طاقة الكترونية شمسية غير تقليدية قد تصل بالبشر إلى كوكب المريخ

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تعمل وكالة الفضاء الأمريكية على مشروع طموح يمكن بفضله الوصول مبكراً إلى كوكب المريخ، حيث تعمل على تشييد مركبة فضائية تعمل بقوة الطاقة الشمسية التي سيتم تحويلها إلى كهرباء ومن ثم قوة دفع هائلة بواسطة تكنولوجيا جديدة غير تقليدية ولا يعرفها العالم حتى الآن.
وبحسب المعلومات التي كشفت عنها «ناسا» فقد أبرمت عقداً مع شركة فضائية متخصصة في واشنطن بقيمة 67 مليون دولار لتطوير نظام جديد يقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء ومن ثم تحويلها إلى قوة دفع ستُستخدم في تشغيل مركبة فضائية فائقة السرعة وذات قدرات عالية.
ويُطلق على النظام اسم (الدفع الالكتروني المتطور) ويُختصر بالانكليزية (AEPS) وهو الذي يقوم بتشغيل وتحريك المركبة الفضائية، وتقول «ناسا» إن من الممكن أن يُستخدم في مشروع الوصول إلى كوكب المريخ الذي تعمل عليه، وتطمح إلى انجازه خلال السنوات القليلة المقبلة.
وكشفت الوكالة أن التكنولوجيا الجديدة التي تقوم بتطويرها من شأنها أن ترفع كفاءة الوقود المستخدم في المركبات الفضائية بأكثر من 10 أضعاف الكفاءة الحالية، وهي تكنولوجيا تقوم باجراء معادلة كيميائية تؤدي إلى إنتاج طاقة هائلة تستخدم في تشغيل المركبة، وتنتج عنها قوة دفع مضاعفة عن القوة المتوفرة حالياً في المركبات الفضائية.
وقال ستيف غورسيزك، مدير البحوث التكنولوجية في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إنه «من خلال هذا العقد فان الوكالة سوف تقوم بتطوير عناصر كيميائية متقدمة ينتج عنها قوة دفع كبيرة تستخدم بشكل مبدئي في تشغيل المركبات الفضائية».
وأضاف: «هذه التكنولوجيا سوف تمهد الطريق لاستخدام متقدم للطاقة الشمسية في توليد قوة دفع كبيرة تستخدم لتحريك المركبات الفضائية، وذلك مع نهاية العقد الحالي» مشيراً إلى أن «تطوير هذه التكنولوجيا سوف يؤدي إلى إيجاد مواصلات فضائية متقدمة في المستقبل، وسوف يطور من القدرات المتوافرة لدى وكالة ناسا في مهام الاستكشاف الآلية والإنسانية التي يتم إرسالها إلى الفضاء».
وكشفت «ناسا» في إطار عملها الدؤوب للوصول إلى كوكب المريخ عن مركبة فضائية مستوحاة من ألعاب الأطفال القابلة للنفح بالهواء، حيث يعمل المهندسون في مركز «ناسا» للأبحاث في هامتون في ولاية فرجينيا الأمريكية، على تطوير مركبة فضائية مزودة بحلقات قابلة للنفخ تشكل درعاً تحمي المركبة ويسهل بوزنه الخفيف دخولها ببطء إلى الغلاف الجوي الرقيق لكوكب المريخ.
ومثل هذه الدروع المنفوخة يمكن أن تساعد المركبة الفضائية على الوصول إلى ارتفاعات شاهقة تصل إلى السهول الجنوبية للمريخ وغيرها من المجالات التي لا يمكن الوصول إليها في ظل التقنيات الحالية.
وما دفع الخبراء إلى التفكير بأسلوب كهذا هو أن الصواريخ التقليدية لا يمكن أن تستخدم لإرسال مركبات فضائية ضخمة كما هو الحال في الكواكب التي لا تحتوي غلافاً جوياً، كما أن المظلات لن تكون قادرة على حمل تلك المركبات الضخمة.
أما في التصميم المقترح، فيتم ملء الحلقات بالنيتروجين وتغطى بغلاف حراري، وفور اقتراب المركبة من الهبوط، تتحرك حلقات الحماية المنفوخة حول أعلى المركبة لحمايتها أثناء الهبوط.
وكانت وكالة «ناسا» نجحت في أواخر العام 2014 بإطلاق المركبة الفضائية «أوريون» التي تهدف لاستكشاف ما وراء مدار الأرض، ويمكنها نقل البشر إلى القمر وكوكب المريخ والكواكب الأخرى مستقبلاً.
وقالت الوكالة إن المركبة تقطع طريقها بنجاح في الفضاء بعد مرور 40 دقيقة على الإنطلاق، وإنها تستهدف في المرحلة الثانية الوصول لمسافة 3600 ميل في الفضاء.
وتُعد المركبة الفضائية «أوريون» أحد أهم إنجازات برامج الفضاء الأمريكية، حيث صُممت خصيصاً لنقل رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية ISS، بالإضافة إلى نقل الرواد إلى القمر أو المريخ أو أي كويكبات أخرى.
والهدف الأساسي من هذه المهمة اختبار الدرع الحراري الواقي للمركبة وصموده في درجات حرارة ستصل إلى 2200 درجة مئوية حين تعود المركبة إلى الأرض وتحتك بالغلاف الجوي، وكذلك اختبار المظلات وأجهزة الكمبيوتر على متنها.
يشار إلى أن المريخ هو الكوكب الرابع في البعد عن الشمس بالنظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف على أنه كوكب صخري من مجموعة الكواكب الشبيهة بالأرض.
ويبلغ قطر المريخ حوالي 6800 كلم وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد، وتقدّر مساحته بربع مساحة الأرض، ويدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمعدل 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرات من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس.
ويعتقد العلماء أن كوكب المريخ احتوى على الماء قبل 3.8 مليار سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة، وفيه جبال أعلى من مثيلاتها الأرضية ووديان ممتدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية