مواقع «التقاطع» الاجتماعي

حجم الخط
0

زمان الفيسبوك كان لما حد يبعتلك مسج وتفتحها، الطرف التاني مكنش بيعرف انت قريتها ولا لأ. فكنت بتفتح المسجات وتقرأها، ولما يجي صاحب المسج يكلمك ويقولك مردتش ليه، كنت ممكن تكدب وتقوله اصلي ماشوفتهاش .
فالفيسبوك مشكورا قام عامل حاجه اسمها Seen اول ما تفتح المسج يكتب seen والساعة اللي شفت فيها المسج، فبقي مفيش وسيلة للهرب. غير أنك تقرأ نص المسج من بره وبتبقى خايف تفتحها عشان صاحبها مايعرفش انك قريتها و بدأت تتأقلم، والناس اتعودت ع الموضوع ده.
الفيسبوك يسكت ؟! يهداله بال من غير ما يخلي الناس تقفش مع بعض وتتخانق ؟! لا طبعا. يقوم بسلامته طلعلنا في موضوع انه يكتبلك جنب الاسم في الشات كان Active من قد ايه. يعني تلاقي صاحبك محمد كان اكتيف من 37 دقيقة، وحسين من 17 دقيقة وهكذا، وساعتها كنا مخنوقين وخلاص بقينا مقفوشين … يعني حد يتصل ومتردش عليه. يدخل يلاقيك اكتيف ده معناه انك مش معبره. تبقى قايلها هدخل انام عشان ترتاح من زنها دخل بعد شويه تلاقيك Active now فتسود عيشتك انت واللي خلفوك. تبقى قايله معلش مشوفتش انك بعت، فيقولك لا انت كنت اكتيف من خمس دقايق وهكذا.
وبدأت الخناقات تزيد وبدأنا نشيل من بعض، بس برضه يعني بقينا بنفصل حجج مقنعه ع الوضع الحالي، زي مثلا معلش الموبايل بيعلق، لا ده انا نمت وسيبته مفتوح. الفيسبوك بيهيس وهكذا. فالناس سابت شات الفيسبوك …وبدأت تستخدم الواتس اب، يقوم مارك صاحب الفيسبوك يهداله بال ؟! يهدا ويتبط ؟! لا طبعا …قام شاري الواتس اب. وبقا كل مسج توصلك اول ما تفتحها، يعملك جنبها علامتين زرق …عشان اللي بعتلك يعرف انك فتحتها وقريتها … عشان لما تنفضله يقفش عليك ويكرهك ويشيل منك.
بس الناس اتعودت وبقت بتقرا الماسجات من الـ Notification Bar ومابتدخلش ع الواتس اب نفسه، عشان ما يظهرش انك فتحتها، وده اسمه الخوف من العلامة الزرقاء …(صحين زرق فوبيا ). لحد ما الواحد بدأ يحس ان الفيسبوك أو مارك تحديدا بدأ يزود التفاصيل الصغيرة اللي بتعمل مشاكل كنوع من انواع محاكاة الموقع بالواقع ..وكل ما التفاصيل بتزيد كل ما اهتمامك بالحاجة دي بيكبر وبتتسحل اكتر جواها.
الفيسبوك زي ما سياسته بقت بتساعد على زيادة الخلافات والمشاكل، كمان بقى بيوجهك أو زي ما بنقول بقى عارف دماغك …هو قاعد معاك، شايفك بتدخل على ايه ..وبتعمل لايك لأيه ..شايفك بتعدي ايه ..وايه اللي بتركز عليه وتدوس See More أو continue Reading فبقي حفظ دماغك … بقى اقرب ليك من نفسك … قدر واحدة واحدة يحسسك انه عارف اكتر منك وانه اقربلك من اي حد ..وتدريجيا بدأ يحطلك في النص حاجات سواء دعائية أو آراء موجهة …او اي حاجه عاوزك تشوفها… ومتأكد انك هتشوفها.
الفيسبوك بيدخل في حياتنا ويسيطر عليها ومش قادر تمنعه. الفيسبوك حاصر كل كلامنا في الشات .. يعني لو بتكلم واحد صاحبك عن حاجة نفسك تعملها. بتلاقي بعد كام يوم طالعلك ع الجنب مكان ممكن تروحه عشان تلاقي فيه الحاجة دي. هو مش مكشوف عنه الحجاب بس هو قاعد على حجرك وسامعك في كل مكان سواء نومك، شغلك، حياتك … حتى في الحمام هو معاك.

مدون مصري

مواقع «التقاطع» الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية