«المعسكر الصهيوني» يشن هجوما على نائبه العربي لقوله إن من يطعن جنديا ليس إرهابيا

حجم الخط
0

الناصرة – «القدس العربي»: «الشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف الذي طعن الجندي  ليس إرهابيا فهو لم يمس مدنيين»، هذا ما قاله عضو الكنيست عن «المعسكر الصهيوني» زهير بهلول. 
 عمل بهلول من مدينة عكا داخل أراضي 48 صحافيا طيلة ثلاثة عقود قبل التحاقه بحزب «العمل» الإسرائيلي وانتخب عنه نائبا في الكنيست قبل عام.
في حديث لإذاعة جيش الاحتلال قال بهلول قبل أيام إن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ويخوض نضالا من أجل حريته واستقلاله. 
 ويتعرض بهلول منذ أيام لحملة واسعة في إسرائيل تشمل نواب حزبه أيضا ممن يشككون بإمكانية بقائه عضوا فيه. لكن بهلول لم يتراجع عن رأيه وبالأمس استعان بالتاريخ الإسرائيلي ذاته باستذكاره تصريحا لرئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك من 1999 وفيه قال «لو كنت فلسطينيا لكنت فدائيا». كما استذكر تصريحا لزميلته في الحزب تسيبي ليفني التي قالت في 2006 إنه ليس كل من يقاتل الجنود والاحتلال هو إرهابي. وتساءل فلماذا تنقضون علي أنا طالما أن غيري قد قال أقوالا مشابهة؟.»
 وهاجم عضو الكنيست رئيس الشاباك السابق آفي ديختر (الليكود) بهلول وقال إنه لم يكن يجرؤ على قول ما قاله في البرلمان المصري أو الفرنسي ولا حتى في المجلس التشريعي. وانقض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تصريحات بهلول واعتبرها « مخجلة «. وقال في حسابه بالفيسبوك إن جنود الاحتلال يدافعون بأجسادهم عن الإسرائيليين في وجه « قتلة متعطشين للدم « وعلى عضو الكنيست أن يوفر لهم الدعم.»
 لكن الحملة الكبيرة التي يتعرض لها بهلول تأتي من حزبه «المعسكر الصهيوني»، وبلغت ذروتها أمس بما قاله عضو الكنيست إيتان كابل الذي اعتبر أن أقوال بهلول تجعله خارج الحزب. وتابع مستخدما مجازا من كرة القدم التي احترف تغطيتها بهلول «لم يلتزم بهلول باللعب الجماعي وكان يعرف أن موقفه سيمس بفريقه ومع ذلك لم يسكت وبذلك زاد الطين بلة». وواصل متسائلا ماذا يفعل شاب فلسطيني يواجه الاحتلال كل صباح؟.. ولماذا خرجت منظمات «الهغناه»، «الايتسيل» و»الليحي» ضد الاحتلال البريطاني ولماذا يسمح لها ويحرم الفلسطينيون؟.
 وبذلك  يكشف مجددا «المعسكر الصهيوني» عن وجهه الصهيوني الحقيقي الذي يميل عادة  لتجميل صورته ويأتيك من طرف اللسان أحيانا فهو بقيادة يتسحاق  هرتسوغ وتسيبي ليفني عبارة عن نسخة ثانية من «الليكود».
 وتنفضح حقيقة أحزاب اليسار الصهيوني من «العمل» حتى «ميرتس» بالنظر لما تفعله أيادي هؤلاء لا ما تقول ألسنتهم، فما بالك حينما يتطابق اللسان مع اليد؟. في 1993 وقعت إسرائيل اتفاق أوسلو مع منظمة التحرير ومن وقتها استخدمت المفاوضات لتغطية الاستيطان فتضاعف ثلاث مرات. وغداة اغتيال اسحق رابين رفض خليفته شيمون بيريز تطبيق الاتفاق الخاص بالانسحاب من الخليل.
في كتاب صدر للتو لرئيس الكنيست الأسبق أفرهام بورغ الذي خلع عنه رداءة الصهيونية يكشف عن أكاذيب رمز «العمل» شيمون بيريز ويقول عنه إنه لم يصدق يوما ما صدر عنه من كلام معسول حول السلام في الشرق الأوسط. وثمة قرائن كثيرة جدا تدلل على وهم  كل فلسطيني يبحث عن الفرج بحكومة جديدة في إسرائيل يقودها المعسكر الصهيوني تلامذة بيريز وهم أيضا لا يفهمون سوى لغة الضغوط ومقاومة احتلالهم ووقاحتهم واستعلائيتهم واستخفافهم.
 وزهير بهلول مجرد مثال مناوب فنظرة واحدة للخلف تكفي لفضح الحقيقة أن حكومات «العمل» «اليسارية» هي التي ارتكبت كل الموبقات منذ تأسيسها إسرائيل على أنقاض الفلسطينيين عام 1948. وإذا كان معسكر اليمين يسلب اليوم أراضي فلسطينية  فقد سبقه «العمل» بذلك فهو أبو المستوطنات في الضفة الغربية فور احتلالها عام 1967 ولم يبق لليمين سوى تسمين نحو 120 مستوطنة بناها أنصار «الاشتراكية وقيم اليسار». وهذا ليس مفاجئا فحزب «العمل» ذاته هو من أسس إسرائيل وأقام مئات المستوطنات الاشتراكية المعروفة بـ «الكيبوتسات» على أراض مئات القرى الفلسطينية المدمرة في الجليل والكرمل والنقب، وبنى «العمل» منازل اليهود على خرائب الفلسطينيين بعد طردهم من موطنهم وما لبث أن عمل على «التعايش» مع المتبقين منهم داخل أراضي 48 وفرض عليهم الحكم العسكري حتى 1966 في محاولة للتمويه وبأحسن الحالات لإراحة الضمير بعد جرائم المجازر والتهجير والتدمير والسلب والنهب.
 ليس هذا فحسب فقبل ذلك حاول «العمل» استكمال تطهير البلاد من أهلها  بارتكاب حكومته مجزرة كفر قاسم عام 1956 لكن فلسطينيي الداخل آثروا البقاء رغم مشاهد الموت والترويع. وعادت حكومة «العمل» في مارس/ آذار 1976 لتقتل ستة من المواطنين العرب في يوم الأرض الأول في سخنين وكفركنا والطيبة وعرابة لاحتجاجهم على مصادرة بقية أراضيهم والأمثلة كثيرة.
 
حزب الغدر

 وتجلى غدر حزب «العمل» الذي «كافأ « المواطنين العرب بالتصويت لمرشحه لرئاسة الحكومة إيهود باراك في عام 1999 حينما فتحت شرطته النيران مع انطلاقة انتفاضة الأقصى في العام التالي وقتل 13 شابا وأصاب العشرات بالرصاص الحي. والمجرمون المرسلون من قبل إيهود باراك ووزير الشرطة الأسبق شلومو بن عامي ما زالوا طلقاء.
 وطيلة سنوات استخدم «العمل» فلسطينيي الداخل احتياطا للأصوات في معاركه الانتخابية، ولم يتردد في إذكاء الخلافات بينهم على مبدأ فرق تسد. ففي كفركنا قضاء الناصرة استغل «العمل» في ستينيات القرن الماضي صراعا دمويا بين عائلتين كبيرتين للتنافس على دعمه فوزع بطاقاته الانتخابية للعائلة الأولى بالعبرية وللثانية قدم بالعربية كي تتنافسان على من أكثر ولاء له وسط صب الزيت على نار خلافاتهم لغاية بنفس يعقوب.
 وما لبث أن قاد وزير الحرب العمالي بنيامين بن العازر حرب «الجدار الواقي» في 2002 لـ «يفتح» مخيم جنين وتدمير بيوته فوق رؤوس ساكنيها وتبعه باراك بذلك في «الرصاص المصبوب» ضد قطاع غزة في نهاية 2008.

 الراكب والمركوب

 وما زال «العمل» يأتي العرب من طرف اللسان حلاوة ليخفي استعلائية «تعايش الراكب والمركوب» وأطماعا بوعود كاذبة بأن منحه الصوت يعني التأثير الفعلي. لا هدف للمعسكر الصهيوني و»ميرتس» سوى إدارة الصراع على طرفي الخط الأخضر لا تسويته.. لكن يبدو أن ما يسمح لليهودي قوله بشأن الاحتلال وأوهام السلام حرام على من يراد له أن يبقى «عربيا إسرائيليا صالحا» يحظر عليه الإشارة ببنانه لعورات إسرائيل ولفضائح احتلالها فما بالك عندما يؤكد شرعية مقاومة الاحتلال المكفولة بالشرائع الدينية والأرضية؟. لا يختلف «اليسار الصهيوني» عن «اليمين الصهيوني» من ناحية الجوهر سوى بالأسلوب، فالأول ينتج العنصرية المبطنة والثاني مصنع للعنصرية السافرة وكلاهما شرب من نبع الصهيونية المسمومة.

وديع عواودة

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية