عمان ـ «القدس العربي»: بدا لافتاً جداً للنظر أن يدرس قانون الصندوق الاستثماري السيادي الأردني الجديد حكومياً بعد إرساله عمليا للبرلمان في وجبة بحث متأخرة قليلاً وبصورة غير منطقية وليس في مقر رئاسة الحكومة ولكن في هيئة الاستثمار.
الإجتماع التقييمي ضم رئيس الطاقم الإقتصادي الوزاري الدكتور عماد فاخوري وزير التخطيط ورئيس هيئة الاستثمار ورئيس ديوان التشريع والرأي نواف عجارمه وكان حضور «وزير الداخلية» علامة فارقة مع غياب بقية أفراد الطاقم الاقتصادي الوزاري.
في السياق البيروقراطي هذا الشكل من المشاورات البيروقراطية يعكس واقعاً مستجداً فالتشريع الجديد «عابر تماماً للحكومة» ولكل مفاهيم «الولاية العامة» وأهميته استثنائية جداً ويبدو الآن أولوية مطلقة بدليل صدور إرادة ملكية بعقد دورة استثنائية صيفية للبرلمان ببند واحد على جدول الأعمال يتضمن تأسيس الصندوق المشار إليه.
حسب منطوق النصوص الأولية التي اطلعت عليها «القدس العربي» ينبئ التشريع الجديد بمؤسسة ضخمة وعملاقة عابرة للحكومات ومسلحة بنظام قانوني ذي بعد سيادي تماما وينتهي بمؤسسة بقوة معنوية كبيرة قد تتجاوز ما يألفه الأردنيون في المؤسسات العامة.
تلك تجربة «غير مسبوقة» تماماً في سياق التشريع الأردني ومن المرجح انها تسير ببطء تشريعياً ووضعت وحدها في دورة إستثنائية حتى يتفرغ القوم لها نظراً لأهميتها الإستراتيجية.
القانون بشكله الحالي غير الدستوري بعد يسحب حزمة كبيرة من الصلاحيات المعتادة من مجلس الوزراء ويخصصها لمجلس إدارة صندوق الاستثمار الوطني الجديد، الأمر الذي يفسر وجود وزارة السيادة الأمنية «الداخلية»على التفاصيل.
أحد الخبراء ابلغ «القدس العربي» أن التشريع الجديد يمنح مؤسسة الصندوق صلاحيات هائلة في مجالات محددة من بينها إصدار تراخيص الاستثمار في خمسة قطاعات حيوية جداً أهمها «التعدين».
الصندوق الجديد يخصص الأراضي العامة بإسم الخزينة ويسيطر عليها لصالح مشاريع استثمارية عملاقة ويعفي من الضرائب والرسوم ويحصر الاستثمار بخمسة قطاعات اساسية بهيئة الصندوق الجديد فقط.
تلك «ميزات» لم يحظ بها في تاريخ الأردن الحديث إلا مجلس الوزراء ومناخ الإستعجال في سن وتشريع القانون يدلل على ان العلاقة محتملة بين تأسيس هذا الصندوق ومشاريع سعودية محتملة بالمليارات لإن الهدف المركزي من القانون تأسيس مؤسسة فردية عملاقة التأثير تستطيع مساعدة المستثمرين الأجانب والعرب بدون الرجوع للإطار القانوني البيروقراطي الإعتيادي.
وليد جديد بين مؤسسات الأردن يعيد تماماً إنتاج شكل الحياة البيروقراطية التي يعرفها الجميع فالمؤسسة الجديدة سيادية تماماً وتستطيع إتخاذ قرارات بدلاً من مجلس الوزراء ولها «أنياب ومخالب» بيروقراطية غير موجودة وغير مجمعة في أي مكان آخر.
يتردد بقوة بأن هذا النمط من الاستقلالية في مؤسسة ضخمة من هذا النوع تنحصر فيها مراجعات المستثمرين هو عبارة عن شرط مركزي من الأمير السعودي محمد بن سلمان لإرسال استثمارات ضخمة للأردن.
لا توجد «أدلة مباشرة» على تقييم متسرع من هذا النوع لكن الصندوق الجديد سيكون عابراً لجميع السلطات مما يؤشر إلى ان ظرفاً قاسياً تطلبه بعدما يفترض الخبراء انه قد يكون «الطريقة الوحيدة» المتاحة اليوم لإنقاذ الإقتصاد الوطني وتوسيع الإقتصاد لتخفيف وإحتواء آثار المديونية الخارجية.
المؤسسة الاستثمارية الجديدة ستكون مسؤولة فيما يبدو عن استدراج الاستثمارات المهمة في قطاعات حيوية وإستراتيجية محددة أهمها التعدين والنقل والسكك الحديدية ومشروع مدينة الجبيهة الترويحية التي يرى مختصون انها قد تنتهي بمدينة ترفيهية على طراز دولي بإسم نسخة أردنية من «ديزني لاند».
استقطاب استثمارات ضخمة أصبح بمثابة المسار الوحيد أمام صانع القرار الأردني لمواجهة العجز والبطالة والمديونية لكن دعاة السيادة وشعارات الوطنية ستحاول النيل من القانون الجديد الذي يبدو انه ولد اصلاً قوياً وخاطفاً ونافذاً.
الصندوق سيدار من قبل مجلس إدارة يوجد فيه رئيس الوزراء وبعض الوزراء والمسؤولين لكن المخاوف بدأت مبكراً من الإخفاق في إدارة هذا النمط غير المعتاد من التسهيلات التي ستمنح للاستثمار الضخم سواء أكان سعودياً أو غير سعودي.
بسام البدارين
انه ضمن المنطق الاقتصادي ان لا تنقص أموال المستثمرين لسداد رواتب ومخصصات الاخطبوط البيروقراطي. يعجبني هذا النسق الاردني السعودي الجديد! عسى ان العقلانية مستقبلنا!
* يا عمي اعمل ما بدى لكم وربنا يوفقكم
ويكون صندوق استثمار خير وبركة ع الأردن .
* بس بدون محاربة ( الفساد ) بشكل جدي
وقطع رؤوس الحيتان الفاسدة .. لا أمل بالتقدم
وسوف يبقى الوضع ( الاقتصادي ) صعب
ويدور في حلقة مفرغة..؟؟؟
سلام
فكره راءعه و لازمه.
و لا يمكن للاقتصاد الأردني التوسع و النمو من دون الاستثمارات الخارجية. و هناك العديد من الفرص لكي نجعل الاْردن جاذب للسياحة و الاستثمار. و هذا لم يكن و لن يكون ممكنا بدون هيئه استثمار سياديه تتخطى البيروقراطيه و المزاجية و الموظفين العاجزين و العادات و الاعراف الباليه التي اكل عليها الزمن و شرب.
١. هناك منطقه جرش و دبين و عجلون بآثارها و كروم زيتونها و طقسها الصيفي الرائع و مياهها و لكنها مهمله و تحتاج الى مشاريع سياحية و تسويقية و ثقافية لتجذب الزوار و المستثمرين و حتى المتقاعدين من كافه أنحاء الوطن العربي
٢. هناك منطقه البحر الميت التي تم استثمار الكثير بها من ناحيه البنى التحتيه و لكنها تحتاج الى مركز ترفيهي للزوار بعد مغيب الشمس يحتوي المسارح و السينمات و كازينو و انديه ليليه
٣. منطقه العقبه التي باختصار يجب ان تتفوق على شرم الشيخ بكل شيء
بالمختصر المفيد اذا نحن بالأردن بقينا على حالنا و عاداتنا القديمة المتوارثة و الباليه فمن الجنون توقع اي تحسن في مستوى المعيشه او البطالة او المديونية. و سوف نغرق كلنا بالفقر و البطاله سواء لنا او لأولادنا و احفادنا. و لن يكون هناك خيار اخر للجيل الجديد سوى الهرب و الهجرة لأي مكان بالعالم به رزق.
اهذا ما نريده لأبناءنا و بناتنا؟؟
الاْردن بحاجة ان يغير نظرته لنفسه و لمحيطه و ان يستغل الفرص المتاحة له نتيجه الوضع الإقليمي و يسارع في التحديث و الانفتاح الاقتصادي و القانوني تماما مثل انشاء هذا الصندوق الاستثماري السيادي
و نحن هنا في الاْردن على يقين ان جلاله الملك الشاب هو الوحيد القادر على قياده بلدنا نحو التغيير و التقدم الى الامام و عدم الالتفات الى المشاءمين و السلبيين و السحيجه.