مأثورات وزير الداخلية الأردني الجديد: «دالية عنب» خليلية تظلل العائلة و«الوطن البديل» أسطوانة لا مبرر لها

عمان ـ «القدس العربي»: يتناقل الجميع في النخبة الأردنية دوماً «مقولة مشهورة» ترتبط باسم وزير الداخلية الأردني الجديد الجنرال مازن القاضي.
المقولة تتحدث عن «ردة فعل» القاضي سريعة البديهة خلال نقاش له علاقة بأسطوانة «البديل البديل» حيث قال الرجل «..لا توجد شاحنة في الأردن تستطيع حمل أردنيي المكون الفلسطيني ووضعهم على الجسر».
لاحقاً وفي مناسبات عدة ولقاءات تمسك القاضي بمقولته و«القدس العربي» تتابعه في مساجلات عدة حيث كان يسأل ساخراً من الداعين لترحيل الفلسطينيين عن الأردن: وهل هم ـ يقصد الفلسطينيين- حمولة «بيك آب» حتى أحملهم وألقي بهم على الجسور مع الضفة الغربية.
وجهة نظر القاضي ان مجمل الحديث في جدل المكونات على اساس أسطوانة الوطن البديل غير ضروري لأن الأردن لجميع أولاده ولأن الوطن البديل نغمة نشاز.
«القدس العربي» زارت القاضي في منزله مرات عدة وخلالها كان يتحدث بحماس عن «الظل» الذي توفره له ولأولاده ولبيته «دالية عنب» حصل عليها حصرياً من مدينة الخليل قائلاً: هل ترون هذه الدالية تطعمنا سنويا ألذ أنواع العنب ونستريح في ظلالها.
في كل الأحوال مزاج القاضي السياسي تمتع برؤية نقدية للأحداث خصوصاً في مجال الأمن العام حيث خبرته الأساسية وخلال عمله كعضو في البرلمان زهد في الأضواء وبقي مؤمناً بأن أية حلول يفكر بها المجتمع الدولي بالقضايا الثلاث المركزية في المنطقة وهي العراق وسوريا وفلسطين لا يمكنها العبور ولا النفاذ إلا عبر المملكة الأردنية الهاشمية.
يقول القاضي: نحن هنا كأردنيين وسنبقى هنا والجميع يعلم بان الحلول السياسية للأزمات المستعصية تصبح منتجة فقط عندما لا تتجاهل دور الأردن المحوري في الأمن والاستقرار خصوصاً في ظل الديناميكية الملموسة للقيادة.
في مسألة الإخوان المسلمين بقي على مسافة مع بقية المسؤولين الأمنيين فخلال عمله البرلماني وما بعده حرص على البقاء متصلاً بقادة ورموز الإخوان المسلمين بل حضر مع بعضهم من المعتدلين اجتماعات تنسيقية وطنية وجهت بعدها رسائل للقصر الملكي.
القاضي قال لـ «القدس العربي» مرات عدة أنه شخصياً يعتبر الحركة الإسلامية جزءاً من النسيج الإجتماعي ويدعو للحوار مع الإسلاميين دوماً بشرط إلتزامهم كما كان يقول بعدم الخروج على الثوابت وقواعد اللعبة.
وجهة نظره ان بعض قادة التيار الإسلامي أظهروا «سوء نوايا» وهذه مسألة تسيء للشعب الأردني وليس فقط للمؤسسات الرسمية بالرغم من ذلك لا بد من الحوار مع الجميع ومع جميع مكونات العمل السياسي وإن طال الانتظار.
بقي القاضي زاهداً في الأضواء والزحام وعندما اكتشف أن مناخ الانتخابات الأخيرة غير صحي ترك المواجهة رغم شعبيته الكبيرة وسط قبيلته ومنطقته الإنتخابية وفضل البقاء في حالة تحاور وتواصل مع جميع أصحاب الرأي كما يصفهم. في المسألة السورية تحديداً كان القاضي أول من تحدث لـ «القدس العربي» ولغيرها عن تعقيدات الوضع الميداني مشدداً على ان جميع المتشددين دينياً ويحملون السلاح هم على نحو أو آخر خصوم للدولة الأردنية ولا يمكن الوثوق بهم.
قياساً على هذا السجل يبقى السؤال: ما هي الأجندة التي قفزت بشخصية وازنة ومقدرة من طراز الجنرال القاضي وزيراً للداخلية بعد انسحاب خلفه سلامه حماد من الموقع؟

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    بلاد الشام وسايكس بيكو المشؤومة
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول احمد سامي مناصرة:

    الحديث بهذه الرمزية و البساطة و دوالي الخليل او غيرها لا ينفع كثيراً. بيان الموقف الرسمي العلني من مسألة الوطن البديل والتأكيد الذي لا لبس فيه بأن الجنسيه الاردنيه لذوي الأصول الفلسطينية لا تعني إلغاء حقوقهم التاريخيه بوطنهم الام. فلسطين و في ذات الوقت عدم التضييق عليهم ، اعرف أناساً عملوا بالدول الخليجيه طوال حياتهم و عندما حانت ساعة العودة للأردن وجدوا الأبواب موصدة تماماً فكانت وجهتهم … كندا التي قبلتهم و استثمرت ما أتوا به من مال ..

  3. يقول سامح // الاردن:

    * من فضل الله لا يوجد ف الاردن لا ( طائفية ) ولا عنصرية
    وسالفة ( الوطن البديل ) اسطوانة مشروخة عفا عليها الزمن.
    * كل التوفيق للوزير القاضي وارجو ان يشن حملة شرسة
    ضد ( الفساد ) والفاسدين ومهربي المخدرات والاسلحة وشكرا.
    سلام

  4. يقول خليل ابورزق:

    ضربة ع الحافر و ضربة ع المسمار

  5. يقول DR ARABI,UK . ..:

    I totally agree with the good and appropriate above comment of Mr Ahmad Sammy Manasrah,I don’t want to add more.

إشترك في قائمتنا البريدية