عدد جديد من شهرية وجهات نظر مكرس لصعود الإخوان المسلمين
عدد جديد من شهرية وجهات نظر مكرس لصعود الإخوان المسلمين القاهرة ـ القدس العربي : صدر العدد الجديد من شهرية وجهات نظر وقد جاء ـ في جزء كبير منه ـ مكرسا لصعود الاخوان المسلمين في انتخابات البرلمان المصري الأخيرة.وقد بدا ذلك واضحا منذ الافتتاحية التي كتبها رئيس التحرير سلامة احمد سلامة في مقالته الثابتة نون والتي جاءت في هذا العدد تحت عنوان الاخوان.. الي أين؟ ومنذ البداية يعترف سلامة بأن الصعود الاخواني أحدث موجة واسعة من الجدل والتساؤلات تجاوزت أصداؤها محيط الحياة السياسية المصرية الي المنطقة العربية وربما الي عواصم الغرب. لكن سلامة لا يري الصعود الاسلامي وكأنه رد مباشر علي اخفاق المشروع القومي العربي، لكنه يري المشكلة الأكبر ـ في مصر خاصة ـ تكمن في الاستئثار بالحكم من خلال الاصرار علي تحقيق أغلبية كاسحة فيما يشبه الانتخابات التي كانت تجري وما زالت، حتي بعد ادخال التعددية في عهد الرئيس السادات وقيام أحزاب ذات توجهات مختلفة.ولا يري سلامة أن صعود الاخوان يعد انقلابا في الموازين أو في الممارسة الديمقراطية ويقول: ان حالة الفزع التي أعقبت هذا الصعود من الدوائر التي عارضت دمج التيار الاسلامي في الحياة السياسية كشفت ليس فقط عن ضعف كامن في صفوف الحزب الوطني بعد أكثر من 25 سنة في الحكم، وكذلك كشفت عن غموض واضطراب مفهوم الديمقراطية لدي النخبة الحاكمة وعدم الاقتناع بها الا كديكور يضمن استمرارها بحيث يصبح أي كسر لاحتكار السلطة أمرا مرفوضا.ويري سلامة أنه بعد صعود حركة الاخوان بات من الصعب استبعادها سياسيا أو الحديث عنها باعتبارها غير موجودة، الا انه يري ان هذا النجاح يضع الحركة أمام مختبر صعب وتحديات ليست سهلة ويقول هنا: الجماعة الآن أشبه بزوجة حصلت علي عقد زواج عرفي وعليها أن تناضل لتحصل علي عقد زواج شرعي، يخرج بها من السر الي العلن، ومن مجرد حركة اسلامية ذات طموحات سياسية وهيكل تنظيمي محكوم بالسمع والطاعة للامام أو المرشد، الي تنظيم حزب ديمقراطي ذي برامج وخطط، يعمل في اطـــار مجتمع مــدني يقوم علي مبدأ المواطــــنة وعلي حرية الاختيار ومبادئ القانون والمساواة.. ومن جماعة يحكم أعضاءها تنظيم حديدي محكم، الي حزب وان كان ذا مرجعية دينية الا انه يعمل في اطار دولة مدنية ديمقراطية ويخضع لسلطة الشعب ورقابته وليس لسلطة دينية معصومة.أما الموضوع الأول الذي تضمنه العدد من هذا البحث العلمي الذي قدمه باحثان من معهد كارنجي أحد أهم مراكز الأبحاث الأمريكية التي تمثل احد مرجعيات صناعة القرار في واشنطن، عمرو حمزاوي وناتان براون تحت عنوان ثنائية النظام والاخوان.. ماذا جري.. وماذا بعد؟ويشير البحث الي أهمية بعض الأحكام القضائية التي أجبرت النظام المصري علي تعديل بعض ممارساته جزئيا مثل الاقرار القضائي الذي حصل لصعود بعض الأحزاب وكذلك مثل الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا حول وجوب الاشراف القضائي علي الانتخابات وذلك عام 2000. وكذلك تعديل وضع اللجنة المشرفة علي الانتخابات الراهنة حيث يترأس اللجنة لأول مرة وزير العدل، وهو ما يراه الباحثان سببا في دفع المعارضة الي تحدي النظام بمحاولة تخبطه وانتزاع مساحات جديدة للفعل السياسي. ويضيف البحث أن مراحل الانتخابات الثلاث قدمت صورا متناقضة لواقع اللحظة السياسية الراهنة في مصر، حيث حصل الحزب الوطني علي 311 مقعدا من مقاعد مجلس الشعب، الا أن ادارة الحزب الوطني السيئة للعملية الانتخابية ولجوئه الي العنف تجاه الناخبين والقضاة المشرفين وممثلي المجتمع المدني والاعلام أفقده مصداقية الحديث عن التزامه بالاصلاح الديمقراطي ان في الداخل أو الخارج وجعل من التقدم النسبي في معالجة ملفات الرقابة الوطنية وحياد الاعلام الرسمي أمرا منسيا. ويقول الباحثان ان عنف النظام فاق توقعات الجميع وارتبط بصورة طردية بنجاحات الاخوان المسلمين علي نحو بدت معه الحرية النسبية للنشاط السياسي في الفترة التي سبقت الانتخابات والتأكيدات الرسمية ضمان النزاهة بمثابة مقدمات وردية لواقع عاكسها تماما.وبعد أن يستعرض الباحثان أسباب نجاح الاخوان يقرآن السيناريوهات المطروحة امام النظام الحاكم ويريان أن أول هذه الخيارات هو اقصاء حركة الاخوان المسلمين من ساحة الفعل السياسي متمثلا ذلك في مرجعية الخبرة الجزائرية، أو لجوء النظام الي اجراءات قمعية تصاعدية. أما الخيار الثاني فهو قبول دور الاخوان الجديد في الحياة السياسية وادماجهم علي نحو يقترب من الحالة الأردنية في العقد الماضي وبها تم ادماج الاسلاميين باعطائهم مناصب وزارية شريطة كفهم عن تهديد شرعية النظام الملكي.أما السيناريو الثالث والأخير فهو القبول الحذر لدور الاخوان من خلال ضمان استمرارية مجلس الشعب الجديد والبحث عن أرضية مشتركة معهم فيما يتعلق بخطوات الاصلاح السياسي المقبلة وقضية الخلافة السياسية بعد مبارك الأب.ويختتم الباحثان مقالهما بالقول: لا تغيب حقيقة أن الاخوان في التحليل الأخير ومن واقع ممارساتهم السياسية يمثلون حركة براغماتية معتدلة لا ترغب في تهديد النظام الحاكم وتحترم مؤسسة الرئاسة عن عدد من مستشاري مبارك وحفنة من الفاعلين داخل الحزب الوطني وهو ما قد يشكل نقطة انطلاق لتفاهمات واسعة بين الطرفين .تضمن العدد الي جانب ذلك عددا من المقالات وعروض الكتب من بينها بحث صالح محمد النعامي الي الأمام شارون وهو يبحث حول حزب كاديما الذي أسسه شارون بعد أن ترك الليكود، كما كتب ابراهيم العريس تحت عنوان اغتيال جبران تويني تأملات وكتب بانكاج ميشـرا عرضا تحت عنوان لماذا لا يفهموننا؟ وذلك عن كتابي ريزا أصلان لا اله الا الله: الاسلام أصوله وتطوره ومستقبله و فوكو والثورة الايرانية: النوع واغراءات الاسلاموية لكل من جانت أفري وكيفن ب. أندرسون، وكتب ف. غريغوري جوز الوصفة الأمريكية الفاشلة: هل تعالج الديمقراطية الارهاب ؟ وذلك بترجمة لعادل فتحي، كما كتب ابراهيم سليمان الجامعة المصرية بين الخصوصية والخصخصة.. الهند نموذجا ، وكتب محمد المهدي الانتحار تاريخ وفلسفة وتراث وترجم محـمد مستجير مصطفي مقالا لسوزان سونتاج تحت عنوان فوتوغرافيا الحرب.. رؤية الكاميرا للـــــدراما والموت وترجم أحمد مســــتجير جزءا من كتاب جيروم ك. جيـــروم أفكار تافهة لرجل كسول ، وكــــتب فضل مصطفي النقيب الســــتالينية الأمريكية ، وكتب علاء بيــــــــومي هل يبقي اليمين الأمريكي موحدا؟ وترجمت رضوي عاشور الكلمة التي ألقاها هارولد بنتر في حفل تسلمه جائزة نوبل وكتب سهير الدفراوي المصري هيا بنا نقرأ .هذا بالاضافة الي الباب الثابت عن الاصدارات. تصدر مجلة وجهات نظر عن شركة الشروق الدولية للتوزيع.0