الناصرة ـ «القدس العربي»: مرة أخرى وعلى الطريقة الأمريكية حيث يضرب السود في الشوارع بوحشية بدوافع عنصرية فإن شرطة الاحتلال تنهال بالضرب على مواطنين دون سبب سوى كونهم عربا. الشرطة الإسرائيلية التي تتبنى شعار «الشرطة في خدمة» الشعب ضبطتها كاميرات حراسة مجددا تؤكد أنها شرطة في خدمة الشغب حيث انقض ثمانية من رجالها على عامل عربي في تل أبيب وأصابوه بجراح دون مبرر.
وكان الشاب ميسم أبو القيعان (21 عاما) الذي يعمل في مجمع تجاري قد خرج لإلقاء قمامة في سلة مهملات فطلبت منه قوة خفية من «حرس الحدود» لا ترتدي زيا شرطيا، بطاقة هوية فوافق شريطة أن يكشفوا هم عن هويتهم ليتثبت من كونهم رجال شرطة. وهذا دفع عناصر الشرطة للانقضاض عليه وسط الشارع باللكمات والركلات، مدعية أنه هو الذي رفض تقديم بطاقة هويته واعتدى عليهم. لكن مدير المجمع التجاري وعددا من المارة الإسرائيليين كذبوا رواية الشرطة في أحاديث لوسائل الإعلام وقالوا إن الشرطة هجمت على أبو القيعان بشكل وحشي مؤكدين أن الخلفية عنصرية.
وكتب مواطن إسرائيلي يدعى ايرز كريسفين من تل أبيب على صفحته في فيسبوك، إن العامل خرج لإلقاء النفايات، وعندها «اقترب منه شاب يرتدي سروالا قصيرا وقال له: «أرني هويتك»، فأجاب العامل: الهوية في الداخل. من أنت؟ ولم يكد ينهي كلماته حتى تعرض إلى ضربات قاتلة. ضربات لم تشاهدوا مثلها في حياتكم».
وأضاف أن افراد الشرطة شتموا امرأة سألت لماذا يفعلون ذلك، وهددوها بالقتل، موضحا أنه بعد ذلك وصلت إلى المكان قوة أخرى من الشرطة وقامت بضرب العامل، حسب ما رواه شهود عيان وصلوا إلى المكان. وتبين الأفلام التي وثقت للحادث أن قوة الشرطة واصلت ضرب العامل حتى حين كان ممددا على الأرض.
وقال والد الشاب الذي اعتقلته الشرطة بعد الاعتداء عليه إن إبنه يعمل في المتجر منذ سنة من أجل توفير المال لاستكمال تعليمه الجامعي وكل الحي يعرفه، ويعرف بأنه شاب جيد لا يثير المشاكل.
وأضاف «هذا الهجوم الوحشي، خاصة من قبل أفراد الشرطة، يقول كل شيء عن الأجواء السائدة في إسرائيل».
وتابع ساخرا «اشكر رئيس الحكومة ووزير الأمن الداخلي على ذلك. هذه هي الرسالة وهذه هي الأجواء التي تتغلغل في صفوف الشرطة والجمهور في إسرائيل. «وقال الأب إنه لم يفكر بعد بالتوجه إلى القضاء او أي جهة أخرى، معتبرا أن المهم الآن هي صحة ابنه وبعد ذلك سيرى كيف سيدير الأمور. و أضاف «لكن بعد أن شاهد العالم كلها الشريط، لا اعتقد أن الشرطة يجب ان تنتظر شكواي. يجب عليهم القيام بالفحص ومحاسبة أفراد الشرطة والبلطجيين الذين هاجموا ابني».
وادعت الشرطة في تعقبها أن القوة طلبت من الشاب إظهار هويته لكنه رفض وأخذ يشتم أفراد الشرطة وقام بعض أحدهم، فاضطر أفراد الشرطة إلى استخدام القوة فيما واصل الشاب مهاجمتهم بعنف، ونتيجة لذلك تم تحويل شرطيين للعلاج في المستشفى. ومع ذلك وفي مثل هذه الحالات سيتم تحويل المواد إلى قسم التحقيق مع أفراد الشرطة».
وفي أعقاب الحادث توجه رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة والنائب دوف حنين إلى وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، وطالباه بالتحقيق في الحادث. وقال أيمن عودة لـ «القدس العربي» إنه «طلب ردا على عملية تنكيل في وضح النهار من قبل أفراد الشرطة ضد مواطن بريء فقط لأنه عربي». وأضاف أن «الرياح الشريرة للعنصرية التي تهب من مقاعد الوزراء وأعضاء الكنيست تترجم إلى واقع غير محتمل من العنف، مشددا على أن هناك خطا مباشرا يربط بين تحريض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في يوم الانتخابات وبين ظواهر مثل الجندي القاتل في الخليل او الهجوم البشع في تل ابيب، الذي لا يعتبر حالة منفردة».
وفي سياق متصل تتجلى العنصرية في إسرائيل أيضا بقيام شرطة القدس المحتلة بالتنقل بين بيوتها العربية لجمع معلومات حول سكانها. وحسب إفادات جمعتها جمعية حقوق المواطن، فقد وصلت قوات الشرطة في الشهر الأخير، وكان بينهم أفراد شرطة ملثمون، إلى حي اسكاني، بين الثانية والرابعة فجرا، وانتقلت من باب إلى باب وايقظت السكان، وحققت معهم حول تفاصيلهم الشخصية وتفاصيل أبناء عائلاتهم وأملاكهم وأماكن تعليم أولادهم. وقدرت جمعية حقوق المواطن وناشطون في القدس المحتلة أنه وقعت عشرات الحالات المماثلة، خاصة في حي العيسوية وحي الطور. وفي كل الحالات المعروفة لم تعرض الشرطة أمرا من المحكمة او أي اشتباه ضدهم، ولم يتم التحقيق معهم تحت طائلة التحذير.
واعترفت قوات شرطة الاحتلال بأن المقصود فقط جمع معلومات للاستخبارات. وبعثت المحامية آن سوتشيو، برسالة إلى المستشار القانوني لحكومة الاحتلال ابيحاي مندلبليت، تضمنت إفادة المواطن (ع) من سكان حي سفانا. ووفقا للإفادة، فقد ايقظه ثلاثة من شرطة حرس الحدود عند الساعة الثالثة فجرا، قبل شهر، وكان أحدهم ملثما، وطلبوا منه تفاصيل حول سكان المنزل. وعندما سأل (ع) قوة الشرطة عن سبب طرح هذه التساؤلات قالوا له، حسب رسالة سوتشيو: «نحن نتجول من بيت إلى بيت في الحي ابتداء من منتصف الليل، ولو جئنا في ساعات النهار لقمتم برشق الحجارة. «وبسبب تخوفه من استيقاظ بناته الصغيرات، سلم (ع) للشرطة المعلومات المطلوبة. وبعد أسبوعين، في الساعة 3:40 فجرا، وصلت قوة من الشرطة إلى منزل (أ) في حي العيسوية، حيث يعيش مع أمه (75 عاما) وزوجته وأولادهما الأربعة. وطلب أفراد الشرطة بطاقات هوية سكان المنزل، وإيقاظ أبناء العائلة. وحين لم يعثر (أ) على هوية أمه، طالبه أفراد الشرطة بالاتصال بشقيقته التي لا تعيش في المنزل، كي تحضر البطاقة. وبعد نصف ساعة حضرت الأخت ومعها البطاقة، فغادرت القوة المنزل. وكتبت سوتشيو: «من الزائد القول إن المقصود طريقة عمل مرعبة لا يمكن أن يكون لها مكان في دولة ديمقراطية. وأوضحت أن الحقوق الأساسية والواضحة جدا في مجال حرية وكرامة الإنسان وخصوصياته تداس بفظاظة. مؤكدة أن طرق باب شخص في الليل، أثناء نومه مع أولاده، ووقوف أفراد الشرطة في الخارج، وبعضهم ملثمون، هو خطوة متطرفة يحتفظ بها في أقل تقدير للمجرمين الأشد خطورة». وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كثيرة قد كشفت عن فضيحة الشرطة ووجهت لها الانتقادات بمستويات متفاوتة غير أن منتديات التواصل الاجتماعي عكست مدى تفشي الكراهية والعنصرية في الشارع الإسرائيلي.
في المقابل تظاهر العشرات من الإسرائيليين في المكان ذاته احتجاجا على عدوانية وعنصرية الشرطة وحملوا لافتات ضدها.
وديع عواودة
هكذا هم الصهاينة انهم يعلمون جيداً انه لا وجود لهم في بلاد سُرقت من اهلها بقوة السلاح والتخاذل العالمي! وهم يصبون حقدهم وانتقامهم على الشعب الفلسطيني لِما أصابهم في أوروبا على ايدي النازيين من إذلال وقهر وقتل وتهجير وكأن الفلسطينيين هم الذين كانوا سبباً في ذلك،