تناقلت وكالات الأنباء وشبكات التواصل الأجتماعي مؤخرا أنباء مفادها أن الداخلية السعودية أمهلت شركات ‘الواتس أب’ و’السكاي بي’ و’التانغو’ و’الفايبر’ أسبوعا واحدا للسماح للداخلية بالأختراق والمراقبة والحجب أو منع الخدمة المقدمة من تلك الشركات للسوق السعودي وهذه الخطوة تعتبر سابقة ولها مدلولاتها التالية: أولا: ان الداخلية اعترفت وبطريقة غير مباشرة بمدى خطورة هذه المواقع على الاعلام الرسمي الممجوج والذي بات مرفوضا من قبل كافة شرائح المجتمع على اختلاف مشاربها والوان طيفها الفكري والعرقي والمذهبي، وأن تلك المواقع تجاوزت جميع أبواق النظام التي ما فتئت تزني بالكلمات صباحا مساء لاستعراض انجازات النظام، بينما الوطن متجه لوضع كارثي على كافة الأصعدة! ثانيا: ان محاولة الداخلية السيطرة على تلك المواقع له مدلولاته الخطيرة المتمثله في رفض النظام بدء أي خطوة ايجابية تجاه الاصلاح واستيعاب الآخر والمشاركة الشعبية في صنع القرار وعدم الاستماع الى صوت الشعب. ان المتابع للشأن العام في العالم العربي يلاحظ أن السبب الرئيسي الذي أدى الى تهاوي الأنظمة القمعية هو عدم استماعها لأصوات شعوبها وتحقيق مطالبها الشرعية المتمثلة في توفير حياة كريمة يجد فيها المواطن سكنا وتعليما وعلاجا وأمنا على فكره قبل ماله، وأن الناس ولدوا متساويين في الحقوق والواجبات تحت مظلة المواطنة الصالحة، وأن السلطة ليست على الشعب وليست للشعب بل من الشعب وأن الحكم هو عقد شراكة بين الحاكم والمحكوم. وأخيرا وليس آخرا السؤال الذي يطرح نفسه هل يقوم النظام بعدما شبك الأرض بتشبيك الفضاء؟ كتب أحمد المطلق