اسطنبول – لندن – وكالات الانباء: سجلت بورصة اسطنبول تراجعا بنسبة 5 بالمئة تقريبا امس الخميس اثر التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في تونس حيث ابدى الحزم حيال المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته منذ سبعة ايام. وتدهور المؤشر الرئيسي في البورصة حتى 6.5 بالمئة لحظة الادلاء بالتصريحات في العاصمة التونسية عصر امس، لكنه عاد وتحسن بعض الشيء لاحقا لينهي جلسة التداول عند 75895 نقطة بتراجع 4.7 بالمئة. وتراجعت بورصة اسطنبول بنسبة 10.5 بالمئة تقريبا الاثنين الماضي بعد بدء التظاهرات العنيفة ضد الحكومة، لكنها استعادت ما يقارب 5 بالمئة في اليوم التالي مدفوعة بتصريحات لنائب رئيس الوزراء بولند ارينج تتسم بالتهدئة. من جهة ثانية قفزت عائدات سندات قياسية تركية لأعلى مستوياتها في ستة أشهر في مؤشر على تزايد احساس وارتفع العائد على سندات قياسية لأجل عامين إلى 6.78 في المئة من 6.42 في المئة قبل تصريحات أردوغان بينما هبطت الليرة التركية إلى 1.8960 ليرة مقابل الدولار من 1.8850 في وقت سابق. ولامست الليرة مستوى منخفضا عند 1.9079 ليرة مقابل الدولار بعد وقت قصير من تصريحات أردوغان مسجلة أدنى مستوى لها في 18 شهرا. وقال متعامل في أحد البنوك ‘لم يتراجع رئيس الوزراء خطوة واحدة وهذا هو السبب وراء تفاعل السوق بهذا الشكل.’ وقال ألتان ايدن المحلل لدى غارانتي للأوراق المالية ‘تسارعت المبيعات لأن رئيس الوزراء لم يطلق رسائل معتدلة متوقعة ولم يغير موقفه.’ واستفادت الاسواق المالية بشكل كبير من النمو القوي للاقتصاد التركي منذ وصول الحكومة الحالية الى السلطة في 2002، والتي حققت معدلات نمو فاقت 8 بالمئة في 2010 و2011 لتصبح تركيا بذلك الاقتصاد السابع عشر عالميا. وكان كل من رئيس تركيا وجمعية رجال الصناعة والأعمال الأتراك قد حاولا امس الاول طمأنة المستثمرين الأجانب بأن الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة المستمرة منذ عدة أيام لا تدعو للفزع. وقالت شركات عالمية مثل يونيليفر للصناعات الغذائية وفورد للسيارات وشركة باسف للكيماويات إنها تراقب الوضع عن كثب مع استمرار الاحتجاجات لليوم الخامس. وقال بهادر كالياسي المنسق الدولي لجمعية رجال الصناعة والأعمال الأتراك (توسياد) لرويترز إنه التقى مع ممثلين لشركات عالمية يوم الأربعاء لطمأنتهم بشأن تلك المشكلات. وقال كالياسي الذي رفض الإفصاح عن أسماء تلك الشركات إن المستثمرين الأجانب قلقون بشأن تأثير الأحداث على أعمالهم في الأجل القصير. واضاف في حديثه لرويترز ‘الشركات قلقة بشأن الآثار قصيرة الأجل .. مثل خروج الاستثمارات. لكنهم يجمعون على استمرار ثقتهم في تركيا مع مواصلة مراقبة الموقف. لديهم تفاؤل حذر.’ وأضاف أن 19 شركة عبرت عن هذه المعنويات خلال الاجتماع. وقال الرئيس التركي عبد الله جول بعد اجتماع مع رئيسة شركة فودافون تركيا وهي أيضا رئيسة جمعية المستثمرين الدوليين يوم الثلاثاء الماضي إن تركيا نفذت إصلاحات جذرية. وتابع ‘حان الوقت لنرتقي بالبلاد إلى مستوى أعلى كثيرا في شتى النواحي.’