الناصرة ـ «القدس العربي»: بعد العملية التفجيرية في اسطنبول أول من أمس التي قتل فيها ثلاثة سائحين إسرائيليين وأصيب أحد عشر آخرون دعت «هيئة مكافحة الإرهاب» في إسرائيل مواطنيها لى عدم السفر إلى تركيا.
وبعد العملية التي سبقتها عمليات مشابهة هذا العام واستنكرتها المعارضة الكردية ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، لا يستبعد مراقبون أن تتكرر مثل هذه العمليات في تركيا بسبب حدودها المفتوحة مع سوريا وكثرة التناقضات السياسية فيها. وطالب رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالأخذ بالتحذيرات بسبب خطورة التهديدات للإسرائيليين هناك. وقال في مستهل جلسة الحكومة أمس إن «الإرهاب» يزرع الموت والدمار في كل أنحاء العالم، وإن إسرائيل تقف في صدارة الكفاح ضده، معتبرا أن مواجهة «الإرهاب» أولا هو كفاح عسكري ولكن ليس أقل من ذلك هو كفاح أخلاقي». معتبرا أن النقطة الأساسية في الكفاح الأخلاقي ضد «الإرهاب» هي التوضيح أن لا مبرر لقتل الأبرياء في أي مكان. وكعادته حاول نتنياهو استثمار الأحداث العالمية للطعن بالنضال الفلسطيني ضد الاحتلال فقال إن «من لا يدين الإرهاب يدعمه وإن الطرف الذي يقود الكفاح العسكري ضد الإرهاب هي الأجهزة الأمنية والمحاولة لتشويه سمعة جنود جيشنا مرفوضة».
وفور الكشف عن قتل وإصابة سائحين إسرائيليين وصل نتنياهو غرفة الطوارئ في وزارة الخارجية التي يشغلها رسميا. وأشار إلى معلومات أولية حول وجود رجل ينتمي لـ «داعش» نفذ هذه العملية لافتا للتعاون في هذا القضية مع وكالات استخبارات تابعة لدول مختلفة. وبموجب بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي قيل إن نتنياهو سئل هل هناك احتمال بأن هذه العملية الإرهابية ستدفع قدما المصالحة بين إسرائيل وتركيا؟.. وماذا يمنع هذه المصالحة اليوم؟.
عن ذلك قال نتنياهو « إننا نجري اتصالات متواصلة مع تركيا منذ أشهر. هذا ليس سرا وهذه الاتصالات أجريت حتى في الأيام الأخيرة ونحن نحاول التوصل إلى تسوية تؤدي إلى تطبيع العلاقات بيننا. وهذا الأمر يتأخر ليس لأسباب هامشية بل بسبب قضايا هامة للغاية نحاول التوصل إلى تفاهمات حولها. لقد تم تحقيق تقدم معين وآمل أن التقدم سيستمر». وأوعز بإرسال طائرتين لاستعادة الجرحى والقتلى إلى البلاد، منوها إلى أن حكومته على اتصال مع السلطات التركية للعمل على الصعيد الاستخباراتي من أجل توضيح ملابسات ما جرى. وتابع «لا يوجد لدينا حاليا تأكيد بأن هذه العملية الإرهابية قد استهدفت إسرائيليين».
ورد نتنياهو لاحقا على أسئلة الصحافيين فقال إنه لم يتحدث مع الرئيس التركي طيب رجب أردوغان وإن اتصالات تجري بطبيعة الحال بين الحكومتين. وأضاف «ولكنني سمعت عن التغريدة الشائنة التي غردتها عضوة في حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان. أوعزت في مقدمة الأمر بمطالبة حذف هذه التغريدة وباتخاذ خطوات ضد المرأة التي نشرتها. وتم حذف التغريدة ووعدونا بأنه ستتخذ خطوات بحقها» وقد جرت أقالتها.
وكان نجم شحادة (35 عاما) ابن قرية كفرياسيف داخل أراضي 48 شاهدا على التفجير في اسطنبول حيث كان وأسرته على بعد أمتار منه. شحادة الذي يقوم برحلة سياحية لتركيا قال لـ «القدس العربي» إنه فيما كان يسير على حافة شارع الاستقلال في قلب اسطنبول دوى انفجار كبير وملأ المكان بالدخان ورائحة البارود. وتابع «ما أن انقشع الدخان حتى تكشف مشهد مرعب فقد تحول الشارع لكومة حطام وساحة حرب، الجرحى من الكبار والأطفال يصرخون من كل زاوية وبينهم تناثرت جثث قتلى وأعضاء مبتورة». وأضاف أن قوات الأمن والإسعاف التركية وصلت خلال دقائق وأنه أنهى زيارته لإسطنبول وسيعود للبلاد اليوم.
واعتبر المحلل الإسرائيلي المقرب من المؤسسة الحاكمة بن درور يميني أن تركيا تدفع ثمن تحولها لدولة إسلامية متدينة لا علمانية منذ 2007، زاعما أن الدول الأكثر تعرضا لـ «الإرهاب» الإسلامي المتطرف هي دول إسلامية فيها تيارات واسعة مؤيدة للتيار السلفي والوهابي كأفغانستان وباكستان والصومال ونيجيريا.
وبخلاف ترجيحات كثيرة في العالم حول هوية منذ العملية ينفي يميني أن تكون المعارضة الكردية قد نفذت العملية متهما الجهاد العالمي، ويرجح أن العملية لم تستهدف إسرائيليين عمدا. وتابع «أردوغان يقود تركيا نحو التأسلم وهي تسدد اليوم الأثمان وبالتالي فهو لا يستطيع إلا توجيه الاتهام لذاته».
وديع عواودة