية العسكرية، حيث تم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي بمدينة القصرين الواقعة على بعد نحو 200 كيلومترا غرب تونس العاصمة.
وبدوره، قال مصدر أمني، إن تبادلاً لإطلاق النار سُجل عقب هذا الإنفجار الذي وقع في منطقة قريبة من الحدود مع الجزائر.
وأشار إلى أن وحدات الجيش والأمن التي تُطارد المسلحين بالمنطقة، عثروا على أثار دماء، ‘ما يعني إحتمال تسجيل إصابات في صفوف المسلحين’ الذين يُقدر عددهم بنحو 35 عنصراً.
وبدأت سلسلة الإنفجارات التي شهدتها هذه المنطقة، في 29 من الشهر الماضي، وأسفرت لغاية الآن عن سقوط 18 جريحا في صفوف رجال الأمن والجيش.
وتقول السلطات التونسية إن عناصر مُسلحة مرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’ إتخذت من المناطق الوعرة في جبل الشعانبي مأوى لها، هي التي زرعت تلك الألغام لعرقلة تقدم القوات العسكرية والأمنية التي تقوم بتمشيط المنطقة.
يُشار إلى أن عمليات التمشيط ما زالت متواصلة في جبل الشعانبي الذي أعلنته وزارة الدفاع التونسية في وقت سابق منطقة عسكرية مغلقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية