عمدة لندن الجديد يهاجم كاميرون ويؤكد استقلاليته عن كوربن

حجم الخط
7

لندن ـ «القدس العربي»: دعا عمدة لندن الجديد صادق خان حزبه، العمال إلى تبني استراتيجية تسع الجميع والتخلي عن الخلافات الداخلية. وقال إن حزب العمال وجد لكي يحسن حياة الطبقة العاملة ويخلق فرص عمل للجميع، سواء كانوا يطمحون للعمل كممرضين في المستشفيات أو إنشاء وإدارة عملهم الخاص، وعليه فيجب على الحزب أن يؤكد العدالة لكل فرد ويعطيه الفرصة في الحياة حتى يحقق أهدافه. وكتب خان في صحيفة «أوبزيرفر» عن نجاحه الإنتخابي الكبير ضد منافسه زاك غولد سميث بنسبة 57٪ ضد 43٪ «لقد تعلمت الكثير في هذه الحملة ـ عن نفسي ولندن وأهمية التواصل مع كل قطاعات المجتمع البريطاني، ولكن هناك درسان مهمان: الأول وهو أن الحزب يفوز عندما نتطلع للأمام ونركز على القضايا التي تهم الناس. والثاني وهو أن أحدا لن يثق بنا ويمنحنا الفرصة للحكم طالما لم نصل لجميع وكل الناخبين ـ بعيدا عن أصولهم الإجتماعية، وأين يعيشون ويعملون».

استقلالية

وفي ما نظر إليه كاستقلالية عن الخط الذي يمثله زعيم الحزب جيرمي كوربن قال خان إن «الشجار حول بنية الحزب قد تكون مهمة لبعض أعضائه ولكنها وبشكل واضح لا تهم الغالبية من الناخبين، وعلينا تجنب التركيز على أنفسنا وتجاهل ما يريده الناس». وفي نقد لطيف أشار خان إلى أن كوربن يفشل في الوصول لقطاع واسع من الناخبين بمن فيهم أبناء الطبقة المتوسطة والساخطين من حزب العمال. وقال «يجب أن يكون حزب العمال مثل الخيمة الكبيرة التي تستقطب كل واحد ـ وليس ناشطيها فقط. والحملات الإنتخابية التي تدير ظهرها لجماعات معينة ستفشل حتما».
وأضاف أن الذين يصوتون تقليديا لحزب العمال ليسوا كافين لكي يفوز الحزب في الإنتخابات العامة «ويجب أن نكون قادرين على إقناع كل الناس الذين صوتوا للمحافظين في السابق للثقة بحزب العمال في قضايا تتعلق بالأمن والإقتصاد وكذلك تحسين الخدمات الإجتماعية وبناء مجتمع عادل».
وأشار خان إلى أن الحزب يفوز بمجلس لندن «سيتي هول» لأول مرة منذ ثمانية أعوام، وهو أول نصر كبير للحزب في لندن منذ عقد من الزمان «وأشعر بالتواضع بالأمل والثقة التي وضعها اللندنيون بي».
وذكر خان بقصته التي استطاع من خلالها الفوز بمنصب العمدة ولكي يصبح المسلم الأكثر تأثيرا في القارة الأوروبية نظرا لأهمية مدينة لندن العالمية» لقد ولدت في مسكن للبلدية، ليس بعيدا عن سيتي هول ولم أحلم أبدا أن يقوم اللندنيون بانتخاب شخص مثلي ليقود عاصمتنا العظيمة». ووعد خان أن يقود المجلس بما يخدم مصالح جميع اللندنيين «كقائد قوي براغماتي ومستقل». وهذا إشارة عن شقه لطريق مختلف عن كوربن الذي لم يكن من ضمن الحاضرين في كاتدرائية ساثريك، جنوب لندن حيث استلم خان منصبه بشكل رسمي.
واختار كوربن الذهاب إلى بريستول لحضور حفل تنصيب عمدة عمالي آخر. وكان كوربن من أول المهنئين لخان بتغريدة عبر فيها عن تطلعه للعمل مع عمدة لندن الجديد. وتحدث خان عن برنامجه للأربع سنوات المقبلة وهو التأكد من حصول سكانها على الفرص نفسها التي تمنحها العاصمة للجميع «ويجب على كل شخص مهما كانت أرضيته الإجتماعية، ثروته، عرقه، دينه، جنسه، واختياره الجنسي أو عمره أن يحققوا إمكانياتهم والنجاح». ولهذا السبب قال خان إنه ركز طوال الحملة الإنتخابية على القضايا التي تهم أهالي لندن وهي ـ عدم توفر السكن وبأسعار معقولة، بنية النقل العام وأجورها، الصحة الوطنية والحاجة إلى أمن للأحياء وسياسات داعمة للتجارة.
ويقول إن ما يتحدث عنه معروف لدى الجميع لكن «تقديم الحلول للتحديات التي يواجهها الناس بشكل يومي هو الطريق الوحيد للفوز في الإنتخابات. فكيف ستثير حماسة مقترع لم يحسم أمره أو إقناع شخص صوت في الماضي للمحافظين إن لم تكن قادرا على نيل ثقتهم حول هذه القضايا الرئيسية، أو أنك لم تبد حماسة للحديث عن الموضوعات التي تهمهم أكثر».
وقال إن حملته ركزت منذ البداية على 32 حيا «وقضيت وقتا طويلا في بروملي وريتشموند ووسط المدينة وهاكني وساثيرك وكامدين. وكان شعاري «عمدة لكل أهل لندن»، ولم يكن الأمر حول «اختيار جانب» أو موقف «نحن أو هم» أو استراتيجية تستهدف قطاعا معينا من السكان للحصول على الأصوات الكافية، فيجب أن يكون هدفنا توحيد كل الناس من مختلف الأصول الإجتماعية وجلبهم إلى خيمة الترحيب ـ وليس فرق تسد».

هجوم

ولهذا السبب كان موقف الحملة من اتهامات معاداة السامية داخل الحزب حاسما لأنه أضر بسمعته. وانتقد خان قيادة الحزب لأنها لم تتحرك بالسرعة الكافية «ونظرا لعدم تحرك الحزب بطريقة عاجلة فإنه أعطى انطباعا أننا لا نهتم كثير بالمجتمع اليهودي ومظاهر قلقه. وأننا لا نتعامل معها بصورة جدية».
وفي السياق نفسه هاجم خان كلا من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والمرشح المنافس غولدسميث حيث وصف حملة حزب المحافظين «بالمخيبة للآمال، وكنت أتطلع لحملة شريفة ونقاش حول الطريقة المثلى لحل مشاكل السكن والنقل والتلوث في العاصمة».
و«لكن ديفيد كاميرون وزاك غولدسميث اختارا تقسيم المجتمعات في لندن في محاولة للفوز بأصوات مناطق وقمعها في آخرى». وقال إنهما «لقد استخدما التخويف والتلميح في محاولة لضرب الأقليات الإثنية بعضها ببعض ـ وهو ما نقلاه مباشرة من قواعد لعبة دونالد ترامب.
ويستحق أهل لندن أفضل من هذا، وآمل أن لا يكرر المحافظون هذا أبدا». ويأتي هجوم خان بعد حملات نقد داخل حزب المحافظين حول الطريقة التي استخدم فيها الدين ومحاولة ربط خان بالأصوليين بطريقة حولت الحملة لأسوأ حملة انتخابية مورس فيها التشهير والتعريض بالدين.
وعبر محمد أمين، رئيس منبر المسلمين المحافظين، وهي المجموعة التي تحاول كسب أصوات الأقلية المسلمين للحزب عن قرفه من حملة حزبه حيث كتب على صفحة الحزب في الفيسبوك منتقدا الحملة الإنقسامية وغير المريحة التي خاضها حزبه ضد خان.
وترى صحيفة «أوبزيرفر» أن تعليقات خان قد تثير غضب كاميرون وتؤدي لتوتر العلاقة بينهما خاصة أنهما سيعملان معا في قضايا الأمن والأمور الأخرى في الأشهر والسنوات المقبلة.
وحاول حزب المحافظين في أثناء الحملة التي أشرف عليها مدير حملة كاميرون في انتخابات العام الماضي ليتون كروسبي، التأكيد على روابط خان مع المتطرفين وتصويره أنهم واحد منهم. وطالبوه بالإجابة على عدد من الاسئلة خاصة عندما كان يعمل كمحامي لحقوق الإنسان.
وقال خان إن الأمر يعود إلى كاميرون إن كان يريد الإعتذار عن نبرة ومحتويات حملة حزب المحافظين ولكنه تعهد بالعمل معه لصالح أهل لندن. وحتى شقيقة غولدسميث، جميما خان، زوجة لاعب الكريكيت السابق عمران خان انتقدت كروسبي وقالت إن حملته لم تعكس مواقف وشخصية شقيقها.
وكان وزير الدفاع مايكل فالون من أشد منتقدي العمدة الجديد ووصف خان بأنه «خادم متزلف للعمال ويتحدث مع المتطرفين» ولهذا يجب أن لا يمنح امن العاصمة له، إلا أنه أجبر على التراجع عن موقفه في مقابلة مع الراديو الرابع في «بي بي سي».
وسئل إن كان يشعر بالخوف على أمن لندن بعد فوز خان، وتردد في البداية وبعد ضغط من المحاورة سارة مونتاغ اعترف قائلا «لندن آمنة بحكومة محافظين تعمل مع عمدة لندن الجديد».

مانفستو

وبعيدا عن حملات التعريض وفوز خان الساحق يتطلع العمدة الجديد إلى العمل على خطة 4 سنوات والعمل بدأب لتقوية اواصر المجتمعات والإعلان عن «مانفستو العمال لكل اللندنيين». وأكد أن حزب العمال سيثبت خلال ولايته كعمدة أنه الحكومة التي تنتظر لحكم البلاد «أعرف أننا قادرون على عمل هذ، فنحن الحزب الذي سيقدم رسالة إيجابية تستهدف كل واحد وكل قطاع وكل صناعة ـ من الخدمات العامة إلى صناعة الصلب والاعمال والقطاع المالي. ويمكن أن نكون الحزب الذي يقف لتقوية الناس ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم. ورأينا أننا في أحسن حالاتنا للفوز في الإنتخابات عندما نقدم هذا العرض».
وكانت البارونة دورين لورنس والدة الشاب الأسود الذي قتل عام 1993 وهو ينتظر عند محطة الباصات حيث قال «اسمي صادق خان وأنا عمدة لندن الجديد» ويضاف هذا المنصب لقائمة إنجازاته فهو أول وزير مسلم حيث عينه غوردون براون وزيرا في حكومته، وكان مدير الحملة التي أدت لفوز إد ميليباند بزعامة العمال. وقاد حملة الحزب في لندن العام الماضي حيث وسع تأثير الحزب من 45٪ إلى 75٪ وتفوق في اختيارات العمال لمرشح العمدة على تيسا جويل التي كانت مرشحة قوية عن العمال.
ويعتقد مراقبون أن عمدة لندن قد تقود للمنصب الأكبر وهو رئاسة الوزراء. فولاية خان الأولى تنتهي مع موعد الإنتخابات العامة 2020 وقد يرشح نفسه لمرة ثانية وبحلول عام 2024 فلربما يكون حسم أمره للخطوة المقبلة. وكما علق ديفيد لامي، نائب نونتيغهام ـ شمال شرق لندن والذي لم يفز بترشيح الحزب لمنصب العمدة ففوز خان يعطي أملا في أن يتولى يوما ما منصب رئيس الوزراء البريطاني شخص من أبناء الأقليات.
وفي الوقت الحالي فعلى صادق خان أن يثبت نفسه ويحقق وعوده خاصة بعد فوزه التاريخي وبتفويض كبير. وأكد فوزه أن لندن هي مدينة العمال وغنية بتنوعها.

عمدة لندن الجديد يهاجم كاميرون ويؤكد استقلاليته عن كوربن

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لم يستفد المسلمون شيئاً من باراك حسين أوباما فماذا عساهم يستفيدون من صادق خان ؟
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول ابن العرب:

      وجهين لعمله واحده.
      لندن تحكمها الشركات وأسواق المال والعقار.
      وخان مجرد عمده.
      الشغل والمفاتيح مع الغفير .
      وشكرا

    2. يقول SAM-USA:

      باراك اوباما أنتخب رئيسا للولايات المتحدة ال٥٠ من قبل الشعب الأمريكي وليس من شريحة معينة فلا تخلط بين الامور كونه من خلفيه معينة لايعني أنه سوف ينحاز الى هذا أو ذاك، إذا كانت للمسلمين خاصة العرب مشاكل فحلها بيدهم لا اوباما ولا عمدة لندن يملك العصى السحرية، للعلم فالكثير من الدول الإسلامية لا تنظر بعين الرضى نحو العرب، بدلا من إنتقاد أوباما وعمدة لندن، وجه لومك الى الحكومات العربية القمعية والمجتمعات القبلية التي ترفض الحداثة وتربط كل شيء بالدين وعادات وتقاليد موروثة تفرض وبالقوة على الجميع، حل مشاكل العرب لا يأتي من خارج الحدود يا أخ كروي، وشكرا.

    3. يقول الكروي داود النرويج:

      أوباما إنحاز لليهود والمثليين وكذلك هذا العمدة الجديد
      مع تحياتي ومحبتي وإحترامي لك يا عزيزي سام وللجميع
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول أحمد بيه / المانيا:

    ما صادق خان إلا يافطة سوف يُعلق عليها البعض آماله الضائعة وقد جاء في الوقت المناسب فهو سيكون بالنسبة للعرب كما اللهاية بالنسبة للأطفال (baby’s dummy)

  3. يقول خليل ابورزق:

    تعودنا الانتظار. انتظار الفرج بدون عمل. انتظار المستبد العادل. انتظار ان تمطر السماء ذهبا. انتظار ان يظهر في العائلة او القبيلة رجلا يرفعها. انتظار اوباما ان يحقق لنا مطالبنا. و اليوم ندقق ماذا يمكن لصادق خان ان ينفعنا به. و مع احترامي للمعلقين و المتابعين، اقول ماقال شوقي: و ما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الدنيا غلابا

  4. يقول جيفارة العربي:

    دعنا نحكم عليه من خلال تصرفاته. كونه ليس معادي لليهود فهذا عين الصواب . نحن صراعنا مع الصهاينة ومنهم يهود ومسيحيون ونازيين ومتطرفون من اليمين وحتى عرب انتهازيون. الرجل حسب متابعته له لم يتنصل من اصوله ويعرف عنه بأنة ملتزم دينيا وهذه شيء يخصه. لقد نجح بمركز عمدة لندن رغم الهجمة الصهيونية من قبل المحافظون والصهاينة في حزب العمل. هنالك فرق بينه وبين اوباما الذي كان بحاجة للوبي الصهيوني كي يفوز..تحياتي لكلم على أية حال…

إشترك في قائمتنا البريدية