ماذا تبقى من «إسلام» إخوان الأردن؟

حجم الخط
28

 

كما سبقت الحال في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، توجّب على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أن تنحني ـ أو، بالأحرى، تُجبر على الانحناء ـ أمام عواصف الأزمنة المتغيرة، فتفكّ عرى العلاقة التاريخية، القديمة والطيبة والقائمة على تفاهمات صامتة أو معلَنة، مع السلطة. وليس هذا التطور مفاجئاً في الواقع، بل يمكن القول إنه تأخر أيضاً، على نحو ما، لأنّ منطق العلاقة الذي استمر طيلة أكثر من سبعة عقود؛ أخذ يتآكل تدريجياً وعلى أكثر من صعيد، ابتداءً من انقسامات الجماعة ذاتها داخلياً، أو في علاقتها مع المركز المصري الأمّ، وليس انتهاءً بمفاعيل «الربيع العربي» وتذبذبات «حماس» وتحالفات قياداتها مع أنظمة الاستبداد والفساد العربية.
فكيف تُلام السلطة الأردنية إذا اختارت هذه البرهة بالذات لكي تشرع في تفكيك تلك العلاقة، الآن وقد أخذت شعبية الجماعة في الانحسار على مستوى معياري هامّ هو الانتخابات النقابية مثلاً (والإشارة أتت، قوية، من انتخابات المعلمين قبل أسابيع قليلة، حين خسر الإخوان نفوذهم في نقابة هيمنوا عليها في سنة 2014 و2012)؛ وصار البيت الإخواني الواحد متشرذماً بين أربع جماعات على الأقل، ليس لأسباب تتصل بصراعات هرم القيادة فقط، بل في قلب القواعد أولاً، حول مسائل سياسية وعقائدية وأجيالية، تخصّ الداخل الأردني أسوة بالخارج العربي في فلسطين وسوريا ومصر واليمن.
وإذا كانت السلطات الأردنية لم تذهب مذهب مصر والسعودية والإمارات في وصم الجماعة بصفة الإرهاب، وتحريمها على هذا الأساس استطراداً؛ فإنّ الخيار المغربي، أي استيعاب الجماعة وتحييدها عن طريق وضعها أمام تحديات انحسار الشعبية، لا يبدو مطروحاً أيضاً، لسبب بسيط أوّل، قائم في المدى الراهن على الأقلّ، يفيد بأنّ السلطة ليست البتة محتاجة إلى اعتماد خيار مثل هذا. يكفي أن يلجأ أمين العاصمة عمّان، أو حتى رؤساء بلديات الطفيلة والمفرق وإربد والكرك والرمثا… إلى نصوص القانون التي تنظّم عمل الأحزاب؛ لكي يصبح إغلاق هذا المقرّ أو ذاك، في هذه المدينة أو تلك، إجراء مشروعاً تماماً، بل ومطلوباً أيضاَ من باب احترام القانون!
من جانب آخر، يقول المنطق إن مصير جماعة الإخوان المسلمين في الأردن غير منفصل عن مصائر ذلك الإسلام السياسي الشعبي، أو الشعبوي في أمثلة كثيرة؛ الذي أحسن استغلال موجات التديّن العامّ، وامتطى سخط الشعوب من الأنظمة المستبدة، وسعى إلى توظيف احتجاج الشارع، فاكتسب مقادير متفاوتة من الشعبية، كانت في كلّ حال أكبر مما استطاعت اكتسابه تيارات علمانية يسارية أو ليبرالية زعمت تمثيل آمال الناس ومطامحهم. غير أنّ خلوّ برامج ذلك الإسلام السياسي من المعالجات الملموسة للهموم الشعبية، والوطنية، فضلاً عن تقلّب المواقف السياسية ومهادنة الأنظمة وخيانة العهود والمواثيق، أتاح لـ»إسلام» آخر أن يصعد بقوّة، وأن يجمّد نفوذ جماعات الإخوان المسلمين التقليدية، ثمّ ينتقل من التجميد إلى التجنيد من داخل قواعد الإخوان، قبل أن يشقّ الصفوف ويشرذم التنظيمات. ذاك كان إسلام أسامة بن لادن، والزرقاوي، والبغدادي، والجولاني.
ثمة صراع حول السياسات هنا، بالطبع، وارتطام في العقائد والبرامج، وتناقضات كبرى في الأهداف القريبة والبعيدة؛ ولكن ثمة علم اجتماع أيضاً، وربما أساساً، يفيد بأنّ «إسلام» الجماعة قد فقد الكثير من مدلولاته الاجتماعية، وجاذبيته الإيديولوجية، وقابليته لاستثمار نقمة الجموع. وبذلك فإنّ انقسامات الجماعة ليست مؤشرات على بلوغ التأزم الداخلي ذروة غير مسبوقة، فحسب؛ بل هي علائم على تحوّلات عميقة، وخسارات جسيمة، إذا لم يتجاسر المرء فيرى نذير المحاق!

ماذا تبقى من «إسلام» إخوان الأردن؟

صبحي حديدي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غادة الشاويش المنفى:

    اخي باسر باي تعليقك ممتاز جدا ولكن يصعب قياس الساحات على بعضها لان سلوك الأنظمة مختلف وردود فعلهم على المعارضة محكومة بطبيعة حسابات الأنظمة لدى فعل الشارع وكيفية التعاطي مع الشارع المحتج في رأيي المتواضع هناك خلل جذري في اعتماد آليات مواجهة وتغيير مناسبة بحسب قياس كل ساحة وبالنظر أيضا ليس فقط إلى طبيعة الأنظمة وردود فعلها بل أيضا الى السياسة الخارجية فتغيير في النظام الأردني مثلا في بلد يقف على أطول خط حدودي مع العدو وطبيعته الجغرافية تسمح بدك كيان العدو من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب بصواريخ بداءية يمكن تصنيعها محليا هو خط احمر إسرائيلي واميريكي ومصري وغيره لهذا مثلا أتذكر جيدا ان مسؤول منطقة الشرق الأوسط في الجيش الأمريكي في منتصف الثورة على مبارك ورغم وجود حراك خافت في الأردن وسلمية الإخوان وكونهم للاسف مخترقين استخباريا من قبل ثعلب الاستخبارات الأردنية وفي هرمهم القيادي (ما حدث مؤخرا من محاولات انشقاق وتفتيت داخل الجماعة كشف عن اختراقات استخبارية متقنة وقديمة في الجسم القيادي تكافح الحركةضده اليوم لتطهير صفها دون تداعيات صعبة على مستوى القواعد تلى يومها بيانا سطرين عن مبارك ومصر وباقي البيان عن الأردن واستقرار الحكم فيه ! ورغم خطورة مصر كدولة ذات وزن إقليمي فاعل الا أنني بتواضع اعتقد ان الاخطر على الإطلاق هو الجبهة الشرقية او الأردن التغيير في هذه البقعة سيغير تاريخ المنطقة برمتها ويعدل حركته باتجاه صحيح وحاسم ومحوري انها الجبهة الشرقية التي ستكون نقطة الانطلاق الحقيقية لتحرير فلسطين ربما في 2022او في 2027 انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا شكرا لتعليقك الراءع

  2. يقول عابر سبيل:

    الإخوان المسلمين في الأردن وحتى في كل دول العربية والإسلامية في العالم بالاسم فقط والمضمون عبارة عن قيادات وأعضاء يتطاولون للوصول إلى السلطة والقبض على الهرم القيادي من يد بحديد كذلك عنصريتهم من أخمص القدمين إلى أعلى الرأس فهم مهمتهم توصيل أي شخص منتمي إلى الجماعة إلى السلطة فهم ينفون الغير وهذا يناقض مباديء الإسلام

    1. يقول غادة الشاويش المنفى:

      يحق لكل انسان لديه مشروع بناء دولة ومشروع إصلاح سياسي ان يسعى للوصول الى السلطة ولكن عبر صناديق الاقتراع فبربك أستاذ عابر سبيل على ماذا تتنافس الأحوال السياسية في كل دول العالم الفرق ان هذه المجموعة تنظر إلى السلطة على انها وسيلة التغيير وليس على انها هدف يسحق تحته عظام الشعب !!!! !!إنها تريد السلطة من أجل الشعب وأهدافه وعقيدته وهي اصلا نشات فيه وترعرعت فيه وتمثل شريحة واسعة جدا منه لكن لا يعني هذا ان أفرادها كانوا مثاليين وقيادييها مثاليا الأردن نموذجا اختراق بعمق الاختراق الذي حدث يشير إلى فشل واحيانا عدم قدرة الإخوان على تحمل واستيعاب المخالفين وان كنت أرى في تونس والمغرب نماذج غاية في المرونة ولا يمكن ان تعمم كلامك على حركة بمءات الآلاف بل لربما ملايين ! الإخوان لهم ما لهم وعليهم ما عليهم لكن لا شك انه ينظر اليهم نظرة استثناءية من قبل أنظمة المنطقة اسراءيل والدول الإقليمية والدول العظمى وأعتقد أن حركة التغيير اوسع من جهد تنظيم لكن لا شك ان هناك تنظيمات أعلن دورا محوريا في التغيير التدريجي من القاعدة على الهرم وهي تكتسب اليوم خبرة هامة في الحفاظ على المكتسبات والاختراق الأمني والقدرة على المناورة السياسية

  3. يقول حي يقظان:

    هذا هو بيت القصيد، أخي صبحي، شاء من شاء وأبى من أبى:

    «يقول المنطق إن مصير جماعة الإخوان المسلمين في الأردن غير منفصل عن مصائر ذلك الإسلام السياسي الشعبي، أو الشعبوي في أمثلة كثيرة؛ الذي أحسن استغلال موجات التديّن العامّ، وامتطى سخط الشعوب من الأنظمة المستبدة، وسعى إلى توظيف احتجاج الشارع».

    ولا ننسى، فوق كل ذلك، أن تنظيمَ «الإخوان المسلمين» جزءٌ لا يتجزَّأ من نوع الطبخة الإسلامية-السياسية الثلاثية التي آل إليها «تطلُّع» هذا التنظيم بعد انفجار ثورات الشعوب العربية، سواءً كان ذلك على مستوى النظرية أم على مستوى الممارسة. كما كتبتُ في موضع آخر قبل أيام، ما يُعرف الآن بتنظيم «الدولة الإسلامية»، أو بتنظيم «داعش»، يتألف من ثلاثة أقسام رئيسية، على الأقل من خلال ظهور هذا التنظيم في بلاد العراق وتمدُّده واتساعه في بلاد الشام (وهنا، أعيدُ كلامَ المنصف المرزوقي، ولكن بإيضاح أكثر):

    أولاً، قسم من الإسلاميين المتطرفين، فعلاً، ومعظمهم من الذين أُفرج عنهم من سجون النظام الأسدي المجرم، بالأخص.
    ثانيًا، قسم من المرتزقة والمأجورين الذين تمَّ شراؤهم بالمال السياسي من الخارج من أجل التطوُّع في هذا «الجهاد المقدَّس».
    ثالثًا، قسم من رجال المخابرات والأمن الذين تمَّ تدريبُهم على حروب الإرهاب في مراكز تدريبية محلية وأجنبية سرية للغاية.

    إذن، مهمَّتا الإدارة والتنفيذ تقعان على عاتق القسم الثالث، أولاً وآخرًا، وبإيعازٍ مرسومٍ وخفيٍّ ومُسْبَقٍ من أزلام النظام الأسدي المافْيَوي الطائفي المجرم في بلاد الشام و/أو من أزلام نظيره الموالي في بلاد العراق.

  4. يقول د.عبدالسلام محمد النداف:

    فعلاً كما قال أحد الأخوة المعلقين نقلا عن الشافعي رحمه الله “كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن؟
    فقال : اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم” وهذا مسلم به أن نرى “سهام العرب سواء منهم القومي أو اليساري أو الشيوعي أو الليبرالي وهي تنطلق صوب حركة الإخوان المسلمين” وكأن حركة الأخوان المسلمين مكن لها في البلاد العربية لتحاسب وتقيم. .

    1. يقول حي يقظان:

      «سهام العرب سواء منهم القومي أو اليساري أو الشيوعي أو الليبرالي»،…

      هذه كلُّها مصطلحات إيديولوجية مستوردة، ومن صناعة الغرب بامتياز،

      تمامًا مثلمًا أن تنظيم «الإخوان المسلمين» مصطلحٌ إيديولوجي مستورد، ومن صناعة الغرب بامتياز، في المقام الأول!

    2. يقول غادة الشاويش المنفى:

      سيد يقظان بعد التحية الاخوان المسلمون مصطلح عربي اسلامي منبعه قوله تعالى انما المؤمنون أخوة وقوله صلى الله عليه وسلم وكونو عباد الله اخوانا وليس مصطلحا غربيا ولا شرقيا بل ينبع من زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار والغرب احتفل يوم استشهاد القائد الشهيد حسن البنا رحمه الله حركة الإخوان المسلمين ليست حركة معصومة وعليها ملاحظات ولكنها ليست صناعة غربية ولا اختراع لنظام استبداد عربي بل ازعم انها امتلكت وعيا مبكرا حد الخرافة يوم تحدت نظام الأسد في حماة قبل غيرها ويوم أسست أقوى بنية ة عسكرية عرفها شعبنا في تاريخه في قلب فلسطين ويوم ان قادت حركة التمسك بالاسلام فهما وممارسة وتشريعا ونفت عنه شبهات المبطلين شخصيا لست اختا مسلمة ولكني أغار على كل حر يذم باخير ما فيه ويرمى لانه حاول وعمل وضحى واخطا واصاب فهل الغرب الذي ضرب الكؤوس بوفاة حسن البنا وحارب وصول الحركة السلطة بكل قوته بريد فعلا حركة تمثل شخصية مغايرة للامة لا تخني رأسها غربا فتلبرل ولا تحني رأسها شرقا فتتشوع او تتمركس انها الحركة التي تثير ذاكرة الاستعمار فإن ثقافة الإسلام ثقافة علم وروح ومواجهة يقول أحد قادة أركان استخبارات العدو الجنرال موشيه يعلون وزير الحرب الإسرائيلي ان مشكلتنا الأعظم ومعركتنا الحقيقية في الفكر الإسلامي الجهادي

    3. يقول حي يقظان:

      أخت غادة، هذا الكلام عن أصل المصطلح كلام تلفيقي لا يستخدمه إلا المدافعون عن التنظيم. مصطلح «الإخوان المسلمون»، أو «جماعة الإخوان المسلمين»، لا يعدو أن يكون اسمًا جاء بالصدفة على لسان حسن البنا، فاتخذه هو ومن معه من الدعاة السابقين لتمييز جماعتهم عن غيرها من الجماعات الناشطة في ذلك الحين. غير أن الغرب الذي دعمها، في البداية، كان لديه عدد من المصطلحات الجاهزة مسبقًا – على غرار مصطلح «الإخوان المسيحيون» Christian Brothers ، أو «تجمُّع الإخوان المسيحيين» Congregatio Fratrum Christianorum، الذي تأسس منذ أكثر من قرنين من الزمن.

  5. يقول محمد سلطان.امريكا:

    بعد ان قرأت كل النقاش بعد المقال , ارى ان القدس العربي وكاتب المقال على حق وان عمم على كل الاخوان المسلمين ولم يخصص ولكنها كحركة سياسية لم تقدم اي برنامج لعمل او عمل للارتقاء بالامة وانحسرت فعاليتها على رعاية اعضاءها.وكان بينهم الكثير من الانتهازيون والوصوليون ومثال ذلك الحزب الاسلامي في العراق الذي ساهم بنكبته مساهمة كبيرة وظهر زعيمه يلح على الموصل بالتصويت للدستور الاعوج مما سبب كل الكوارث بعده واحتكر الحزب الاسلامي رئاسة “” البرلمان”” منذ حينه.
    الاخت غادة على حق قي موضوع سيد قطب فكل من قرأ كتاب سيد قطب في ضلال القرآن لم يجد به اي دعوة للعنف بل بالعكس دعوة للسلام والتآخي والمحبة . سيد قطب ظلم ظلما كبيرا من المستبدين.

  6. يقول محمد قطيفان/شرق المتوسط:

    في تعليقي المتأخر أقول ، وباختصار شديد جداً :
    – مشكلة الأخوان المسلمين الأساسية في الأردن كانت في القيادات ، فهي مسؤولة بشكل كبير عن الحال التي وصلت لها الجماعة من التشرذم وغياب الرؤية السليمة .
    – بالنسبة لفكر. الشهيد سيد قطب وكتاباته العظيمة ، فمنها عرفت الإسلام ، ومنها سيعود الإسلام للعالم
    – وأعتقد أن الكاتب المتألق صبحي حديدي أصاب في بعض ما تطرق إليه ، وتسرع في حكمه أو نظرته للأمور والأحداث التي مرت بها الجماعة وأثرت عليها وعلى قاعدتها الشعبية

  7. يقول Jordan:

    من الطبيعي جداً ان تُحرق ورقة الاخوان كما حُرقت ورقة غيرهم لأن هذا مصير العمل الناقص الزوال
    ان صح التعبير فجماعاتنا الاسلامية (ليست الجماعات التي تحدث عنها نبينا كلها في النار )بشتى مسمياتها اقتضبت من الدين جانباً منهم من يريد اصلاح المجتمع ومنهم من يريد اصلاح الحاكم ومنهم من يريد اقامة دولة والسيطرة على الحكم ومنهم من تفرّغ للعلم ومنهم من تفرّغ للدعوة وسمى نفسه باسم كالاخوان ورجال الدعوة والتحرير وغيرها ونسوا ان الاسلام دين شامل لجميع ما يعملون عليه
    فسيد الخلق هذّب المجتمع واصلحه وسيد الخلق نشر الدين برجالٍ اعدهم لهذا وسيد الخلق اقام دولة اسلامية عادلة وسيد الخلق علّم الناس امور دينهم وسيد الخلق شارك بالفتوحات الاسلامية فالدولة تمحورت حول رجلٍ بعثه الله لتثبيت دينه واركان دولته الاسلامية.
    اما من جاءوا في عصرنا هذا فأخذ كل منهم جانباً عمل فيه فتفرقوا وخسروا قيادة العالم باسره
    فهم الان احوج لشخص يخرجه الله من بيننا يعيد لم شملهم فتعود للدين هيبته

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية