اردوغان أخطأ بليبيا وسورية

حجم الخط
7

كان فيه سلطان وما سلطان غير الله واللي عليه الذنوب يقول استغفر الله، تلك الكلمات كنا نسمعها عندما كانت امهاتنا او جداتنا تسرد علينا قصص السلطان المختلفة وتلك القصص تجعل السامع يذهب بعقله الى عالم الخيال فيظل يفكر فيما يروى له الى ان يأخذه النعاس في نهاية المطاف،وغدا تبدأ قصة جديدة وهكذا فالسيد اردوغان منذ وصوله الى السلطة حاول جاهدا ان يلتحق بركب الغرب المتطور وإدارة الظهر للعرب والمسلمين،انكفأ الى المؤسسة العسكرية فأحدث بها تغييرات جذرية،خوفا من انقلاب عسكري يطيح به، فرمى برموزها بالسجن وأحال بعضهم على التقاعد، وعندما رفض الغرب كافة طلباته ولم يعبأ استعطافاته كانت له مواقفه المعروفة في مؤتمر دافوس فهللنا له وكبّرنا وشعرنا بالعزة، وكبر في اعيننا، وتذكرنا الامبراطورية العثمانية وجبروتها بحوض البحر المتوسط رغم المآسي التي سببتها لنا من حيث فرض الضرائب المجحفة على شعوبنا العربية، ثم اتبعها بسفينة مرمره التي اراد من خلالها كسر الحصار على قطاع غزة فكان ما كان من همجية العدو وأراد السلطان من اصدقائه الاعتذار له لكنهم رفضوا ذلك، فتوقف التعاون العسكري الى حين تدخل سيد البيت الابيض، فبمكالمة هاتفية منه عادت المياه الى مجاريها بين الصديقين الحميمين. عندها فقط شعرنا كم نحن صغار في عيني السلطان، لأن له اكثر من نظارة ونحن دفعنا ثمنها.
لعب السلطان دورا هاما في الاطاحة بزعماء دول الربيع العربي وكان لهم ناصح امين بان يستجيبوا لإرادة الشعوب في التغيير فقام بإمداد المعارضة في كل من مصر وتونس بالمال اللازم لتكوين احزاب على النمط التركي في حين ان التدخل في ليبيا كان من نوع آخرهو تزويد المعارضة بالسلاح،اضافة الى المواد الغذائية.
وبخصوص سورية فإنها فعلت كل ما في وسعها لتأجيج الصراع بها فامدت المعارضة بالسلاح والمال وفتحت حدودها امام المقاتلين من مختلف اصقاع العالم للدخول الى سورية، ويبدو ان الأتراك لم ينسوا للقوميين العرب ببلاد الشام دورهم في الانفصال عن الامبراطورية العثمانية المريضة التي بدأت تنشطر الى قطع فسيفــــسائية تمثل مكـــــوناتها فلا بد ان يرجع كل شيء الى اصله. فاقتطعوا جزءا من سورية (لواء الاسكندرونه) وضموه الى تركيا الى يومنا هذا، ولابد انه سيرجع يوما الى حضن الام سورية.
لاحظنا ان السلطان اردوغان كان جد شغوف بالربيع العربي وقبلها صدّر الينا مسلسلاته المدبلجة وصرنا نقضي الساعات الطوال سمر امام الفضائيات المختلفة، ويبدو ان ‘الربيع العربي’ هو المسلسل العربي الوحيد الذي ابى إلا ان يدخل تركيا وان كان مدبلجا(على هيئة مسرحية لها عدة مشاهد) ليعرض بالساحات الشعبية في مختلف ارجاء تركيا لتنقله الفضائيات الى مختلف الارجاء، عندها وقف السلطان ليقول بأن هناك مؤامرة خارجية تدبر ضد بلاده واتهم النظام السوري ونسي ان له اعداء كثر بدءا بالجماهير الغفيرة التي لم تعد تقوى على العيش بكرامة نتيجة ارتفاع الاسعار وانتشار البطالة مرورا بكبار العسكر الذين حاول تدجينهم اضافة الى المعارضة التي ترى انه ذهب بعيدا عن خيار العلمانية كما انه حشر تركيا في الاحداث التي تجري بسورية التي كانت تعتبر سوقا استهلاكية وممرا آمنا للبضائع التركية الى الدول العربية الاخرى، والمعارضة ترى ان وجود المجموعات الجهادية المسلحة بسورية التي دخلت عبر تركيا وما قمت به من اعمال اجرامية بحق البشر يعتبر وصمة عار للنظام القائم بتركيا، اضافة الى تخوف المعارضة من ان تتسلل هذه العصابات المجرمة الى الداخل التركي وتفعل فعلتها، كما ان الصهاينة ومعها امريكا لن تغفر له وقفته في دافوس وان كانت استعراضية. فالسلطان وضع نفسه بين اكثر من سندان وأكثر من مطرقة وتبين لنا ان السلطان الطيب لم يعد طيبا (ياخاش بين الظفر واللحم يا طالع من غير صنّه طيّبة) فكما تدين تدان. ولا بد من ان تتجرع الكاس الذي اشربته غيرك.فهل سيفيق السلطان من احلام اليقظة. وان الامبراطورية العثمانية انما هي اضغاث احلام.
ميلاد عمر المزوغي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعيد:

    و سياتي دوره بحول الله كما فتن و كان السبب في تدمير هاته الامة سياتي دوره بحول الله

  2. يقول yalko cpo:

    نحن yalkocpo فعلاً نتعجب من أقوالك يا,,,, أوردوغان ,,,, تقول أن أحداً يريد إلحاق أذى لأ قتصاد تركيا ؟ فعلاً إنك مجنون أنسيت أن بلدك فقير يعيش على فتات وهبات الدول الغنية مقابل عمالتك ضد الأخلاق والأنسانية وتورُطك المكشوف مع أصدقائك العربان اللواطين ,, سعودية, قطر ,أردن ,, المغضوب عليهم حالياً من الدول الكبرى لرعايتهم وتمويلهم وتسليحهم الأرهاب الدولي . أيضاً تكلمت أن التظاهرات في تركيا يضر في السمعة والمكانة الدولية لتركيا . نحن yalkocpo نسألك عن أية سمعة ومكانة تتكلم ؟ نحن الدول الكبرى نقول لك بصدق تركيا حالياً بزمن حكمك سمعتها سيئة زي الزفت ,, فقر , جرائم , فساد , إحتيال , إضطهاد الحقوق المدنية للشعب ,, ومكانتها في العالم ,, صفر ,, العالم يكرهها ألا تعلم ذلك !؟ لو كان فيها خير ,, تركيا ,, لكانت إنضمت للأتحاد الأوروبي من زمن طويل لكن تركيا لا ينطبق عليها المواصفات الأوروبية بالمرة . إصح من جنونك ياأيها الخبيث الماكر ,, أوردوغان ,, لأن تركيا أبداً لن تنضم للأتحاد الأوروبي , إذاً إبقى احلم حتى يوم القيامة .

  3. يقول صالح / الجزائر:

    ربما يكون السيد اردوغان ، بحكم مكان مولده المحاذي لأوروبا ، قد تشبع بالعقلانية ، البراغماتية والفكر الاستعماري الغربي . بينما نجد في العالم العربي حكاما وفكرا تتحكم فيهم العاطفة وليس العقل .
    استعمل السيد اردوغان القضية الفلسطينية وسفينة مرمرة استعمالا موجها وتنويميا لخدمة المصالح الاقتصادية التركية والتغلغل إلى قلوب وجيوب العرب و ربما المسلمين ككل .
    السيد اردوغان بصق ، كما يقال في الجزائر ، في الصحن الذي أكل فيه ، خاصة في ليبيا وفي سوريا ، وكان ، ربما مستعدا ، لفعل نفس الشيء في الجزائر وفي غيرها .
    تقول الحكمة العربية : اتق شر من أحسنت إليه .
    نقرأ ونسمع ان الخطاب اللفظي والعضلي الذي يستعمله السيد اردوغان مع شعبه في تركيا الآن هو نفسه الذي استعمله سابقا السيد الاسد مع شعبه في سوريا .
    الفرق أن سوريا كانت مبرمجة ، منذ “الربيع العربي” في تونس ، من شياطين الإنس ، ليقع لها وفيها ما وقع . أما تركيا فإنها جنت ، بفعل الطموحات الجامحة للسيد أردوغان ، على نفسها الأحداث ، التي لا تمت ، بأي صلة كانت ، لا إلى “العدالة والتنمية” ولا إلى الْسلام الذي يحرم دماء وأموال المسلمين ويقر : لكم دينكم ولي ديني .

  4. يقول العربي سليم الجزائر:

    هدا الطيب الدي تنتقدونه هو الدي اخرج تركيا من التخلف و التضخم ا لنقدي حيث انتفلت تركيا من المرتبة 113 الي المرتبة 9 من الدول الاكثر انتاجية و اطلق نهطة صناعية حتي اسبحت المنتجات التركية تغزو كل العالم و حتي الدول الاوربية كما ساعد علي تطوير الشركات التركية حتي اسبحت تفوز بصفقات في دول كثيرة كما رفع الدخل الفردي من 1000دولار الي 4000 دولار في المتوسط و هل قامت بهدا الحكومات العلمانية السابقة

  5. يقول Salman Omar Alhabieb:

    ولايهـمه, هـو كان صحيح لمصلحة العدو الاسرائيلي.

  6. يقول أبو همام:

    طول عمره غلطان

  7. يقول عواد:

    – اورغان جاء منتخبا من الشعب التركي – لم يعين من قبل الرئيس ولم يورث وبالنسبه للامبراطورية العثمانية ما اصابها المريض الا من دول الداء التي حولها التي تامرت علبها وعلى المسلمين الشركس والشيشان انجوشيا والفيروس الذي زرعته الدول العظمى بجسم تركيا استحكم هذا الفيروس ينخر بالمبادي الاسلاميه الفاضله والصحيحه الى العلمانيه واي علمانيه ,علمانيه قبيحه مبيحه ,,,,,وتبعه جنوده بنفس الطريقه حتى جاءت الانتخابات النزيه باورغان ليقضي على الاورام الخبيثه والمهمه انه يسعى وكل مجتهد يلقى نصيبه …..واللي عليه الذنوب يقول استغفر الله ,,,,,,وللحديث بقيه

إشترك في قائمتنا البريدية