السنيورة: قطاع كبير من شيعة لبنان لا يؤيدون مواقف حزب الله في سورية

حجم الخط
0

بيروت ـ د ب أ: زادت الحرب الأهلية في سورية بشكل بالغ من التوترات الموجودة بين الأحزاب اللبنانية.
كان السياسي السني اللبناني فؤاد السنيورة رئيسا لوزراء لبنان في الفترة من عام 2005 حتى عام 2009 وأصبح امس رئيس الكتلة البرلمانية لتيار المستقبل في البرلمان اللبناني.
وتعليقا على اشتراك قوات ‘حزب الله’ في القتال الدائر في سورية قال السنيورة في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية إنه فوجئ باعتراف أمين الحزب حسن نصر الله بالتدخل المباشر في سورية من خلال إرساله أعدادا من المقاتلين ‘الذين كان من المفروض تجنيدهم لمقاتلة العدو الإسرائيلي وتحرير المناطق المحتلة من قبل إسرائيل’.
وأشار السنيورة إلى أن الحزب برر هذا التدخل بأن هناك مواطنين لبنانيين يسكنون في قرى سورية حدودية وأنهم يتعرضون للخطر، ‘وهذا أمر يتعارض مع السيادة السورية ويخالف القواعد الدولية وهو ليس من مهام حزب الله’.
كما أوضح السنيورة أن حزب الله عدل فيما بعد عن هذا التبرير إلى تبرير آخر مفاده أن ‘الحزب يحمي بعض المقدسات والمناطق المتواجد فيها المزارات وتحديدا مزار السيدة زينب في دمشق وبالتالي حول نصر الله المزار إلى هدف عسكري ، ثم انتقل إلى مبرر آخر وهو حماية النظام السوري’.
وطالب السنيورة حزب الله بالانسحاب من سورية ‘اليوم قبل الغد’ موضحا أن ‘تورط حزب الله أكثر في سورية يعد مخالفا للدستور اللبناني ومخالفا للقانون ومخالفا للسياسة التي تتبعها الحكومة في عملية ما يسمى النأي بالنفس’.
كما حذر السنيورة في السياق نفسه من أن تدخل حزب الله في القتال الدائر في سورية يمكن أن يزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة كلها ‘وسيدخل لبنان في مأزق كبير، كما أن حزب الله بتدخله هذا يخالف كل القواعد التي قام عليها الحزب منذ تأسيسه حيث كان يوجه بندقيته نحو إسرائيل إلى عام 2000، ثم بدأ يتحول إلى الداخل اللبناني وبرز ذلك عام 2006 بعد الاجتياح الإسرائيلي’.
وردا على الاتهامات الموجهة لتيار المستقبل الذي ينتمي إليه السنيورة بأن التيار يرسل بعض العناصر السلفية للقتال في سورية قال السنيورة: ‘نحن نبرأ من كل الاتهامات الموجهة إلينا، نحن كنا و لا زلنا لا نتدخل في الأمر العسكري، موقفنا السياسي واضح’ مؤكدا أن التيار يؤيد الانتفاضة في سورية ضد النظام السوري ‘انطلاقا من اعتبارات تتعلق بالحرية والكرامة والديمقراطية’.
كما شدد رئيس الوزراء السابق على أن تيار المستقبل ليس لديه أي تنظيم عسكري وقال إن كل البيانات التي صدرت عن التيار منذ اليوم الأول للأحداث في سورية ضد التدخل الخارجي في سورية.
وتعليقا على مشروع القرار الأوروبي الذي يسعى لوضع حزب الله على لائحة الإرهاب قال السنيورة:’على الاتحاد الأوروبي أن يراعي أن أغلب اللبنانيين لا يوافقون على ما يقوم به حزب الله، بمعنى أن قطاعا كبيرا من الشيعة لا يؤيدون حزب الله في هذه المواقف، علما بأنهم مضطرون للسكوت بسبب الضغوط الممارسة عليهم’.
وبرر السنيورة تأييد تيار المستقبل تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررا لها شهر حزيران (يونيو) الجاري بأن ‘قرار التمديد هو قرار سيء للغاية ولكننا كنا مضطرين و وجدنا أنفسنا بين خيارين، إما تمديد بقاء البرلمان الحالي.. أو الدخول في فراغ دستوري.. والفراغ الدستوري أخطر من التمديد لأنه يعني دخول لبنان في عصر جديد من الفوضى’.
كما عبر السنيورة عن تفهمه لموقف المعارضين من قرار تمديد بقاء البرلمان الحالي والذين عبروا عن غضبهم إزاء هذا القرار برمي الطماطم ‘البندورة’ على النواب وقال: ‘لو كنت مكانهم لفعلت مثلهم، لقد كان يوما حزينا ولكن لم يكن لدينا خيار آخر’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية