عمان ـ بغداد ـ «القدس العربي»: ضمن المساعي المحمومة لإنقاذ العراق من التدهور الذي يمر به، أعلنت نخبة عراقية عن انطلاق مبادرة وطنية لتشكيل تيار مدني يكون بديلا عن الأحزاب الحاكمة في العراق.
وعقد مؤتمر الإعلان عن تأسيس التيار الوطني «موطني» في العاصمة الأردنية عمان واستمر لأيام، وضم نخبة من المفكرين والاقتصاديين والإعلاميين والنواب العراقيين بهدف إيجاد البديل للأحزاب السياسية التي سيطرت على السلطة في العراق بعد 2003 وأوقعت البلد في أزمات مستعصية.
وطرح التيار المدني مبادرة مهمة في تشكيل حكومة إنقاذ وطني بعد تجميد البرلمان والدستور والعمل لإجراء انتخابات جديدة برعاية الأمم المتحدة.
ويأمل المؤسسون وراء التشكيل الجديد، الذي عقد اجتماعات ولقاءات في العاصمة العراقية والأردنية مع العديد من النخب الاقتصادية والسياسية والجماهيرية بهدف بلورة المشروع، أن يحظى باهتمام كبير من العراقيين الباحثين عن تشكيل سياسي وطني جامع لكل القدرات والطاقات بعيدا عن الطائفية والأعراق.
وتحدث الباحث العراقي غسان العطية، في افتتاح المؤتمر الذي تابعته «القدس العربي»، فقال إن المبادرة الوطنية تدعو لتشكيل «تيار مدني جامع لكل القدرات والطاقات الخيرة في المجتمع العراقي، بديلا عن الأحزاب السياسية الحاكمة التي فشلت في إدارة البلاد وأدخلتها في أزمات لا نهاية لها». وأشار إلى أن الجهة التي تتصدى لهذا المشروع «نخبة فكرية وطنية لا تعترف بالطائفية».
وعبّر عن تقديره لظاهرة جديدة هي «وجود بعض النواب الذين انتفضوا للتحرك بعدما أدركوا أنه حان الوقت لكي يميزوا أنفسهم ضمن جهد وطني، بعيدا عن قافلة الطوائف والأعراق. وهم موجودون في التيار الوطني»,
كما أشار إلى «وجود عقول اقتصادية لو سمح لها بالعمل في العراق لأنقذت البلد». وأضاف: «وهناك قوى شبابية شاركت في التظاهرات والاعتصامات وسكنوا الخيام ليعلنوا أن الاحتجاج وطني وليس فئويا أو حزبيا أو محركا من الخارج. وهذا إضافة إلى وجود الكثير من الطاقات الإعلامية التي تتدافع للمشاركة في هذا المشروع».
وقال العطية: «من نحن؟ نحن مبادرة نروج لفكر سياسي برز بعد أن فشلت التيارات اليسارية والقومية وأخيرا التيار الإسلامي الحالي. هذه فشلت كلها. والسؤال هو: إلى أين نحن ذاهبون»؟
وقال أيضا إنه لمس في الشباب العراقي «حالة من اليأس بحيث لا أحد يتصور وجود حل، فلم يجد أمامه سوى ترك العراق بحيث بلغ عدد المهاجرين حوالي خمس ملايين عراقي حتى الآن».
وتطرق إلى واقع العراق، فقال إن «أول ضحايا الاحتلال هم المسيحيون الذين يعشقون أرض العراق وكانوا موجودين فيه قبل الإسلام». وتساءل: «أي جريمة ارتكبناها بحقهم؟ وما يشهده العراق من مأساة بوجود أكثر من ثلاث ملايين نازح فماذا نحن فاعلون لهم»؟
وقال إن المبادرة «جاءت لتصحيح الأخطاء. وسيكون برنامجنا حافلا بالمهام والمسؤوليات». وحذر في الوقت نفسه من تحويل المؤتمر إلى شعارات ومنابزات وهجوم، مشددا على» أن نعطي القدوة الحسنة للآخرين وألا نبحث عن منصب حكومي.. بل نريد ثقة الشعب، وسيكون لدينا برنامج حافل».
وتحدث الدكتور ماجد الساعدي، رئيس «المنتدى الاقتصادي العراقي»، فرحب بالحاضرين باسم مجلس الأعمال العراقي ورجال الأعمال العراقيين في الأردن، مشيرا إلى وجود 120 ألف رجل أعمال عراقي يساهمون في الاقتصاد الأردني بأكثر من 15 مليار دولار، إضافة إلى مليارات عدة في دول أخرى.
وقال إن هذه المبادرة «تسعى إلى إعادة العقول العراقية من أجل بناء العراق».
وأضاف: «انطلاقا من شعورنا بالمسؤولية، شاركنا في هذا التحرك الذي يعكس تطلع العراقيين إلى دولة مدنية لا طائفية ولا عرقية تسودها العدالة الاجتماعية والمساواة».
وقال إن «السياسيين الجدد أضاعوا فرصا كثيرة في النمو والتحسن وتقديم الخدمات رغم المردود المالي الكبير الذي حصلوا عليه خلال 13 عاما. لكن الكل انشغل بالمحاصصة والفساد والمؤامرات في ما بينهم، ما أوصلنا للهاوية. والآن الدولة مثقلة بمسؤوليات هائلة غير قادرة على إنجازها وبنية تحتية ضعيفة، مع وضع أمني واقتصادي متعب، وكله من أجل حفاظهم على مصالحهم الضيقة».
وأكد الساعدي أن «الحل لإنقاذ العراق هو الاعتماد على القطاع الخاص الذي يضم إمكانيات هائلة وخبرات وطنية وعلاقات دولية. وإذا ما توفرت إرادة سياسية، استنادا إلى النواب والقواعد الانتخابية، يجب الترويج لهذه الفكرة وتشجيعها. فليس هناك من حل لمشاكل العراق إلا بالاقتصاد ودخول القطاع الخاص إلى البلد». وانتقد «عدم قيام الدولة بتحديد ماهية الاقتصاد العراقي كونها ضائعة بين قوانين اشتراكية قديمة للتعامل مع المشاكل الاقتصادية».
مصطفى العبيدي
بالتوفيق إن شاء الله – نعم ما ينقص العراق هو الحس الوطني
ولا حول ولا قوة الا بالله
الاخوة الاعزاء اتشرف بان انضم الى مشروع وطني الرجاء اعطائي ايميا غسان العطيه العراق بحاجة الى هذا المشروع