مشهد «ساخن» لوزير وبرلماني على الهواء مباشرة… وسياسي يبحث عن دور بجانب ممثلة!

مرة أخرى، يقدم التلفزيون المغربي لمشاهديه مادة ساخرة تُظهر بالملموس درجة التدني التي وصل إليها النقاش السياسي في المغرب، كما تجسده جلسات البرلمان المنقولة مباشرة على الهواء. وهي مشاهد لا يمكن سوى أن تنفّر المواطن عموما والشباب خصوصا من العمل السياسي، لا سيما وأنه لم تعد تفصل المغاربة عن الانتخابات التشريعية سوى أربعة شهور.
عشية الثلاثاء المنصرم، كان هناك نقاش دائر حول قطاع الصحة في الأقاليم الصحراوية، فانبرى المستشار البرلماني عبد الوهاب بلفقيه (من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنتمي إلى المعارضة) للرد على وزير الصحة الحسين الوردي، قائلا له: «إنك تحكي الخرافات، فهذه الخريطة الصحية التي تتحدث عنها لا وجود لها»، وطالب البرلماني الاشتراكي بأن يتحول قطاع الصحة إلى الجيش الملكي، فلولا تدخل هذا الأخير في المناطق الجنوبية لحصلت كوارث في غياب الحكومة. وسرد البرلماني أمثلة على ما اعتبره ضعفا كبيرا في مجال الخدمات الصحية في المناطق الجنوبية، قبل أن يصرخ موجها كلامه للوزير: «والله، وبالله، وتالله لقد عرف قطاع الصحة في عهدك تدنيا خطيرا جدا. أيها السيد الوزير، اذهب إلى العالم القروي وإلى الجنوب، وألق إطلالة عليها، أنت تعيش في عالم آخر!»
فأجابه الوزير: «يبدو لي، السيد المستشار، أنك تعيش في كوكب المريخ، ولست في المغرب. لقد زرتُ الداخلة خمس مرات، والعيون ثلاث مرات، وآسا الزاك مرة واحدة، وقبل أسبوع كان مدراء الوزارة في واد نون. وفي جميع الاجتماعات كنت غائبا تماما. وتأتي هنا للبرلمان من أجل الصراخ ليراك الناس… ليس من يصرخ أكثر ويضرب على الكرسي هو من له الحق. أؤكد من جديد أن السيد المستشار غائب غائب غائب، ولا يمثل تلك المنطقة تماما.» وهنا قاطعه رئيس الجلسة بالقول: «إن المستشار يمثل فعلا المنـطقة، ولسـنا بـحاجة إلى هذه المزايدات. كل من يجلس تحت هذه الـقبة جـاء بطـريقة ديمـقراطية، وعلـيه أن يدلي برأيه بـكل حـرية».
وبعد هذا النقاش الصاخب، توجه الوزير بالكلام إلى المستشار طالبا منه الصفح، فاهتز من في القاعة بالتصفيق، وقال المستشار: «نحن هنا لا يهمنا سوى الصالح العام وقضايا المواطنين». وتعانق الرجلان كأن شيئا لم يكن، دون أن يعرف المشاهدون المساكين أيهما كان على حق: الوزير أم البرلماني؟ أم أنهما أديا مشهدا من نوع الكوميديا السوداء، وذلك كنوع من «التسخين» الذي يسبق عادة حملات الدعاية الحزبية، خاصة وأن أعين السياسيين المغاربة جاحظة اليوم على موعد الاستحقاقات الانتخابية التي ستجرى في الخريف المقبل.

من يمثل على من؟

على ذكر الكوميديا السوداء و«التسخين» الانتخابي، يحاول منصف بلخياط (وزير الشباب السابق وعضو المكتب التنفيذي لحزب «التجمع الوطني للأحرار» المشارك في الحكومة) هذه الأيام العودة إلى الأضواء الإعلامية، وعينه ـ على ما يبدو ـ على الانتخابات المقبلة؛ إذ صرح في برنامج «كواليس» بقناة «ميدي 1 تي في» أنه يرغب في التمثيل بجانب الممثلة منال الصديقي. في البدء، اعتقد من سمعوا هذا التصريح أن الرجل قال ما قال من باب مؤازرة الممثلة المذكورة في محنتها الصحية التي جعلتها تحلق شعرها، ولكنه أكد ـ في حوار لموقع «فبراير» المغربي أنه جاد في كلامه، وأنه ينتظر منتجا ومخرجا يتوليان إنتاج فيلم سينمائي يلعب فيه الوزير السابق البطولة بجانب الممثلة التي تقاوم مرضها بشجاعة وتحد.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يتوفر منصف بلخياط على موهبة كامنة في التمثيل؟ أم إن الحنكة التي تكون عادة في الكثير من السياسيين كافية لأداء الدور المنتظر، بما أن رجال السياسة يتقنون فن التمثيل على الناس. والسياسة هي فن الممكن، أو بعبارة أوضح: هي فن الخداع، كما قيل!

«موازين» المدلل!

سينطلق الأسبوع المقبل مهرجان موازين الغنائي باستضافة مطربين من مشارق الأرض ومغاربها، بعضهم يغني لأول مرة، والبعض الآخـر يعود مجـددا إلى العـاصـمة الرباط، ما دامت الأغنية الشعبية تقـول: «طريق الرباط.. كلها نشاط». مهرجان يقيم الدنيا ولا يقعدها، ويحظـى بكثير من الدلال من طرف جل المؤسسات الحكومية والمنتخبة والخصوصية، ومن بين تلك المؤسسات القنوات التلفزيونية التي تتسابق في نقل السهرات على الهواء، غير عابئة بما قد يتسبب فيه ذلك النقل من مفاجآت غير متوقعة، وخاصة حين يتعلق الأمر بسهرات فنانين غربيين لا يترددون في أن يتعروا أمـام النـاس، ما دام العري لديهـم «مـاركة» مسـجلة. وحيث إن بعض الفنانين المبرمجين في «موازين» الآتين من وراء المحيط الأطلسي لهم تاريخ «مجيد» في التعري، فهل سيبادر وزير الاتصال (الإعلام) مصطفى الخلفي إلى مطالبة القنوات بمراعاة خصوصيات المشاهد المغربي وشروط «دفاتر التحملات» بما أنها مقتضيات قانونية تربط المؤسسات التلفزيونية بالدولة وبالمشاهدين في إطار ما يسمى «الخدمة العمومية»؟ أم إن معالي الوزير سينتظر مع المنتظرين حتى تقوم الزوبعة حول سهرة فنان ما ذات جرعة زائدة من «الجرأة»، فينبري متشكيا متذمرا؟ «إن غدا لناظره قريب».

كاتب صحافي من المغرب

مشهد «ساخن» لوزير وبرلماني على الهواء مباشرة… وسياسي يبحث عن دور بجانب ممثلة!

الطاهر الطويل

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لا يجوز لوزير (موظف) أن يرد على نائب منتخب من الشعب بهذه الطريقة حتى لو كان من عينه الملك
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح // الاردن:

    * لا أفهم كيف حكومة ( المغرب ) ورئيس وزرائها
    ذات توجه ( اسلامي ) ومحسوبين ع ( الاخوان )
    ويسمحون باقامة مهرجان ( موازين ) المسخرة
    والذي يكلف الدولة الملايين ..؟؟؟
    * سلام

  3. يقول سامح // الاردن:

    * عندنا ف الاردن وتجاوبا مع الضغط الشعبي
    منعت الحكومة اقامة حفل ساهر لفرقة
    لبنانية لأنها تسيء للأخلاق والعادات
    والتقاليد المحافظة للبلد.
    سلام

  4. يقول سامح // الاردن:

    * أميل لكفة ( الربرلماني .
    * لا احد يهتم لتنمية المناطق ( الريفية ) في الوطن العربي.
    سلام

  5. يقول عزيز المغرب:

    موازين مهرجان عالمي ولا يمكن أن تفرض على الفنانين طريقة ظهورهم على الخشبة…أما بالنسبة للمتضررين على القنوات التلفزيونية من شكل بعض الفنانين فهناك اختراع يسمى التليكوموند ومن لم يرقه مشهد ما فما عليه إلا تغيير القناة…موازين رهانه سياحي بالدرجة الأولى ..صورة الدواعش لطخت منطقتنا…والسياحة تراجعت هذه السنة… وهناك عروض على منصات مختلفة..الغناء الطربي والدولي والشعبي وترويج صورة المغرب باعتباره بلدا آمنا هو الأهم والباقي الناس أحرار في أذواقها واختياراتها

إشترك في قائمتنا البريدية