الرّماد الذي كُنْتَهُ في مارِسَ
المُتَدَلِّي على راحةِ الرَّب
هل كنتَ، فيما تُشَكِّلُ رؤياك بين ضلوعِ
النساءِ، تخِيْطُ الزّجاجَ المهشَّم؟!
عامانِ مَرَّا
وهذا الزّجاجُ يمارسُ لعبتَهُ كُلَّ يومٍ
وأنتَ تلاحقُهُ بزجاجٍ جديدٍ
وتكشطُ عنه الغبارَْ
عامانِ،
يا صاحبي،
كيف لم أنتبِهْ للغبارْ
كيفَ لم أنتبِهْ للدَّمِ المتخثِّرِ تحتَ
عيونِ الذين يفرّونَ منّي
ولكنّني لم أزل أتحسّسُ أحزانَهُمْ وهي
تشربُ هذا الحصارْ
أنتَ تشربُني
وأنا أشربُ الوقتَ
كِلانا ينادي على الماءِ
يا ذا الرّمادُ المقيمُ على البابِ
كِلانا ينادي على دَمِهِ
أنتَ تخلعُ نعليكَ بالقربِ من قلبِهِ
وأنا أخلعُ القلبَ بالقُرْبِ من نصفِهِ
المتهيِّئِ للقمرِ المُتَدَلِّي على
كَتِفَيْكْ
أُفَتِّشُ عنكَ،
وأنتَ تلاحقُ موتَكَ في دورةِ الخِصْبِ
هل يمنحُ المَيِّتُ هذا الجسدْ
لأخيهِ الذي مَدَّ في ظِلِّهِ عُوْدَهُ
فَاسْتَقَامَ له وَطَنًا من رُخَامْ
وأسرَّ له بالغَرامْ
فصاحَ ‘مَدَدْ’
لكنّه ‘مَارِسُ’ الخارجُ من مصحفِ الدَّمِ
آيَةَ مَوْتٍ، نُغَنِّي له …
فَيُغَنِّي لِوَرْدٍ تَفَتَّحَ قبلَ
الكلامْ
يا صديقِيْ الرَّحِيْمْ
هنا شفةٌ شَقَّها العَطَشُ البِكْرُ
وَاصْفَرَّ لونُ الوريقاتِ
على تاجِها الأُقْحُوانِيّ…
يا وَجَعِيْ والمُدَامْ
صَقَلْتُ زُجَاجَكَ
مَشَّطْتُ لَيْلَكَ
كُنِّيْ
وَكُنْ لِيْ
فأنا لا أزالُ أُدَوِّنُ وَجْهِي على
صفحةِ الماءِ
والقَمَرُ المُتَدَلِّي على كَتِفَيْكَ
يُجَهِّزُ أَجْدَاثَنا
بعد عَشْرٍ وسَبْعٍ من الحُبِّ
يا وَجَعِيْ المُتَمَدِّدَ في ياسمينِ
العِظَامْ
اُخْرُجِ الآنَ من لَهْفَةِ الماءِ
خَلْفَ الزُّجَاجِ
وَرَاقِصْ مَرَايَاكَ في نَرْجِسِ
الدَّمِ
فوقَ الرُّكَامْ
أنتَ لِيْ آيَةٌ من هَدِيْلِ الحَمَامْ
سأبكي مَعَكْ
وأغنّي لِظِلِّكَ في منحنى القوسِ
وأُغْرِي بقايايَ
كي تَتْبَعَكْ
وهذا الذي يشحذُ الآنَ آلَتَهُ
سَأُسَمِّيْهِ لؤلؤةَ الموتِ
وأَخْمِشُ أَوْجُهَهُ بِحَوَافِّ
المَحَارْ.
شاعر من البحرين