كارثة البعض ليست أكثر من إنقاص وزنه بضع كيلوغرامات.. أمّا الصراع مع الرغبة في الأكل فيتحوّل لديهم إلى حرب خاسرة تصل حد كراهية الذات.
الذين عاشوا تجربة خسارة وزنهم في فترات قياسية يجدون الأمر ممكنا. أما البقية فيعتبرون الأمر معجزة. وآخرون يعتبرونه الجحيم. في 2014 صدم ماثيو ماكنهاي جمهوره في فيلم «دالاس بايرز كلوب»، حتى أن البعض لم يعرفه في اللحظات الأولى من إطلالته، والبعض احتاج إلى مراجعة قائمة أسماء أبطال الفيلم ليتأكد أنه هو، فيما آخرون فتحوا أفواههم من الدهشة لا غير، لقد جسّد حياة مريض السيدا بشكل أوقف شعر رؤوس لجان التحكيم وأصحاب الأقلام الحادة في الإعلام الأمريكي..
خسر ماثيو قرابة الـ25 كيلوغراما من وزنه، وحاز الأوسكار على دوره الذي اختلف تماما عن كل أدواره السابقة، البعض قال إنه «سرقها بحكمة» من ليوناردو دي كابريو، لكن هذا كله لا يهم، فالحبر الذي سال بسبب قدرته على خسارة وزنه كان كثيرا جدا. شيء ذكّرنا بالصدمة التي أحدثها كريستيان بال حين ظهر في دوره في فيلم «ذي ماشينيست»، حين فقد تقريبا ثلاثين كيلو غراما، وكان تماما هيكلا عظميا مغلفا بقطعة جلد، والأغرب أنه كان مضطرا ليزيد وزنه مرة أخرى في ظرف ستة أسابيع ففعل.
إنه الجنون في حد ذاته، أن يخسر شخص هذا الكم من وزنه ثم يسترده في ظرف قياسي، بدون أن يصاب بصدمة نفسية أو عصبية، لكنه فعل رغم أن طبيبه نبهه إلى أنه يجازف بصحته، فخلال فترة حميته كان يأكل يوميا علبة تونة وتفاحة، وهذا في نظره نوع من البذخ الذي لا يعرفه الجائعون في الصومال وبلدان أفريقية أخرى.
توم هانكس عاش التجربة بشكل مختلف، إذ كان يخسر أكثر من 20 كيلوغراما عدة مرات، من أجل أدوار مختلفة قام بها في أفلام عديدة، ثم خسر قرابة خمسة وعشرين كيلوغراما من أجل بطولته في فيلم «كاست أواي»، وقد استفاد هانكس من ترويض نفسه على فقدان وزنه، فتغلب على داء السكري من الفئة الثانية بالغذاء فقط، لكن يبدو أن هؤلاء النجوم أبهروا دوما مانحي الأوسكار بقدرتهم على فقدان الوزن، فنالوا جميعهم الجائزة بأدوارهم الصادمة. وهناك أسماء أخرى عاشت تجربة فقدان الوزن وهي تركض في سباق الأوسكار نحو الجائزة مثل، آن هاثاواي ونتالي بورتمان، ورينيه زيلويغر، التي تغيرت تماما بعد أن فقدت حوالي 15 كيلوغراما، حتى أصبحنا بالكاد نعرفها. سباقات لم تمر على غرف العمليات بقدر ما اتبعت أنظمة تغذية صحية وصارمة.
الذي لا نستطيع فهمه هو هذه الإرادة الفولاذية للسيطرة على أكثر الغرائز شراسة في الإنسان، وهي حب الطعام، في الوقت الذي يلجأ فيه كثيرون إلى عمليات جراحية لقطع شهيتهم أو لأدوية أو لجلسات نفسية أو لبرامج غذائية يصرفون من أجلها مبالغ طائلة. سباق مع الرغبة يبدأ حين يتعب الشخص من نهمه، ثم لا ينتهي.. لأن المجتمعات كلها تحتفي بالطعام، حتى تلك البدائية تعتقد أن تقديم قرابين من الطعام للآلهة سيجعلها مرضيا عليها. كل شيء حولنا مرتبط بمواعيد الجوع والأكل، المناسبات والأعياد مرتبطة بأنواع كثيرة من الأطايب، العلاقات أصبحت تبنى حول موائد الطعام، وهلمّ جرّا. علاقة غريبة نمت بعدها بين الفرد وما يأكل، خاصة إن تعمّقنا في أنواع الصوم الذي تمارسه الشعوب حسب معتقداتها. مستقبل المرء أحيانا يتوقف على نوع مائدته ومحتوياتها، حتى حاتم الطائي جوّع أهله وأكرم عابري السبيل فنسب إليه الكرم لأنه عاش في بيئة تحتفي بهذا الطقس… في الغالب لو عاش في أوروبا أو أمريكا في زمن مغاير لقتلته زوجته. المصيبة ليست هنا.. إنها في عدد الرجال الذين لديهم إرادة أقوى من النساء لخسران وزنهم، مع أن الرجل، سواء كان رشيقا أو بكرش أو بدونه فهو مقبول. هوس الوزن تعاني منه النساء، لأنهن دوما يُقَيّمن حسب شكلهن الخارجي، وهذا يحرجهن جدا حين تكشف ملابسهن عيوبهن.
تجارب نجوم هوليوود الذين ذكرتهم عينة من تجارب كثيرة تستحق الذكر، وهناك تجارب في العالم العربي تشبهها، لكن بعد خضوع قاسٍ لعمليات التنحيف، إذ يبدو أن إرادتنا دوما أخف أمام ولائم الأكل التي نفردها بمناسبة وبغير مناسبة. بعض النجمات عندنا تصدرن أغلفة المجلات بعد خضوعهن لعمليات تنحيف وتجميل ولكن الأمر لا يدوم، هناك شيء لا نملكه وهو الإرادة المجنونة للحصول على ما نريد، أو أنها ثقافة الجسد التي لم نتشبع بها منذ الصغر. محمود حميدة « العظيم» فنان لا يتكرر في المشهد الفني العربي حين اقتلع سنيه الأماميتين من أجل دور في فيلم ثم بعد أن أنهى التصوير زرع سنين جديدين، أي فنان يقوم بها؟ أتذكر في أحد البرامج التلفزيونية وجه إليه صحافي الكلام ووصفه على ما أعتقد بمارلون براندو مصر- إن لم أنس – فرد عليه: «أنا محمود حميدة ولا تشبهني بأحد». الرّجل لديه كل الحق، لقد صنع نفسه بنفسه، وظل وفيا لنفسه، واحترم فنه إلى أبعد حد، ولعله نموذج لا يقاس بعدد أفلامه، أو بجوائزه، أو بإطلالاته التلفزيونية أو بوسامته، لأنه تميز بروح المغامرة التي قفز بها وسط عالم أغلبه أقنعة وعلاقات ووسائط. كان بارعا في التميز. وفي نظري يظل علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية ضمن كوكبة قليلة من الفنانين الذين صدقوا مع فنهم واشتغلوا كل أدوارهم بضمير.
نعم بدأت مقالتي بخسارة الوزن، وها أنا أنهيها بفقدان محمود حميدة لأسنانه، لكن المعنى من كل هذا هو كشف مقدار الإرادة لدى الفنان الحقيقي ليعيش الدور. هناك صدق في الأداء لدى البعض يصل إلى تقمص الدور، لأن النجومية عنده مكافأة لمساره الفني وليست غاية… وهذا ما أراه بعيد المنال عندنا. ليس فقط في سرعة النتائج التي نرغب في تحقيقها فنقطع المسافات بغش أنفسنا وغش الآخرين، بل أيضا في اعتبار الجسد متاعا لا يستحق منا الصدق والاحترام، تبلغ حدّ التعنيف الذاتي أو التهميش… تجربة الريجيم بالنسبة لي لم تكن سوى تجربة صوم منظمة، وهي تعطي ثمارها بشكل أفضل مليون مرة من التعنيف الطبي الذي يوصلنا إلى المشارط وقص أجزاء منا. ربما أنا جبانة وأتألم بمجرد تخيل الشخص وهو يسلم معدته لمبضع الجراح، لكنني أبدا لم أشعر بهذا الألم وأنا أقرأ أن كريستيان بال عاش فترة من حياته على علبة تونة وتفاحة. يا لنعم الرحمن حين نكتشف أن هؤلاء النجوم رسائل ربانية لنا لنعود للتقشف الطبيعي في غذائنا لنحقق ما نريد. من لديه القدرة اليوم أن يوفر وجبة من وجبات يومه ويمنحها لفقير؟ لست ألعب دور الأم تيريزا، لكنني فكرت أن تلك الوجبة التي يستحقها فقير نسيناه هي الوجبة نفسها التي تحوّل حياتنا إلى جحيم حين تتراكم على أجسادنا على شكل سليلويت!
إعلامية وشاعرة من البحرين
بروين حبيب
الف سلام من باريس
انا لا اسميهم جبابرة الرجيم حتى و ان كانوا كذلك
انهم جبابرة التفاني فى العمل بصدق و بإخلاص حتى التلاشي
توم ها نكس في فيلمه وحيد في العالم فقد ٢٠ كلغ من اجل تقديم البطل في صورته الحقيقية فلا يعقل ان يكون البطل في جزيرة ناءية لا أكل فيها ولا شرب و يظل على وزنه !!!
الممثلة الفرنسية المذهلة اودري توتر في كل أفلامها يتساءل المخرجون أين هي اودري خلال الدور؟؟؟
اما في فيلم the lady للمخرج Luc beson فقد أمضت الممثلة ستة أشهر لتعلم لهجة البطلة البيرمانية حتى قال احد الذين عايشو البطلة اثناء مسيرتها السياسية انه لم يفرق بين الممثلة و البطلة الحقيقية !!!
فيلم الخارجون عن القانون للمخرج الجزاءري رشيد بوشارب برغم قوة أجواءه الخمسينية الا ان الممثلون وهم يتحدثون بلهجتهم الأصلية افقد الفيلم مصداقيته
نعم جبابرة رجيم و جبابرة إتقان للعمل و هذا ما ينقصنا للأسف الشديد
أدونيس قال مؤخراً نحن شعب ميت و لطالما رفضت تصريحه لكنني أجبرت نفسي على تقبل الحقيقة المرة !!!!
اما الرجيم الحقيقي فهو مقولة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة و السلام
نحن قوم اذا أكلنا لا نشبع !!!
حاليا أطباء الرجيم ينصحون بترك الماء دة مع قليل من الجوع !!
اترك السلام الكهربائية و اصعد الأدراج
اترك الباص و امشي بسرعة
انظر الى الأكل و اتحدى رغبتي الشرسة
أتناول فطور الصباح كالملكة و الغذاء كا الأميرة و العشاء كا الفقيرة
أكل الخضر و الفواكه ثقافة ولدنا عليها و لكن للأسف اليوم الكل بفضل الأكلات الجاهزة!!
و لكن قبل رجيم الجسد يجب القيام برجيم الروح لكي تتخلص من كل الأمراض و ان مروض قلوبنا على الصدق !!
أنا صادق إذن أنا موجود
ايمان روحي من باريس