الدوحة ـ «القدس العربي»: عشق الكتب، ومحبة بريق صفحاتها ورائحة عطرها المميزة، والغرام الذي تزرعه الروايات المحفزة والمبدعة في قلوب الناس، واللهفة للنهل من عالم الأدب ببحوره الواسعة ونبع مياهه الصافية تقود خطى مجموعة من الشباب الملمين بلغة عصرهم والمتمكنين من التكنولوجيا بأبعادها الواسعة لينفردوا بقناة خاصة في موقع الفيديوهات العالمي “يوتيوب” وتحظى التجربة بإشادة النقاد والأدباء وإعجاب القراء.
“بعيون قارئ” تجربة مجموعة من المبدعين هو عبارة عن برنامج على اليوتيوب يستعرضون فيه الكتب بمختلف أصنافها سواء أكانت تاريخية، أم دينية، أم تتعلق بالتنمية البشرية، وحتى تلك الموجهة للأطفال.
تؤكد الإعلامية إشراف بن مراد التي تستعد بدورها لخوض مجال الأدب وتنهمك على إصدار روايتها الأولى أنها وزملائها تعمل في المشروع على قراءة الكتب بطريقة مصورة من خلال فيديوهات مركبة ومصورة لا تتجاوز مدتها 4 دقائق.
الهدف من المبادرة هو زيادة المعارف، وهو أمر يعتبر وسيلة لتنمية الذات والمجتمع، ولتحفيز الناس وتشجيعهم على القراءة تكشف لـ«القدس العربي» عن أهداف المشروع.
عائشة الإدريسي المشاركة في القناة تؤكد أن «بعيون قارئ» يهدف لبث رسائل إيجابية تساعد على تطوير الذات والتنمية لزيادة المعارف وتعزيز معلومات متصفحي مواقع الانترنت بكل ما هو جديد في عالم الكتب.
الفكرة جاءت من وحي ابتكار طريقة جديدة لجذب أكبر شريحة من الجمهور بأسلوب سلس وشيق من خلال الصورة.
القائمون على القناة يعتبرون أن المبادرة تهدف للترويج للكتاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم إنشاء القناة بالأساس على موقع اليوتيوب ويتم إبرازها كذلك في مواقع «فيسبوك» و»تويتر» ومختلف المنصات مثل «انستغرام»، كما سيتم في الايام القليلة القادمة تدشين موقع الكتروني خاص بالقناة بعنوان www.bookworm-eyes.com
ويعتبر المشرفون على المشروع أنهم ليسوا بنقاد ولا هم أكاديميون ولهم لهم خبرة في مجال تحليل المضامين بصيغتها العلمية، لكنهم مجموعة من الإعلاميين المهتمين بالقراءة وأخذوا على عاتقهم مسؤولية القيام بمجهود ولو كان بسيطا في سبيل التوعية بأهمية القراءة.
تعتبر عائشة الإدريسي في تعريفها للمبادرة وأبعادها أن فعل القراءة يعتبر محوريا للمجتمعات العربية، لأن مجتمع لا يقرأ يكون عرضة لاختراق أي فكر، ولهذا يطمح الجميع إلى رفع شعار نحن نقرأ.
وتؤكد زميلتها إشراف أنهم شرعوا في إبراز الروايات لأن الفريق يود التركيز على ما يعزز الروابط الإنسانية والتي يعالجها هذا النوع الأدبي، بشكل أو بآخر، ضمن المواضيع المختلفة التي تتناولها مثل التمييز العنصري وعدم الانفتاح على الآخر، وكل المشاكل التي يعاني منها المجتمع العربي حاليا.
الفريق المشرف على القناة يسعى إلى إخراج الفيديوهات بصورة فنية ذات مستوى عال الجودة وتقدم للقارئ بأسلوب سلس وشيق حتى تشجع المشاهد على اقتناء الكتاب وقراءته.
في فترة وجيزة بعد انتشار القناة في عالم الانترنت تلقت المجموعة إشادة واسعة من قبل عدة فاعلين، وتشجيعا من كبار الكتاب على الساحة العربية على غرار واسيني الأعرج، وأمير تاج السر، وسعود السنعوسي، وجلال برجس ويوسف زيدان، وغيرهم كثيرون.
قناة «بعيون قارئ» من خلال متابعة بسيطة لما تم نشره حتى الآن نجد أنها تتضمن عناوين لكتب تاريخية، وأخرى عن التنمية البشرية، إضافة إلى مؤلفات تتضمن سير ذاتية لأبرز الشخصيات العربية والعالمية.
وبالرغم من أن المشروع لا يزال في بدايته إلى أن المشرفين عليه تناولوا فيه حتى الآن عناوين تشمل أبرز الأعمال الروائية على الساحة العربية.
ومن العناوين التي تم تناولها وسجلت تفاعلا واسعا، رواية «ساق البامبو» و»فئران امي حصة» للروائي الكويتي سعود السنعوسي، و»عزازيل» للروائي المصري يوسف زيدان، و»عشيقات النذل» للتونسي كمال الرياحي، ورواية «كبرت ونسيت أن أنسى» للروائية الكويتية بثينة العيسى، و»الراهب الذي باع سيارته الفيراري» للكاتب العالمي روبن شارما. إلى جانب هذه العناوين تم تخصيص قراءات لـ»مملكة الفراشة» لواسيني الاعرج، وكتاب «على ضفاف البوسفور» للقطري علي عبد الله ابراهيم الانصاري، ورواية «ألف شمس مشرقة» للكاتب العالمي خالد حسيني، و ما زالت هناك عناوين جذابة أخرى سنتناولها في القريب سواء في الرواية أو التاريخ أو البحوث، يؤكد المشرفون على القناة.
وجدنا تجاوبا كبيرا من المتابعين الذين أثنوا على الأعمال، وأفادونا بملاحظاتهم التي وضعناها بعين الاعتبار، وسعدنا أكثر عندما قام العديد من المتابعين بشراء الكتب بعد مشاهدة الفيديوهات تكشف لنا إشراف.
ومن ضمن «خطتنا التي تم تقسميها لفترات زمنية محددة، سوف لن نقتصر على عرض الفيديوهات فقط ولكن ستكون هناك لقاءات نستضيف فيها أدباء ومشاهير» تتحدث بشغف عائشة الإدريسي عن خططهم المستقبلية.
وفي تعليق له بعد مشاهدته الفيديو الخاص بروايته «مملكة الفراشة» وصف واسيني الأعرج الصفحة بأنها رائعة وجهد مميز.
كما أبدى الروائي الكويتي سعود السنعوسي إعجابه بالصفحة إثر تناول روايته «فئران أمي حصة» قائلا: «أخذني الفيديو إلى جوِّ الرواية وتفاصيلها، والنص جميل، واختيار اللحن المصاحب للرواية كان موفقا جدا.
أما الشاعر و الروائي الأردني جلال برجس و الذي تناولت القناة روايته «مقصلة الحالم»، فقال: «راقت لي هذه القناة كثيرا، فعبرها وجدت شكلا آخر من أشكال الآراء حول النص بما أن الآراء تتنوع، اتكاء على مقاربة المكتوب من أكثر من بعد، فحينما تتكفل هذه القناة وذخيرتها الميديا والكلمة بمعاينة رواية معينة فإنها تعاين جانبا ربما يقفز عنه الكثير ألا وهو الإحساس الأول بالمادة الروائية كمقترح إنساني، فتتجلى هذه المعاينة بالصورة والصوت والكلمة، إنه استخدام ذكي للتكنولوجيا يوظف لخدمة الرواية، أكثر الأشكال الأدبية أهمية هذه الأيام».
القناة بإشراف بن مراد وعائشة الادريسي في اختيار الروايات وقراءتها وإلقائها، وعبد الله رضا طلبة في التركيب والإخراج، ومحمد بيرم في الموقع الالكتروني والسوشيال ميديا.
سليمان حاج إبراهيم
مقال جميل وممتع، وفكرة مميزة لهؤلاء الشباب..أعجتني طريقة الترويج للروايات في القناة..جيل اليوم يبحث عن التجديد في كل شيء، وأعتقد ان طريقة الترويج للروايات تفتح شهية قرائتها ,,كل التقدير
شكرا على التشجيع أستاذ إسماعيل ، هذا هو هدفنا من خلال هذا المشروع : فتح شاهية المتلقي العربي الذي أصبح أسيرا لشاشة جواله،إلى القراءة