المندوب الاممي مارتن كوبلر وانتهاكات حقوق الانسان في العراق

حجم الخط
0

بماذا يفكر كوبلر وهو يقوم بمهمة المبعوث الاممي الى العراق ازاء المشكلات والازمات التي تحدث في العراق؟ هل يتصرف بمنطق المحايد او الوسيط المنصف، الذي لا يتصرف حسب هواه او ميوله الشخصية؟ المنطق والواجب ان اي مبعوث اممي او اقليمي او محلي عليه ان يتصرف بحيادية، دونما اي انحياز الى طرف ضد الاخر، او بالاحرى ان ينتصر للمظلوم على الظالم، عندما يدعو الى ايقــــاف العــــنف في العراق، فانه يســــاوي بين المسالمين والقوى المدججة بالسلاح، ويطلب من الجميع مطلــبا واحدا، كما أنه لم يقم بواجبه الانساني ازاء المعتقلين العراقيين الذين يصارعون الموت البطيء بسبب نقص الادوية للامراض المزمنة التي يعانون منها، والامراض التي نتجت جراء التعذيب الوحشي الذي يمارس ضدهم، وكذلك حاله مع الاشرفيين في ليبرتي ومخيم اشرف«
ان المقاومة الايرانية اذ تنوه بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 29 آب/ أغسطس2012 الذي أكد على السعي باتجاه معالجة القضايا الانسانية في مخيم ليبرتي، والتعهد بالدعم لأمن وسلامة السكان، واذ تذكر بمسؤولية وتعهدات الأمم المتحدة بشأن حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء، تدعو الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة الى التحرك للحيلولة دون تطبيق هذه الممارسات القمعية.
وترى المنظمة التناقض بين مواقف كوبلر، التي يدلي بها من على المنابر الدولية والوقائع على الارض. فعقب صدور بيان كوبلر يوم 16 أيار/ مايو2013 بشأن نقل 14 من سكان مخيم ليبرتي الى ألبانيا، الذي اوغر فيه صدر من استمع اليه من المسؤولين الامريكيين ضد الليبرتيين، انتقد ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية منظمة المجاهدين بدلا من شكرهم على جهودهم لانجازعملية النقل. في حين أن ممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ليبرتي’شكروا قيادة المخيم على تعاونها في نقل هذه المجموعة الى البانيا. وبفعل التضليل الذي مارسه كوبلر امام المسؤولين الامريكيين فقد طالبوا بـ’التعاون الكامل مع سير عملية النقل التي تقوم بها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وتسهيل وصول مراقبي الأمم المتحدة الى سكان مخيم ليبرتي’. فيما تتحدث فرق المفوضية يومياً في وجبتين صباحاً ومساء مع سكان المخيم حول موضوع النقل، وتحاجج المنظمة السيد كوبلر بالقول بأنه كان من المفروض أن يتم نقل 210 أشخاص من السكان الى ألبانيا في نيسان/ أبريل الماضي و100 شخص الى ألمانيا، الا أنه ولحد الان لم ينفذ من الامر شيء.
ورغم كل المخالفات التي ارتكبها كوبلر الا انه يدافع عن مسلكه الذي صار مدانا من قبل العديد من المعنيين بحقوق الانسان امام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الاوروبي في بروكسل يوم 29 مايو، غير أن عددا كبيرا من نواب البرلمان الاوروبي اعترضوا عليه، مؤكدين له أنه حاول في وقت سابق مخادعة البرلمان، في حين أن الوضع الداخلي العراقي قد تقهقر في عهد مراقبته وانه لم ينتقد أيا من سياسات الحكومة العراقية. وأضافوا أنه وبسبب عدم أهليته لم يحرز أي تقدم في ما يتعلق باعادة توطين 3200 من اللاجئين في مخيمي أشرف وليبرتي.
وقد كرر كوبلر من جديد استخدام معلومات مغلوطة للتأثير على عناصر معينة، وأثار من جديد المشكلات التي تواجه مراقبي الأمم المتحدة في الوصول الى سكان مخيم ليبرتي، وأنه ليس هناك تعاون بين ادارة المخيم وقيادة منظمة مجاهدي خلق الايرانية في باريس، متجاهلا أكثر المسائل الحاحاً وعجالة، أي مسألة سلامة وأمن السكان الذين تم زجهم في معتقل صغير تجاه القصف بالصواريخ. وقد طلب عدد من النواب توضيحات من كوبلر حول عدم تقديم الخوذات والسترات الواقية الباقية في مخيم أشرف لسكان ليبرتي، لكي يتمتعوا بالحد الأدنى من مقومات الحماية. وكان رده الضعيف أن تنفيذ هذا الأمر يقع على عاتق العراقيين. فتصريحات كوبلر كانت متناقضة، الى حد دفع حتى رئيس الجلسة المار بروك الى القول ‘ما قلته اليوم أراه يكاد يكون أمرا لا يمكن تصديقه، المعلومات الدقيقة يجب أن تقدم لنا عبر قنوات محايدة’.
من جهته اشار ستروان ستيفنسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوروبي الى عدم الرد المناسب على الاعدامات وانتهاكات حقوق الانسان في العراق من قبل كوبلر، وتقاعسه تجاه انتفاضة أبناء الشعب العراقي ومطالبهم، وقال لكوبلر انه وقع مذكرة التفاهم مع الحكومة العراقية لنقل سكان أشرف الى سجن ليبرتي، من دون موافقة السكان. متهما كوبلر بمخادعة نواب البرلمان الاوروبي بشأن واقع مخيم ليبرتي، من خلال تقديم صور مفبركة. وقال ستيفنسون ان مارتن كوبلر ضمن أن 3100 شخص سيتمتعون بالسلامة والأمن في مخيم ليبرتي، وسيتم نقلهم على وجه السرعة الى بلد ثالث. مؤكدا أن طاهر بومدرا وهو مسؤول كبير في يونامي استقال من منصبه احتجاجا على تصرفات كوبلر.
أما جيم هيغينز عضو البرلمان الاوروبي فقد خاطب كوبلر قائلا ‘انكم تقولون ان الحكومة العراقية تراهم ارهابيين. بينما هؤلاء خرجوا من قائمة أمريكا والاتحاد الاوروبي. عليكم ومن موقع الأمم المتحدة أن تفصحوا عن أن هؤلاء ليسوا ارهابيين. لماذا لا تتخذون موقفا كهذا؟ عملكم هذا عمل نفاق للغاية. ما هي انجازاتكم وأنتم تتلقون مبالغ كبيرة؟ يجب طردكم ويجب أن يطردكم مجلس الأمن الدولي’.
بدوره قال ويتاتاس لاندرز برغيس عضو البرلمان الاوروبي: ‘هناك العديد من السياسيين العراقيين يدينونكم على ما تفعلونه من اشراك ايران، وهي بلد خارجي في الملف العراقي؟ لماذا تطلعون النظام الايراني على وضع سكان ليبرتي، الذين يعاديهم النظام الايراني؟ هناك 18 شخصية سياسية زاروا أشرف في أوقات سابقة أصدروا بيانا طالبوا فيه بالنظر في أداء عملكم في محكمة، وهم أعلنوا استعدادهم للادلاء بشهاداتهم أمام المحكمة مطالبين باجراء تحقيق في أداء عملكم’. وسأل لاندرز برغيس كوبلر هل أنت موافق على اجراء تحقيق أم تنتظر لكي ينتهي عهدك وتغادر بغداد من دون أي مساءلة؟
وتبذل منظمة المجاهدين جهدا متسارعا ومتواصلا مع الامم المتحدة والادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي لكي تجلب انتباه هذه الاطراف الى سلوك كوبلر في موضوع سكان ليبرتي واشرف، فقد ارسلت رسالة في 5 مايو الماضي الى وزير الخارجية الامريكية جون كيري بشأن التفاصيل المتعلقة بعملية اعادة التوطين ومسألة الأمن الملحة في ليبرتي، وتفنيد اقوال كوبلر ودور مساعديه في اضطهاد السكان. وطالبت الرسالة كيري بايفاد بعثة الى ليبرتي لتقصي الحقائق بمشاركة شخصيات وجنرالات أمريكية، سبق أن قدموا طلبا لتفقد ليبرتي وأن يتم نشر تقرير عملهم للرأي العام. كما طالبت الاتحاد الاوروبي بارسال بعثة لتقصي الحقائق الانسانية الى ليبرتي وأشرف قبل وقوع حمام دم آخر، ونشر نتائج التحقيقات. وتعتقد منظمة المجاهدين ان كوبلر يلتف على مسألة الأمن الملحة في مخيم ليبرتي قبل نهاية مهمته المفروضة في العراق.
وفي السياق نفسه حصلت المقاومه الايرانية على وثائق جديدة من داخل النظام الايراني تتضمن أوامر صادرة للمالكي ضد المعارضة الايرانية في العراق قبيل الانتخابات الايرانية تتضمن:
1 تحديد محام من جانب الحكومة العراقية لسلب حق سكان أشرف في ملكيتهم وتدريبه وتوجيهه بهذا الصدد بموازاة كيفية اثارة الموضوع لدى الأمم المتحدة والمسؤولين الأمريكيين عبر مارتن كوبلر.
2 الطلب من الصليب الأحمر الدولي استئناف نقل الخطابات والرسائل الموجهة من قبل وزارة المخابرات في طهران الى سكان أشرف وليبرتي تحت غطاء تواصل العوائل، بهدف ممارسة الضغط على مجاهدي خلق.
3 على الشرطة والقوى الأمنية في ليبرتي أن تصعد من الاجراءات القمعية ضد السكان.
4 رصد وتسجيل الاتصالات الهاتفية والالكترونية في ليبرتي مع العالم الخارجي.
5 فرض المزيد من القيود على زيارات القنصلية والأمم المتحدة، خاصة السفارة الأمريكية لليبرتي.
‘ كاتب أردني ورئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية