معارضون سوريون بارزون لـ «القدس العربي»: الهدنة تترنح ومفاوضات جنيف على وشك الانهيار

حجم الخط
0

إسطنبول ـ «القدس العربي»: اعتبر معارضون سوريون في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن الهدنة واتفاق «وقف الأعمال العدائية» في سوريا «يترنح» بسبب تزايد خروقات النظام والهجوم المتصاعد على مدينة حلب، مشددين على أن ذلك يعني أن مفاوضات جنيف «مهددة بالانهيار» بشكل حقيقي إذا لم يتم تدارك الأمر في أقرب وقت.
والأحد، قتل 22 مدنياً على الأقل جراء قصف على مدينة حلب في شمال سوريا، في حصيلة هي الأكبر لعدد الضحايا منذ بدء سريان الهدنة في شباط/فبراير بين النظام والمعارضة، حيث تتواصل الاشتباكات على جبهات عدة في محافظة حلب بعدما تصاعدت حدتها بداية الأسبوع الحالي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
القيادي السوري المعارض أحمد رمضان أكد أن «النظام السوري لم يوقف الأعمال العدائية التي يقوم بها منذ إعلان الهدنة، كما أن الميليشيا المتعاونة معه، ومنها حزب الله والحرس الإيراني واصلت العدوان على المدن السورية المحررة، ولذلك لا يمكن القول إن الهدنة قد طبقت سوى من طرف واحد، وهو الجيش الحر وفصائل المعارضة».
وقال رمضان رئيس مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا وعضو الهيئة السياسية للائتلاف في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»، «التطور الأخير، ممثلاً في الهجوم مجدداً على حلب ومحاولة احتلالها بغطاء روسي ودعم من القوات الإيرانية المحتلة يعني أن الهدنة تترنح فعلياً، وأنه ما لم تعمد واشنطن للتدخل بقوة ودفع الروس والإيرانيين لوقف العدوان فإن الجيش الحر سيعمد للدفاع عن المناطق المحررة بكل إمكانياته، ولن يكون بوسعه الالتزام بالهدنة، في ظل الحاجة لصد العدوان، وهو ما يتيحه القرار 2254 انتهاء الهدنة يعني أن مستقبل مفاوضات جنيف سيكون غامضاً وحرجاً، ويضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة لوقف انهيار الوضع والعودة إلى تصعيد عسكري قد لا يكون مسبوقاً».
وفي وقت سابق، دعا كبير مفاوضي وفد المعارضة السورية في جنيف محمد علوش، الأحد، في تغريدة على موقع تويتر إلى قتال قوات النظام، على الرغم من وقف الأعمال القتالية الساري في مناطق عدة منذ 27 شباط/ فبراير الماضي، دون أن يصدر أي موقف رسمي من الهيئة العليا للمفاوضات حول مواقف علوش الذي كتب: «إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام (…) ولا تنتظروا منه رحمة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان».
من جهته، رأى أحمد كامل الصحافي السوري المعارض أن هناك 3 أسباب يمكن أن تؤدي إلى انهيار المحادثات، لافتاً إلى أنها تتمثل في التراجع المتواصل لوقف إطلاق النار، وتراجع التقدم في رفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وعدم حصول تقدم في مفاوضات جنيف.
وقال في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي»: «وقف إطلاق النار كان مطبقاً بنسبة تصل إلى 80% ثم تراجع إلى 70% والآن مطبق بنسبة أقل في ظل وجود خروقات خطيرة خاصة في مدينة حلب»، مؤكداً أنه في حال تم حصار مدينة حلب أو إذا استمر هذا التراجع في وقت إطلاق النار وعدم حصول تقدم في فك الحصار فإن هذا الأمر يهدد المفاوضات بشكل كبير، وسيؤدي إلى انهيار العملية السلمية بشكل كامل.
وأضاف كامل: «إذا كان وقف إطلاق النار وفك الحصار محترماً فهذا جيد جداً ولكنه غير كافٍ، يجب أن يحصل تقدم في الملف السياسي والعملية السياسية وأن تحصل مفاوضات سياسية جدية حقيقية حول انتقال سياسي حقيقي في سوريا وإلا فسوف تحصل انتكاسة»، وتابع: «في ظل التراجع في الملفات الثلاثة، المفاوضات في جنيف مهددة تهديد حقيقي».
في السياق ذاته، أكد مصطفى أوزو النائب السابق لرئيس الائتلاف السوري أن اتفاق وقف الأعمال القتالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا باعتبارهما رئيسين للمجموعة الدولية لدعم سوريا، في 22 شباط/فبراير 2016 كان في الأساس اتفاقاً هشاً لوجود العديد من الألغام التي من الممكن أن تنفجر في أي لحظة، على حد تعبيره.
وقال لـ «القدس العربي»، «سجلت هذه الاتفاقية منذ بدء سريان تطبيقها العديد من الخروقات من قبل النظام، والتي سجلت تصاعداً خطيرا في الأيام الأخيرة الماضية من خلال عودة النظام لاستخدام البراميل المتفجرة، وتبدو المراقبة الأمريكية الروسية عاجزة عن إرغام أطراف الصراع على تنفيذها حتى النهاية».
وأضاف أوزو «أظهرت المفاوضات الجارية في جنيف بين وفدي نظام بشار الأسد والمعارضة السورية، عدم جدية النظام في بحث عملية الانتقال السياسي التي تشكل جوهر الاتفاقات الدولية لحل الأزمة السورية سياسياً، وخاصة مسألة تشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية، واستهلاكه للوقت ببحث الأمور الإجرائية، مراهناً كما كان على الحل العسكري والقضاء على معارضيه».
وشدد أوزو على أنه «مِمَّا لا شك فيه أن تصاعد القتال في العديد من الجبهات وعودة النظام لقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والدعوة الأخيرة للسيد علوش باستئناف القتال، ستكون المسمار الأخير في نعش مفاوضات جنيف، بعد مرور ثلاث جولات على بدايتها بدون أن تحقق أي اختراق جدي لإنهاء معاناة الشعب السوري المستمرة منذ خمس سنوات بسبب تقاعس المجتمع الدولي في وضع حد لجرائم النظام وحروبه المدمرة لسوريا والسوريين».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية