منازلة لغوية بين قطرية وسوري وعماني في برنامج «فصاحة» وتونسية تخطف الأضواء بوصف مبهر لوطنها

حجم الخط
2

الدوحة ـ «القدس العربي»: مشاركة عابرة في برنامج «فصاحة» على شاشة تلفزيون قطر الرسمي، حولت شابة تونسية إلى نجمة مواقع التواصل الاجتماعي، وصنعت منها أيقونة نفضت الغبار عن رغاء محتوى العديد من القنوات المحلية وحتى الإقليمية.
البرنامج الذي يستقطب اهتمام المشاهدين والمهتمين، سيشهد اليوم الأحد منازلة قوية بين المرشحين الأربعة للدور ما قبل الأخير، وهم القطرية زينب المحمود، والمتسابق السوري محمد ياسين صالح، والعماني أحمد الكلباني، إلى جانب التونسية غادة تهيمش.
صراع ومنافسة محتدمة، في حلبة دائرية مغلقة، تحت أضواء ساطعة، في معركة سلاحها الوحيد مفعول الكلمة، وترسانتها زاد المتسابق من بديع الكلام، وبلاغة الحديث، وفصاحة لسانه، هي المرتكزات الأساسية للبرنامج الذي أطلقته المؤسسة القطرية للإعلام، ويبثه تلفزيون قطر، ويشرف على إنتاجه فريق خاص.
البرنامج الذي نال استحسان النقاد، والثناء من الجمهور، استهدف فئة الشباب العربي المثقف من كلا الجنسين، من الفئة العمرية ما بين 18 و45 سنة، وأتاح للمتسابقين فرصة التنافس على نيل لقب البرنامج والفوز بجوائز مالية كبيرة.
«فصاحة» يمثل بمعالجته الفكرية، وحجم إنتاجه الضخم، منصة انطلاق جديدة لسياق إعلامي خلاق يسعى للنهوض بواقع المثقفين العرب، وتشجيعهم على استنهاض قيم ثقافتهم وتمثلها واقعا مثلما ترى لجنة التحكيم التي تتشكل من أحمد الشيخ مدير الأخبار السابق في قناة «الجزيرة» وزميله الإعلامي في المحطة عارف حجاوي وعبد الله العذبة رئيس تحرير صحيفة «العرب» القطرية.
وفي وقت شهدت العديد من الفضائيات العربية تراخيا في مجال استخدام اللغة العربية، وتسربت إليها تدريجيا اللهجة المحلية، وتعرضت لانتقادات في هذا الخصوص على غرار شبكة «الجزيرة» التي كانت الرائدة في هذا المجال، شدد المشرفون على تنفيذ المشروع على أن تكون لغة الضاد سيدة المقام، في وصلات التغني بحبها والوجهة التي يلتفت إليها الجمهور وقبس النور الذي يضيء دروبهم.
المشاركون في البرنامج الذي يقدمه الإعلامي القطري عبد الرحمن الشمري أتيحت لهم فرصة التعبير عن ملكاتهم وقدراتهم الإبداعية في الفصاحة والبيان، وذكاء التعبير والبلاغة وقوة الحضور والثقة بالنفس، التي تعكس جوهر وسمات الشخصية العربية، وعمق الالتزام، والتمسك بقيم الأمة وثقافتها الأصلية. وانقسمت المسابقة في «فصاحة» إلى عدة مراحل من اختبارات التأهيل، وقيام لجنة التحكيم بزيارة مجموعة من العواصم العربية للالتقاء بالمشاركين، وإجراء الاختبارات الأولية، وتأهيل الأقوى من بينهم وصولا إلى المراحل النهائية التي تجرى الآن في العاصمة القطرية الدوحة.
البرنامج ومنذ حلقاته الأولى استقطب المزيد من المتابعين ومن الشغوفين بحلو الكلام، واحتل وسمه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مراتب متقدمة وسجل تفاعلا واسعا. الإعلامي التونسي والناقد الأدبي عامر بوعزة كانت له تجربة مميزة مع البرنامج، حينما لفتت انتباهه مشاركةً لمواطنته غادة، وسحرته بأدائها المبهر، وبطريقة تغنيها ببلدها، ليحمل سريعا المقطع، وينشره على صفحته الشخصية في «الفيسبوك»، مع تعليق بسيط جعل الموضوع خلال ساعات يسجل تفاعلا ويتم إعادة نشره آلاف المرات في صفحات عدة.
التونسية غادة تهيمش تمكنت من التأهل للدور النهائي من البرنامج بعد تميزها في أداء خطبة رائعة قدمت فيها بلادها وحظيت بإعجاب لجنة التحكيم والجمهور الحاضر.
وتغنت المتسابقة التونسية بوطنها مؤكدة «أنه كعقد الريحان يزين أيادي العاشقين»، ووصفت شوارع تونس بأن رائحة الجو تشم فيه العود والورد، وأنها مدينة عتيقة تنظر في شوارعها ترى عظمة السابقين، وقالت: «نحن في تونس نقطر من النسرين والورد ماء». الجملة العابرة التي دونها التونسي حول غادة والتي جاء فيها: «بعيدا عن ثقافة «العنڤور» و»زازا» هذه مشاركة تونسية مشرّفة في برنامج «فصاحة» كانت استهلالا لنقاش جدلي حول الأوضاع في بلده ما جعل حجم التفاعل واسعا. ويكشف الإعلامي التونسي لـ»القدس العربي» أن الغاية من نشر مشاركة التونسية غادة تهيمش في برنامج «فصاحة» على مواقع التواصل الاجتماعي كانت في الأساس للفت انتباه وسائل الإعلام المحلية، فالقنوات الخاصة تحديدا، والتي استفادت من مناخ الحريات العامة والتعددية في البلاد بعد الثورة، أصبحت تقوم بدور خطير في توجيه الرأي العام، وخلق محاور اهتمام في كثير من الأحيان مفتعلة، أو مبالغ فيها. الملاحظة التي استخدمها بوعزة حول البرنامج اعتبرها بمثابة تشريح للعديد من القنوات التي تضطلع بدور مركزي في معركة القيم التي تظهر في الوسط السياسي والإيديولوجي في قضية الهوية بينما تتجلى بوضوح مثلما يؤكد في الساحة الفنية والإعلامية بتمظهرات شتى تتراوح بين سموّ المنتوج ورداءته التي تبلغ أحيانا حدّ الإسفاف.
ويعتبر أن اعتزاز التونسيين بمشاركة غادة تهيمش يعكس بوضوح افتخارهم باللغة العربية والثقافة الأصيلة التي عبرت عنها من خلال توظيف ذكي لنصوص الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد، وشاعر تونس الخالد أبي القاسم الشابي، وهو اعتزاز مضاعف بصورة المرأة التونسية والشباب التونسي كما قدمتها هذه المشاركة.
ومن المنتظر أن يقدم برنامج «فصاحة» حلقته الأخيرة في الثاني والعشرين من مايو/ آيار الحالي، والتي سيحسم اللقب فيها من خلال قرار لجنة التحكيم بعد استبعاد تصويت المشاهدين للمتسابقين الثلاثة الذين يخوضون التحدي في الحلقة النهائية مثلما أشارت الجهة المشرفة بحسب بيان لها، ليتم تصنيف المرشحين تمهيدا للحصول على الجوائز المقررة للبرنامج، حيث يحصل صاحب المركز الأول على 500 ألف ريال قطري (130 ألف دولار) ويحصل صاحب المركز الثاني على مبلغ 300 ألف ريال، أما صاحب المركز الثالث فسيحصل على مبلغ 200 ألف ريال.

منازلة لغوية بين قطرية وسوري وعماني في برنامج «فصاحة» وتونسية تخطف الأضواء بوصف مبهر لوطنها

سليمان حاج إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتورجمال البدري:

    تحياتي : نرجوأنْ يكون هذا البرنامج الناجح ؛ صاحب الحضورعلى بقية البرامج الهامشية التي ( تعجّ ) بها الفضائيات العربية ؛ بشأن الغناء..
    ودولة قطر؛ حرسها الله من كلّ شرّوكدر؛ جديرة بدعم مسيرة لغة الضاد ؛ ففيها نخبة عروبية من المختصين والمختصات في شؤون اللغة…
    وتلقى دعماً حقيقياً من لدن دولة لؤلؤة الخليج العربيّ.حيّ الله قطرفي الحفاظ على لغة الله في الأرض.

  2. يقول سمير باشا تونس:

    السلام عليكم
    يعتبر برنامج فصاحة لتلفزيون قطر من ابرز البرامج . حقيقة اعاد روح اللغة الام الى موطنها .
    غادة تهيمش مررت رسالة الى العالم ان تونس الخضراء وطن عربي شرقي . و ان تونس لها مواهب و مثقفين يتقنون فصاحة اللغة العربية .
    الحمد لله . و شكرا لغادة تهيمش يكفيها فخرا انها رفعت راية تونس عاليا في سماء العالم العربي .شكرا لقناة قطر .

إشترك في قائمتنا البريدية