اسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد أشهر من انطلاقة الثورة السورية بدأت تتشكل مجموعات جهادية في أرياف حماة وإدلب ومحافظات أخرى مثلت نوى أساسية لبنية تنظيم الدولة الذي اشتد عوده لاحقاً في سوريا .
من هذه المجموعات «مجلس شورى المجاهدين» بزعامة أبي الأثير الحلبي ـ عمرو العبسي ـ أحد أبرز قيادات تنظيم الدولة في سوريا والذي اعلن عن مقتله قبل اسابيع بقصف لقوات التحالف.
العبسي المولود في السعودية درس الهندسة المعلوماتية في جامعة الاتحاد في منبج، وهو من سجناء صيدنايا ، خاض في ذلك السجن النزاع نفسه مع قادة الفصائل الإسلامية الاخرى الذي ظل مستمراً ليومنا هذا، وكان من بين الناجين من هجوم شنته قوات ماهر الاسد لفك استعصاء صيدنايا الشهير والذي اسفر عن مجزرة كان ضحاياها نحو سبعين معظمهم من رفاق أبي الأثير من الجهاديين الأصوليين الذين رفضوا انهاء الاستعصاء سلمياً كما فعل باقي قيادات التيارات السلفية حينها: اطلق سراح ابي الأثير عام 2011 ضمن مئات السجناء الاسلاميين واليساريين الذين اطلق سراحهم بعفو رئاسي.
ومع بداية العمل المسلح برز دور الاخ الشقيق لأبي الأثير الجهادي المعتق ابو محمد الشامي ـ الشيخ فراس العبسي ـ الطبيب الذي امضى سنوات في ساحات افغانستان والسودان بعد ان تركت عائلته سوريا هرباً من ملاحقة النظام اواخر السبعينيات، وما ان عاد لسوريا حتى أسس الشيخ فراس العبسي مجلس شورى المجاهدين، ليضم عدداً من مقاتلي الريف وجهاديين من القوقاز، كما استقبل مقاتلين من أوروبا من خلال علاقاته السابقة ومهاجرين من دول اوروبية عديدة، كبلجيكا ، التي نشطت فيها جماعة (الشريعة لبلجيكا ، شريعة فور بلجيم) بقيادة اسلامي من اصول مغربية.
أبو الأثير كان عضواً في فصيل «مجلس شورى المجاهدين» حين تأسيسه، واستلم القيادة بعد مقتل شقيقه فراس العبسي في حادثة كادت ان تكون الشرارة الأولى للصدام بين فصائل «الجيش الحر» المقربة من دول الخليج وتركيا وبين الجهاديين، فقد خطف الشيخ فراس العبسي على يد مجموعة تنتمي بحسب الانباء إلى «كتائب الفاروق»، بعد خلاف على ادارة معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، الذي كان لمجموعة فراس العبسي حينها الدور الاهم في اقتحامه إلى جانب الفاروق، لكن السيطرة على المعبر وادارته كانت محور خلاف، واحد ملامحه كان في رفع فراس العبسي «راية العقاب» على معبر باب الهوى بعد السيطرة عليه في تموز/يوليو عام 2012، وهي التي يستخدمها تنظيم «الدولة» اليوم، وقيل حينها ان الحكومة التركية لم يرق لها الأمر فطلبت من «فصيل الفاروق» المقرب منها حينذاك ابدال الراية بعلم الثورة السورية، وهو ما حصل، مما اجج الخلافات التي انتهت بكمين قرب الحدود التركية خطف على اثره العبسي ليعثر على جثته بعد ثلاثة ايام ملقاة في حفرة وبها اثار تعذيب وطعن بالسكين، واتهمت الفاروق بالضلوع بالعملية. في ذلك اليوم تحديداً كنت في طريق عودتي من حلب باتجاه احدى القرى عند الحدود التركية، وبعد محاولات للتقصي عن الحادثة، التقينا بمجموعة من المقاتلين الاسلاميين الذين كانوا غاضبين مستنفرين، وقالوا ان من قتل العبسي من فصائل الحر «يريد التحكم بمعبر باب الهوى، وخصوصاً شحنات السلاح التي كانت ترد من الدول الداعمة».
بعدها بأشهر، وبينما اشتدت المعارك مع النظام في حلب وريفها، التقينا بأبي الأثير الحلبي في بلدة كفر حمرا في ريف حلب الشمالي، برفقة احد قياديي «الجيش الحر» الذين كانوا على علاقة طيبة به وهو من بلدة عندان ـ قبل ان ينقلب الان لقتاله في تنظيم «الدولة» ـ كان ابو الأثير مصاباً، لكن مصابه الاكبر كان مضايقات واستفزازات «فصائل الحر» لمقاتليه كما قال، اشتكى من فصيل «لواء احرار سوريا» الذي كان يتلقى دعماً غربياً «انهم يريدون قتالنا اكثر من قتال النظام، لم يكونوا كذلك في البداية، لكنهم تغيروا». واضاف ابو الأثير «إننا نعرف بوجود عناصر من الفصائل ينسقون مع اجهزة المخابرات الغربية وبعض الدول العربية، بدأوا يجمعون معلومات عن مواقعنا وأعدادنا، وبات همهم هو اقصاؤنا»، ثم بدأ بسرد تفاصيل مضايقات يتعرض لها، وكرر الحديث عن ان اقتتال الفصائل قد يحدث كما سبق أن حدث بالعراق، كانت مجموعة أبي الأثير تضم اكبر عدد من المهاجرين الجهاديين، وسألناه عن احد المقاتلين البلجيكيين الذي جاء والده للبحث عنه واسمه ديمتري، قبل ان يعود المقاتل لبلجيكا لاحقاً .
شهور قليلة لاحقاً، انضم «مجلس شورى المجاهدين» لتنظيم «الدولة»، بل أصبح اهم ركائزه في حلب، وأصبح ابو الأثير والي حلب، وينسب البعض الفضل له بضم ابو عمر الشيشاني لتنظيم «الدولة»، وقد كان حينها يقود «جيش المهاجرين والانصار» المقرب من «مجلس شورى المجاهدين» و»كتائب اسود السنة».
ورغم الضغوط التي مورست على أبي الأثير من قبل عدد من الفصائل بعد اتهامه بعمليات قتل دموية وتصفيات واغتيالات لعدد من نشطاء وصحافيين معارضين للجهاديين بحلب وريفها، الا انه رفض الاستجابة، أو اطلاق سراح اي من المعتقلين في سجونه التي اكتظت بنشطاء وصحافيين من حلب وريفها، تم تصفية بعض منهم في مشفى الاطفال بحلب على الرغم من تدخل قيادات تحظى باحترام الاسلاميين في حلب كعبد القادر الصالح قائد «لواء التوحيد».
وينسب البعض الفضل لأبي الأثير في الإسهام في إنشاء وترسيخ نظام مالي صارم لتنظيم «الدولة» في سوريا، يقوم على منع الاستحواذ على الغنائم من قبل القادة الميدانيبن فور انتهاء المعارك، بل جمعها في مركز مالي للتنظيم يقوم بادارة موارد التنظيم المالية، ومنح المقاتلين رواتب واجوراً لا السماح لهم بالتصرف باي ممتلكات عامة، ويقول مقربون من أبي الأثير انه ارسل دراسة مفصلة لقائد تنظيم «الدولة» البغدادي يتحدث فيها عن ضرورة تجنب ما وصفها «فتنة الغنائم» في سوريا بفصائلها المتعددة، وهي التي ادت لضياع موارد مالية هائلة لفصائل إسلامية كبرى من دون الاستفادة منها بالصورة المثلى، مما جعلها تضطر للاعتماد على الدعم الخارجي التسليحي والمالي .
ويبدو ان مساهمة أبي الأثير وغيره من إداريي تنظيم «الدولة» ادت بالنهاية لتشكيل «ديوان الغنائم» الذي نظم هذه العمليات، ومن ثم تشدد التنظيم في معاقبة اي عنصر من عناصره يقوم بالاستيلاء على اي اموال خلال المعارك، من خلال تطبيق ما يعرف «بالاحتطاب».
وبحسب سكان يقيمون في مناطق التنظيم بمنبج وجرابلس والباب شرقي حلب فان ابو الأثير كان منذ سنوات مقرباً من زعيم تنظيم «الدولة» البغدادي، وبات في الأشهر الأخيرة القيادي الأكثر نفوذاً في سوريا.
وائل عصام
* اخي الكاتب المحترم ( وائل عصام ) حياك الله .
* وجوه ( قادة داعش ) ستبقى
سوداء وايديهم ملطخة بدماء الأبرياء من المسلمين ( قاتلهم الله ).
* داعش : – هي الشيطان بثوب انسان لا بارك الله فيهم .
سلام
لا يوجد هناك فرق بالإجرام بين داعش والنظام – وهذا دليل على أن داعش صنيعة النظام
ولا حول ولا قوة الا بالله
الفرق بين داعش و النظام هو في العمر. النظام اصل و داعش فرع. النظام سبب و داعش نتيجة
الأخ سامح لااعرف لماذا تتهم الكاتب بتبيض وجه قادة داعش ؟ الرجل يقوم بتحليل الحقائق الموجودة على الأرض لا غير . كون الإنسان بأنه امين لا يسرق الأموال ليس بدليل على صدق منهجه .الأمانة شى محمود عند المسلم وقد تكون ايظا عند غير المسلم ايظا ..وهي وكما أسلفت ليست بدليل قاطع على صدق المنهج في الدنيا والدين فحبذا لو فكرت مرتين بدل مرة قبل ان تتهم الآخرين ومن الله التوفيق